العائلة الملكية في بريطانيا تودع ثاني أسوأ عام في تاريخها
أطلقت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية على عام 1992 اسم "العام الرهيب"، حيث عكس ذلك مشاعرها إزاء الحريق الذي اندلع في قلعة وندسور، وانفصال ثلاثة من أبنائها عن أزواجهم، وهم ولي العهد تشارلز – الملك حاليا- عن الأميرة الراحلة ديانا، والأمير أندرو دوق يورك عن سارة فيرغسون، والأميرة الملكية الأميرة آن عن زوجها الأول.
خبراء يقارنون بين أحداث 1992 و 2024 على العائلة المالكة
وفي خطابها الذي تميز بحساسية غير عادية، قالت الملكة حينها أمام 500 ضيف في قاعة جيلدهول في لندن: لم يكن هذا العام هو العام الذي سأتطلع فيه إلى الوراء بسرور غير مخفف.
ولقد شهدت العائلة نصيبها من الفضائح والصراعات والمآسي منذ ذلك الحين، ولكن ربما لم يكن هناك عام أقرب إلى أن يكون عامًا فظيعًا آخر للشركة مثل عام 2024، لقد أدت الأزمات الصحية غير المسبوقة التي تؤثر على كبار أفراد الأسرة إلى فرض ضغوط إضافية بعد فترة اختبار من الاضطرابات والانتقال.
دخول كيت ميدلتون والملك تشارلز إلى المستشفى
فبعد مرور 16 يومًا فقط من بداية العام، هزت أخبار صحية رئيسية الرأي العام البريطاني ليس فقط بسبب خبر واحد بل خبرين، وكشف قصر كنسينغتون أن أميرة ويلز كيت ميدلتون وملكة بريطانيا المستقبلية، دخلت المستشفى لإجراء عملية جراحية معد لها من قبل في البطن، فيما تابع قصر باكنغهام في نفس اليوم، بأن الملك سيخضع لعملية جراحية في البروستاتا في وقت لاحق من ذلك الشهر.
الملك تشارلز خالف الجميع وأعلن إصابته بمرض السرطان
وشكلت هذه الإعلانات انحرافًا كبيرًا عن البروتوكول المتبع في الماضي، عندما كانت صحة كبار أفراد العائلة المالكة سرًا محفوظًا بعناية، وحتى هذا العام، كان المساعدون يقدمون عادة تفاصيل ضئيلة حتى عندما يتم إدخال كبار أعضاء الشركة إلى المستشفى، وبعد أسابيع من تلك الإعلانات الأولية في يناير، جاء إعلان غير مسبوق آخر من القصر، حين أعلن أن الملك مصاب بالسرطان، وكان التحديث المذهل بمثابة ضربة قوية لتشارلز الذي لم يكن يأمل بعد 18 شهرًا من توليه الحكم، في الشروع في جدول زمني طبيعي للجولات الملكية، لكن قراره بمشاركة تشخيصه مع العالم جعله إنسانيًا بطريقة غير معتادة بالنسبة لأعضاء العائلة المالكة، إذ لم يعد مجرد ملك، بل أصبح رجلاً يواجه تشخيصًا مؤلمًا، وفي حين اضطر الملك إلى التراجع عن التزاماته العامة عندما بدأ علاجه من السرطان، كان مساعدوه مشغولين بإعادة تنظيم اليوميات الملكية.
تصدر الأميرة آن ودوق ودوقة إدبنرة للمشهد الملكي
أصبح ثلاثة من كبار أفراد العائلة المالكة الآن خارج الخدمة، حيث تراجع الأمير وليام أمير ويلز ليكون مع زوجته وأطفاله الثلاثة، بينما تتعافى الأميرة من جراحة البطن، فتصدرت الملكة كاميلا المشهد الملكي بصحبة الأميرة آن ودوق ودوقة إدنبرة، ولقد سارت الأمور على ما يرام في ظل الوضع الطبيعي الجديد، حتى بدأت أجراس الإنذار تدق عندما انسحب الأمير وليام من حفل تأبين في اللحظة الأخيرة في نهاية فبراير، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتكهنات بأن الأمر له علاقة بكيت التي لم تظهر في العلن منذ شهرين.
أميرة ويلز أعلنت إصابتها بالسرطان بفيديو مؤثر للغاية
وتزايدت الشائعات بعد نشر صورة عائلية مزورة بعد أسبوعين، ولم يتم إسكات المتصيدين إلا عندما كشفت كيت بشجاعة عن تشخيص إصابتها بالسرطان في مقطع فيديو قوي ومؤثر، وبدلاً من السماح لمساعديها بتقديم بيان معد سلفاً، أصرت أميرة ويلز على الوقوف أمام الكاميرا بنفسها لتكشف عن خضوعها للعلاج الكيميائي الوقائي.
