الحلم

صناع السلسلة الوثائقية "الحلم" يكشفون لـ"هي" أبرز الصعوبات وما هو دور المنتج هاشم صباغ في توجيه أبطال العمل؟

سما جابر
1 نوفمبر 2024

رحلة ملهمة لخمسة فتيان لاجئين يحصلون على فرصة لتحقيق حلمهم في أن يصبحوا لاعبي كرة قدم محترفين في البرازيل.. قصة شاهدناها في السلسلة الوثائقية التي عرضت عبر منصة شاهد مؤخرًا، وحصدت نجاح المتابعين الذين عاشوا لحظة بلحظة مع الشباب الخمس الذين تتغير حياتهم بالكامل بعد دخولهم البرازيل عقب المعاناة الصعبة التي عاشوها في بلادهم مؤخرًا.

وتستعرض السلسلة الوثائقية رحلة فتيان لاجئين من مخيم الزعتري خلال سعيهم لتحقيق حلمهم في أن يصبحوا لاعبي كرة قدم محترفين في البرازيل. تمتد أحداث السلسلة على مدى ثلاث سنوات، وهي تجربة مثيرة بقصتها القوية ورسالتها الملهمة عن الأمل والعزيمة، حيث تقدم السلسلة للمشاهدين لمحة عن حياة حافظ ("مارسيلو") (17 عاماً)، وعمر (15 عاماً)، وقيس (14 عاماً)، وأحمد (17 عاماً)، وقصص عن الصمود والإصرار والنمو.

  حسين فخري رئيس إدارة الأعمال باستديوهات كتارا يكشف تفاصيل الخطة المقبلة بعد "الحلم"

مجلة هي التقت بكل من حسين فخري رئيس إدارة الأعمال باستديوهات كتارا المنتجة للسلسلة الوثائقية، حيث يعد "الحلم" هو ثاني إنتاجات استوديوهات كتارا، وكشف فخري عن سر اختيار هذا العمل ليكون ثاني إنتاجات الشركة، فقال: "لطالما سعينا في استديوهات كتارا أن ننتج محتوى أصلي من المنطقة العربية ولذلك تم اختيار "الحلم" ليكون ثاني إنتاجات استوديوهات كتارا لأنه يتماشى مع رؤيتنا في تسليط الضوء على قصص عربية يستطيع الجمهور في المنطقة العربية وحول العالم أيضا أن يرتبطوا بها وبالمواضيع التي تقدمها".

ولفت حسين فخري إلى أن القصة ليست فقط ملهمة، بل تتناول أيضًا معاناة مجموعة من الأولاد الذين يكافحون من أجل البقاء وتحقيق أحلامهم، مشددًا على مدى فخره وفخر استوديوهات كتارا بكونهم جزء من هذه الرحلة الملهمة ومشاهدة رحلة الشباب من أجل تحقيق أحلامهم.  

وعما إذا كانت استوديوهات كتارا سوف تركز فيما بعد عن الأعمال الملهمة والوثائقية فقط أم أنها ستنتج أعمال ترفيهية قريبًا؟؛ أجابنا حسين فخري وقال: "نحن في استوديوهات كتارا نعتبر أنفسنا مركزًا إبداعيًا متكاملاً يسهم في دعم صناعة المحتوى بكافة أنواعه، ويُسلط الضوء على صناع هذه القصص، سواء كانوا مخرجين أو موسيقيين أو رواة قصص.. لقد قمنا بإنتاج العديد من الأعمال الترفيهية، بالإضافة إلى تنظيم افتتاح واختتام كأس العالم وافتتاح كأس آسيا.. ونسعى دائمًا في استوديوهات كتارا للتركيز على إنتاج محتوى عربي أصلي ولدينا العديد من الأعمال المتنوعة المخطط لها في السنة القادمة، والتي سيتم الإعلان عنها قريبًا، بما في ذلك بعض الأفلام والمسلسلات التي ستكون من إنتاجات استوديوهات كتارا الأصلية".

