
الفنان مصطفى شاكر لـ"هي": مسلسل "80 باكو" نقطة تحول في مسيرتي بمصر وهكذا بدأت رحلة نجاحي في كندا
بعد سنوات طويلة من الدراسة والعمل في كندا، قرر الممثل والكاتب مصطفى شاكر العودة إلى مصر، من أجل بداية خطوة جديدة في مسيرته، بعد رحلة ناجحة مع التمثيل والإخراج والإنتاج والتأليف في كندا سواء على مستوى السينما والتلفزيون، ورغم التحديات التي واجهها كممثل قادم من الخارج، استطاع وبشكل سريع أن يؤكد حضوره الفني، بعد مشاركته في مسلسل "80 باكو"، أحد الأعمال الدرامية الناجحة في النصف الأول من رمضان 2025، وفي هذا الحوارالخاص مع "هي" يكشف شاكر عن تفاصيل رحلته من دراسة التسويق إلى التمثيل، وكيف استطاع إثبات موهبته في أعمال مثل "فقرة الساحر" و"80 باكو"، كما يتحدث عن كواليس التحضير لشخصية مستر كريم، والتحديات التي واجهها، ورؤيته لمستقبله الفني، بالإضافة إلى طموحه في تقديم أعمال ذات تأثير اجتماعي.
كيف كانت الرحلة الفنية من مصر إلى كندا ؟
بعد رحيلي من مصر في عمر الـ 16 سنة، والاتجاه إلى كندا من أجل الدراسة، كانت هناك معارضة من الأسرة لدراسة التمثيل في البداية، لذلك بدأت بدراسة التسويق، وعملت في مجال الإعلانات كتابة وإنتاج وتوزيع، بعد التخرج، وفي عمر الـ 25، أخبرت الأسرة بقراري بدراسة التمثيل، ولم تكن الفكرة بعيدة تماما عن مجال عملي، لأنني كنت أعمل في المسرح بالفعل، لكن ليس بشكل احترافي أو كمهنة، فقررت توفير النفقات من أجل دراسة التمثيل في معهد فانكوفر في كندا.

وبدأت في اتخاذ خطوات أكبر مع صناعة السينما من خلال تنفيذ بعض الأفلام القصيرة التي شاركت في أكثر من مهرجان، والتي من بينها مهرجان تورنتو 2024 بفيلم "ONE DAY THIS KID"، بالإضافة إلى عملي في المسرح لما يزيد عن 8 سنوات، والأفلام التي عُرضت لي في بعض المنصات الرقمية، كما كان لدي مشروع جاري تنفيذه مع منصة كندية، لكنها أوقفت العمل عليه في نهاية 2023، ومن هنا، حدثت بعض التغييرات، لا سيما بعد الأحداث التي وقعت في الشرق الأوسط، وبعدما كنت أحصل على 3 أو 4 أدوار في العام، لكنني كنت أرفض أكثر من 15 دورا يُعرض، لكونها أدوار تسعى إلى تقديم صورة تقليدية عن المواطن العربي، وفي عام 2024، لم أشارك في أي عمل، وهو الأمر الذي تكرر مع العديد من الشباب من المنطقة العربية والمقيمين في كندا، ومن هنا جاء قرار العودة إلى مصر.

ماذا فعلت بعد العودة إلى مصر؟
لم أكن أعرف أي تفاصيل حول العمل في مصر في مجال السينما، لكن كانت لدي ذكرياتي الخاصة مع السينما المصرية والأفلام التي ارتبطت بها منذ فترة الطفولة، لاسيما أنني تركت مصر في عام 2009، ولم أفكر في العمل في مصر، إذ كنت أفضل العمل في كندا، لأنني اعتدت على بيئة العمل هناك، فكان قرار العودة صعبًا، في الوقت نفسه، كنت قد وضعت خطة للتواصل والاستمرار في العمل بكندا بشكل أو بآخر، وحتى الآن أحافظ على خطوط الاتصال، لكن بعد العودة إلى مصر، قررت التوجه إلى مهرجان الجونة السينمائي 2024، حيث التقيت بالعديد من صناع السينما والمهتمين بالمجال في فترة قصيرة جدًا، وكان من بينهم المخرج مروان حامد، الذي تحدثت معه في جلسة قصيرة، قدم خلالها مجموعة من النصائح، من بينها التعاون مع المخرج وكاستينج دايركتور أحمد الزغبي، ومن هناك، بدأت رحلة التعارف الأوسع من خلال الورش.

كيف جاءت الفرصة الأولى لـ مصطفى شاكر؟
الفرصة الأولى كانت من خلال مسلسل "فقرة الساحر" مع المخرج تامر محسن، وكنت محظوظًا بالعمل معه في البداية، لأن التعاون معه يسهل ترشيحك لأعمال أخرى، فهو مخرج يركز دائما على طريقة عمل الممثل ويقدم النصائح والتوجيهات، أما الفرصة الثانية، فكانت مختلفة، حيث شاركت في بطولة فيديو كليب "تيجي نسيب" مع الفنانة أنغام، وكانت تجربة ملفتة جدا، وسعيد بها كخطوة من الخطوات التي اتخذتها بعد العودة إلى مصر.
كيف تم ترشيحك لدور مستر كريم في "80 باكو"، لا سيما أن طبيعة الشخصية بعيدة عن شخصية "فقرة الساحر"؟
عرض علي في البداية مشهد واحد وجملة في مسلسل "80 باكو"، وقمت بتنفيذ اختبار الأداء. لكن المخرجة كوثر يونس، بعدما شاهدت الأوديشن، اقترحت أن أقدم دورا ثانيا، لكنها كانت تخشى أن أظهر في الدور كأجنبي بسبب إقامتي الطويلة في كندا، خصوصًا أن دوري في "فقرة الساحر" كان يعتمد على ظهوري كشخص يتحدث الإنجليزية، فكان شديد القرب من البيئة التي جئت منها، ونجحت في أوديشن الدور الجديد، وكنت أدرك منذ اللحظة الأولى ضرورة التركيز على تقديم الأدوار بشكل غير مصطنع، وتحديدًا فيما يخص الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها الشخصية، وأنا من أبناء منطقة الهرم، ومدرك ما تحتاجه الشخصية، لذلك أعجبها الأوديشن، وبدأت التحضير للتصوير.

