المخرجة آيتن أمين لـ "هي": حكايات "آل شنب" مستوحاة من الواقع وشخصية أسماء جلال بالفيلم هي الأقرب لي
استطاعت أن تترك بصمة استثنائية بأعمالها في السينما والتلفزيون خلال فترة وجيزة، تمتلك من المهارة الفنية ما يجعلها تجيد أفكارها جيدًا بلغة الصورة كتابة وإخراجًا، رغم أن الأفلام التجارية ليست هدفها الأول إلا إنها نجحت في جذب انتباه المشاهدين وأقلام النقاد تجاه خطواتها المحلية العربية والعالمية، تمتلك من خفة الظل وذكاء الطلة ما يجعلها الرفيقة المثالية التي تحتاجها السينما بروح الحياة.. إنها المخرجة المصرية اَيتن أمين.
"هي" حاورت المخرجة المتميزة اَيتن أمين، عن رؤيتها الإبداعية تجاه عالمي التأليف والإخراج، بعد تحقيقها نجاح ملحوظ مع عرض فيلمها "اَل شنب" مؤخرا، كما أنها تركت بصمة فريدة بالمهرجانات العالمية؛ بعد مشاركتها باعتبارها كالمصرية والعربية الوحيدة بين حكام مهرجان برلين السينمائي في دورته الـ 73، واختيار فيلمها "سعاد" لتمثيل مصر في الأوسكار.
بداية.. نجاح مختلف تحققينه مع عرض فيلمك "اَل شنب"؛ البداية مع العرض العالمي الأول في الدورة السادسة لمهرجان الجونة، ثم العرض التجاري بالسينمات، ومؤخرًا طرحه على إحدى المنصات، أيها المحطة الأكثر حصدًا للنجاحات بالنسبة لك؟
أكثر أوقات سعادتي بعرض "اَل شنب" تأتي الاَن وسبقها وقت عرضه بالسينمات التجارية لأن الفيلم جماهيري وعليه أن يصل للناس "المشاهدين بدرجة كبيرة"، خاصة وإن تجاربي الفنية السابقة تنتمي للأفلام الفنية Art House؛ مختلفة نوعًا ما سينمائيًا وليس تلفزيونيًا. أمتلك مشروع "اَل شنب" منذ فترة طويلة، لكنني كنت أدرك جيدًا إنني أريد أن أقدمه بشكل مختلف ولا يغلب عليه الطابع الفني (Artistic)؛ أي أخرج فيلمًا ظريفًا خفيفًا، وهو مستوحى أيضًا من عائلتي، كذلك المؤلفين المشاركين في كتابة "اَل شنب" إسلام حسام وأحمد رؤوف، كتبا بعض المشاهد المستوحاة من مواقف وأحداث حقيقية حدثت لهما بالفعل؛ مواقف لا تُنسى ومشاعر متناقضة مماثلة لما نتعرض له في تجمعات الأهل والأصدقاء والتصرفات العفوية والنميمة التي تدعو للسخرية وسط زحمة الجنازات والعزاء، والعلاقات المعقدة ومسارها داخل نفس العائلة، مواقف أفضلها ومشاهد كوميدية دومًا ما كانت تشغلني وأفكر في تقديمها بالسينما. أعجبني كثيرًا عندما ذهبت للسينما مرتين وشاهدت "اَل شنب" مع الجمهور ولاحظت انتباهم وتركيزهم في صمت طول الفيلم دون الشعور بملل.
إذن توظيفك للكوميديا وسط المواقف المأساوية في فيلم "اَل شنب" يحمل رسالة "عيش خفيف" للمشاهدين تحفزهم على التقبل وسط ضغوطات الحياة.. أو ما رسالته؟
نعم، لكن ممكن وقتها لم أقصد أن تكون رسالة واضحة للمشاهدين؛ رغم إنني دومًا ما أفضل هذا التوجه بالفعل في حياتي؛ أفكر دومًا في الحياة "بخفة" وأن الموت محطة "عادية"؛ عليك أن تتقبلينه وتتعايشين معه، لفترة طويلة من الوقت كنت أتصارع مع فكرة قبول هذه المرحلة، لكنني اقتنعت بضرورة وكيفية التقبل مع مرور السنوات وإنه جزء من الحياة، ورغم تذكرك لأشياء مأساوية لكنها تتسم بمشاعر كبيرة من الدفء في العائلة لا استغنى عنها؛ كذلك تذكر موقف لم الشمل وتجمعنا مع العائلة في البيت الكبير وقت وفاة جدتي وهكذا.
