هيدي كرم

الفنانة هيدي كرم لـ "هي": كتاب "هيدي وأخواتها" يعيد اكتشافي لنفسي وهذا شرط تقديمي ووالدتي برنامجًا تلفزيونيًا

نرمين حلمي
9 فبراير 2025

"أنا المدعوة هيدي كرم قررت بعون الله إني أكتب كتاب!".. بهذه الكلمات خفيفة الظل والمشاكسة، تعقد النجمة هيدي كرم اتفاقًا أدبيًا مع قراء كتابها الصادر حديثًا "هيدي وأخواتها"، والذي تستهله بكلمات تعريفية مبسطة، وهي تأخذهم معها وعالمها كطفلة وابنة ومراهقة وآنسة وأنثى راشدة وزوجة وأم.

في كتابها "هيدي وأخواتها" المشارك بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، تتجرد "هيدي" من معالم الشهرة، تنسج سطورها بمصداقية شديدة، وروحًا مرحة ومُرحبة فياضة،  وتقدم نفسها ككاتبة لأول مرة، بعيدًا عن نجوميتها كممثلة بالدراما والسينما والمسرح، أو كمذيعة بشاشات التلفزيون أو برامج السوشيال ميديا.

وفي حوارها الخاص مع مجلة "هي" تسير الفنانة الراقية هيدي كرم على النهج ذاته، تفتح قلبها بأسرار عن حياتها وعائلتها وفنها واختياراتها، موجهة نصائح للفتيات لكيفية العناية بجمالهن، كذلك تعترف بفضيلة الكتابة في مشوارها الفني والمهني والشخصي، فضلاً عن كواليس نجاح أحدث أعمالها الدرامية "وتر حساس" والمسرحية "الباشا" بمسرح جدة.

هيدي كرم
هيدي كرم

بداية.. تقولين ببساطة في الصفحات الأخيرة من كتابك "هيدي وأخواتها": "نص شبراوية ونص ضاهرية.. مرتبطة عاطفيًا بشبرا والضاهر"، كذلك تعرفين الجمهور عن عملك.. هل تقدمين بطاقة تعريفية بتواضع لجمهورك المُحب لأعمالك متناسية شهرتك؟

نعم.. هذا تقليد عالمي لكل الكتاب العالميين أيضًا، يكتبون نبذة من سيرتهم الذاتية على الغلاف، وهنا أقدم نفسي للقراء رغم إنني أيضًا لا أدعي إنني كاتبة؛ وهذا الكتاب نفذته لأنني أحببت مشاركة أفكاري وآرائي على الورق مع الجمهور. أعلم جيدًا أن قراء الكتاب جمهور مختلف ليس بالضرورة نفس جمهور السينما أو المسرح أو على نفس قدر الاهتمام بالدراما التلفزيونية، هُنا أقدم لهم نفسي لأول مرة؛ فهم يتعرفون على "هيدي كرم" من خلال هذه السطور المكتوبة، كما إنني لا أرى التعريف بالذات للناس بها تواضع أو تقليل من قيمتي الفنية؛ لأن قيمتي لا أكتسبها من الشهرة وحسب، بل مني كإنسانة لها قيمة مستقلة خاصة بنفسها بغض النظر عن الشهرة؛ مثلاً الألماس لو رآه أحدهم ولا يعرف أنه الألماس، هذا لا يعني أنه ليس ألماسا، وفي نفس الوقت الشهرة لا تستدعي الغرور؛ لأنه نصيب وكرم من ربنا مع اجتهاد شخصي لكن في الأخر نحن لا نملك شيئًا في الدنيا؛ علينا دومًا التعامل مع الحياة بشكل بسيط وواقعي.

