Before Sunrise

30 عاما على فيلم "Before Sunrise".. رومانسية الصدفة التي تحولت إلى واقع وثلاثية سينمائية لا تنسى

محمود صلاح
19 يناير 2025

قبل 30 عاما صدر فيلم "Before Sunrise"، ولم يكن العمل مجرد فيلم طرح في قاعات السينما حول العالم، أو عرض في بعض المهرجانات السينمائية، بل كان محطة جديدة لعالم الأفلام الرومانسية والحالمة، التي خرجت من فكرة التقاليدية لترتبط أكثر بالمكان والزمن والرحلة، وكذلك الاختيارات الصعبة التي قد يواجهها ثنائي في اختيار الطريق، بعدما تصبح الصدفة العابرة فرصة لبداية حياة جديدة، لذلك ارتبط الجمهور بكل جزئية ومشهد ومكان في الفيلم، الذي تحول إلى أحد أهم الأعمال السينمائية الرومانسية الكلاسيكية خلال فترة التسعينات.

قصة حقيقية بنهاية مأساوية تصبح فيلم رومانسي

فيلم "Before Sunrise" تدور قصته في إطار رومانسي حول سيلين "جولي ديلبي"، و جيسي "إيثان هوك"، والصدفة التي جمعتهما معا على متن قطار متجه من بودابست إلى فيينا، لتبدأ قصة حالمة وشديدة الرومانسية لم يكن أحد منهما يتوقعها، حيث يطلب جيسي من جولي أن تقضي يوم معه في العاصمة النمساوية، وذلك قبل أن يتجه في طريقه بعيدا عن فيينا، لكن في لحظة ما يكتشف الثنائي بعض المتغيرات التي حدثت خلال 24 ساعة فقط، تجعل خياراتهما محدودة، في اكتشاف مصيرهما، ليصبح هناك حصار حول القرار الذي يجب اتخاذه، حتي لا يصبح الندم هو محطتهما الجديدة بعد الفراق، وهو الأمر الذي انتقل كذلك للمشاهد.

قصة حقيقية بنهاية مأساوية تصبح فيلم رومانسي
قصة حقيقية بنهاية مأساوية تصبح فيلم رومانسي

جذور قصة "Before Sunrise"، لم تكن مجرد خيال، سعى مؤلف ومخرج الفيلم ريتشارد لينكليتر بالتعاون مع الكاتبة الأمريكية كيم كريزان، لتقديمه على الشاشة كأي عمل، بل كانت قصة حقيقية سعى ريتشارد لينكليتر لتحويله إلى عالم حقيقي بأختلاف المكان والزمان، فالصدفة كانت هو بطلها، بعدما كان هناك حالة إعجاب متبادل مع فتاة التقى بها في فيلادلفيا عام 1989، ليخبرها بعد ذلك أنه يرغب في تحويل قصتهما إلى عمل فني، حسب nytimes، ليؤكد بعد سنوات طويلة من إنتاج الفيلم أن بطلة القصة الأصلية التي التقى بها، قد توفيت بعد سنوات من لقائهما.

قصة "Before Sunrise"
فيلم "Before Sunrise" عمل رومانسي تخطى الزمان والمكان

فيينا تتحول مكانا للحالمين

ريتشارد لينكليتر مخرج ومؤلف فيلم "Before Sunrise"، لم يكن يمتلك العروض الإنتاجية التي تساهم في تقديم فيلمه بالشكل الأمثل، لكن رغم ذلك كانت لديه رغبة في تقديم الصورة والشكل الذي عاشه، وأن يتحول الفيلم لعمل رومانسي بسيط معبر عن قصة مر بها، ورغبة في تقديم شكلها العام في عمل سينمائي، لذلك كان تفكيره أن يتم تصوير الفيلم في محطة قطار سان أنطونيو، بالقرب من منزله في كاليفورينا، لكن ريتشارد لينكليتر اكتشف أن هناك خطة للدعم من قبل شركة كاسل روك إنترتينمنت التي كان عمرها فقط 7 سنوات مع عالم الإنتاج، وكذلك مهرجان فيينا السينمائي.