في حرص واضح بكل خط درامي أنثوي في سيدات "اَل شنب"؛ نشاهد صراعًا وتطورًا دراميًا لكل شخصية من الثلاث أجيال المختلفة في الفيلم، وعلى رأسهم "ليلى/أسماء جلال" وقدرتها في النهاية على اتخاذ قرار فيما يخص ترك حبيبها والسفر لليابان.. هل ترين أن المرأة (سواء مخرجة أو سيناريست) هي أفضل مَن يكتب عن المرأة في السينما؟
الأثنان صالحان لكن على حسب درجة الحساسية في الموضوع المتناول بالفيلم؛ وبالنسبة لي الخط الرئيسي في الدراما بفيلم "اَل شنب" هو صراع الابنة "ليلى/أسماء جلال" والأم "ليلى علوي" وليس الخط الذي يجمع بينها وحبيبها؛ أي إنه مجرد محطة ثانوية بالنسبة لها وصراعها، وقرارها يتعلق أكثر بأمها وعائلتها ورفضها أن تكون مجرد "تابعة" لهم وتأخذ خطوات أخرى تغير مسار حياتها. أرى أن هذا القرار مهم للغاية بالنسبة لي؛ لأنني مقتنعة أن في شئ "فردي" في رحلة كل إنسان وحياته، أي إنه رغم حبها الكبير وقربهم منها إلا إنه يجب أن تأخذ قراراتها بنفسها في النهاية، وتستطيعين التواجد بمفردك حتى تصلين للمرحلة التي تدركين فيها ما تحتاجينه أو عدمه؛ وهذا نشاهده أيضًا في المشهد الذي يجمع بين فضفضة "محمود البزاوي وأسماء جلال" عندما يقول لها ضمن أحداث الفيلم: "لما تكوني لوحدك هتعرفي".
كذلك أبطال "اَل شنب" كلهم تشعرين وكأنهم يشبهون المجتمع وناسه، وهي سمة تتكرر في أعمالك مسلسل "سابع جار" وفيلم "سعاد" أيضًا؛ المشاهد يتعلق بالأبطال ومن ثمً التورط في الحدوتة، هل تفضلين التوجه نحو الواقعية في السرد على الشاشة؟
نعم، كثيرًا جدًا.. أحب الواقعية في السينما والدراما؛ وسيطرة الشخصيات على الأحداث والحبكة character driven بدرجة كبيرة؛ "كأنك تفتحين الباب وتجلسين مع الناس".. أحب ذلك كثيرًا، حتى مع فيلم "سعاد"، في لحظة معينة تدخلين مع هذه الشخصيات وتجلسين معهن كأن الكاميرا غير الموجودة، وهذا الشعور يلازمني دومًا في كل أعمالي؛ أن تلقطين لحظة من حياتهم الطبيعية، وتنظرين لها بشكل سينمائي أو درامي؛ رغم إن هذه اللحظات ربما تمر على الكثيرين دون الانتباه لأهميتها؛ لأن الأغلب يركز على الأحداث الكبيرة مثل جرائم القتل وغيره، لكنني أرى أن هذه اللحظات لا تقل أهمية في حياة البشر؛ على سبيل المثال الناس يوميًا تتعرض لحدوث حالات وفاة كما تنشغل أوقاتهم بتجمعات الأهل والأصدقاء لكل ما بها من تفاصيل ونقاشات.