هيدي كرم
هيدي كرم

"هيدي وأخواتها".. ألم يكن مقصودًا أن يأتي اسم الكتاب على وزن لغوي بليغ "كان وأخواتها".. أو ما سبب الاختيار؟

هذه الحقيقة بالضبط.. في البداية كنت أرغب في تسمية الكتاب "هي وأخواتها" على نفس وزن "كان وأخواتها"، لكن صديقي عبد الرحمن حجاج الذي شجعني على كتابة الكتاب؛ وهو كاتب متميز وناجح جدًا أيضًا وصدر له عدة كتب أدبية، اقترح علي تسمية الكتاب "هيدي وأخواتها" ليكون أكثر ملائمة لمحتوى الكتاب الذاتي بالنسبة لي، لكنني قولت له وقتها أن "هيدي وأخواتها" سيكون به بعض النرجسية، لكنه أقنعني وقتما جاوبني بأنه بعيدًا عن ذلك خاصة وإن الكتاب عن تجاربك الشخصية في الحياة، ولذلك أشكره على دعمه؛ فلم أكن سأقدم على هذه التجربة بدون تشجيعه.

وماذا عن اختيار الرسومات المتواجدة داخل كل فصل من كتاب "هيدي وأخواتها"؟

هذه الرسومات جاءت من فكرة دار النشر "دار الرسم بالكلمات"؛ هم الذين اتجهوا لهذا التوجه في التنفيذ الداخلي للكتاب؛ على أن يكون الشكل الاستعراضي للمحتوى وسرده مُلهم ومُسلي، لكنني اختارت الاسم وعملت على ابتكار فكرة الغلاف مع "عبد الرحمن"؛ إذ كنت أرغب في تصوير صورة لي متقسمة لعدة شخصيات، لكنه اقترح أن تكون كل شخصية على الغلاف واضحة بإطلالة واستايل مختلف وشامل جوانب كتير من حياتي، وليس مجرد ظل أو جزء مركب أو مكرر من الصورة الأصلية التي تتصدر الغلاف.

هيدي كرم
هيدي كرم

لكن هذه النقلة من التمثيل للكتابة من المؤكد أنها جاءت وفقًا لقرار محدد.. فما هو؟

الحقيقة إنني طول عمري أحب كتابة أفكاري وخواطري والأمور التي تضايقني، وما أفكر في تقديمه كذلك الأشياء التي أتمنى تنفيذها أو حدوثها، كذلك كنت أشترك أحيانًا في تحضير الفقرات والأفكار ضمن عملي السابق في البرامج، كذلك كان لي تجربة سابقة برنامج "كراكيب" على السوشيال ميديا؛ برنامج أنتجته وكتبته بمشاركة عبد الرحمن حجاج في الإعداد، إذ إن معظم أفكاره من ابتكاري ومن ثمً كنا نتشارك في كيفية تطويرها وتقديمها بشكل مختلف من خلال فقرات أو حلقات، لذلك كان هناك حلقة وصل وكيمياء عمل خاصة بيني و"عبد الرحمن" منذ ذلك الوقت 7 أعوام تقريبًا، إلى أن عرض علي مؤخرًا فكرته ودار النشر حول كتابتي لهذا الكتاب، خاصة وإن هناك جمهور كان مُحبًا ومتابعًا لآرائي في البرنامج، فتحمست لخوض التجربة ومشاركة الجمهور أفكاري رغم ترددي في البداية لأنني لست أديبة.

هيدي كرم
هيدي كرم

أثناء قراءة الكتاب أشعر وكأنني اسمعه بصوتك.. فماذا عن المفاضلة بين تقديم كتابات "هيدي وأخواتها" في كتاب أم بودكاست؟

تشعرين بذلك لأنني بالفعل كتبته "بلسان حالي" وبمصطلحاتي جدًا بعيد عن التعقيدات اللغوية؛ الحقيقة أنه الحياة لا تستاهل التعقيد. بالنسبة للبودكاست بالتأكيد سيأتي وقته؛ لأن العالم كله يتجه نحو البودكاست، لكنني لن أقدم على هذه التجربة بدون تحضيرات جيدة لأفكار جديدة ومبتكرة؛ خاصة وأنه أصبح هناك غزارة في إنتاج هذا المحتوى السمعي والمرئي؛ كذلك طفرة متميزة لعدة مذيعين مقدمين بودكاست بطرق متطورة ورائعة للغاية، لذلك لن أستعجل على تقديمه إلا مع ظهور فكرة جديدة ومختلفة أنجذب لها، لأن الكتابة أنتِ تمتلكين قلمك وفكرتك وتعبرين من خلالها؛ لكن البودكاست يتطلب عدة عوامل علينا توافرها لنجاحه.

