
النجمة التركية نسليهان أتاغول في حوار حصري لـ"هي": الأولوية للتوازن بين النجاح المهني والسلام الداخلي
تخوض الممثلة التركية النجمة نسليهان أتاغول NESLİHAN ATAGÜL DOĞULU رحلة جديدة مشوّقة في حياتها الشخصية، لعلها الأجمل والأغلى: رحلة الأمومة. فقد أعلنت قبل بضعة أشهر حملها، وهي تنتظر الآن مولودها الأول مع زوجها الممثل "قادر دوغلو" Kadir Doğulu الذي شاركها بطولة مسلسل "فاتح حربية". ومع انطلاق هذا الفصل الجديد من حياتها، تسعى بطلة "حب أعمى"، أول مسلسل تركي يفوز بجائزة "إيمي" العالمية، إلى العمل على الموازنة بين حياتها العائلية والشخصية، ومهنتها التي تكنّ لها شغفا كبيرا تعود جذوره إلى حلم طفلة ثابرت ودرست المسرح، واختارت الفرص الصحيحة، متطلّعة إلى تقديم المزيد من المشاريع الفنّية التي تحمل من خلالها دائما حبّها لوطنها وثقافتها التركية. في هذا الحوار عن الحب والفن والثقافة والأمومة والشغف نتعرف أكثر إلى "نسليهان" نجمة الشاشتين الصغيرة والكبيرة، التي باتت رمزا للدراما التركية المعاصرة.
بينك وبين زوجك "قادر دوغلو" قصة حب جميلة.. كيف تحتفلان عادة بيوم الحب؟
بالنسبة لنا، التعبير عن الحب ليس مقتصرا على يوم الحب، أنا وزوجي "قادر" نحتفي بالحب كل يوم من خلال علاقتنا الرومانسية والقوية، واللحظات الصادقة. أعتقد أن الحب يصبح أكثر قيمة عند الاعتناء به في كل لحظة، دون انتظار يوم خاص. ونحاول أنا و"قادر" دائما أن نعطي الأولوية لبعضنا البعض. وعلاقتنا قوية جدا ورومانسية، ونحن نؤمن بأن المفتاح للحفاظ على الرومانسية خلال الأوقات المزدحمة يكمن في خلق لحظات قليلة، ولكنها مليئة بالمعنى. أحيانا يكون ذلك استراحة لتناول القهوة، وأحيانا يكون مشوارا قصيرا بعد التصوير، وتلك اللحظات تعني الكثير بالنسبة لنا. وفي الأيام الخاصة، نبذل جهدا للتخطيط مسبقا، ونتجاهل العمل، ونركز تماما على بعضنا البعض. وأنا أؤمن بأن جودة الوقت الذي نقضيه معا هي ما يهم أكثر.
بصـــراحــــة، يوم الحــــب بالنسـبــــة لنا ليس مناسبة للاحتفال بالحب في يوم معين بقدر ما هو تذكير لأنفسنا بأن الحب يجب أن يُقدّر كل يوم. لذلك، قد نقضيه في المنزل بهدوء وسلام، ربما بالاسـتـــمــتــــاع بأحــــاديث جمــيــــلــة مع العـــائــــلة أو الأصدقاء. أو ربما نقضيه وحدنا، نخطط للمستقبل.
ما فيلمك الرومانسي المفضل؟
لست متأكدة من مدى كونه فيلما رومانسيا، لكن فيلم In the Mood for Love هو واحد من أفلامي المفــضــلــــة.
مبارك على حملك! كيف تشعرين وأنت تدخلين هذه المرحلة الجديدة والمشوّقة من حياتك؟
شكرا جزيلا! الحمل من أكثر الفترات تشويقا وخصوصية في حياتي. بينما ننتظر بفـــارغ الصبر أنا وشريكي وصـــــول طفلنا، نحاول أن نستـمـتـــع بكـــل لحـــظـــة من هذه الرحـــلـــة الرائعة. دخول هذه المرحلة الجديدة من حياتي يملؤني بالسعادة العميقة وبإحساس جديد من المسؤولية. أنا متحمسة جدا لهذه التجربة، ونتطلع إلى استقبال طفلنا بصحة جيدة.
هل تخـطـــطـــيــــن لأخـــذ استـــــراحة من التمثـــيـــل بعــــــد ولادة طفلك، أم تفكرين منذ الآن في مشاريع مستقبلية؟
بعد ولادة طفلي، ستكون أولويتي بالتأكيد لتمضية وقت جيد معه. ومع ذلك، لا أريد أن أهمل شغفي بالتمثيل، ولذلك أخطط لتحقيق التوازن بين الأمومة ومسيرتي المهنية، ولدي أفكار لمشاريـــــع مستقــبــليــــة. لكن بالطبع كل شيء سيتوقف على احتياجات طفلي.
هل لك أن تحدثينا عن زيارتك إلى مصر؟
عندما وصلت للمرة الأولى إلى مصر، غمرتني مشاعر الإعجاب والفــضـــول. منذ أن وطأت قــــدمـــــاي هذه الأرض، شـــعــــــرت بأنني محاطة بالتاريخ والثقافة. الأهرامات ونهر النيل وآثار الحضارات القديمة هي أمثلة مدهشة على تداخل الماضي مع الحاضر؛ ورؤية أهرامات الجيزة، على وجه الخصوص، جعلتني أدرك أن لا حدود للإبداع والعزيمة البشرية. هذه التجربة لم تثرِ حياتي الشخصية فحسب، بل ألهمتني أيضا على المستوى الفنّي من حيث السرد القصصي وبناء العوالم المتخيّلة والتعبير الإبداعي.