ماذا عن كواليس تحضيرك لهذا الدور؟
بدأت التحضير بزيارة حي السكاكيني، حيث تدور الأحداث، وبدأت الاندماج مع الأجواء ومعرفة طبيعة الشخصية، كما التقيت بمجموعة من الأشخاص الذين ساعدوني كثيرًا على فهم طبيعة الحي وسكانه، كممثل دائما ما أبحث عن الاستكشاف وأن أعيش القصة، لذلك كان لا بد من معرفة كل شيء عن شخصية مستر كريم، كيف نشأ؟ وكيف يفكر؟ وكان هذا قراري الشخصي، إذ لم يطلب مني أحد أن أقوم بذلك، لكنني رغبت في أن أكون على أتم الاستعداد وألا أضيع أي وقت.
شخصية مستر كريم تظهر بشكل مغاير لشخصية مختار تيخا.. كيف عملت على تحقيق هذا التباين بين الشخصيتين؟
كان لا بد أن تكون شخصية مستر كريم عكس شخصية مختار تيخا، الشاب الشعبي الذي ارتبطت به بوسي. لذلك، قررت، بمساعدة فريق التصوير، مشاهدة دور خالد مختار "مختار تيخا"، لمعرفة ملامح وتفاصيل شخصيته، حتى أظهر بشكل عكسي تماما، في الواقع، أنا شخص اجتماعي وغير منطوٍ، لكن شخصية مستر كريم كانت عكس ذلك ، فهو منطو وخجول، وكان المطلوب أن أقدمه بهذه الطريقة، وبالفعل، استطعت أن أجسد الشخصية كما ينبغي، لدرجة أن فريق العمل بدأ يناديني باسم مستر كريم، وكان هناك تفاعل كبير مع الدور، كما أن المخرجة كوثر يونس منحتني مساحة للارتجال أحيانًا، لكنه كان ارتجال قريب جدا من النص، ومن بين الإضافات التي قدمتها فكرة "عالم اللون البني" الذي يحبه مستر كريم.

هل كنت تتوقع أن يلفت هذا الدور انتباه الجمهور؟
في البداية، كان الدور بمساحة صغيرة، لكن مع الوقت بدأ تأثيره يظهر، كونه الشخصية المضادة لشخصية البطل، كنت أتوقع أن يعرفني النس من هذا الدور، لكن ما حدث فاق توقعاتي، إذ لاقى اهتمام كبير من الجمهور، لدرجة أن البعض أصبح يتعرف علي في الشارع ويطلب التقاط الصور معي، لم أكن أتوقع أن يصبح الدور بهذه الأهمية بالنسبة للناس.
ما هي أصعب المشاهد التي قدمتها في شخصية مستر كريم؟
لم أكن على دراية بكل تفاصيل سيناريو المسلسل، بل كنت على علم فقط بالمشاهد الخاصة بشخصيتي، لكن من أصعب المشاهد كان اللقاء بين مستر كريم وبوسي، عندما يخبرها بما يشعر به ورغبته في قضاء الوقت معها، فمشهد السيارة كان من أقرب المشاهد إلى قلبي، لاسيما أن الجميع تعاطف معه، لأنه أظهر حب مستر كريم لبوسي بشكل جاد، بالنسبة لي، كان هذا المشهد مليئ بالمشاعر.

هل دور مستر كريم يعد نقطة تحول في حياتك المهنية؟
بالتأكيد! سعيد جدًا بمشاركتي في هذا العمل، وشرف كبير لي أن أكون جزءًا منه، خصوصا أن "80 باكو" عمل مشرف، تتولّى إخراجه مخرجة وتتعاون فيه مع كاتبة، وهو أمر نادر ومشرف، كانت فرصة مهمة أن أتعاون معهما، فقد قدما لنا عالم مختلف، وجعلونا جزء منه، وأنا سعيد بأنني صنعت جزئي الخاص من هذا العالم.
ما هو الدور الذي تبحث عنه وترغب في تقديمه على الشاشة؟
بكل تأكيد، أبحث عن دور كوميدي بنسبة 100%، أعلم أنني أستطيع تقديم الدراما بشكل قوي جدًا، لكنني أتمنى أن أشارك في مسلسل يحمل تأثير اجتماعي مثل "لام شمسية"، أو أي عمل يحمل رسالة إيجابية، لأنني أدرك تماما مدى تأثير الدراما والمسلسلات على الجمهور العربي والمصري.

هل لديك خطة أخرى بعيدة عن التمثيل، مثل الكتابة أو الإخراج؟
حاليًا، تركيزي ينصب بالكامل على التمثيل، لا زلت أكتب حتى اليوم في كندا، لاسيما سيناريوهات للتلفزيون هناك، لكن لكي أكتب عن أي بيئة، يجب أن أعيش فيها لفترة طويلة، في مصر، لم أعيش فترة كافية بعد للكتابة، لكنني سأبدأ بفيلم قصير، أما الآن، فأركز على التمثيل فقط، رغم أنني في كندا كنت أكتب وأخرج وأمثل معا.