ا
كواليس تصوير الحلم 

هاشم صباغ يكشف الصعوبات التي واجهت فريق عمل "الحلم"

مجلة هي أيضًا التقت بهاشم صباغ، المنتج المنفذ لسلسلة "الحلم" والذي كشف لنا عن أهم الصعوبات التي واجهته هو وفريق العمل في تقديم تلك السلسلة، فأكد أن الصعوبات والعوائق كانت كثيرة، ففي بداية المشروع كانت الفكرة لشباب قاصرين تحت سن الـ18 سنة يلتحقون بأكاديمية برازيلية في البرازيل لذلك كانت العلاقة بين الأهل والأكاديمية عن طريقه هو، فكان لابد من أن يتم بناء علاقة مقربة جدا للحصول على نوع من الثقة بسبب خوف الأهالي من إرسال أبنائهم لبلد أجنبي وخطر كالبرازيل. 

ومن بين الصعوبات أيضًا التي تحدث عنها هاشم صباغ، كانت الإجراءات الرسمية والحصول على بعض الأوراق، فقال: "نقطة أخرى واجهت صعوبة فيها، كانت الأوراق من جوازات السفر والفيزا للبرازيل وجميع هذه المعلومات كانت شديدة الصعوبة.. وعند وصول الشباب للبرازيل واجهنا صعوبة في اللغة، وهذا جزء من الحلقة ثانية عندما قابلوا المعلمة البرازيلية من أصول حلبية والتي كانت تسكن في نفس المدينة حيث استطاعت تعليمهم من اللغة العربية إلى البرتغالية".

وتابع في تصريحاته لـ"هي": "من الصعوبات الأخرى كانت البعد عن الأهل، خصوصا في حالات حرجة مثل جائحة COVID-19.. حيث كانت فترة صعبة علينا جميعًا فكيف لو كانت على أطفال صغار لم يتجاوزوا الـ18 سنة في منطقة بعيدة كليا عن عائلاتهم، يوجد الكثير من الصعوبات التي واجهناها، بغض النظر عن الرياضة بحد ذاتها وصعوبتها والاحتكاك مع لاعبين مختلفين، وكما أشرت إليه سابقا البعد عن الأهل كان أحد أكبر الصعوبات التي واجهناها، وكما تعلمون العلاقة مع العائلة والأصدقاء جدا مهمة ولهذا السبب بالنسبة لي أنا الحلقة الأولى من البرنامج كانت شديدة الأهمية لأنها صورت القرب من العائلة والأصدقاء". 

ة
نجوم سلسلة الحلم 

هل كانت مشاهد "الحلم" كلها حقيقية؟

هاشم صباغ أكد كذلك على أن جميع ما ورد في السلسلة الوثائقية من مشاهد ولقطات؛ كلها كانت حقيقية 100% ولم يكن هناك أي مشاهد تمثيلية، فأضاف: "حرصنا نحن كصناع فيلم على إظهار الصورة الحقيقية لهؤلاء الشباب من وجهة نظرهم هم وليس وجهة نظرنا، لذلك في بعض المشاهد قد يخطر في بال المشاهدين أنها لقطة أبطأت إيقاع الحلقة، مثل اللقطات في غرف النوم وهم يتحدثون سوياً عن مشاعرهم وطموحهم والصعوبات التي يواجهونها، وهذه هي الحياة الحقيقية ليست سيناريو نضعه لتسليط الضوء على فكرة معينة". 

هاشم صباغ كذلك تحدث معنا عن فكرة توجيه الفتيان خلال رحلتهم وما إذا كان قد قدم لهم النصيحة أم لا، فقال: "هذه كانت إحدى النقاط التي أخذناها بعين الاعتبار منذ البداية عندما فكرنا بفكرة السلسلة الوثائقية، هل أنا هاشم صباغ أكون جزء من السلسلة أو أصبح فقط خلف الكاميرا؟، حيث لاحظ مخرج السلسلة باسل غندور منذ البداية بأهمية وجود مرشد وموجه لهؤلاء الشباب في بلد غريب وعالم آخر وكان لابد من وجود صلة بين عوائل الشباب في مخيمات الأردن والشباب في البرازيل، كثير من المعلومات كانت تصل للعوائل عن طريقي أنا ومن العوائل للشباب، بعض الأهالي لم يريدون إخبار أبنائهم بمشاعرهم بشكل مباشر لذلك كنت أنا حبل الوصال بينهم". 

وشدد هاشم صباغ على أن علاقته مع هؤلاء الشباب كانت علاقة صداقة وتوجيه، ففي بعض الأحيان يريدون التحدث عن مشاكلهم والصعوبات التي يواجهونها في البرازيل، فيريدون فقط شخص للحديث معه، وقد عمل المخرج باسل غندور على فكرة إدخال شخصية هاشم الصباغ الذي كان دائما على اتصال مع الشباب، ومثلما ظهر في الوثائقي فكان هناك العديد من المشاهد يكون هاشم متواجدًا فيها على "زووم" أو بالحقيقة، من أجل توجيه هؤلاء الشباب في لحظات كثيرة أو فقط لسماع مشاكلهم. 

