رحمة رياض وألكسندر علوم نجما "هي": من اللحظة الأولى وإلى الأبد

وسط مشاريع العمل والالتزامات المهنية والرحلات والأسفار، يزدهر حب "رحمة رياض" Rahma Riad و"ألكسندر علوم" Alexander Uloom ويظهر في نظراتهما وتصرفاتهما وكلماتهما التي تعكس كلها "كيمياء" لا يمكن تجاهلها. وكانا قد اجتمعا للمرة الأولى قبل نحو سبع سنوات، وبنيا معا علاقة حب استمرّت على الرغم من الانشغالات المهنية وضغوط الشهرة والمسافات الجغرافية، قبل أن يقرّرا الافتراق.

لكن القدر جمعهما من جديد بعد فترة، وأفهمهما أن شرارة الحب هذه اشتعلت لتضيء عمرا بأكمله، وأن قصة حبهما مكتوب لها أن تتكلل بالزواج وتزدهر بطفلتهما "عالية" التي زادت الحب حبا. وحين التقيتهما في موقع تصوير غلاف مجلتنا لعدد فبراير، كان الجو مليئا بالحب والمرح والتقدير المتبادل، وبطاقة إيجابية لقلبين ينبضان على الموجة نفسها، ويطمحان إلى النمو والعطاء والبناء معا. وفي هذا الحوار الحصري نتذكّر أنه في الحب، كما في الحلم، لا شيء مستحيل.

المطربة الموهوبة "رحمة رياض"، صاحبة الصوت الساحر والإرث الموسيقي العائلي، تواصل تقديم أعمال موسيقية متميزة بين الألحان العربية الكلاسيكية وإيقاعات البوب الحديثة، والتألق على المسارح العربية بأدائها المتفوق وحضورها المشعّ، وقد أنهت قبل فترة قصيرة تصوير برنامج "إكس فاكتور" الذي كانت عضوا في لجنة تحكيمه وفازت مع فريقها بلقب الموسم.

بعد كل هذه السنوات في عالم الفن، كيف تصفين رحلتـــك حــــتى الآن؟ وما اللـحــظـــة التي شعرت فيها بأنك وصلت إلى نضجك الفني؟

أصفــــهـــا بالـــرحــلــــة الممتعـــــة والمليئة بالتشويق والمحفوفة بالأحداث الجميلة والصعبة. ومع ذلك، كانت حتى الآن رحلة ممتعة بكل تفاصيلها. أما اللحظة التي شعرت فيها بنضوجي الفني، فكانت عندما بدأت أعرف هويتي الفنية بوضوح، وأدركت ما يليق بي وما لا يناسبني.

هل سيــــكــــون هناك مشـــــروع فـــنــــي مشـــتــــرك بينك وبين "ألكسندر" في المستقبل؟

دائما نفكّر أنا و"ألكسندر" في إمكانية أن يجمعنا عمل في المستقبل، لكننا لا نعرف ماذا سيكون حتى الآن. وصلتنا بعــــض النصوص، لكنني لم أجدها مشوّقـــــة ولــــم أرَ أنها ستضيف إلى مسيرتي أو مسيرته. إن شاء الله في المستقبل، ولم لا؟

هل تتــــشـــاركــــان في الــقـــــرارات المهـــنــيــــة أم تحافظان على استقلالية كل منكما في مجاله؟

بالطبع يحكي أحدنا للآخر ويستشيره، ونتبادل الآراء حول كل أعمالنا. ولكن في نهاية المطاف، يبقى القرار النهائي لكل منا على حدة؛ فأنا أتخذ قراري وأطلعه عليه، وهو بدوره يتخذ قراره ويخبرني به. إنها شراكة.