تحولت فيينا إلى المكان المختار، في فيلم "Before Sunrise"، والمحطة التي تجمع سيلين وجيسي في مغامرتهما الرومانسية التي تخفي الكثير من الأسرار، وكان كل مكان يتواجد فيه الثنائي محطة حالمة تتوهج فيها مشاعرهما، وتصنع حالة الارتباط والتوحد بالمكان ليس فقط بين البطل والبطلة بل وكذلك الجمهور، فنشاهد الجسر الحديدي وسط فيينا، والذي كان المكان الأول الذي يجمعهما خلال رحلاتهما الرومانسية، لقضاء الوقت معا، وساحة ماريا تيريزيا بلاتر و كنيسة ماريا أم جيستاد، وكذلك المقهى بالقرب من متحف مقاطعة فرانزيسكان، ليتحول كل مكان في المدينة النمساوية، محطة لتوثيق علاقة الثنائي، وكيف نشأ الحب بينهما، والتي جعلت من مجرد رحلة وزيارات متعددة لأماكن، إلى قصة حب يسيطر عليها الشجن والرمانسية والخوف من المستقبل.

فيلم "Before Sunrise
أبطال "Before Sunrise

نهايات متعددة لصدفة غير متوقعة

فيلم "Before Sunrise"، الذي عرض لأول مرة عام 1995 في شهر يناير، وحقق إيرادات تقارب 6 ونصف مليون دولار أمريكي في قاعات السينما، رغم نهائته التي كانت محطة تساؤلات حول سيلين وجيسي، وكيف قرر كل منهما ترك الآخر في فيينا، والعودة لحياتهما الطبيعية رغم بداية الحب بينهما، لكن كان صناع الفيلم حريصين على إعادة تقديم القصة من جديد، وبعد 9 سنوات من الفيلم الأول، حيث قدم الفيلم الثاني تحت عنوان "Before subset"، عام 2004، بنفس أبطال وصناع العمل الأول، لكن هذا المره في العاصمة الفرنسية باريس، خلال جولة جيسي هناك، ليلتقي من جديد بسيلين وهناك تجمعهما العديد من الأماكن في فرنسا، لكن تصبح النهاية أكثر انفتاحا عن نهاية الفيلم الأول، بعدما قررا الأرتباط.

فيلم " Before Midnight" جاء كجزء ثالث من تلك الثلاثية، وبعد أيضا 9 سنوات من الجزء الثاني، يذهب جيسي وسيلين في اليونان كزوجان بعدما انجبان توأم، أي بعد ما يقارب عقدين من الزمان منذ لقائهما الأول على ذلك القطار المتجه إلى فيينا، والمشهد الملفت الذي تنتهي به لقائهما على شاطئ أحد الأنهار، وهو مشهد جدلي يظهر حول كيف تحولت العلاقة بينهما.

نهايات متعددة لصدفة غير متوقعة
نهايات متعددة لصدفة غير متوقعة

 تظل تلك الثلاثية من الأعمال الرومانسية التي باتت كلاسيكية وارتبط بها الجمهور على مدار 3 عقود كاملة، كما أنها واحدة من أكثر الثلاثيات ترشحا للجوائز، والحصول على تقييمات مرتفعة من قبل النقاد والجمهور، فيكفي أن الفيلم ترشح لجائزتي أوسكار، وحصل على أكثر من 29 جائزة مختلفة، كما ترشح لما يزيد عن 60 جائزة، واستطاع أن يحقق أضعاف الإيرادات التي وضعت له من إجل إنتاجه، ليصبح واحدا من أنجح وأشهر الأفلام الرومانسية والأقل تكلفة على الإطلاق.

أبطال الثلاثية
أبطال الثلاثية 

الصور من حسابات الفيلم وأبطاله على انستجرام وفيس بوك.