إذًا بعد تجميعه في كتاب.. هل تفكرين تقديم "هيدي وأخواتها" في برامج سوشيال ميديا على طريقة الاسكتشات الكوميدية؟

هذا بالضبط ما قدمته قبل ذلك من خلال برنامج "كراكيب"؛ حلقاته عبارة عن تقديم الأفكار في اسكتشات تمثيلية، ومن ثمً أعلق على محاور الفكرة في الحلقة ذاتها.. لكن الحقيقة لم أحسم قراري بعد حتى الآن حول ما إذا كنت سأحول أفكار كتاب "هيدي وأخواتها" لبرنامج على نفس نهج "كراكيب" أو سيت كوم مدة الحلقة ربع ساعة على سبيل المثال، لا زلت أشعر أنه لا يحتمل ذلك خاصة وإنه مكتوب في 100 صفحة فقط.

هيدي كرم
هيدي كرم

هناك فصل تتحدثين به في الكتاب عن مصطلح التربية الإيجابية والمقارنة بينها وأسلوب التربية الكلاسيكي التقليدي القديم من خلال تجربة تربيتك لابنك "نديم"، وكأنه حالة وقفة مع النفس نستشعرها كذلك في فصول أخرى من "هيدي وأخواتها".. في رأيك، ما الذي اختلف في هيدي كرم بعد خوضها التجربة نفسها وهي الكتابة عن تجاربها بصراحة وشفافية؟

هناك بعض الأفكار لم أكن على علم بأنها مخزونة في عقلي الباطن؛ أي إن بعض الأفكار كتبتها ومن ثمً شعرت بالسعادة عندما قرأتها مجددًا؛ لأنني سعدت بأنها خرجت للنور وأدركتها بشكل كافي وأصبحت على وعي بها؛ أحيانًا هناك بعض الأمور والأفكار التي تدخل عقلك الباطن وتتخزن وتتخمر ولا تخرج إلا وقت الاحتياج لها، وهذا استشعرت به وأنا أقرأ الكتاب كاملاً وكأنني أقرأه للمرة الأولى، خاصة وإنه تم كتابته على مدار ٦ أشهر، وسعدت بطريقة طرح بعض الأفكار، التي عادة ما تراود ذهنك بشكل مختلف عليك اقتناصها وكتابة الأفكار بشكل جيد وسلس ومرسل في لحظات الإلهام بها قبل أن تنساها؛ الحقيقة هناك عدة أمور اختلفت في شخصيتي بعد ما ترجمة مخزون أفكاري على الورق؛ ازدادت وعيًا بعدة أشياء بداخلي حقًا.

الفنانة هيدي كرم
الفنانة هيدي كرم

لكن.. ألم يكن وقتًا طويلاً ٦ شهور على كتابة "هيدي وأخواتها"؟

هذا لأنه وقتي كان مشغولاً ومزدحمًا للغاية وقت تعاقدي على الكتاب.. كتبته على فترات متباعدة ومتقطعة؛ بسبب انشغالي طوال هذه المدة بتصوير "وتر حساس"؛ كنت في مرحلة التحضيرات والتصوير للمسلسل، هذا الوقت كان صعبًا للغاية؛ خاصة وإن "وتر حساس" مسلسل كبير وثقيل دراميًا؛ كذلك تفاصيله وشخصيتي الدرامية ومجهوده كبير للغاية، لذلك ركزت وقتها ألا أضغط على نفسي ولا يشاركني أحد كتابة "هيدي وأخواتها"؛ أي رفضت تمامًا أن يكتب أي شخص غيري شيئًا في الكتاب أو يوجهني في أي من أفكاره؛ لأنني أقرأ كثيرًا وبالتأكيد أثق في دعم دار النشر وفريقه لي، لكن كانت رغبتي أن يحمل الكتاب بصمتي كاملاً؛ أن يكون شبهي وعلى ذوقي؛ وهذا أيضًا يتمثل في اختيار أفكاره واسم كل فصل أو باب من الكتاب على اسم فيلم أو إيفيه أو لازمة معروفة عن أفلام شهيرة، كما إنه فعليًا لم يستغرق ٦ شهور كاملة؛ لأننا انتهينا منه قبل شهرين من طرحه بالأسواق، والذي شمل التحضيرات صورنا الغلاف وكتبت النبذة والإهداء وقتذاك.