بعض الآراء عن فيلم "اَل شنب" تراءت وكأنه النسخة السينمائية من مسلسل "سابع جار"، في التشابه بينهما ببعض العناصر كالديكور ومشاهد الحوارات الطويلة بين الأبطال على السفرة أثناء الطعام والمصارحات والمكاشفات بينهم.. ما تعليقك؟
بالفعل قرأت تعليقات طريفة من بعض المشاهدين على السوشيال ميديا؛ البعض تمنى أنه "اَل شنب" يكون مسلسلاً على غرار أجواء مسلسل "سابع جار"، وسعدت للغاية بهذه التعليقات لأنني أحب كثيرًا مسلسل "سابع جار"، لكنني بالفعل لم أقصد هذا الترابط بينهما، لكن كل عنصر فني استخدمته بالتأكيد وفقًا لرؤيتي الفنية التي أفضلها، كذلك دوره الدرامي في سرد أحداث القصة.
وماذا عن التركيز على الطبقة المتوسطة بالتحديد بين أبطالك؛ يظهر بوضوح ما بين نقاشات شخصيات "اَل شنب" وسبقه مناقشة مواضيع اجتماعية تشغل نفس الطبقة بالمجتمع بحبكة مسلسل "سابع جار" والتي شملت قانون الإيجار القديم على سبيل المثال على النقيض مع أجواء الدراما المنتشرة خلال الأعوام الأخيرة؟
قصدت ذلك الحقيقة، وأتذكر وقت التحضير لمسلسل "سابع جار" والمناقشة مع المخرجتين المشاركتين نادين خان وهبة يسري، أتحدثنا عن رؤيتنا في تقديم عمل فني يشبهنا ويشبه أمهاتنا وعائلتنا وأصدقائنا؛ وهو قليل ما نشاهده على الشاشة بالفعل، وإحنا الثلاثة ننتمي لهذه الطبقة الاجتماعية أيضًا بالواقع مثل الكثيرين في مجتمعنا حتى لو اختلفوا نسبيًا ببعض الفروقات؛ السواد الأعظم بعيدًا عن الكمبوندات أو الفيلل أو العشوائيات، ولذلك هو جزء أساسي من "سابع جار" و"اَل شنب" أيضًا، وكذلك تتواجد الطبقة المتوسطة وتفاصلها المهمة في فيلم "الهوى سلطان" من تأليف وإخراج هبه يسري ضمن هذا الموسم السينمائي أيضًا.
سينما داوود عبد السيد ومحمد خان وغيرهم من مخرجي هذا الجيل من سينما الواقعية اتجهوا لـ "سينما المؤلف" أي التركيز على الإخراج والتأليف معًا، لكنه نادرًا ما يحدث مع المخرجات المصريات.. لماذا تفضلينها أيضًا في أعمالك؟
الحقيقة إنني من أنصار "سينما المؤلف". في رأي المخرجين نوعين؛ أحدهما يؤلف والثاني شاطر جدًا، لكنه يعمل على المشروع نفسه، وهذا النوع لا أفضله من المشاريع أو أفكار تقدمها لي بعض الشركات الإنتاجية على سبيل المثال، هذا توجه فني يحبه البعض بكل تأكيد، لكنني لا أحبه فأنا لست موظفًا؛ ولا أريد أن أعمل على عوالم خارج ما أرغب في تقديمه؛ أي أفضل تقديم مواضيعي في أفلامي "مشروعي"، فالسينما بالنسبة لي كما أحببتها وتعلمتها من رؤى محمد خان وداوود عبد السيد وخيري بشارة.
أي إنك لا ترينه "صنايعي" لكنه مبدعًا متبنيًا لرؤى وفكر محدد؟
بكل تأكيد.. هذا ما أقصده.
