
نساء عربيات من مختلف الأجيال وصلن للعالمية بالتفوق العلمي وإحداهن أطلقت ناسا اسمها على كويكب
لاتزال الاحتفالات بشهر المرأة مستمرة حتى الآن، حيث نسلط الضوء معكم على أبرز النماذج النسائية العربية التي نجحت في إحداث تغييرات استثنائية في عدد من المجالات المختلفة، وفي مجال العلوم تحديدًا نجحت عدد من النساء اللواتي يتميزن بكونهن شخصيات قيادية؛ في أن يثبتن تفوقهن العلمي لدرجة دفعت وكالة ناسا على إطلاق اسم إحداهن على كويكب، لإدعونا نتعرف أكثر على هؤلاء النساء.
ياسمين مصطفى
الباحثة المصرية ياسمين مصطفى من بين النساء الشهيرات في الوطن العربي اللواتي يجب ان نحتفي بهن في كل مناسبة ونسلط الضوء على مسيرته الاستثنائية في البحث العلمي، فبسبب نجاحها اللافت في مجال العلوم والهندسة؛ أطلقت وكالة ناسا اسمها على كوكب في الفضاء وحصلت على المركز الأول عالميًّا في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة ودٌرست رحلتها في منهج الثانوية العامة.
ياسمين مصطفى البالغة من العمر 27 عامًا، تنحدر أصولها من أسرة بسيطة في قرية كفر المنازلة بمحافظة دمياط، فقدت والدها وهي صغيرة، واستطاعت ياسمين التفوق، فكانت الأولى على فصلها طوال سنوات دراستها، وأصبحت مولعة بالبحث العلمي، كما التحقت بمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا بالمعادي، لتبدأ رحلتها بالبحث العلمي، ودرست هندسة البترول في جامعة الشرق الأوسط التقنية بشمال قبرص.
وفي عام 2015، حصلت ياسمين على المركز الأول عالميًا في مسابقة إنتل للعلوم والهندسة، في فئة علوم الأرض والبيئة، بمشروعها بعنوان "القوة الكامنة لقش الأرز"، وتضمنت المسابقة 1700 متسابق من أكثر من 87 دولة، وتألفت اللجنة من عدد من العلماء الحائزين على جائزة نوبل، لتكون ياسمين الفتاة العربية الوحيدة التي تحصل على مثل هذه الجائزة منذ إطلاقها قبل سنوات عديدة، وأطلقت وكالة ناسا على مجموعة من الكويكبات اسم "مصطفى 31910" نسبة إلى اسم عائلتها

سميرة موسى
سميرة موسى من بين العالمات اللواتي نجحن في الوصول باسمهن للعالمية في مجال العلوم، وولدت سميرة موسى في 3 مارس 1917 بقرية سنبو الكبرى، مركز زفتى، محافظة الغربية، مصر، والتحقت سميرة موسى بمدرسة سنبو الأولى، وانتقل والدها مع ابنته إلى القاهرة من أجل تعليمها، وحصلت سميرة على الجوائز الأولى في جميع مراحل تعليمها، حيث كانت الأولى على الشهادة التوجيهية عام 1935، ولم يكن فوز الفتيات بهذا المركز مألوفا في ذلك الوقت، إذ لم يكن يسمح لهن بدخول الامتحانات التوجيهية إلا من المنازل، حتى تغير هذا القرار عام 1925 بإنشاء مدرسة الأميرة فايزة، وهي أول مدرسة ثانوية للبنات في مصر.
كان لتفوّقها المستمر أثر كبير على مدرستها، حيث كانت الحكومة تقدم معونة مالية للمدرسة التي يخرج منها الأول، مما دفع ناظرة المدرسة نبوية موسى إلى شراء معمل خاص حينما سمعت يوما أن سميرة تنوي الانتقال إلى مدرسة حكومية يتوفر فيها معمل، كذلك قامت سميرة بإعادة صياغة كتاب الجبر الحكومي في السنة الأولى الثانوية، وطبعته على نفقة أبيها الخاصة، ووزّعته بالمجان على زميلاتها عام 1933.
اختارت سميرة موسى كلية العلوم جامعة القاهرة، على الرغم من أن مجموعها كان يؤهلها لدخول كلية الهندسة حينما كانت أمنية أي فتاة في ذلك الوقت هي الالتحاق بـكلية الآداب، وهناك لفتت نظر أستاذها الدكتور علي مصطفى مشرفة، وهو أول مصري يتولي عمادة كلية العلوم، وتأثرت به تأثرا مباشرا، وحصلت سميرة موسى على بكالوريوس العلوم، وكانت الأولى على دفعتها، فعُيّنت معيدة بكلية العلوم، كما حصلت على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات، وسافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراة في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة.
أنجزت الرسالة في عام وخمسة أشهر، وقضت السنة الثانية في أبحاث متصلة توصلت من خلالها إلى معادلة هامة (لم تلقَ قبولا في العالم الغربي آنذاك) تُمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس، ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع، ولكن لم تدوِّن الكتب العلمية العربية الأبحاث التي توصلت إليها سميرة موسى.
قبل وفاتها، عملت سميرة موسى علي في معهد مالينكرودت للأشعة في جامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميزوري. كانت زميلة لبرنامج فولبرايت الثقافي بصفة زائرة من جامعة فؤاد الأول في القاهرة (جامعة القاهرة) حاليًا. وكانت بصدد إجراء أبحاث مكافحة السرطان للحصول على منحة "وللانخراط في الفيزياء النووية بالولايات المتحدة".