على ذكر "وتر حساس"، شخصيتك "رغدة" في المسلسل التي تعلق الجمهور بذكائها وأحب ظهورها رغم الشر والدهاء التي اتسمت به.. لو "رغدة" تسلمت القلم من "هيدي"، وستكتب فصلاً من كتاب "هيدي وأخواتها"، فماذا سيكون؟

"رغدة" تكتب فصلاً معنونًا بـ "كيف تعيشين وسط الوحوش؟" أو "عالم وحوش وحوش"؛ لأن "رغدة" ترى أنها تعيش وسط عالم غابة، وسط عالم قاسي، تزوجت رجلاً أحبته كثيرًا لكنه كان أكبر منها بفارق عمري كبير، فتعرضت للظلم من قبِل الناس بهذه الزيجة، وعاشت وسط أهله الذين لا يحبونها ويريدون التخلص منها، هي تحولت لشخصية شرسة إن جاز التعبير؛ فهي ليست شريرة؛ أؤمن بذلك فلا يوجد أحدًا شريرًا بطبيعته؛ لكن هناك عدة عوامل تجعل الشر يزدهر بغزارة بداخلنا، لكن "رغدة" تستخدم الشر والدهاء كنوع من أنواع الدفاع عن النفس.

رغم كل هذا الشر لكن كان الجمهور ينتظر إطلالتها والحيل الذكية التي تلجأ لها.. شخصية حساسية ومعقدة، ألم تختلف بالنسبة لك في التحضير؟

جدًا.. بكل تأكيد.. "رغدة" شريرة ودمها خفيف وغير متلونة؛ لذيذة تحبين أن تشاهديها وتصرفاتها رغم استفزازك من سلوكها، كذلك ميزة "رغدة" هي الوضوح؛ فهي من أكثر الشخصيات التي تفهمينها ومسارها مع بداية الحلقات الأولى من المسلسل؛ أحببت "رغدة" كثيرًا ووضوحها منذ الوهلة الأولى من قراءتي للسيناريو، مع الإطلاع الأول على الورق أترسمت في خيالي بشكلها وأسلوبها وأداءها على الشاشة، وتراءيت للخيط الرفيع بين الشر وخفة الدم، أو الشر والطيبة، أو الكسرة والضعف، استمتعت كثيرًا حقًا وأنا أمثل شخصية "رغدة"؛ لدرجة أن زميلاتي وزملائي كانوا يضحكون وهم يمثلون أمامي في كواليس مسلسل "وتر حساس"، وعندما أسأل يجيبون بأن "رغدة تعجبنا جدًا"، شعرت بالشك من أدائي وقتذاك وسألت المخرج الجميل وائل فرج؛ الذي أحييه كثيرًا والكاتب أمين جمال، وجاوبني "وائل" مشيدًا بالأداء والخط الدرامي المختلف لشخصية "رغدة" ضمن السياق الدرامي؛ مؤكدًا على استمتاعهم بالطريقة التي أقدمها بها على الشاشة والتي تختلف كثيرًا عن شخصية هيدي كرم.

هيدي كرم
هيدي كرم

إذًا تكتبين "هيدي وأخواتها" ببساطة وسلاسة وعلى النقيض تنشغلين بالتحضير للشخصية المعقدة "رغدة" من "وتر حساس" في نفس الغترة الزمنية..  ألم يرهقك ذلك نفسيًا مشكلاً تحديًا كبيرًا عليكِ؟

حدث بالفعل.. كان تحديًا كبيرًا؛ وأرهقني عصبيًا وليس نفسيًا؛ نفسيتي كانت جيدة وقتذاك لأنني سعدت بالعمل على مشروعين استمتع بهما كثيرًا؛ لكن أعصابي توترت خاصة وإن تجربة الكتابة المنتظمة أخوضها لأول مرة وكانت تحتاج تفرغًا بالوقت أكثر من ذلك، وتطلب مجهودًا كبيرًا.

