نحو هوية موسيقية سعودية تصل للعالم.. الفنانة السعودية تام تام لـ"هي": إطلاق أول قاعدة بيانات عامة لدعم المشهد الموسيقي
في عالم الإيقاعات والنغمات، لا تقتصر الموسيقى على كونها وسيلة للتعبير، بل تصبح جسراً يصل بين الفنانين والجماهير، ويُحيي المشهد الإبداعي بدماء جديدة من التعاونات والابتكارات. من هذا المنطلق، أطلقت تام تام، الفنانة السعودية ومؤسسة Goast Flower، أول قاعدة بيانات عامة من نوعها لصناعة الموسيقى في السعودية، تحت اسم "The Saudi Music Community".
وعن ذلك تتحدث الفنانة تام تام لـ "هي" عن الإطلاق ورؤيتها لمستقبل الموسيقى السعودية، والذي ترى فيها بوابة نحو توحيد الجهود، وكسر الحواجز بين الفنانين، والمساهمة في تطوير المشهد الموسيقي محليًا وعالميًا حيث تهدف القاعدة إلى توحيد جهود الفنانين، المبدعين، ومديري الموسيقى في المملكة.
كما توفر هذه القاعدة المفتوحة موردًا شاملاً يضم أسماء الفنانين، المنتجين، والاستوديوهات، مما يسهل الوصول إلى المواهب المحلية ودعمها، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي. تعد هذه المبادرة خطوة نحو تعزيز المشهد الموسيقي السعودي وتمكين المزيد من التعاونات الإبداعية التي تعكس التنوع الموسيقي في المملكة.
إطلاق قاعدة بيانات للموسيقى السعودية: الحاجة قبل الفكرة
تؤمن تام تام بأن كل مشروع ناجح يبدأ من حاجة حقيقية، وهذا ما دفعها لإنشاء قاعدة بيانات تضم الفنانين والمنتجين السعوديين، حيث تقول لـ"هي": "لقد كنت أبحث عن إجابة لسؤال بسيط: من هم الفنانون والمنتجون في السعودية؟ من يمكنني الاستماع إليه ودعمه والتعاون معه؟"
وتكمل الحديث قائلة: "أدركتُ أن الصناعة الموسيقية تحتاج إلى أساس قوي مبني على التعاون والتواصل، وليس مجرد فرص عشوائية. ومن هنا، جاءت الفكرة; لم أرد أن تكون هذه المعلومات صعبة المنال بل مفتوحة للجميع، لأن الموسيقى في جوهرها تدور حول جمع الناس معًا وليس فصلهم."
وتضيف: "نحن بحاجة إلى منصة تعزز من قوة المشهد الموسيقي السعودي، حيث يكون كل فنان قادرًا على إيجاد مجتمعه، والتعاون مع آخرين، والمساهمة في بناء هوية موسيقية متفردة تعكس التنوع والإبداع في المملكة."
الموسيقى والتواصل: لقاءات غير متوقعة تؤدي إلى أعمال مدهشة
لطالما كان للموسيقى سحرها في خلق الروابط غير المتوقعة، فتروي تام تام لـ"هي" عن لحظات صنعت فرقًا في مسيرتها الموسيقية قائلة: "عندما بدأت رحلتي الموسيقية في لوس أنجلوس، كان من المفاجئ أن ألتقي بفنانين سعوديين هناك، مثل Arabian Alien وسعود التركي، حيث تعاونّا في مشاريع مميزة. كما عملت مع Shiloh وSaud على أغنية لم تصدر بعد من يدري، ربما نطلقها يومًا ما!"
أما في السعودية، فقد وجدت في Mo Kassim شريكًا مبدعًا في هندسة الصوت للعروض الحية، وتؤكد: "لو كان بيدي، لأصطحبته معي في كل جولة موسيقية إن شاء الله، جولة عالمية قادمة! وفي ألبومي الأخير Ma3assalama، تعاونت مع كُتّاب موهوبين مثل ديما صبّاغ، ياسمين الفريسي، وهيا الحجيلان، مما أضاف بُعدًا جديدًا إلى أعمالي."
كيف تبدو هوية المشهد الموسيقي السعودي؟
عند سؤالها عن نوع الموسيقى التي يمكن أن تمثل المجتمع الموسيقي السعودي، تتردد تام تام للحظة قبل أن تجيب: "لا يمكن حصر الموسيقى السعودية في قالب واحد، فهي أشبه بلوحة بيضاء تتشكل وتتحول يوميًا بأفكار جديدة وصوتيات مبتكرة. كل فنان يضيف لمسته، وكل تعاون يخلق شيئًا لم يكن موجودًا من قبل. هذه ليست موسيقى ذات هوية ثابتة، بل رحلة مستمرة نحو آفاق جديدة، حيث الإبداع لا تحده أي تصنيفات."
نحو هوية موسيقية سعودية تصل للعالم
ختامًا، تؤكد تام تام أن مستقبل الموسيقى السعودية ليس مجرد صدى محلي، بل قصة عالمية قيد الكتابة، وتقول: "لا أحد يستطيع التنبؤ بما سيحدث، ولكنني أؤمن بأننا إذا استطعنا بناء بيئة تدعم التعاون والتجريب، سنخلق أصواتًا متميزة تحمل توقيع السعودية إلى العالم. الأمر لا يتعلق فقط بالتعريف بهويتنا الموسيقية، بل بخلق مساحة تُلهم وتُمكّن الأجيال القادمة من الموسيقيين لصنع تأثير حقيقي يتجاوز الحدود."
هكذا تضع تام تام بصمتها، ليس فقط من خلال أغنياتها، ولكن عبر رؤيتها لمجتمع موسيقي أكثر ترابطًا، حيث يكون لكل صوت مكان، ولكل فكرة فرصة للتحول إلى نغمة تُسمع عالميًا.