زها حديد
زَها حديد واسمها الكامل زَها محمد حسين حديد اللهيبي وهي معمارية عراقية بريطانية، وُلدت في بغداد لأسرة موصلية الأصل وظلت زها تدرس في مدارس بغداد حتى انتهائها من دراستها الثانوية، وحصلت على شهادة الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأمريكية في بيروت 1971، ولها شهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية، وحاصلة على وسام التقدير من الملكة البريطانية.
تخرجت عام 1977 من الجمعية المعمارية بلندن، وعملت كمعيدة في كلية العمارة 1987، وانتظمت كأستاذة زائرة في عدة جامعات في دول أوروبا وبأمريكا منها هارفرد وشيكاغو وهامبورغ وأوهايو وكولومبيا ونيويورك وييل، وعندما سئلت عن أي نصب تذكاري بغدادي تفضل أن يكون رمزًا إعلاميًا لبغداد لم تتردد إنها ترى نصب كهرمانة الأفضل لأنه يرمز لعصر الرشيد الذهبي لبغداد وقصص ألف لية وليلة وهذا مرتبط أساسًا بالمخيال الجمعي العالمي لبغداد، ونصب الشهيد لأنه الأكثر تعبيرًا عن شموخ وتضحيات العراقيين في التاريخ المعاصر.
التزمت زها بالمدرسة التفكيكية التي تهتم بالنمط والأسلوب الحديث في التصميم، ونفذت 950 مشروعًا في 44 دولة. وتميزت أعمالها بالخيال، حيث إنها تضع تصميماتها في خطوط حرة سائبة لا تحددها خطوط أفقية أو رأسية. كما تميزت أيضًا بالمتانة، حيث كانت تستخدم الحديد في تصاميمها. وتُعد مشاريع محطة إطفاء الحريق في ألمانيا عام 1993، مبنى متحف الفن الإيطالي في روما عام 2009 والأمريكي في سينسياتي، جسر أبو ظبي، ومركز لندن للرياضات البحرية، والذي تم تخصصيه للألعاب الأولمبية التي أقيمت عام 2012، محطة الأنفاق في ستراسبورج، المركز الثقافي في أذربيجان، المركز العلمي في ولسبورج، محطة البواخر في سالرينو، ومركز للتزحلق على الجليد في إنسبروك، ومركز حيدر علييف الثقافي في باكو عام 2013 من أبرز المشاريع التي أوصلت حديد بجدارة إلى الساحة العالمية.
نالت زها العديد من الجوائز الرفيعة والميداليات والألقاب الشرفية في فنون العمارة، وكانت من أوائل النساء اللواتي حصلن على جائزة بريتزكر في الهندسة المعمارية عام 2004، وهي تعادل في قيمتها جائزة نوبل في الهندسة؛ وجائزة ستيرلينج في مناسبتين؛ وحازت وسام الإمبراطورية البريطانية والوسام الإمبراطوري الياباني عام 2012. وحازت على الميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة ريبا للفنون الهندسية عام 2016، لتصبح أول امرأة تحظى بها. وقد وصفَت بأنها أقوى مُهندسة في العالم، وحققت إنجازات عربية وعالمية، ولم تكتفِ بالتصاميم المعمارية فحسب بل صممت أيضًا الأثاث وصولًا بالأحذية، وحرصت أسماء عالمية مرموقة على التعاون مع حديد، ما جعل منتقديها يطلقون عليها لقب ليدي جاجا بعالم الهندسة، وقد اختيرت كرابع أقوى امرأة في العالم عام 2010.
في عام 1994، عُينت أستاذة في منصب كينزو تاجيه، في مدرسة التصميم التابعة لجامعة هارفارد وفي كلية الهندسة في جامعة إلينوي في شيكاغو وجامعة كولومبيا وجامعة الفنون التطبيقية في فيينا، ومنصب سوليفان في جامعة شيكاغو بمدرسة العمارة بوصفها أستاذ زائر. كما شغلت منصب أستاذ زائر في جامعة ييل. وقامت بإلقاء سلسة من المحاضرات في أماكن كثيرة من العالم، وكانت عضو شرفي في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب والجمعية الأمريكية للمعماريين.
وتوفيت زها حديد في 31 مارس عام 2016 ليرتبط اسمها دائما بشهر المرأة وتكون ذكرى وفاتها في هذا الشهر من كل عام بمثابة مناسبة لتسليط الضوء على مسيرتها البارزة والاستثنائية خلال تذكرنا ابرز المؤثرات العرب في هذا الشهر.