ف
شباب الحلم 

ما هي أكثر القصص صعوبة بين قصص شباب "الحلم"؟

المنتج المنفذ للعمل كشف كذلك عن أكثر قصة من بين قصص الشباب كانت صعبة في بعض من تفاصيلها، ومن بينها قصة الشاب مارسيلو، فكان السبب وراء صعوبتها، هو أنه أكثر شاب حدثت معه العديد من المواقف الجميلة والصعبة، فكان مارسيلو نجم المخيم في الأردن قبل أن يذهب للبرازيل، لذلك توقع أنه سيكون نجم بالبرازيل أيضا لكن في لحظة وصوله أدرك مارسيلو بأن الأمور أصبحت أصعب بكثير عما كانت عليه في المخيم، فعندما كان في المخيم أجمع سكان المخيم عليه بأنه أفضل لاعب هناك لعمره ومهاراته وبنيته الجسدية، وعند وصوله للبرازيل كما ظهر في الحلقة الثانية؛ اكتشف مارسيلو بأنه ليس قادرًا على مجاراتهم واللعب حتى، كما أن المدرب لم يشركه في المباريات لعدم فهمه في التكتيكات والعديد من المعلومات إلى جانب اللغة الجديدة كليا عليه، ونتيجة لذلك  كان يشعر بالضيق كثيرًا. 

تابع هاشم صباغ في تصريحاته لنا: "بعد ذلك وقت حدوث الكورونا، استطاع مارسيلو استجماع قوته للذهاب للنادي الرياضي لتقوية جسده بعد ذلك تحسن مارسيلو كثيرا، واستطاع أن يلعب في فريق درجة أولى ولعب ضد فرق مثل بورتافوكو وفاسكو دا غاما وفلامينقو، أندية كبيرة جدًا، ولاعبين كبار، ومارسيلو استطاع الاحتكاك بهم، وحصلت معه بعض المشاكل أيضا، بينه بين النادي وكان هو كبش الفداء، كما أن رحلته أيضا للمنتخب السوري كانت مميزة جدا، بعد ما ترك سوريا وطنه ولجأ إلى الأردن، فاستطاع اللعب في منتخب فريقه واللعب في بطولة دولية وهي بطولة غرب آسيا في السعودية".

ف
فريق عمل الحلم 

وأضاف صباغ: "الرحلة الكروية لمارسيلو كانت مهمة وصعبة جدًا حتى في تصويرها لأنها مليئة بالأحداث والمواقف وفي مناطق مختلفة مثل البرازيل والسعودية والأردن، فكانت قصة ممتازة وحاولنا أخذ هذه القصة وإظهارها للعالم بجميع الصعوبات فيها خصوصا بأن والدة مارسيلو ذكرت في الحلقة الأولى بأنه عاطفي جدا، وأحد أهم الأجزاء في السلسلة هي علاقة الأم مع ابنها في كل لحظة من العمل، فنلاحظ مواقف حميمية جدًا وقريبة للقلب بينهم، مثل مشاهد الوداع قبل السفر، والحديث الذي جرى بينهم، وأحد اللقطات القريبة لقلبي شخصيا كان مشهد قيس مع والدته في الحلقة الأولى".

واستطرد هاشم صباغ:"أيضا أحد المشاهد المحببة لي عندما كان يمر مارسيلو بلحظات مميزة أثناء  لعبه مع فريقه وأمه تشاهده عبر التلفزيون، مشاعر والدته التي تم تصويرها أثناء إصابته أو أثناء تشجيعها ودعائها له، يعتبر جزء صغير من الفيلم ولكن مهم جدًا أن نرى الدور الكبير الذي تلعبه الأمهات لتنمية هذا الطفل وموهبته".

الجدير بالذكر أن "الحلم" من إخراج باسل غندور، كاتب ومنتج فيلم "ذيب" المرشح للأوسكار، وإنتاج هاشم صباغ، الذي كان له دور في توجيه وإرشاد الفتيان خلال رحلتهم الرائعة.

ترالصور من حساب استوديوهات كتارا على انستجرام