لكن هل يشكل ذلك تحديًا أكبر أو صعوبة في التوازن بين مسئوليات الإخراج والكتابة، على سبيل المثال في المشاهد الطويلة في حوارات "اَل شنب" وتوجيه ممثلينه؟
هو بالتأكيد صعب للغاية في الكتابة والإخراج، وصعوبة الإخراج أكبر بسبب شخصيات فيلم "اَل شنب" متعددة وكثيرة ومشاهده الطويلة أيضًا بالفعل، منهم مشهد السفرة الذي يتطلب قدرة كبيرة على الإدراك والمتابعة والتوجيه لـ 16 شخصًا، وهم يتحدثون ببعض الكلمات التي تختلف كثيرًا عن تعابير وجوههم وردود أفعالهم بسخرية غامضة؛ قبل التصوير أجرينا بروفة مطولة للكل، بالإضافة إلى بروفة خاصة بكل ممثل منهم وأحيانًا مرتين وثلاثة، كذلك ليلى علوي أربع أو خمس بروفات منفردة، إلى جانب مشهد العزاء وتتابعه تطلب تحضيرات مكثفة وجهد كبير من كل الفريق بما فيهم مساعدين الإخراج، استمر تصويره 3 أيام ونصف، "اَل شنب" يعتبر الأكثر صعوبة إخراجيًا في كل أعمالي السابقة، لكن يظل الأصعب بالنسبة لي إذا ما عملت على مشروع فني ليس لي علاقة به.
وماذا عن صعوبات التصوير في الشارع بمشاهد سير السيارات في "اَل شنب"؟
كانت رغبتي بالفعل التصوير في الشارع وليس استوديو، رغم مقترحات شركة الإنتاج بفرص التصوير في شوارع أخرى غير المزدحمة، لكنني قصدت إظهار الواقعية في الحدث نفسه؛ جزء أساسي منه رؤيتهم في الشارع. لي تجارب سابقة كثيرًا بالتصوير في الشوارع لكن الاختلاف الكبير هنا كان بسبب تواجد نجوم كبار في هذه المشاهد؛ ليلى علوي تجمهر حولها الناس لدرجة أشعرتني وكأننا في حرب، كذلك معي لبلبة وسوسن بدر وأسماء جلال وبشارع زحمة بالمحلات التجارية والناس مثل شارع "بورسعيد" في إسكندرية، مشهد الجنازة والذي يأتي حواره ووصفه في 4 صفحات بالسيناريو، وتدور أحداثه بين 4 سيارات بشخصيات مختلفة.
استخدام WhatsApp Voice Notes في كادرات مشاهد "اَل شنب" مثل مشهد تحضير "ليلى/أسماء جلال" لحقائب السفر ووالدتها والعيلة يتحدثون عن القرار بكادر واحد كان بديلاً لـ "المونتاج المتوازي" التقليدي بكادرات مصورة لحدثين لنفس الموقف؟ وهل ترين أن المخرج عليه التجديد في السينما باستخدام تقنيات جديدة؟
نعم، بكل تأكيد. لكنني لا أحسبها ذلك بصراحة، وقت التفكير في التنفيذ، شعرت بالتكرار إذا ما دمجت اللقطتين فابتعدت عن تطبيقها بهذه الطريقة؛ لأنني عادة أفضل الذكاء في العرض والتلقي، ولا أحب "الكليشيه" في أفلامي، وربما هذا ما يثير تساؤلات لدى المشاهدين حول أعمالي مع مشاهدتهم الأولى لها، يشعرون وكأن هناك شيئًا غير المعتاد، لكن يبدأون في التقبل ويحبونه مع المشاهدة الثانية، وهذا ما حدث بالظبط مع فيلمي "فيلا 69"، وفي "اَل شنب" هذه حقيقة بالفعل، وأشكرك على ملاحظة "المونتاج المتوازي"؛ هذا كان هدفي بالفعل الاستمرار في نفس المشهد، وشعرت أننا نريد التركيز على حالة البطلة، كما في مشهد وفاة خالها، وتطلب العمل عليه مجهودًا كبيرًا مع المونتير؛ فبدلاً من أن تذهب لهم الكاميرا، ترى ما يحدث لهم وإنت في نفس المكان، و Voice Notes كانت جزءًا أساسيًا من الحكي في تفكيري منذ مراحل كتابة السيناريو.