ريانا برناوي
تعد الشابة ريانا برناوي من بين النساء اللواتي انطلقن عالميا حيث إنها أخصائية أبحاث ومختبرات وتتمتع بخبرة تزيد عن 9 سنوات في برامج إعادة هندسة الخلايا الجذعية والأنسجة، ومنذ بداية حياتها المهنية عملت على تحسين بروتوكولات البحث واستكشاف العديد من التقنيات وإدارة العديد من مشاريع أبحاث سرطان الثدي.
وتخرجت ريانا من جامعة أوتاجو في نيوزيلندا، وذلك بعد أن حصلت على شهادة البكالوريوس في علم الإنجاب والهندسة الوراثية وتطوير الأنسجة، ثم عادت إلى بلادها لتكمل مشوارها التعليمي وحصلت على شهادة ماجستير في العلوم الطبية الحيوية مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة الفيصل في الرياض.
في عام 2012 ، كانت ريانة برناوي ضمن الوفد السعودي في زيارة إلى مصانع الأدوية والمشافي في مدينة تيانجين في الصين، وذلك لتعزيز التعاون بين البلدين في المجال الطبي والدوائي. وقد تم اختيارها لتمثيل السعودية نتيجة لتفوقها العلمي وهي فقط في الرابعة والعشرين من عمرها.
أثناء وجودها في المملكة، دأبت ريانة برناوي على الاجتهاد والتمرس في عملها، حيث استمرت 9 أعوام بالعمل كاختصاصية في أبحاث ومختبرات الخلايا الجذعية السرطانية، واستمرت في القيام بأبحاثها العلمية رغبة منها في اكتشاف كل ما هو جديد، وفي فبراير 2023 ، تم اختيار ريانة برناوي كجزء من طاقم مهمة الفضاء أكس -2 من قبل هيئة الفضاء السعودية لتصبح ريانة أول امرأة سعودية وعربية تذهب إلى الفضاء لكفاءتها العلمية والعملية وتفوقها في مجالها العلمي.
وتهدف هذه المهمة القصيرة في مدتها ( تستغرق 10 أيام في محطة الفضاء الدولية ) والكبيرة بحجمها وأهميتها والتي تتم بقيادة الخبيرة بيغي ويتسن (رائدة الفضاء السابقة في ناسا) ، إلى إجراء بحث علمي ستقوم به رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي انطلاقا من خبرتها الواسعة في مجال الأبحاث.

مها عاشور
مها عاشور من بين النساء الرائدات في مجال العلوم، وولدت مها بالإسكندرية وحصلت على درجة البكالوريوس في جامعة الإسكندرية. حصلت على درجة الدكتوراه من امبريال كوليدج لندن في عام 1971. وعملت لاحقًا في المركز القومي للاتصالات في فرنسا. ثم انتقلت إلى لوس أنجلوس. من 1976 إلى 1985، كانت باحثة في معهد الجيوفيزياء والفيزياء الكوكبية في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA). في عام 1985، أصبحت أستاذة في قسم الفيزياء وعلم الفلك بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وفي عام 1999، أسست وأصبحت أول مديرة لمركز الابتكار الرقمي بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.
قامت مها عاشور عبد الله بتأسيس مجموعة محاكاة البلازما الفضائية في جامعة كاليفورنيا، التي طورت إحدى أولى المحاكاة المغناطيسية الهيدروديناميكية للرياح الشمسية والغلاف المغناطيسي والغلاف الأيوني. تم دعم بحثها بمنح من وكالة ناسا ومؤسسة العلوم الوطنية. كانت المحققة الرئيسية من جامعة كاليفورنيا في بعثة ناسا للغلاف المغناطيسي المتعدد. كما كانت مؤلفة أو شاركت في تأليف أكثر من 270 مقالة بحثية منشورة في مجلات تمت مراجعتها من قبل الأقران.
في عام 1982، نظمت مع زملاء من فرنسا واليابان، المدرسة الدولية لمحاكاة الفضاء، التي تعقد ندوات سنوية كل سنتين إلى ثلاث سنوات لتثقيف علماء الفضاء الشباب حول تقنيات محاكاة الكمبيوتر. كما شاركت في تطوير البرامج التعليمية لطلاب المدارس الابتدائية والثانوية والجامعية، تم تسميتها زميلة الجمعية اليابانية لتعزيز العلوم في عام 1984 وحصلت على وسام الخدمة المدنية المتميزة من الجيش الأمريكي في عام 2004. في عام 2005، حصلت على جائزة من وكالة الفضاء الأوروبية لمساهماتها في استكشاف الفضاء الجغرافي باستخدام الكتلة، كما تم إنشاء منحة دراسية باسمها لدعم النساء الراغبات في متابعة الدراسات العليا في فيزياء الفضاء.

الصور من حسابات العالمات المذكورات على فيسبوك ومعجبيهم على انستجرام وبوابة الحكومة المصرية