أسماء فصول الكتاب على أسماء الأفلام؛ منها: "سنة أولى نصب"، و"الحريفة"، و"حب البنات"، و"عوالم خفية".. المفاضلة هنا جاءت وفقًا لارتباط ذهنك بمشاهد من هذه الأفلام ملهمة لكِ تشبه تجاربك أم أنها الأفلام المفضلة لهيدي كرم؟

لا.. اسم الفيلم هو الذي كان مُلهمًا بالنسبة لي؛ أي إن العكس هو الذي كان يحدث فالمضمون يهمني أكثر من الاسم؛ كنت أكتب الفكرة التي أريد أن أتحدث عنها ومن ثمً أبحث عن اسم الفيلم أو الجملة الشهيرة عن الفيلم التي تناسبها، على سبيل المثال فصل "ضرب ضرب مفيش شتيمة؟"؛ أتحدث عن الضرب في التربية الإيجابية؛ هي الفكرة الرئيسية ومن ثمً بحثت عن عنوان من الدراما يليق به؛ واختيار أسماء الأفلام شعرت وأنه يعكس شخصية الكاتب؛ أي إنني ممثلة وهذه اللمسات تكشف ذوقي ومفضلاتي كذلك كانت من عوامل انجذاب القراء للقراءة والمتابعة.

هيدي كرم
هيدي كرم

تتضمنين عدة أفكار في "هيدي وأخواتها" تشمل مراحل عديدة كالطفولة والمراهقة والأمومة، وهناك فصل تتحدثين به عن تربيتك لابنك "نديم"، هُنا المراهقات في العشرينات يمكن أن يأخذن حديثك كنموذج للأمهات المثاليات فيما ينظر لها الأمهات فوق الأربعينات كفرصة لتقييم تجربتها.. ماذا عن الشريحة العمرية المستهدفة التي طرأت بذهنك أثناء الكتابة؟ 

  بالضبط.. لم أكتبه لشريحة محددة بل بالعكس قصدت الحرص على اختيار المفردات اللغوية السهلة اللذيذة التي قد تتناسب وبساطتها مع مختلف الأعمار؛ تشعر وكأنك تجلس مع الصديقة "هيدي" أثناء القراءة بعيدًا عن التنظير، فالسيدة التي تجاوزت الأربعين من عمرها يمكنها أن ترى المكتوب وكأنه ماضيًا بالنسبة لها، فيما يشغل بال سيدة أخرى في حديثها مع الذات ومراجعة النفس، كذاك أخاطب السيدات اللائي تقفن على أول طريقي والفتيات التي لم تبدأن الطريق بعد، هدفي أكثر ألا تقع البنات الأصغر في العمر بنفس الأخطاء التي سقطت بها؛ كذلك يفهمن وجهات نظر أهاليهم.

نستوقف دقيقة عند فصل "أم العروسة".. تتحدثين به في "هيدي وأخواتها" عن دور والدتك بحياتك، إلى هذه اللحظة، هل لا تزال تشعر هيدي كرم بأن والدتها في موضع "أم العروسة"؟

نعم، كثيرًا جدًا في الرعاية والاهتمام والحنية والأمان والخوف؛ لا زالت أعيش مع والدي ووالدتي بنفس المنزل، وبالفعل لا يزالون يشعرونني بأنني طفلة ذي 15 عامًا؛ كذلك يشعرون بالاستمتاع معي وبوجودي وسطهم؛ على الأغلب إننا دومًا لا نكبر في عيون أهالينا ولا يكبر أولادنا في عيوننا، كما إن "نديم" ابني مستقل حاليًا يعيش وحده؛ فأقضي معهم معظم الأوقات وأشاركهم كافة تفاصيل الحياة.