اَيتن أمين مع ولا ضد استخدام الذكاء الاصطناعي في الإخراج؟
لا أفضله إطلاقًا؛ الـ AI جيد في دعم أدواتك في Presentation مثلاً وما شبه ذلك، لكن الكتابة والإخراج والفنون حلاوتها في الجوانب الإنسانية الإبداعية مع استخدام البني اَدم.
كاستنج "اَل شنب" بيضم 3 أجيال مختلفة.. أحدثهم يشمل الفنانين نورين أبو سعدة ومروان فارس؛ ظهروا معكِ لأول مرة، قبل نجوميتهم في أعمال متتالية "نورين" في فيلم "الحريفة 2" و"مروان" في مسلسل "6 شهور".. ما المميز بهم حمسك للرهان على موهبتهم؟
أحب اكتشاف الوجوه الجديدة في أعمالي بصفة مستمرة؛ وإعطائهم فرص لظهور موهبتهم وسط نجوم كبار، وهذا ما فعلناه أيضًا في مسلسل "سابع جار"، أفضل ظهور الممثلين بدرجة من freshness والعفوية، حتى إنني فكرت في الكواليس كيفية ظهور ليلى علوي وهيدي كرم بشكل مختلف وأكثر بساطة بدون مكياج، أمًا حبي للوجوه الجديدة بدرجة كبيرة لأنهم يعطون للتمثيل على طبيعتهم؛ بدون حدود أو طرق وتوجهات معينة، وهو ما يميز أدائهم وشجاعتهم تجاه التجربة ذاتها بدون خوف؛ أحب نورين أبو سعدة ومروان فارس وأحمد عصام جدًا؛ نورين تتميز بلذاذة وخفة دم وملامحها سينمائية جميلة مختلفة عن نجمات جيلها وأسلوبها عفوي في الكلام، ومروان ظريف للغاية حتى إنني استفدت من موهبته في الارتجال وضيفت منه لبعض المشاهد التي تدربنا عليها في الكواليس.
ما بين جيل Gen Zوجيل الشباب وجيل النجوم الكبار.. مَن كانت الشريحة المستهدفة لفيلمك "اَل شنب"؟
كانت رؤيتي في البداية لجيل الأمهات والخالات والبنات المرتبطة بالخط الدرامي الرئيسي للفيلم، لكن تفاجأت بعد ذلك من ردود أفعال المشاهدين إنه اتعلق به فئات مختلفة بالفعل، كذلك تعليق المنتج قال لي هذا الفيلم تسويقيًا سيتلائم مع أذواق عدة شرائح مختلفة.
مَن الشخصية الدرامية الأقرب لقلبك من بطلات "اَل شنب"؟
"ليلى" البطلة التي جسدتها أسماء جلال؛ هي الأقرب لي نفسيًا وشعرت بأن "أسماء" استمتعت بتقديم الشخصية وهي بها لمسة كوميدية وجديدة عما قدمته قبلها، لكن في شخصيات أحبها التي قدمتها سوسن بدر "نبيلة" وهبة يسري "عزة" لأنهم يضحكوني كثيرًا، كذلك الشخصية التي جسدها علي الطيب.
متى تتحمسين للعودة للدراما مجددًا بعد "سابع جار"؟
لدي مشروع درامي مسلسل أعمل عليه بالفعل خلال الفترة الحالية، إخراج وكتابة بمشاركة فريق كتابة 3 اَخرين، بالإضافة إلى انشغالي في مشروع فيلم روائي طويل قيد التنفيذ.
ما الصعوبات التي تواجه المخرجات من وجهة نظرك؟
عدة عراقيل على رأسها inequality رغم كل محاولات المساواة لكن يظل المخرجين لهم مساحة أكبر بشكل غير المقصود لكنه يحدث بالفعل، في التواجد وحرية الموضوعات التي يناقشوها في أعمالهم بالمقارنة مع ما تتعرض له المخرجات من اختبارات طول الوقت؛ حتى إنني شعرت مع هبة يسري ونادين خان بتأخر حصولنا على فرص جيدة رغم نجاحنا الكبير بعد مسلسل "سابع جار".
