عن الانتقادات ومستقبلها مع التمثيل والإخراج.. كيف كشف فيلم درة "وين صرنا" عن وجهها الآخر؟
الفنانة التونسية درة تعيش مرحلة مميزة في مسيرتها الفنية هذه الأيام، حيث مازالت تحصد توابع عرض أول فيلم من إنتاجها وإخراجها "وين صرنا"، الذي عرض مؤخراً في مهرجان القاهرة السينمائي 2024، ولاقى رد فعل مميز في المهرجان.
فيلم "وين صرنا" يكشف عن وجه آخر في شخصية درة
ومازالت أصداء فيلم "وين صرنا" مستمرة، وهو الفيلم الذي عرض في الدورة 45 من مهرجان القاهرة السينمائي، وقدم درة لأول مرة كمخرجة ومنتجة بعيداً عن شهرتها كممثلة، وحلت درة ضيفة على برنامج "معكم" مع الإعلامية منى الشاذلي، وتحدثت عن رحلتها في صنع الفيلم وكشفت العديد من الكواليس المميزة، ومنها أن فكرة الفيلم جاءتها عن طريق الصدفة، بعدما أرسلت لها بطلة الفيلم، الفتاة الفلسطينية "نادين" رسالة تحكي لها قصتها على انستقرام.
وكشفت درة أنها اهتمت بالرسالة وشعرت بالرغبة في معرفة تفاصيلها، لذلك قررت بعد ذلك عمل الفيلم التسجيلي والوثائقي "وين صرنا"، وقالت درة إنها مهتمة بهذه القضية منذ زمن بعيد وقبل دخولها مجال التمثيل، وأنها حصلت على ماجستير العلوم السياسية في هذه القضية، وسافرت إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وأجرت دراسة وأبحاث على أرض الواقع معهم، لذلك فهي تعلم جيداً أهمية القضية وخلفية قصة الفيلم وأحداثه.
ماذا قالت درة عن أصداء فيلم "وين صرنا"؟
وقالت الفنانة درة في تصريحاتها إن الفيلم غرضه الأساسي هو نقل حياة هؤلاء والتعبير عنهم، لذلك هي كانت متوترة للغاية في عرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي، ولم تكن متخوفة من الانتقادات أو من تقييم تجربتها الأولى في الإخراج بقدر ما كانت متخوفة من رد فعل الفلسطينيين أنفسهم عن الفيلم، لأنه في الأساس عنهم وموجه إليهم، أما عن إضافة أدوار جديدة لها في مسيرتها الفنية، لكونها مخرجة ومنتجة الآن بجانب عملها في التمثيل والأزياء وغيرها، فردت درة على سؤال منى الشاذلي حول المهنة التي قد تتخلى عنها.
وقالت الفنانة درة إنها من الممكن أن تستغنى عن الأزياء، لأنها بطبيعة الحال تحبها وتظهر بها في المناسبات والفعاليات، وليست الغرض الرئيسي بحد ذاتها، وتعتبر التمثيل هو الشيء الأساسي بالنسبة إليها، ولكنها لا تعرف إلى متى ستستمر في التمثيل، خاصة أنه مجال يعتمد على كيفية رؤية وتقبل الآخرين لها كممثلة، بالإضافة إلى عدم معرفتها بعمرها الافتراضي كممثلة، وعبرت درة أيضاً عن سعادتها بالدعم الكبير الذي تلقته من زملائها الفنانين في العرض الخاص لفيلم "وين صرنا" في مهرجان القاهرة السينمائي.
وردت أيضاً الفنانة درة مؤخراً على انتقادات البعض لفيلمها "وين صرنا"، بعد مشاهدته في مهرجان القاهرة السينمائي، وقالت في تصريحات لها مع برنامج "عرب وود"، إنها لم تنفذ الفيلم من أجل أن يقال عنها مخرجة أو لا، ولكن هناك هدف أسمى من ذلك، بالإضافة إلى أن الفيلم له طبيعة خاصة وهو موجه للناس الذين يعرفون طبيعة الأفلام التسجيلية والوثائقية، وكشفت أن هذه النوعية من الأفلام لها خصوصية في طريقة الطرح والعرض والتصوير وغيرها من العناصر، وعبرت درة عن فخرها بعرض الفيلم في مهرجان عريق ومعترف به دولياً مثل مهرجان القاهرة السينمائي.
درة تحتفل بعرض فيلمها "وين صرنا" في مهرجان القاهرة
درة بدأت من خلال فيلم "وين صرنا" مرحلة جديدة في مسيرتها الفنية، بعد تنفيذها لخطوة إنتاج فيلم "وين صرنا"، ومشاركته في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، وحصده هذا الاحتفاء الكبير من قبل القائمين على المهرجان، وكان بمثابة خطوة مهمة لدرة كذلك لبداية خطوات أخرى، لاسيما أنها أكدت بعض العرض الأول للفيلم في القاعة الكبرى بدار الأوبرا المصرية، إنها صاحبة فكرة الفيلم، كما أنها قامت بإخراجه وإنتاجه، مشيرة إلى أنها قدمت التجربة بمشاعرها، وأن العمل يعد محطة مهمة في مسيرتها، لاسيما أن الساعات الماضية شهدت ردود فعل واسعة من قبل أصدقائها في الوسط الفني على الفيلم.
والفيلم مدته ٧٩ دقيقة ويحكي عن "نادين"، وهي شابة من غزة، وصلت إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من الحرب، برفقة ابنتيها الرضيعتين، اللتين أنجبتهما قبل الحرب ببضعة أشهر بعد معاناة خمس سنوات.. وتنتظر زوجها في مصر والذي لن يتمكن من الانضمام إليها إلا بعد شهرين، وقالت الفنانة درة عن فيلمها الوثائقي "وين صرنا": "أردت أن أسخر ما في استطاعتي بحب لتخليد لحظة فارقة، لأضع بصمة مهما كانت صغيرة ضد نسيان حكايتهم لانهم ليسوا ارقاماً لانهم في نظري الأجمل والأقوى والأحق، أردتهم أن يكونوا ابطال الفيلم الأول من إخراجي وإنتاجي.. شكرا لكل من آمن بالفيلم ودعمه بأي شكل ولكل فريق هذا العمل الخاص الذي اتمنى ان يصل لأكبر قدر من الناس".
