خاص "هي": رسالة مهرجان البحر الأحمر- من أسوان إلى جدة.. رحلة "ضي" عدو الشمس إلى النور
قصة سينمائية مغايرة من حيث الموضوع، ممثلون رئيسيون من عدة دول، وعدد كبير من ضيوف الشرف، فيما رحلة الأبطال الأربعة بدأت من أسوان إلى القاهرة مرورا بعقبات غير متوقعة، وصولا إلى جدة حيث العرض الأول لفيلم "ضي" للمخرج كريم الشناوي شريط افتتاح الدورة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
رحلات النجاح والصعود ليست بجديدة على السينما العربية، خصوصا فيما يتعلق بنجاحات المواهب الغنائية، لكن الجديد في فيلم "ضي ..سيرة أهل الضي" كون الموهبة الباحثة عن الأضواء لا تستطيع الوقوف كثيرا تحت الشمس، "ضي" فتى نوبي مصاب بإضطراب وراثي نادر، يجعله صاحب البشرة البيضاء الوحيد في قريته المليئة بالوجوه السمراء، لأنه باختصار مصنف كـ"عدو للشمس" أو "ألبينو"، يعيش مع والدته وشقيقته، ويتمتع بصوت ساحر لكنه غير قادر على مواجهة الناس، مدرسته "ًصابرين" تسعى من أجل خروجه للنور فيما كل الأوامر أن يبقى في "العتمة"، تشترك له في برنامج "ذا فويس"، يطلبه البرنامج لحلقة اختبارات في مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة وهو القاطن في أقصى جنوب مصر، الأم تخاف عليه بشدة وترفض المغامرة لكنها تذعن في النهاية، الأخت تحب شقيقها لكنها تغارمن تفضيل والدتهما له، المدرسة تبحث عن منفذ لـ"ضي" لكنها في الوقت نفسه تحاول استعادة حب قديم من زميلها عازف العود "يوأنس" المقيم في القاهرة، تبدأ الرحلة لكن العقبات غير المتوقعة تقف لهم بالمرصاد، يتوقفون في الأقصر وقوص ويصلون للقاهرة عبر النيل، وعلى باب مدينة الإنتاج الإعلامي يفاجئون بأن الوقت قد فات ! .
قائمة ضيوف الشرف
وسط كل ما سبق نجح مؤلف الفيلم هيثم دبور ومخرجه كريم الشناوي في تقديم قصة انسانية تبدو في البداية أنها توعوية قبل أن يجد متلقي الفيلم نفسه تدريجيا منخرطا في الرحلة متمنيا السلامة لضي وأسرته، مستمعا في الوقت نفسه بالمشاهد الخلابة التي ظهرت خلال الرحلة، خصوصا في مدينة الأقصر وهو ما يحسب لمدير التصوير البارز عبد السلام موسى، كل ذلك وسط مفاجأت لا تتوقف بظهور عدد كبير من النجوم كضيوف شرف دون "لي لذراع الدراما" فجميعهم كان محطة يمر عليها الأبطال الأربعة من أهل الضي .
أبرز ضيوف الشرف، محمد منير بشخصيته الحقيقية، أحمد حلمي في شخصية عامل مطافي، محمد شاهين في شخصية محصل القطار، محمد ممدوح في شخصية يوأنس عازف العود، تامر نبيل في شخصية سائق ميكروباص، صبري فواز في شخصية صاحب أسطول مراكب نيلية، بالإضافة لأمينة خليل ولميس الحديدي وعدد أخر من الفنانين .
مغامرة اختيار الأبطال
حسب بيان صحفي صادر عن أسرة الفيلم فإن اختيار البطل الرئيسي "ضي" وجسده الشاب "بدر محمد" استغرق أكثر من عام ونصف العام، لأنهم باختصار يبحثون عن شاب مصاب بالألبينو وفي نفس الوقت قادر على التمثيل والوقوف أمام الكاميرا، لكن المغامرة لم تقتصر على البطل الرئيس، حيث جاء اختيار الممثلة السعودية أسيل عمران لشخصية "صابرين" لافتا للانتباه ونجحت أسيل في أول اختبار حقيقي لها بالسينما المصرية وجاء أداءها مقبولا بدرجة كبيرة رغم أنها تؤدي باللهجة الصعيدية، فيما جسدت دور الأم الممثلة السودانية إسلام مبارك التي قامت ببطولة الفيلم السوداني الشهير " ستموت في العشرين" ، وجسدت حنين سعيد شخصية الأخت، وكان التفاهم واضحا بين الأربعة على الشاشة وهو ما يحسب للمخرج كريم الشناوي بالمقام الأول.
مصدرا للطاقة الإيجابية
الفيلم الذي يمنح متفرجيه قدرا كبيرا من الطاقة الإيجابية في نهايته، يلقى الضوء على العديد من القضايا المتشابكة ولا يكتفي فقط بقضية التنمر على عدو الشمس، وإنما قضايا أخرى مثل الطائفية ومصابي الحروق والعنوسة وفوضى السوشيال ميديا وغيرها تفرض نفسها بنعومة داخل الأحداث لتصل للمتفرج بنعومة ودون مواجهة فيما الكل مشغول بمتابعة رحلة "ضي" والتأكد من وصوله ليس إلى اختبارت "ذا فويس" وإنما للضوء الذي عاش حياته خائفا منه .