بصفتك ضيفة على معرض "إلى الأبد الآن" في دورته الرابعة، كيف تنظرين إلى فكرة دمج الفن المعاصر مع موقع تاريخي خالد كالأهرامات؟
كان شرفا كبيرا لي أن تتم دعوتي إلى معرض مميز مثل "إلى الأبد الآن 4". تجربة استكشاف الفن المعاصر في موقع خالد كأهرامات الجيزة، التي تُعد واحدة من أعظم المعالم التاريخية في العالم، كانت تجربة لا تُنسى. والانسجام بين القديم والحديث يعكس بشكل جميل قدرة الفن على تجاوز حدود الزمان والمكان. لهذا السبب، أود أن أهنئ فريق "آرت دي إيجيبت" من كل قلبي على هذا الإنجاز.
برأيك، كيف يمكن للمبادرات الفنية أن تؤثر في الصورة العالمية لمصر؟
تسهم المبادرات الفنية في إعادة صياغة الصورة العالمية لمصر من خلال الجمع بين تراثها الثقافي العريق والفن المعاصر. هذا اللقاء بين الماضي العريق والمنظور الحديث لا يؤكّد مكانة مصر التاريخية فقط، بل أيضا كونها مركزا للإبداع والفن الحديث. هذه الفعاليات تعزز التبادل الثقافي، وتدعم سمعة مصر في مجالي الفن والسياحة.
ما الذي وجدتِه الأكثر إلهاما عند حضورك معرضا فنّيا في أهرامات الجيزة؟
حضور هذا المعرض الفني أمام أهرامات الجيزة منحني فرصة استثنائية لرؤية مزيج فريد من التاريخ والفن. المزج بين عظمة التاريخ المتمثل في هذا الموقع الأثري الخالد وأعمال الفن المعاصر ذكّرني بالطبيعة اللامحدودة للإبداع، وجعلني أتأمل في كيفية استلهام الماضي لدى تخيل قصص جديدة للمستقبل. إضافة إلى ذلك، إن التفاعل مع أشخاص جدد واكتشاف أماكن جديدة دائما ما يغذيان روحي. يمكنني القول بكل ثقة إن مصر ألهمتني بطرق متعددة.
أصبحت رمزا عالميا بفضل موهبتك ورقيك. كيف تأملين استخدام منصتك لدعم وتعزيز الفنون على المستوى الدولي؟
الفن هو لغة عالمية قادرة على تجاوز الحدود، وأعتبر منـصــــتي فرصة رائــــعـــــة للمـــساهــــمــــة في دعــمــــه. على المستوى الـــدولي، أطـــمـــح إلى دعــــــم المـــبادرات التي تـــســــــلـــــط الضــــــوء على المواهب الناشـئــــة، والشابة خصوصا، وتمنحها فرصة للظهور. كما أتطلع إلى قيادة مشاريع تعاونية تعزز الصلة بين عالمي الفن والسينما، وهو ما يشجع تقارب الاختصاصات المختلفة. بهذه الطريقة، يمكنني أن أسهم في توسيع آفاق التعبير الإبداعي وإيصال الفن إلى جمهور أكبر.
هل تفكرين في التعاون مع فنانين عرب ومصريين؟
أفكر بالتأكيد في التعاون مع فنانين عرب ومصريين. التاريخ العربي عريق والفن المصري مميز، وهما مصدر إلهام كبير للمشاريع الإبداعية. وأرى أن مثل هذا التعاون يمكن أن يسهم في تعزيز الحوار بين الثقافات.
كيف أثرت هذه الفـــتـــــرة من حيـــــاتـــــك في رؤيـــتـــــك لمهنــتــك وأهدافك الشخصية؟
هذه الفترة من حياتي أعطتني بصراحة منظورا أكثر معنى تجــــاه مهـــنــتـــــي وأهـــــدافي الشخصـــيــــة. أستــــطيــــع أن أقول إنها جعلتني أدرك أهمية تحقيق التوازن بين النجاح المهني وبين العائلة والسلام الداخلي، وإعطاء الأولوية لذلك.
جمهورك يعشق رؤية التزامك وتفانيك على صعيد مهنتك وحياتك الشخصية. كيف تجدين التوازن بين الاثنين؟
إيجاد التوازن بين عملي وحياتي الشخصية يصبح ممكنا من خلال الاستماع إلى قلبي وإعطاء الاهتمام اللازم لكل منهما. الشغف الذي أملكه تجاه مهنتي هو قوة دافعة تغذي أيضا الحب الذي أكنّه لعائلتي وأحبائي. في المقابل، التزامي تجاه عائلتي يعزز دوافعي في مجال عملي. أسعى لتحقيق التفاني العميق والتوازن بين الجانبين لجعل كل لحظة ذات معنى. وبالطبع، لا يمكنني أن أنسى دعم زوجي في هذه الرحلة، فهو يسعى دائما لإظهار الجانب الأكثر إيجابية من كل شيء، ولا يتوقف أبدا عن دعمي مهما حدث.