يوري مرقدي لـ "هي": "شوجر دادي" أغنية توعوية وهذه أسباب غيابي عن الساحة منذ 8 سنوات
مشروع موسيقي، غير مألوف، ودائما ما تُحدث أعماله الغنائية الجدل، بسبب الموضوعات الجريئة التي يُناقشها في أغنياته، لكنه يرى في نفسه أيضا، التكامل الموسيقي، بين التأليف والألحان والتوزيع الموسيقي، الذي يقوم به بنفسه، وعلى الرغم من الهجوم عليه وعلى أعماله، إلا أنه يرى انه باتت لديه حصانة ضد حملات الهجوم عليه، إذ تعرض كثيرا لهجوم وآراء نقدية عنيفة من قبل .. هو الفنان اللبناني يوري مرقدي الذي يتحدث لـ "هي" عن أحدث أعماله الغنائية المُثيرة للجدل "شوجر دادي"، ويؤكد على أهمية الموضوع الذي تُناقشه الأغنية، وينتقد الكثير من المُطربين اللذين يطرحون أعمالا غنائية رومانسية دون التطرق للموضوعات الإجتماعية، كما يوضح لنا الكثير من التفاصيل بشأن قرار إعتزاله، وإبتعاده لسنوات عن الساحة الغنائية، وعن مشاريعه المقبلة، وموقفه من العودة للتمثيل وتفاصيل أخرى كثيرة في المُقابلة التالية:
في البداية .. كيف ترى ردود الأفعال حول أحدث أعمالك الغنائية بعنوان "شوجر دادي" والتي أثارت الكثير من الجدل على مواقع التواصل الإجتماعي مُنذ الساعات الأولى من طرحها؟
ردود أفعال إيجابية بالنسبة لي، سعدت بها للغاية، أن تُحقق الأغنية مُشاهدات كبيرة، وتُلاقي أصداء لدى الناس، لتكون حديث الناس على مواقع التواصل الإجتماعي، فهذا يعني أنها حققت النجاح، لكن في الوقت نفسه أحببت هذه الأغنية، وشعرت بضرورة واهمية تقديمها في الوقت الحالي، على الرغم من بعض الآراء الهجومية، والجدل الذي أحدثته فكرة الأغنية والكليب الغنائي، لكن لم يعنيني كل هذا، بل كُنت أرغب في تقديم الرؤى الموسيقية التي تُشبهني وتُعبر عني للجمهور، من خلال موضوع إجتماعي مميز ومختلف وجديد.
لماذا إخترت ظاهرة "الشوجر دادي" لتقديمها بعمل غنائي في الوقت الراهن؟
إخترت هذا العمل لتقديمه في الوقت الحالي، على الرغم من وجود الكثير من الأفكار الأخرى، إلا أنني كرست إهتمامي لتقديم عمل غنائي عن هذه الظاهرة، ولعدة أسباب ، أهمها إنتشارها بشكل كبير على مواقع التواصل الإجتماعي، حتى بات الأمر عميقا للغاية، ويحتاج للنقاش فيه، ومُخاطبة الفتيات عن الحب وشريك الحياة وليس عن الشوجر دادي الذي يُنفق الأموال فقط، إنطلاقا من إيماني بأهمية الفكرة المجتمعية دفعني للقيام بها.
إذن الأغنية توعوية وليست للترويج إلى ظاهرة الـ"شوجر دادي"؟
بكل تأكيد .. الأغنية توعوية وليس للترويج لظاهرة الشوجر دادي كما أشاع البعض، أعتقد أن هناك بعض من اللغط حدث في بداية طرح الأغنية، والإعتقاد بأنني أروج للظاهرة، لكن الهدف منها توعوي، لدي بنات وأحب أن أُقدم موضوعات غنائية تمس كل الشرائح وتحمل الموسيقى، لكن بفكرة مجتمعية هادفة، ما أدهشني من قبل حينما كُنت أجلس مع أسرة أخرى، وأحادث الأب والأم أنا وزوجتي، وكُنا نتناقش في موضوع الشوجر دادي، دخلت الإبنة على الخط لتؤكد لي ضرورة تقديم أغنية عن الشوجر دادي والتوعية منها، حيث كانت ميول الإبنة تصب في المال والماديات دون أن تُفكر في الحب ومواصفات الرجل الذي تُحبه، والمفاجأة أن عمرها 17 عاما فقط، وتُفكر بهذه الطريقة، شعرت وقتها أن الأمر تخطى الخطوط الحمراء، الفتيات ليس لديهن رغبة في الحب بل في المال، الكثير من الرجال يواجهون ظاهرة خطيرة أيضا، من حيث عدم إهتمام السيدات بالحب بل بالمال والمظاهر.
