خاص "هي" رسالة مهرجان البحر الأحمر -عبد العزيز المزيني مخرج "ليل نهار": تقبل الآخر أهم قضايا الفيلم وأطمح لمليون تذكرة
رغم أنها التجربة الأولى على كرسي المخرج، لكنها لفتت الأنظار بقوة خلال فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.. "ليل نهار" أول الأعمال السينمائية لعبد العزيز المزيني الذي يعرفه الجمهور السعودي من خلال كارتون "محافظة مسامير" ومن بعده فيلم "راس براس" وكلاهما تابعه المتفرجون عبر نتفلكس، أي أن "ليل نهار" ليس فقط الفيلم الأول للمزيني كمخرج لكنه أول مقابلة فعلية مع جمهور شباك التذاكر.
الفيلم الذي قام ببطولته زياد العمري وأبرار فيصل ونواف السليمان والممثل الكبير عبد الله السدحان يمكن تصنيفه بأنه فيلم إجتماعي موسيقى كوميدي في آن واحد، ينطلق من قصة مطرب أوبرا سعودي تضطره الظروف للزواج من مطربة شعبية "طقاقة" وكلاهما يقع تحت سيطرة رجل أعمال لا يعترف إلا بلغة المال .
لم يشارك الفيلم ضمن مسابقات مهرجان البحر الأحمر، على أن يعرض تجاريا نهاية الشهر الجاري، وعلى هامش عروضه في جدة التاريخية التقت "مجلة هي" مخرجه عبد العزيز المزيني وكان هذا الحوار.
- من يشاهد الفيلم للوهلة الأولى قد يعتقد أنه فيلم كارتوني يمثله بشر، كيف ترى هذا الإنطباع؟
شعور المتفرج أنه أمام فيلم كارتون شيء جميل لأن اللمسة الخاصة والمختلفة هي ما ينقصنا في السوق السعودي وكذلك العربي، جميع الأعمال متشابهة، فإذا قال الجمهور أن أعمالي كارتونية فهذا شيء جيد بالنسبة لي وهذه طريقتي وأسلوبي في الكتابة، فالكارتون ليس به حدود وهذا ما أستمتع به، وإذا شاهدت فيلم "راس براس" ستشعر أنه كارتوني بشكل أكبر وهذا الفيلم أقل والقادم سيكون اقل منهم وهكذا، وهذه هي المرة الأولي في الإخراج بالتالي كان يهمني خروج العمل في أفضل صورة ممكنة على أن يتاح لي المزيد من التجريب والتطوير في الأعمال المقبلة بإذن الله.
- لكن بالتأكيد تحضير الممثلين لهذا الأسلوب من الأداء أمام الكاميرا احتاج لمجهود مضاعف؟
كل شيء في هذا المشروع خرج عكس المخطط، لم أكن انوي اخراج الفيلم في البداية، كنت مكتفيا بالكتابة كما فعلت في أعمالي السابقة، لكنني شعرت أنه لا ينفذ تلك الرؤية إلا كاتبها فتوليت المهمة قبل التصوير بفترة وجيزة فعلا، وهو ما دفع بأن يدخل الممثلون أنفسهم "مود التصوير" في وقت قياسي.
ويكمل المزيني : مثلا "نواف السليمان " الذي قدم شخصية "داغر"، حضر قبل التصوير بيومين وسألته سؤالا واحدا فقط "هل تقبل أن يتم إزالة حاجبيك؟" وعندما وافق على ذلك علمت أنه المناسب للدور وأنه منفتح على كل ما يحتاجه النص من مفاتيح للأداء، وهو ما ينطبق على باقي فريق العمل، مثلا "ليل" التي جسدتها أبرار فيصل أيضا جاءت في اللحظات الأخيرة، كان البحث شاقا عن ممثلة ومغنية تصلح لدور طقاقة وتكون مناسبة لما يريده النص، أجريت الكاستينغ لأبرار على سبيل أداء الواجب بعد ترشيح مساعدة المخرج، لكنني فوجئت بقدرتها على الأداء وسلاسة رد فعلها تجاه المطلوب، وحدث ارتياح متبادل ووافقت في وقت قياسي .
ونتج عن كل ما سبق أنه حتى السيناريو تم تعديله بما يناسب الممثلين والمواقف التي نتجت عن تآلفهم أمام الكاميرا، وهناك مشاهد تم اعادة كتابتها يوم التصوير .
