عابد فهد لـ "هي": العمل الفردي أمر ممل وشخصية أُنسي في مسلسل "نفس" تشبهني في عشق المسرح
عُرف الفنان السوري عابد فهد ببراعته التعبيرية في تجسيد العديد من الأدوار التمثيلية المركبة والصعبة، ما شكل عنه انطباعات المفاجأة لدى الجمهور من إطلالاته في الأعمال الفنية بشخصيات درامية مُتفردة، كما تميز في الحضور بنوعيات فنية عديدة بين التاريخي، التراجيدي، الدرامي، الرومانسي وغيرها من التيمات الفنية التي أدى في بعضها ثنائيات فنية متميزة مع العديد من الأسماء التمثيلية.
في المقابل يُعد واحدًا من المسرحيين البارزين الذين تشربوا التمثيل من بوابة أبو الفنون، ما صنع لديه شخصية فنية مُتفردة في الأداء التمثيلي، والمقدرة على لعب كافة الأدوار ببراعة كبيرة، أعاده مسلسل "نفس" في موسم دراما رمضان 2025 إلى تجربة المسرح من جديد، في أحداث القصة الدرامية التي تناولت أحداثها داخل مسرح يمتلكه "أُنسي الرمال"، ذلك الرجل الثري، الذي تحولت شخصيته تحولًا جذريًا، بسبب قصة الحب بين "روح" و "غيث".. الفنان السوري عابد فهد يتحدث في مقابلة لـ "هي" عن العوامل التي جذبته للمشاركة في مسلسل "نفس"، وتحليله للدور التمثيلي الذي لعبه في الأحداث، ورؤيته لطبيعة المسلسل الهادئة والرومانسية، ويكشف عن منظوره بشأن البطولة المطلقة والجماعية، ويوضح سبب عدم حضوره في أعمال درامية سورية، وعن العودة للعمل الفني في مصر، ورؤيته لمراحل مشواره الفني وتفاصيل أخرى كثيرة في المقابلة التالية:
في البداية، ما العوامل التي جذبتك للمشاركة في مسلسل "نفس"؟
جذبتني العديد من العوامل، على رأسها التعاون مع شركة الصباح، حيث توفير وتسخير كافة الامكانيات اللازمة لصناعة أعمال فنية بجودة عالية، هذا أمر يشجع الممثل في المقام الأول على خوض رحلته الدرامية مع الشعور بالراحة النفسية، لاسيما في مسلسل "نفس" قصص درامية مشوقة، مُثيرة للإعجاب، منذ مرحلة قراءة النص الدرامي، والعمل على تحضيراته.
كيف تعاملت مع تقديم مسلسل "نفس" برؤية فنية مختلفة وتصوير الأحداث داخل المسرح؟
تعاملت مع الشخصية باسترجاع ذاكرتي الانفعالية في الوقوف على خشبة المسرح لسنوات طويلة من قبل، حيث تقديم العديد من الأعمال المسرحية سابقًا، وما يتبعها من تحضيرات وعروض لشهور طويلة، تجعلك تعيش مع كل شخصية لفترات طويلة، إلى أن يصبح الأمر محفور في ذاكرتك، واستحضرت روح العديد من الشخصيات التي لعبتها سابقًا، حيث الدعابة، التهكم، السخرية، الجدية المطلقة، هكذا جرت شخصية "أنسي الرمال"، قريبة مني، ممزوجة بشخصيات تمثيلية لعبتها من قبل.
هل تعتبر تقديم القصة الدرامية في مسلسل "نفس" بقالب الأحداث التصاعدية أمرًا جاذبًا للمشاهدين؟
الحبكة الدرامية للقصة الدرامية، استلزمت البداية الهادئة، بتصاعد وتيرة الأحداث حتى نهاية حلقات الثُلث الأول من الثلاثين حلقة، ثم تطورات الأحداث بشكل مكثف، تابعت تفاعل الجمهور مع أحداث القصة الدرامية، سعيد للغاية بالتجربة، وبطريقة الطرح الدرامي، وبكافة جوانب التجربة الفنية، حيث إن الفن عمل جماعي، شارك فيه عشرات الأشخاص، والحمد لله المردود جيد للغاية حتى الآن.
كيف نظرت إلى تناقضات شخصية "أُنسي الرمال" في مسلسل "نفس" بالنظر إلى التحولات الدرامية الخاصة بها؟
شخصية درامية عشت معها رحلة جنونية في أحداث المسلسل، حيث بدأ في الحلقات الأولى بطريقة، وشهد الدور التمثيلي تحولات بعد الحلقة العاشرة، مع تصاعد وتيرة التحولات الدرامية للدور وللعمل الدرامي عمومًا، لتتحول قصة الحب للانتقام من طرف "أنسي" ابن هذا المكان، إلى أن يختفي "غيث" من حياة "روح" بواسطة الضغط من قبل والدها عليها الفنان جوزيف بو نصار، وصولًا إلى الحلقات الأخيرة من العمل، التي حملت جرعة مكثفة من التشويق.