كيت ميدلتون تظهر لأول مرة منذ تشخيص اصابتها بالسرطان
وجاءت الأخبار المؤلمة التي أعلنتها كيت قبل أسبوع واحد فقط من عيد الفصح، مما دفع الملك إلى القيام بلفتة عامة جريئة بحضور قداس عيد الفصح والتوقف للدردشة مع الجمهور، وقد شعرت العائلة ومحبوها بالتقدم الجيد في يونيو عندما ظهرت كيت في Trooping the Colour، وهو أول ظهور رسمي لها منذ تشخيص إصابتها بالمرض، تلا ذلك حضورها لبطولة ويمبلدون في وقت لاحق من ذلك الشهر بصحبة ابنتها الأميرة تشارلوت وشقيقته بيبياميدلتون.
وفاة زوج الليدي غابرييلا وندسور
وبينما كان الملك وأميرة ويلز يواجهان معاركهما ضد السرطان، وقعت مأساة أخرى، عندما أقدم زوج الليدي جابرييلاوندسور، توماس كينجستون على الانتحار في منزل والديه في كوتسوولدز، وقد هبت العائلة المالكة لمساعدة أرملته، وقد دعاها الملك لحضور احتفالات عيد ميلاده من داخل قصر باكنغهام في يونيو، وهو ما يمثل أول حدث عام لها منذ وفاة زوجها، كما طلبت كيت مساعدتها لاحقا في التخطيط لحفلها السنوي لأغاني عيد الميلاد.
إصابة الأميرة آن بارتجاج في المخ
لكن في هذه الأثناء في يونيو، تم نقل الأميرة آن إلى المستشفى بسبب إصابات في الرأس وارتجاج في المخ، بعد العثور عليها فاقدة للوعي في منزلها في جاتكومب بارك، ويعتقد الأطباء أن الأميرة الملكية أصيبت في حادثحصان، وعندما عادت إلى العمل بعد أسبوعين من الحادث، وهي تعاني من كدمات في وجهها، اعترفت بقولها: لا أستطيع أن أتذكر أي شيء عن الحادث.
إصابة الملكة كاميلا بالتهاب رئوي
وفي وقت لاحق من العام، عندما عاد الملك والملكة من رحلة طويلة ناجحة إلى أستراليا وساموا، وأعلنت كيت انتهاء علاجها الكيميائي، أصيبت الملكة بعدوى سيئة في الصدر، والتي تم تشخيصها لاحقا على أنها التهاب رئوي، وعادت الملكة الظهور في الوقت المناسب لعيد الميلاد، حيث تمكنت من الاحتفال بالموسم مع أقرب وأعز الناس إليها، حيث تمت دعوة أولادها وعائلاتهم إلى ساندرينجهام لأول مرة هذا العام.
رؤية الأمير وليام لعام 2024 مغايرة لرؤية والده الملك
وبينما يسدل الستار على ما كان بالتأكيد عامًا وحشيًا ومروعًا للعائلة المالكة، وهي الكلمات التي استخدمها وليام لوصف عام 2024 في مقابلة صحفية في نهاية زيارته التي استمرت أربعة أيام إلى جنوب إفريقيا الشهر الماضي، فإن الملك لا يصف هذا العام بالعام الرهيب، ولا يعتبره خسارة كاملة، ويقول مصدر في القصر الملكي، في إشارة إلى الجولة الخارجية الناجحة وقدرة الملك على إتمام 186 مهمة ملكية هذا العام، على الرغم من علاجه المستمر من السرطان: لقد كانت هناك ارتفاعات مثلما كانت هناك انخفاضات.
الملك تشارلز أظهر قوة وشجاعة في عام 2024
وقال خبراء ملكيون لن ينظر إلى الأمر باعتباره سنة مروعة بالكامل، إذا قارنت بين الأمرين، فسوف تجد أن عام 1992 شهد أحداثاً خطيرة في كل شهر من شهور السنة، وكان كثيرون يعتقدون أن هذا هو نهاية النظام الملكي، ومن المؤكد أن هذا العام قد انحرف عن المسار الصحيح مقارنة بعام 2024 الذي توقعه المساعدون في تخطيطهم في نهاية العام الماضي، ولكن بعيدًا عن الانحراف عن المسار، أظهر الملك قوة وشجاعة لا تصدق للبقاء على صلة وتقديم العائلة المالكة في ضوء جديد وحديث، حيث لقد دشن عصرًا جديدًا من الانفتاح ووضع بصمته الشخصية على المؤسسة الملكية.