ثنائية نسائية تتغلب على تحديات العائلة وعالم سوق المال في "الصفقة 2"

يظل مسلسل "الصفقة ـ The Exchange" عمل درامي استثنائي كسر مجموعة من الحواجز عند عرض موسمه الأول على شبكة نتفليكس، ليس فقط بسبب طبيعة فكرته وتركيزه على عالم الأوراق المالية في الخليج، أو الكويت تحديدا، بل خصوصية القصة ورحلة الصعود الفريدة لامرأتين كسرت كل منهما حواجز الأفكار والمنافسة وإثبات الحضور من قلب بورصة الكويت في نهاية الثمانينات، وبعد الرحلة الخاصة التي قامت بها كل من منيرة وفريدة في الموسم الأول ينتظرهما موسم ثاني ملئ بتحديات ومسؤوليات أكبر، يتخللها الكثير من التعقيدات العائلية والنفسية التي ربما تهدد طموحهما في الوصول لابعد نقطة في عالم الأوراق المالية.

تحديات عائلية جديدة

قدم الموسم الأول من مسلسل "الصفقة" صورة خاصة عن ملامح سوق الأوراق المالية في الكويت في 1987، الذي يختصر على عالم الرجال وقواعدهم الخاصة، لكن تنجح كل من بطلتي العمل فريدة ومن بعدها منيرة في اقتحام هذا العالم، وإثبات أن المرأة تمتلك روح المغامرة والجرأة لدخول عوالم خفية وأكثر تنافسية،  مهما كانت صعوبتها وخطورتها، الموسم الأول رسخ مجموعة من الأفكار، وكشف عن خلفيات كل من فريدة ومنيرة كشخصيتين رائدتين، بداية من خروج الأولى من إطار الضعف الذي عاشته رغم ذكائها، والثانية الأكثر تمرد على الواقع والنظرة الذكورية للأمور، مرورا بالعلاقة القوية التي تجمعهما بعيدا عن المنافسة المستمرة، وأخيرا التحديات المتجددة على المستوى المهني والعائلي.

فالصعوبات العائلية التي تعيشها كل من فريدة ومنيرة مستمرة، تحضر مع بداية الموسم الثاني ولا تختصر فقط على سوق المال، بل تبقى حاضرة على مستوى الحياة الخاصة، وما تفرضه من متغيرات، ويبدو أن الموسم الجديد يسير في نفس الاتجاهات بإطار أسرع، ومظاهر تكشف عن المتغيرات التي طرأت على كل من الشخصيتين، ففريدة "روان مهدي" لا تزال عالقة مع طليقها عمر "عبدالله بهمن"، فلم تصبح النفقات الدراسية لابنتهما جود "ريان دشتي"، هي العقبة لاثبات قدرة كل منهما، واحقيته بتربية الابنة، وحجم تأثيرهما عليها، وهو الخيط الذي تسعى فريدة للتمسك به، بعدما نجحت في تجاوز أكثر من صراع مع طليقها في حلقات الموسم الأول، بل بات أمامها قرارات أخطر تتشكل في طريقة المساهمة في نجاح ابنتها، وتحويله لشريكة وليس مجرد ابنة.

وفي الناحية الأخرى تواجه منيرة "منى حسين"، عقبات جديدة، فيما يخص علاقتها بعائلتها، والإصرار على زواجها بعد تجاوزها الثلاثين من عمرها، والصراع الجديد الذي ينشأ مع اكتشاف أسرار حول شقيقها، وحالة التميز الواضحة التي تبدأ في الظهور بشكل مثير، وتؤثر بشكل واضح على العائلة، مما يجعل علاقتها بها في مهب الريح بداية من التميز مرورا بالضغوط المستمرة من أجل الزواج، وهو الأمر الذي يكشف عن وجه آخر من الصراعات العائلية التي تنتظر الثنائي فريدة ومنيرة بعيدا عن صراعهما المنتظر في سوق المال.

"الصفقة" بين سوق المال وإدارة الأعمال

الموسم الأول من مسلسل "الصفقة"، اعتمد على الدوافع التي صنعت نجاحات كل من منيرة وفريدة، والتي جعلتهما نموذج للمرأة العاملة التي اقتحمت أحد الأسواق المختصرة على الرجال، وفرض حضورهما، والقدرة على المنافسة في هذا السوق، ويبدو أن الموسم الثاني " سوف يقدم نموذج استثنائي وفريد فيما يخص دور المرأة في إدارة الأعمال والشركات الكبرى، وذلك بظهور شخصية صبيحة "اسمهان توفيق"، ومشروعها من خلال مجموعة ألفا العقارية، وإدراجها في سوق المال، وتكشف الشخصية النسائية الجديد عن نفوذها وخبرتها الواسعة في الإدارة، وقدرتها على اختيار الأشخاص المناسبين كذلك والتلاعب ببعضهم، كل تلك المواصفات لصبيحة فرضت حضورها كعنصر نسائي جديد يكشف عن شخصية ثالثة تنضم لمنيرة وفريدة، لكنها الأكثر نفوذا وقدرة على أن تملي شروطها وقراراتها فضلا عن نظرتها الثاقبة في حجم قدرات الثنائي وكيفية استغلالهما بالشكل الأمثل.

شخصية صبيحة كشفت عن مدى التأثير الذي كانت المرأة قادرة على لعبه في فترة مهمة بتلك الحقبة، وكيفية نجاحها في إدارة مشروعات كبيرة على كافة المستويات، وكذلك قدرتها على التأثير على غيرها، وصناعة حالة من الصراع، والتفوق من ناحية المفاوضات، وكيف تصبح المواجهة التي جمعتها بكل من منيرة وفريدة خطوة تظهر الدور القوى للمرأة في هذا السوق المليء بالتحديات.

أسلوب جديد لمنيرة وفريدة في "الصفقة 2"

منيرة وفريدة رغم عملهما المتواصل معا، تبدأ حالة من التحدي الواضح بينهما في مرحلة يصبح التحدي والنجاح مقياس كل شيء، لاسيما بعد خروج فريدة من الفريق،  وعملها في التداول، وذلك بعد دخول صبيحة التي تسعى لتحكم أبنها وسيطرته مع منيرة على كل تفاصيل مشروع ألفا والتخطيط له، فالكمياء الخاصة التي ظهرت على مدار الموسم الأول بين الثنائي يتخللها عواصف من تحديات جديدة، ومن الأجدار في إثبات حضوره وقدرتها على جذب أكبر استثمار يفيد المجموعة.

سعود يلعب دورا اسثتنائي في هذا التحدي، بعد عاد من الأزمة الصحية التي تعرض لها في نهاية الحلقة الأخيرة من الموسم الأول، لتظهر مجموعتين كل منهما لها أهدافها وسعيها في إثبات قدرتها على النجاح بدون المجموعة الأخرى، حيث ينضم سعود لفريدة، في تحدي واضح لقصة ارتباطه بمنيرة، التي تعمل مع حمد أشكناني الذي يلعب دور ابن سيدة الأعمال صبيحة، وفهل ينجح الفريق الأول في إثبات نجاحه، وقدرته على الوصول إلى للهدف الذي وضعته مجموعة ألفا، وكيف تنجح منيرة وفريدة في الحفاظ على خيط الصداقة والتنافس بينهما، في وقت يصبح سعود لاعبا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه مجددا كما كان في الموسم الأول، كل تلك التساؤلات طرحها الحلقات المنتظرة من مسلسل "الصفقة 2"

الصور من حسابات أبطال العمل على انستجرام