أنت فنـــانــــة مشـــهـــورة ولديها جــــدول أعمال مزدحم، وكــــذلك "ألكسنـــدر". كيف توفّـــقـــــان بـــــيــــن كل ذلك، ولا سيما الآن بوجود طفلتكما؟

نحن محظـــوظان للغاية بوجود عائلتينا إلى جانبنا، وهو ما ساعدنا بشكل كبير على متابعة أعمالنا، لأنهم يهتمّون ويعتنون كثيرا بابنتنا عالية. فبعد أقل من شهرين على ولادتــــهــــا سافــــــرت بســـبب العـــمـــل. ولم يكن "ألكسندر" موجودا في الأساس، لأنه كان يصوّر عملا في اليونان، لكنه كان يأتي في كل عطلة نهاية أسبوع ليرى عالية ثم يعود. لذا، نحن نحاول بكل الطرق أن نستغل كل لحظة فراغ لنمضيها مع طفلتنا.

ما الدور الــذي يلـــعـبـــــه "ألكسندر" في دعمك، خصوصا على الصعيد الفنّي؟

لولا هـــذا الدعم، لكنت بالتأكيد شعرت بالإحباط في بعض مراحل مسيرتي أو مشاريعي المهنية. الدعم مهم جدا، ولا أعني به مجرّد تمنّي الحظ الجيد للشخص الآخر، بل إننا نهتم جدا بعمل الآخر. هو يستمع إلى أغانيّ ويعطيني رأيه، ويشاركني من الناحية الأخرى تفاصيل أعماله ومسلسلاته.

لو عدنا إلى بداية قصة حبكما كيف كان اللقاء الأول؟
حصل لقاؤنا الأول في الدوحة عام 2018. كان لقاء تعارف، وكنّا خلاله إما أن نتفاهم ونجد انسجاما بيننا ونتزوّج في المستقبل، وإما أن يذهب كل واحد في سبيله. والنتيجة كانت الزواج.

ما الــذي جــعــــلك تدركين أن "ألكسنـــدر" هو الشخص المناسب لك؟

منذ اللحـــظـــة الأولى التي رأيت فيـــهـــــا "ألكسندر"، شعرت بأنه الإنسان الذي أريد أن أكمل معه حياتي. هو شخص طموح للغاية، ويؤمن بطموحاتي كلّها. وعندما التقينا للمرة الأولى، كان من أشد المعجبين بصوتي، وهو ما زاد حبّي له، لأنني كنت دائما أقول إن الشريك الذي سأتزوّجه يجب أن يحبني ويحب عملي وصوتي، حتى يقدّر مدى شغفي بفنّي.

كيف تغيرت رؤيتك للحب بعد الزواج؟

ازداد الحب عمقا، وصار بالنسبة إلي يعني العائلة ويحمل كل معاني المودّة والاحترام.

كيف تعبّرين له عن حبك؟

هو يفاجئني وأنا أخاف كثيرا من المفاجآت، ولا أحبها، على الرغـــم من أن كل مـــفـــــاجـــآتــــه جميلة للغاية. ولأنني إنسانة عملية للغاية. قد أقول له: "حبيبي، عيد ميلادك اقترب، فما الهدية التي تريدها؟". أعتقد أنني أعبّر عن حبي بالأفعال أكثر من الكلمات. قد أغنّي عن الحب، لكنني لا أعرف كيف أتكلم عنه. كل أغاني الحب أهديها له!

ما أهـــم رسـالــــــة توجّـــهـيــنـــهــــا للقــــرّاء حـــول معنى الحب الحقيقي بمناسبة يوم الحب؟

لكي تنجح العلاقة، يجب أن يكون الطرفان متّفقين على هدف واحد. أساس نجاح العلاقة يكمن في الحب والثقة والـــدعــــم المتـبادل. وإذا كان الـــهـــــدف بــنـــاء علاقة ناجحة وثابتة، يجب أن يكون هذا الأساس قويا.

الحب في حياة الفنانين غالبا ما يكون تحت الأضواء. كيف تحافظين على خصوصية علاقتكما بعيدا عن الإعلام؟

نحن متفقان على أسس وقواعد محددة لما نشاركه على وسائل التواصل الاجتماعي، من أحداث وصور. وقد وضعنا معا حدودا واضحة لما نرغب في إظهاره لجمهورنا بشأن زواجنا وعلاقتنا كزوجين، ونكتفي بذلك القدر.