- وماذا عن ممثل مخضرم مثل عبد الله السدحان، هل وجدت صعوبة في اقناعه بفيلم مغاير للسائد في السينما السعودية؟
"السدحان" ممثل كبير وله تاريخ، وتمكن من تقديم الشخصية الشريرة بهدوء، وحرصت في هذا الفيلم ألا يظهر بالصورة النمطية للشخص الشرير، فكلما كان الشخص يمتلك قوة، كان هادئًا أكثر وحركته أقل، حتى ستُلاحظ أنه لم يتحرك إلا في نهاية الفيلم فقط، وهذه هي القوة الحقيقية التي كنت أرغب في تقديمها.
- البعض قد يقول أن الفيلم يستهدف الجمهور العام وليست له رسالة ما ردك؟
أنا تخيل الشخصيات عندما أقوم بكتابتها وأحب أن أرى العالم ملونًا، فأنا لا أصنع أفلامًا للمهرجانات أو النقاد وإنما للجمهور، وإذا احتوى الفيلم على رسالة فهذا شيء جيد، ولكن إذا شعر المشاهد بالسعادة لمدة ساعتين فقط بسبب الفيلم ورحلت عنه همومه بسببه فهذا شيء يُسعدني وبهذا أكون فعلت ما يجب عليَّ فعله.
- قلت أنك لم تنوي من البداية إخراج الفيلم، لكن لماذا تصف نفسك بمخرج الضرورة لـ"ليل نهار"؟
تحدثت مع أكثر من مخرج ولكنني قبل التصوير بـ 10 أيام لاحظت أن الفيلم يتجه في اتجاه مختلف عما في خيالي، لهذا قررت إخراجه بنفسي، حتى الملابس أيضًا تغيرت بالكامل وتم تنفيذها خلال أسبوعين فقط، فهذا الفيلم كان معجزة وانتهينا من تصويره يوم 1 أكتوبرفكان تحدي كبير بالنسبة لي.
ومشهد المعركة "الخناقة" تم تصويره في ساعة واحدة فقط، ومعركة الحفل كنت أريدها معركة موسيقية غنائية والوقت كان ضيق، ولكنني كنت أريد تقديم أول معركة غنائية في السينما السعودية والحمد لله تمت بهذا الشكل.
- وماذا عن أكثر المشاهد التي استغرقت وقتا خلال المونتاج؟
الحفل الأخير كان مُتعب للغاية واستغرق وقتا طويلا في التصوير والمونتاج لكنه خرج كما تخيلت بفضل الفريق التقني ، وأيضا هناك مشهد عندما تضرب "ليل" البنت بوجهها في أحد الأعراس ورأس البنت طار للخلف شعرها كما تابع المتفرجون، أخبروني وقتها أنهم لا يستطعيون تنفيذه ولكنني نفذته من خلال ربط شعرها بخيط الصيد وجذبه في اللحظة التي تتلق فيها الضربة .
- يتسم الفيلم بشريط موسيقى خاص ومميز حدثنا عنه
الفيلم كان مليئًا بالتحديات خاصةً في الموسيقى لأنني كنت أريد الجمع بين الأوبرا وفن "الطق" الشعبي، وأعتقد أننا نجحنا في ذلك لكن الحكم الأخير للجمهور، بجانب استخدام مقطوعات موسيقية مميزة للتعليق على الأحداث بشكل كوميدي .
- من يشاهد الفيلم للوهلة الأولى يعتقد أن هدفه اعادة الاعتبار لفن الطق الشعبي، ما تعليقك؟
فن الطق مجرد مثال، لكن الفيلم عن ضرورة تقبل الآخر، أيا كان من هو الآخر، لهذا نجد أكثر من قضية تتداخل ، مثل العنصرية تجاه أصحاب البشرة السمراء، والعنصرية تجاه فن الطق، وغيرها، لكن كل ذلك في إطار موسيقى كوميدي يهدف إلى تسلية الجمهور.
- فضلتم الذهاب مباشرة لشباك التذاكر، وعدم انتظار جوائز المهرجانات، ما رقم الإيرادات الذي تحلم به في أولى تجاربك الإخراجية؟
مليون تذكرة، هذا هو طموحي أو ما أتمناه، لكن يبق أن يخرج المتفرج راضيا وسعيدا من الفيلم، هذا هو الهدف الأسمى قبل التفكير في الإيرادات.