مّن الشخصية الشهيرة التي تفضلين إخراج سيرتها الذاتية على الشاشة؟
لا يوجد ولم أفكر في تقديم هذه النوعية من قبل الحقيقة، لأنني دومًا أشعر إنني أريد أن أكتب عن شخصية بعقلي أو أحدهم رأيته وأريد أن أكتب عنه، لأنني يشغلني دومًا الشخصيات العادية بدون إنجازات كبيرة، لكن ربما أفكر في ذلك بالمستقبل. أثناء التحضير لفيلم "سعاد" كان جزء من بحثي عن مصادر تمويل للفيلم، تقديم ناس لم نراهم على الشاشة، مهمشين لكنهم يستحقون نتحدث عنهم وقصصهم، مهمشين أيضًا يشمل شخصية موظفة في بنك لا تمتلك إنجازًا مبهرًا كما نراهم في "اَل شنب".
كمخرجة.. مَن السيناريست الذي تتمنين العمل معه؟
كثيرون للغاية وعلى حسب كل مشروع فني ونوعه، لكن يمكنني التحدث عن كاتب أدبي لأنني أحب قراءة الأدب كثيرًا، وهو كاتب ليبي، كان يعيش في مصر، ويعيش في لندن الاَن، يدعى هشام مطر، أحب كتبه وشخصيات رواياته التي تتميز بعلاقاتها المعقدة وتحفز على التفكير، وأتوقع أنه سيفوز بجائزة نوبل قريبًا.
أنتِ المصرية والعربية الوحيدة بين حكام مهرجان برلين في دورته الـ 73، ماذا أضافت التجربة لأيتن أمين؟
تجربة مختلفة للغاية، تتقابلين مع ناس مهمة جدًا في الصناعة من مختلف مناطق العالم، توطد علاقتك بهم؛ المهرجانات الفنية المحلية والعالمية تدعم الحراك الثقافي والتواصل مع مختلف شعوب العالم، والتقرب أكثر للرؤى الفنية والصور النمطية المأخوذة عنا بالوطن العربي في عقول الأوروبين، والتي تحتاج أحيانًا للمناقشات التي استفيد منها على المستوى الفني والإنساني، كما إن رئيسة لجنة التحكيم النجمة العالمية كريستين ستيوارت جمعنا الكثير من النقاشات حول السفر والأكل والفنون، كما تحدثت معي عن فيلمي "سعاد" ورؤيته الفنية.
أخيرًا.. اَيتن أمين حاورت خيري بشارة باحترافية عالية في ندوة فيلم "اًيس كريم في جليم" مع احتفاء سينما "زاوية" بأعماله في العاصمة المصرية القاهرة خلال العام الماضي، ضمن برنامج "سينما خيري بشارة" وعرض أفلام اترممت بدعم من مهرجان البحر الأحمر والمركز القومى للسينما.. ألم تشغلك فكرة تقديم برامج بودكاست على السوشيال ميديا كمحاورة مع مخرجين؟
الحقيقة لا إطلاقًا، ربما في المستقبل بحسب التجربة بالتأكيد، أنا أنتمي لعالم الإخراج الذي أحبه كثيرًا، وبالتأكيد أحب كل الحوارات والنقاشات التي تتضمن الحديث عن السينما، لكن تجربة هذه الندوة كانت ممتعة جدًا بالنسبة لي؛ مجرد المناقشة مع أستاذ خيري بشارة فرصة رائعة وممتعة للغاية، أثناء استعدادهم لتقديم هذا البرنامج الفني، أرسلوا لي واختارت فيلم "اَيس كريم في جليم" لأنه المفضل بالنسبة لي منذ طفولتي، واتقسمت بقية الندوات بعروض أفلام أخرى من أعمال خيري بشارة بإدارة عمرالزهيرى وأحمد فوزى صالح ومجموعة أخرى.