ما أكثر ما تحبين في علاقتكما ويجعلك ممتنة لهذا الزواج؟

التفاهم العميق الذي نملكه، فكلّ منا يتفهم الآخر إلى أبعد الحدود، ويقدّره. وهذا، برأيي، هو أجمل ما في علاقتنا، وأسأل الله أن يديم علينا هذه النعمة.
 

شق النجم "ألكسندر علوم" Alexander Uloom طريق نجاحه في صناعة الأفلام، بعد أن دخل قلوب المشاهدين في كل أنحاء العالم العربي بأدواره التلفزيونية الدرامية. متمسّكا بطموحه الكبير وشغفه العميق بالتمثيل والكتابة والإخراج، وهو يعمل حاليا على مشروع مستوحى من حياته الخاصة وثقافتيه العراقية والأمريكية، بعد انتهائه حديثا من تصوير أول فيلم طويل يلعب فيه دور البطولة.

ما أول ما لفتك في "رحمة" وجذبك إليها؟

 أول ما لفـتـــني في "رحمة" أنـــهـــــــا إنـــــسانة صادقة وحقيقية للغاية، ما في قلبها على لسانها. وهي حنونة جدا.

 كيف عرفت أن "رحمة" هي شريكة حياتك؟

 في البداية، كنا أنا و"رحمة" شريكين لمدة عامين تقريبا. وكأي حبيب وحبيبة، مررنا بالجميل والصعب، وافترقنا لنحو ستة أشهر. ثم أعاد القدر إشعال شرارة حبنا من جديد وترسيخها، وذلك حين كنا نستعد كلانا للعمل في استوديوهات MBC في لبنان، دون أن يعلم أي منّا بوجود الآخر هناك. لقد صُدمنا وفوجئنا باللقاء مجددا، وحينها أدركت أنني أريدها وأحتاجها زوجة لي لبقية حياتي.

ما الذي يجعلك أكثر سعادة في زواجك من "رحمة"؟

 قد أنـــعــــم الله علّي وعلى "رحــمــــة" بمساري عمل دوليين ومزدحـمــيـــــن للــغــــايـــــة. يتــطـــلــب عملنا الكثـــيــــر منا، ونحن محظوظان جدا لأنها تدعم عملي حين أكون بحاجة إلى ذلك، وأدعم عملها حين تحتاجني. معا نشكّل فريقا مثاليا، وكلانا يفهم ما يتطلبه عمل الآخر. أما أجمل هدية أثمرتها هذه الشراكة، فهي ابنتنا الجميلة "عالية".

هل تغيّر مفهوم الحب بالنسبة لك بعد الزواج؟

لقد جعل الزواج حبي لعائلتي أقوى. وجعلتني ولادة ابنتي عالية كاملا بطرق كثيرة. لم نعرف أنا "ورحمة" هذا النوع من الحب من قبل، لأن عالية هي طفلتنا الأولى.

في ظل انشــغـــالـــكــمـــا بالفـــن، كيف تحـــــافظان على شرارة الحب بينكما؟

نجد الفرح في عمل الآخر، وينمو كل منّا في مسيرته المهنية في الوقت نفسه. هي المعجبة والمشجّعة الكبرى لي، وأنا المعجب والمشجّع الأكبر لها. وقد تحولت شرارة حبّنا إلى لهيب يشتدّ يوما بعد آخر، فيما نشاهد ابنتنا تكبر أيضا.

ما أكثر لحظة رومانسية لا تنساها مع "رحمة"؟

اللحظة الأكثر رومانسية التي عشناها حتى الآن كانت حفل زفافنا الخاص. أقمنا حفلا صغيرا في حديقة، بحضور أقرب أفراد عائلتنا فقط. كان يوما مميزا وحقيقيا وخاصا، ولم ننسه أبدا.

كيف تتخيل حياتكما بعد خمس سنوات من الآن؟

نأمل أن تســتـــمــــر أعمـــالنــــا في النمو والتوسع. نسافر دائما، ولكننا نتمنّى أن نسافر أكثر ونواصل توسيع مشاريعنا في الغرب. وبالطبع، العائلة هي أهم شيء، لذا نود أن ننجب طفلا آخر لنمنح "عالية" أختا أو أخا.