هيدي كرم
هيدي كرم

وتصورين يومياتكم بصحبة والدتك في فيديوهات عفوية على تطبيق "إنستجرام" في هاشتاج "يوميات هيدي وأم هيدي" والتي ارتبط بها الجمهور كثيرًا.. ماذا عن تقديمكما برنامجًا محترفًا معًا؟

أتمنى تقديم هذه الفكرة بالفعل في برنامج تلفزيوني؛ لكن هذا يحتاج دراسة جيدة وتخطيطًا كثيرًا وتوفير إمكانيات كبيرة مع فريق إعداد متميز ومحترم لتقديمها بشكل جيد ولذيذ غير المحبط للجمهور وتوقعاته؛ خاصة وإنه هناك تجارب كثيرة ثنائيات قدمها النجوم وأولادهم في البرامج ولم تحظى بنجاح كبير فالمشروع مخاطرة كبيرة. الحقيقة لم أتوقع وقت طرح فيديوهات "يوميات هيدي وأم هيدي" كل هذه الشعبية؛ لأننا نصورها بتلقائية طريفة جدًا غير المدركين حجم المشاهدات، كذلك تفاجأت بتفاعل الجمهور الكبير معها من كبار وصغار رجال وسيدات، واندهشت من متابعة أصدقائي الممثلين من النجوم الكبار لهذه اليوميات أيضًا وهو ما أسعدني للغاية.

بعد "هيدي وأخواتها".. هل تأخذ هيدي كرم خطوة كتابة الروايات أو القصص القصيرة أو السيناريو؟

لا.. السيناريو يحتاج لأسس مدروسة ولا يصح أن يكتب أي شخص السيناريو، ولا يستهويني التفرغ لهذا المجال الذي يحتاج لكثير من الجهد والخيال الأدبي، هنا أنا أشارك آرائي والجمهور بالكتابة، كما إنني لا أنجذب لقراءة القصص القصيرة أو الروايات بكثرة، تجذبني الروايات الفلسفية وليست الرومانسية أو الأكشن، في طفولتي كنت أقرأ لأجاثا كرستي، أمًا الآن أحرص على قراءة نوعيات أخرى من الكتب؛ كالكتب عن الفلك أو الطاقة أو علم تطوير الذات وعلم النفس.

هيدي كرم الممثلة أم المذيعة أم الكاتبة.. أيهما الأقرب لقلبك؟

أحب الثلاثة فأنا مزيج منهم جميعًا؛ لا أستطيع المفاضلة من بينهم؛ فهم الثلاثة يشكلون شخصيتي بنسب متعادلة جدًا؛ قبل صدور "هيدي وأخواتها"، كنت سأقول لكِ المذيعة والممثلة بالطبع، أحب في الإذاعة مشاركة الضيف المناقشة وتبادل وجهات النظر، لكن الآن خطوة الكتابة حققت فرقًا بالنسبة لي ولا زالت أحصد وانتظر آراء الجمهور في الكتاب وتجربته.

هيدي كرم
هيدي كرم

مؤخرًا تحدثتِ عن رأيك بعمليات التجميل والبوتكس والفيلر بجرأة.. ما النصائح التي تقدمينها للفتيات للحفاظ على جمالهن؟

بالطبع.. أحب مواكبة الموضة والتجديد فيما يتناسب معي وبشرتي وشخصيتي، كنصائح هناك الكثير من الأحاديث التي قد تحتمل حلقات متعددة من البرامج ولا تعد ولا تحصى بالنسبة لصحة المرأة النفسية والجسدية، لكن الأهم دومًا الصحة فهي أهم من الشكل الخارجي؛ أي اهتمام الإنسان بصحته وينام ويأكل جيدًا وممارسة الرياضة بانتظام ويتناول الفيتامينات وإتباع روتين جيد للبشرة ليس بالضرورة غاليًا لكن عليه أن يكون منضبطًا؛ فالمحافظة على الصحة والجمال يحتاج للاستمرارية والالتزام؛ والابتعاد عن الانتقام والنفسية السيئة والغيرة مع المحافظة على مشاعر السلام النفسي.

