
كارمن لبس لـ "هي": أرفض حالة الجدل حول الدراما السورية واللبنانية ولم أخش من شخصيتي الشريرة في "تحت الأرض"
لطالما التزمت الفنانة اللبنانية كارمن لبس في مشاركتها في الأعمال الفنية، على مدار السنوات السابقة، بانتقاء أعمال وأدوار تمثيلية تليق بها، وتجسد فيها فن التعبير، من بوابة التمثيل، وعلى الرغم من الكثير من المتغيرات التي شهدها السوق الفني في السنوات الماضية، وعلى وجه الخصوص ارتباط مشاهير الفن بمواقع التواصل الاجتماعي، لا تزل صامدة في مواجهة التحديات وتدير موهبتها التمثيلية صوب العمل الفني فقط، دون الالتفات لمغريات السوشيال ميديا الزائفة.
تُشارك كارمن في موسم دراما رمضان، في المسلسل السوري "تحت الأرض" موسم حار، بشخصية درامية جديدة عليها.. وفي مقابلتها مع "هي" تكشف لنا تفاصيل الدور التمثيلي الذي تلعبه في أحداث العمل الدرامي الجديد، ورؤيتها للتجربة في ظل تسجيل مكسيم خليل وسامر المصري حضورهما من بوابة العمل ذاته، كما تبدي رأيها في الجدل المستمر بين الدراما السورية واللبنانية، في ظل التبادل الفني بين البلدين المجاورين، وتكشف لنا المزيد من التفاصيل عن معايير اختياراتها الفنية، وتوضح لنا الطريقة التي تعتمدها في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، وعن تفاصيل أخرى كثيرة، في المقابلة التالية:
في البداية، ما العوامل التي جذبتك للمشاركة في المسلسل السوري "تحت الأرض" موسم حار؟
جذبتني للمشاركة في العمل الكثير من العوامل، من بينها النص الدرامي المميز، لاسيما وأنه تدور أحداثه في حقبة زمنية قديمة، حيث عام 1900، وجمال تلك الفترة الزمنية في سرديتها الدرامية، فضلا عن الحضور في عمل درامي ملئ بالنجوم السوريين.
هل تواجد مكسيم خليل وسامر المصري في مسلسل "تحت الارض" موسم حار، شجعك للحضور إلى جانبهم كونه أول عمل درامي سوري يشاركان فيه بعد غياب لسنوات طويلة؟
يسعدني أن أتواجد في عمل درامي يحضر فيه كل من مكسيم خليل وسامر المصري بكل تأكيد، نظرا لما يتمتعا به من نجومي كبيرة، إلى جانب كونه العمل هو الأول لهما بعد غياب سنوات، إلا أن النص الدرامي كام العامل الأساسي لقبولي المشاركة في العمل، وعلى وجه الخصوص، محبتي الكبيرة للأعمال الدرامية التي تتناول حقبات زمنية قديمة.

هل أنتي شغوفة بالأعمال والأدوار التاريخية؟
نعم وبكل سرور، شغوفة للغاية بالمشاركة في نوعية الأعمال الفنية التاريخية، التي تتناول حقبات زمنية قديمة، الأمر نابع من محبتي للتاريخ وللحقبات القديمة، بالنظر إلى جمال وخصوصية العصور القديمة من كافة النواحي والتفاصيل الفنية، سواء الديكورات، والأكسسوارات، والطبيعة الخاصة بكل حقبة زمنية، هذا الأمر كان عاملا مهما في إعجابي بنص مسلسل "تحت الأرض" موسم حار.
ما هي أبرز التفاصيل التي تميز دورك "تحت الأرض" موسم حار، من وجهة نظرك؟
أجساد دور ربة منزل، متزوجة من تاجر كبير، ولديها منه أبناء، هي شخصية شريرة بعض الشئ، حيث التسلط في المنزل، ورغبتها المستمرة في أن تكون كلمتها هي النافذة في المنزل، مع الزوج والأبناء، وكل من يعيش بداخله، هذه العوامل صنعت خصوصية للدور من حيث حداثته بالنسبة لي، لم أقدم هكذا دور تمثيلي من قبل.

هل تميلين لأداء الشخصيات التمثيلية التي تنتمي لنوعية أدوار الشر؟
لا تجذبني النوعية، بل النص في المقام الأول، ومن بعد ذلك، الشخصية التمثيلية التي أؤديها في العمل، انطلاقا من ذلك جذبني نص مسلسل "تحت الأرض" موسم حار، والشخصية التمثيلية التي العبها خلال الأحداث ، إذ أنها امرأة متسلطة، ترتكب جرم في حق أحد الأشخاص في الماضي، لتكون العواقب وخيمة في المستقبل، بأن يعود أفراد عائلته للانتقام، حيث تنكشف الأسرار، وخلال الأحداث سيكتشف الجمهور العمق النفسي للشخصية وأفعالها.
ألم تخشين من المغامرة بأداء شخصية تمثيلية تنتمي لنوعية أدوار الشر خوفا من كره الجمهور لك؟
لم أخش ذلك، لأن الجمهور لديه الوعي الكافي التي يمكنه أن يميز بين الأدوار التمثيلية والشخصية الواقعية، لأن التمثيل هو فن تعبيري، ومن المهم أن يؤدي الممثل الدور بصدق يجعل الشخصية التمثيلية واقعية، مع العلم أنني أعرف ومتيقنة من أن الجمهور سيكره الشخصية الدرامية التي ألعبها في أحداث المسلسل، نظرا للكثير من الأفعال السيئة التي تقوم بها.