ما الـــذي تعلمــــتـــــه من "رحمة" وجعلك تنظر إلى الحياة بطريقة مختلفة؟

علّمـتني "رحمة" قيمة الصبر وكيف أعيش اللحظة وأقدر كل ما نملكه، ومنحتني إحساسا بالأمان.

هل لـــديــــك طــــقــــوس خاصــة كــــزوج تــــحـــرص على فعلها لإسعاد "رحمة"؟

أحرص دائما على معاملة "رحمة" بالطريقة التي تستحقها. أنا تقليدي أكثر، بمعنى أنني أحب أن أسهّل الأمور عليها كامرأة. أستمتع حقا بأداء دوري كربّ للمنزل.

كيف تعبّر عن حبّك، لـ"رحمة"؟

بوسائل كثـــــيرة، ومنـــهـــا المفـــاجــــآت، على الرغـــــم من أنها لا تحب المفاجآت أبدا.

ما أهـم رسالة توجّهها للقرّاء حول معنى الحب الحقيقي بمناسبة يوم الحب؟

 في العلاقــــة الناجحة، هناك تواصل وفهم متبادل، حيث يتشارك الحبيبان الأحلام والأهداف نفسها، ويحفز كل منهما الآخر لتحقيقها. أرى أن نجاح العلاقة يعتمد بشكل كبير على دعم الرجل للمرأة، ووقوفه إلى جانبها في كل ما تريده، واحترامه وتقديره لها ولطموحاتها.

كيف تنظر إلى مفهوم الأبوة؟

لقد غـيـرت الأبوة حياتي بالكامل. دائما ما نسمع من الناس كيـــف أن إنـــجــــاب طـــفل قد غيّر حيـــاتهـــــم، لكنك لا تعرف بالضبط ما يعنيه ذلك حتى يصبح لديك طفل. علّمتني "عالية" كيف أرى الحياة بمنظور جديد وفضول، وتمنحني الأمل للمستـــقــبــــل. "عالية" هي حافـــــزي ودافعي لمواصلة العمل والنمو، وتجعلني نسخة أفضل من نفسي كل يوم.

ماذا تقول عن ابنتكما "عالية" اليوم؟

"عالية" هي أمنيتي. كل إنسان يحمل ألما في داخله، وكل الألم الذي كان يختلج في نفسي، انتصرت عالية عليه بأكمله. وأخذت كل شيء، وأصبحت هي الأساس في حياتي.

هل تعــتــقــد أن الــــزواج من شخـــصـيـــة مشهورة يحمل تحديات إضافية؟ وكيف تتعامل معها؟

أنا و"رحمة" في المجال نفسه، لذا يمكن أن يدعم أحدنا الآخر ويساعده. كان من الممكن أن يكون هذا الأمر أكثر صعوبة لو كان أحدنا في مجال عمل أكثر تقليدية، ولكننا نستمتع بكوننا فنّانين. نحن نتشارك هذا التفاهم، وهو يجعل كل شيء أسهل.

هل هنـــاك مــشــــــــروع سينــمــــائي أو درامـــي قد يجــمـعـــــــك بـ"رحمة" في المستقبل؟

نحب أنا و"رحمة" أن نعمل معا على فيلم، لكن مشاريعها الغنائية وجولاتها الفنية مزدحمة جدا، ولذا علينا إيجاد الوقت المناسب لذلك. لكن نعم، لدينا كل النية للعمل معا.

لو كنـــت ستـــكـــتــــب سيــنـــاريـــــو عن قـــصـــة حبــكــمــــا، كيف سيكون المشهد الافتتاحي؟

حـــضـــــرنـــــا أنــــا و"رحمــة" قبـــل فــتــــرة قصــيــــــرة حفلا لفرقة "كولــــدبــــــلاي" في أبـــوظبي. كانت تجربة ســـاحـــــرة للغــــايــــة، مع الموسيــــقى والجمـــهور. عــادة، تكون "رحمة" هي التي تقف على المسرح والجمهور يهتف لها، ولكن هذه المرة استطعنا تجربة طاقة الحب وسحر الموسيقى معا. أفتتح سيناريو فيلمي الرومانسي بمشهد كهذا.