خطفتِ الأنظار بإطلالتك في حفل النسخة الخامسة من مهرجان Joy Awards..  ما المميز بزيارتك هذا العام؟

كانت المرة الأولي لي للمشاركة بمهرجان Joy Awards، سعدت كثيرًا بها، انبهرت بالتنظيم الرائع والمجهود المبذول بالأفكار المقدمة في الحفل المهيب والعالمي والضخم، وهو احتفال مفرح ومبهر على كافة الأصعدة؛ طاقته رائعة وحالة فرح عارمة كانت منتشرة بين كل الناس ضيوف ومكرمين.

هيدي كرم
هيدي كرم

كذلك تحققين نجاحًا مختلفًا بمسرحيتك "الباشا" في جدة.. هل تعود بموسم جديد قريبًا؟

من المفترض عودتنا بالعرض في السعودية خلال الفترة المقبلة؛ ربما في جدة وأبها؛ كما إنه من الممكن أن نعرض في العلمين بموسم الصيف لكنه لم يؤكد هذا القرار حتى الآن.

وماذا عن أكثر ردود الأفعال المفاجئة بالنسبة لك أثناء عرضها في المسرح؟

أربع بنات في الصالة تحدثن بصوت مرتفع وسط انشغالي بالحوار على المسرح؛ هاتفين بنبرة صوت عالية "بنحبك يا هيدي.."، ما أضحكني ودهشني كثيرًا أثناء العرض في ثالث أو رابع يوم للمسرحية.. الحقيقة نجاح المسرحية كان متوقعًا ساحقًا خاصة وإنه يتوفر به كل عناصر النجاح.

هيدي كرم
هيدي كرم

وماذا عن التعاون مع الفنان كريم عبد العزيز والمخرج رامي إمام في مسرحية "الباشا"؟

كريم عبد العزيز رائع وممثل جدع وداعم لأصدقائه، عملت معه قبل ذلك في مسلسل "الاختيار"، لكن لم نتقابل في مشاهده سويًا، أحبه كثيرًا واعتبره صديقًا مبادرًا لحل الأزمات وموفرًا للأمان والراحة في العمل، أمًا رامي إمام مخرج محترم وهادئ وجميل للغاية، يمتلك ويدرك أدواته جيدًا، وأمين كثيرًا على الممثل الذي يشاركه، وسعيدة للغاية بتجربة العمل معه، وأتمنى بكل تأكيد تكرارها.

وماذا عن جديدك سينما أو دراما خلال الفترة المقبلة؟

أحتاج أخذ فترة راحة مؤقتة كإنسانه لشحن طاقة وصحة وروح وأفكار وعلاقاتي الأسرية الاجتماعية بالمحيطين بي ومن ثمً الاستعداد من جديد؛ هذه شخصيتي ولا أتعجل في الموافقة على الأدوار أو الأعمال الفنية الجديدة؛ وما يميز هذه الحالة من التريث إنني أقدم أعمالاً فنية لا أندم عليها.

هيدي كرم
هيدي كرم

هل تشاركين في الجزء الثالث من مسلسل "وبينا ميعاد"؟

لا أعرف عنه معلومات، شاركت كضيفة شرف في الجزء الثاني من مسلسل "وبينا ميعاد"، لكن لا أعتقد سيكون لي دورًا في الجزء الثالث.

أخيرًا.. ما المسلسلات التي تتحمسين لمشاهداتها في رمضان 2025?

لا تزال قائمة مشاهداتي لم تكتمل بعد حتى هذه اللحظة، لكن من الآن لفت نظري على السوشيال ميديا ومن المسلسلات التي أنتظرها؛ مشاهدة مسلسل "عقبال عندكوا" لإيمي سمير غانم وحسن الرداد، أجواء كوميدية لطيفة منتظرة منهما؛ ومسلسل "أشغال شقة 2" متحمسة له كثيرًا، فضلاً عن مسلسل عمرو سعد "سيد الناس" لأن محمد سامي مخرج متميز للغاية، إلى جانب مسلسل "إش إش."