هل كان مقصودا تقديم الأغنية بطريقة كاريكاتورية ساخرة لتثبيت فكرة مُناهضة ظاهرة الشوجر دادي وليس الترويج لها كما أُشيع؟
قدمت الأغنية بطريقة كاريكاتورية ساخرة، لتُبين أنني أناهض ظاهرة الشوجر دادي ولا أروج لها، تعرضت للهجوم بشدة من الجمهور، لكن لم أنزعج من هذا الهجوم الذي طالني، بسبب أغنية "شوجار دادي"، لكن أزعجتني بعض التعليقات، التي تحمل تجريحا، حتى أن أحد الأشخاص تمنى لي الموت بسبب هذه الأغنية، هاجمتني أقلام صحافية ونقدية كثيرة أيضا، لأنهم يحسبون أنني أقوم بالترويج لهذه الظاهرة، لم أهتم ووضعت كل تركيزي في مشاريعي الغنائية والأفكار التي أريد أن أطرحها وتُعبر عني.
ألا ترى أن الموضوعات الغنائية المُجتمعية لا تحظى برواج كبير على عكس أغنيات الحب والرومانسية؟
أنا بالأساس موسيقي، أكتب، ألحن، أوزع أغنياتي بنفسي، أحب أن أصنع الموسيقى بطريقة الوان مان شو، والتي تعتمد على شخص واحد يقوم بكل الأدوار، تلك الطريقة التي أستطيع من خلالها التعبير عن ذاتي، ساعدت في صُنع هوية موسيقية خاصة به لا تُشبه أحدا، أحب تقديم الموضوعات المُجتمعية في أعمالي، وأواجه جدلا كبيرا في كل مرة، لكن هذا أهم من المطربون الحالمون بالمدينة الفاضلة، التي يغمرها الحب وتسود أجوائها الرومانسية، هؤلاء ليس لهم دور توعوي، ولا يطرحون قضايا المجتمع بأعمالهم.
لماذا تُصر على المغامرة الموسيقية رغم أنك تعرف أن الهجوم والجدل سيُطالك بسبب أفكارك الغنائية الغير مألوفة؟
لا أعترف بمن لا يمتلك حس المغامرة، ولديه موهبة أنعم الله عليه بها، عدم القيام بالتجربة والمغامرة في حد ذاته، يجعلني أشعر بأن لا استحق الموهبة والقُدرات التي أمتلكها، والحديث بوجه عام عني وعن غيري، أعرف دائما أن أعمالي الغنائية وأفكاري الغير مالوفة سوف يُطالها الهجوم ولن تسلم منه من قبل أن أطرح الأغنيات، لكن أركز على المشروع الغنائي والتفاصيل الفنية فقط، بغض النظر عن أي حسابات مُسبقة، لقد سبقت وطرحت عدة أغنيات وتعرضت للهجوم، لعل أبرزها أغنية "عربي أنا" التي لم يخطر ببالي في هذا الوقت، أن تُثير الجدل والضجة، بهذا الشكل الكبير.
وكيف تتحمل هذا الهجوم؟
أصبح لدي حصانة ضد الهجوم على أعمالي الغنائية، هذا يعني تأثير الأعمال التي أطرحها بشكل عام، أما لو لم يتحدث الجمهور عن العمل الغنائي، فهذا في حد ذاته لا أعتبره نجاح، بل أحب الأعمال التي تُحدث ضجة بموضوعها وأفكارها وإختلافها.