هل ترى أن الجمهور بات بحاجة إلى القصص الدرامية الهادئة بعيدًا عن أعمال العنف والأكشن؟
أعتقد أننا في موسم دراما رمضان نحتاج إلى أعمال فنية بمضمون فني هادئ بعيدًا عن العنف والأكشن، ومثل هذه القصص الذي تسير على نفس الوتيرة، سعدت للغاية كون مسلسل "نفس" رومانسي، يتسم بطابع هادئ، رحلة فنية ممتعة، بالتعاون مع جهة إنتاجية مهمة ورائدة وفريق عمل قدم ما بداخله لتقديم العمل بأفضل طريقة ممكنة، الحمد لله لامسنا أصداء وردود أفعال إيجابية من الجمهور عن العمل.
ما توصيفك لشخصية "أُنسي الرمال" في مسلسل "نفس"؟
شخصية جنونية، يعشق المسرح، وورث ذلك عن والده، ملئ بالتحولات النفسية، عشت معه رحلة ممتعة في التصوير، حيث هناك حالة من التقارب الكبير مع روح الشخصية في محبتها وعشقها الكبير للمسرح، وهذا يتماس مع شخصيتي الواقعية.
كيف تنظر إلى البطولة الجماعية والكواليس بالمقارنة مع البطولة المطلقة؟
البطولة المطلقة والعمل الفردي أمر ممل للغاية، كون العمل الفني جماعي في المقام الأول، مثل العديد من الرياضات الجماعية، جمعتنا كواليس تصوير رائعة وعلاقة محبة كبيرة بين جميع العاملين في المسلسل، أحب العمل الجماعي وأشعر بمتعة كبيرة في التمثيل وسط نجوم وشخصيات تمثيلية في القصة الدرامية، كلها مختلفة وجاذبة، عشنا حالة من التناغم الفني، هذا ساهم في نقل الحالة التي عشناها في كواليس التصوير للجمهور والمشاهدين.
ألم تعرض عليك أعمال درامية هذا العام في سوريا؟
دائمًا يعرض علي العديد من الأعمال في موسم رمضان، من بينها، في الموسم الدرامي الحالي، لكن أفضل التركيز على عمل درامي واحد، الممثل دائما يبحث عن الجهة الإنتاجية التي يمتلك منها الثقة في إمكاناتها على صعيدي الإنتاج والتوزيع والتسويق، التعامل مع الصباح مريح ومتميز للغاية على كافة الأصعدة.
إلى أي مدى يُمكن أن تؤثر الراحة في صناعة الأعمال الفنية على الممثل وصدق أدائه؟
الراحة النفسية مهمة للغاية للممثل، لأن الفن مهنة بها الكثير من العناء والشقاء، الفن بكل جوانب، سواء التمثيل أو الإخراج والديكور والجوانب الأخرى، كلها صعبة ومرهقة للغاية، تُشبه إلى حد بعيد السجن الداخلي، الفن سجن جماعي لجميع العاملين في المجال.
لماذا غبت عن التواجد في مصر بعد نجاحات سابقة في الدراما؟
لم تسنح الظروف في كثير من الأوقات للحضور الفني في مصر، حيث ارتباطاتي الفنية بأعمال أخرى، لم يكن هناك أي مجال للتعاقد على أي أعمال أخرى في فترة الالتزام بها، لكن لا أعتبر نفسي غائبًا بعد أن حققت مشاركاتي السابقة في مصر أصداء وردود أفعال قوية لامست الجمهور المصري وقت عرضها.
وكيف تنظر إلى تجاربك الفنية السابقة في مصر؟
لمست الكثير من الأصداء الإيجابية عن مشاركاتي التمثيلية في مصر، وكذلك لمست محبة الجمهور المصري، بعد دوري في مسلسل "أسمهان"، ومن بعده "حكايات وبنعيشها: كابتن عفت" مع الفنانة ليلى علوي، سعيد بتجاربي الفنية في مصر، ولدي مشروع فني جديد أتناقش فيه، من المقرر مواصلة الحديث عنه خلال الأيام المقبلة.
هل لا يزال التواصل معك للحضور في الأعمال الدرامية المصرية مستمر أم توقف بسبب غيابك لسنوات طويلة؟
أتمنى الحضور الفني في أعمال فنية مصرية قريبًا، هناك مناقشات حول تجربة فنية جديدة، سنباشر في الحديث عنها مع القائمين على التجربة الفنية عقب عيد الفطر المقبل، سوف تتضح الرؤية.
هل هناك معايير محددة في اختيارك أدوارك وأعمالك الفنية؟
ليست هناك معايير محددة، الإنتاج الذي يُسخر كل شئ من أجل تقديم عمل فني متميز، بالتأكيد وراء نص وفريق عمل جيد، بالنظر إلى الدور التمثيلي، ومدى تأثيره واختلافه عما سبق وقدمته، أفضل تقديم أعمال فنية من أجل متعة المشاهدين بتقديم قصص واقعية أو تتلامس مع أذواقهم بشكل ما.
في النهاية، كيف تنظر إلى مراحل مشوارك الفني؟
أنظر إلى مراحل مشواري الفني، أشعر أنني قدمت الكثير من النوعيات والأدوار الفنية المختلفة، حيث التاريخي والمعاصر، لقد ساهم المسرح بشكل كبير في تشكيل شخصيتي وأدائي التمثيلي، لقد شكل بداخلي ذاكرة أفادتني للغاية في لعب الأدوار التمثيلية، كل عمل فني شاركت فيه تجربة أعتز بها، شكلت مراحل مشواري الفني.