وما المظهر الذي تم اختياره للتماهي مع طبيعة الشخصية التمثيلية في العمل الذي تدور أحداثه في عام 1900؟
مظهر يتناسب مع طبيعة الحقبة الزمنية التي تدور فيها أحداث العمل، الأمر تم التجهيز له سلفًا من قبل صناع العمل، أجواء التصوير ذاتها منحتها الفرصة للتعبير التمثيلي الصادق وفق طبيعة الحقبة الزمنية، تمت مراعاة أن السيدات في تلك الفترة جليسات المنزل، ولهذا السبب قلت الاستعانة بالمكياج للتماهي مع طبيعة الشخصيات الدرامية والزمان الذي تدور فيه الأحداث.
هل يتضمن مسلسل "تحت الأرض" موسم حار أي أحداث سياسية في مضمونه؟
المسلسل ليس له علاقة بالسياسة من قريب أو بعيد، دراما اجتماعية مشوقة، تدور في حقبة زمنية قديمة، حيث صراعات عائلية ومجتمعية، هذا كله دون التطرق للسياسة بأي شكل من الأشكال في مضمون المسلسل.

كيف تنظرين لبداية تصوير مسلسل "تحت الأرض" المتأخرة على اعتبار أنه مكون من ثلاثين حلقة بالنظر إلى ضيق الوقت وتحدي استكمال الحلقات بالتوازي مع عرضها في رمضان؟
الأمر بمنزلة تحدي كبير من كل صناع العمل، حيث بداية التصوير المتأخرة، التي ساهمت بشكل كبير في استمرار التصوير خلال شهر رمضان، كونه عمل درامي مكون من 30 حلقة، لقد تم تكثيف ساعات التصوير اليومية من قبل مخرج العمل، الأمر مرهق، لكن التواجد في عمل مثل "تحت الأرض" وأجواءه الساحرة في الكواليس، هناك حالة كبيرة من التحدي والتكاتف بين ممثلين وصناع العمل، ولهذا أنجزنا الكثير من المشاهد حتى الآن، ونواصل العمل على قدم وساق.
حدثينا عن وجهة نظرك في الجدل القائم منذ سنوات بين أنصار الدراما السورية واللبنانية، موازاة مع حالة التبادل الفني بين البلدين، لاسيما مع وجود أعمال مشتركة؟
أرى أن كل النقاشات حول هذا الأمر تصب في نطاق السخافة، لأن في كل دول العالم الأمر يسير على نحو طبيعي، حيث التبادل بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك ودول أخرى، سواء في الكوادر البشرية أو في الأعمال المشتركة فيما بينهما، في المقابل ما زالت الأحاديث حول التبادل الفني بين لبنان وسوريا من منظور جدلي وحسب، هذا أمر غير مقبول على الإطلاق، حيث التقارب الثقافي والجغرافي بين البلدين المجاورين، فضلا عن ضرورة وجود التبادل الفني والثقافي بين كل الدول العربية، لإننا نمتلك هوية واحدة، ليس من الضروري أن يصير تعليقات ونقاشات من منظور سلبي على هكذا موضوعات.

ما معايير اختياراتك الفنية للأعمال التي تشاركين فيها أو الأدوار التمثيلية؟
ليست هناك معايير محددة، بل يجذبني في المقام الأول النص الدرامي، ومن ثم الشخصية التمثيلية المعروضة علي، ومدى ملائمتها لي من عدمه، على أساسه أختار أدواري، بناء على الخبرات التراكمية، من حيث النظر إلى الأدوار التمثيلية التي تضيف لرصيدي الفني، وتقدمني بشكل جديد، إلى جانب ذلك، أتبع أسلوب المشروع بمشروعه، دون السير على نمط محدد في الاختيارات الفنية.

في النهاية.. كيف يمكن أن يدير الفنان موهبته مع مواكبة التطورات، وعلى وجه الخصوص العلاقة الحتمية التي باتت تربط بين المشاهير ومواقع التواصل الاجتماعي، بالنظر إلى اعتبار البعض لها على أنها مقياسًا للنجاح في الوقت الراهن؟
أعتقد أن التركيز الحقيقي لابد أن يكون صوب الموهبة والفن في المقام الأول، دون الالتفات إلى ما تصدره مواقع التواصل الاجتماعي اليوم لنا، حيث الكثير من السلبيات التي باتت رائجة على منصات السوشيال ميديا، مع أنه في المقابل هناك إيجابيات، أصبحت هناك علاقة حتمية بين المشاهير ومواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن وصل الأمر ليصبح استفزازيا في بعض الأحيان، علاقتي بالسوشيال ميديا محدودة، ولا أعدها مقياس للنجاح، بل أنها وسيلة سهلت وصول المضمون للجمهور، ليس أكثر من ذلك.
الصور من حساب كارمن لبس على انستجرام.