بماذا ترد على من يصفونك بمحاولات إفتعال الجدل بموضوعات أعمالك الغنائية؟
أكتب موضوعاتي الغنائية، بكل صراحة، وجرأة، حتى ولو أن الناس لم تحبها، هذا أمر طبيعي، لكن أُقدم ما أقتنع به، لا أعترض على أي هجوم أو نقد، لكن لا أقبل التجريح، لذا أدعو الناس لتقبل اختلاف الأذواق، أصبحت أتقبل هذا الهجوم، لكن لا أقبل الإهانة بأي شكل، أعتقد أن مواقع التواصل الإجتماعي لها دور كبير في الإنتشار والهجوم والحسابات الوهمية والكثير من التفاصيل التي تندرج تحت مواقع التواصل الإجتماعي، لا أفتعل الجدل، لكن لا أحب أن تمر أعمالي دون أن تترك بصمة حضورها على الساحة الغنائية.
دعنا نتحدث عن أسباب غيابك عن الساحة الفنية لثمانية أعوام وعودتك المُفاجئة للجمهور؟
أسباب غيابي تنحصر في أنني لم أكن قد وجدت الشريك الإنتاجي الذي يدفعني للعودة لتقديم أفكاري ومشروعاتي الغنائي، التي تُعبر عن هويتي الموسيقية، خصوصا أنني كُنت قد قطعت شوطا في الإبتعاد عن الغناء، لهذا السبب، حيث أن العملية الموسيقية شقها الإنتاجي هو الأهم الذي يُسير الصناعة بشكل عام، بهذا الوقت الذي إبتعدت فيه حاولت أن أستعيد شريط ومشوار عملي بالموسيقى، من أجل الوقوف على النقاط الإيجابية والسلبية، حينما أُتيحت الفرصة لتعاون بيني وبين شركة "نجوم ريكوردز"، قررت العودة لأن الغناء والفن بالنسبة لي هما الرئتان اللتان أتنفس بهما.
إذن .. لماذا أعلنت إعتزالك قبل سنوات؟
لم أعلن إعتزالي من قبل، بل كانت تصريحات حول صعوبة توافق المغني مع الإنتاج، وهو الأمر الذي جعلني أُقرر الإبتعاد وقتها، لكن الكثير من المنابر الإعلامية تداولت الأمر على أنه إعتزال، لم تكن لدي النية وقتها للرد أو التوضيح بخصوص هذا الشأن، لقد سبق وقُلت لك أنني لا أركز إلا في الشق العملي الخاص بصناعة الموسيقى دون الإهتمام بالرد أو التركيز بأمور بعيدة عن الموسيقى التي أحبها وأعشقها.
هل ترى معوقات تواجه نجوم الغناء في الوقت الراهن بسبب التعاقد وعقود الإحتكار مع جهات إنتاجية موسيقية دون إنتاج الفنان أعماله بنفسه؟
أرى أن المعقوات موجودة مُنذ سنوات طويلة، حيث خلافات كثيرة خرجت للنور مؤخرا، ومع نجوم كُبار في الوطن العربي، حول الجدل بينهم وبين شركات الإنتاج، وأخرى عقود إحتكار لسنوات طويلة مع مُطربين توقفوا عن الغناء وعادوا، كلها نماذج تؤكد صعوبة التوافق بين الطرفين المغني والجهة الإنتاجية، حيث هناك حقوق ملكية، وفي الوقت نفسه هناك إبداع من جانب المُطرب، أعتقد أنه من الصعب حدوث توافق بين المغني وشركات الإنتاج حاليا إلا في حالات قليلة، والحمد لله هناك توافق كبير مع شركة "نجوم ريكوردز" وسعيد بالتعاون معهم، واشعر بالراحة والإنسجام والمساحة في تقديم أفكاري الفنية.
في النهاية .. هل ستشهد الساحة الغنائية حضور متواصل لك خلال الفترة المقبلة أم مُتقطع ما بين الحين والآخر؟
أمتلك قرابة 30 أغنية تم تنفيذ جزء كبير منها، وأواصل العمل على البقية، كلها أفكار مُعبرة عني ونعمل على الإنتهاء منها، من أجل التخطيط لطرحها خلال الفترة المقبلة، لقد أرجحنا كفة الأغنية المنفردة عن تقديم ألبوم غنائي، كي تحصل كل أغنية على حقها في الإنتشار، لذا فلن أنقطع عن الحضور على الساحة الغنائية، بل سأكون متواجدا طالما أنني مع شركة محترمة ومحترفة مثل "نجوم ريكوردز".