
دياب لـ "هي": "قلبي ومفتاحه" تجربة ممتعة وأضفت روحي لشخصية أسعد المتناقضة والغناء لا يزال ضمن حساباتي
قطع الفنان دياب شوطًا طويلًا في التمثيل، على مدار سنوات، رسم فيه ملامح خريطة عالمه التمثيلي، بدقة شديدة ومتناهية، من خطوة إلى أخرى تنقل في أدواره التمثيلية بين نوعيات درامية مختلفة، تصدر أدائه التمثيلي في عدة مواسم درامية أحاديث ونقاشات الجمهور والنقاد، ممثل غير متوقع، يعمل وفق متعته الفنية وينقل هذه الحالة للمشاهدين، لا يهتم بالمنافسة والدعاية الوهمية، موهبته اللافتة أفضل وسيلة إعلانية لديه.
خطف الأنظار بأدائه التمثيلي في مسلسل "قلبي ومفتاحه" بموسم دراما رمضان 2025، بدور تمثيلي حصد إشادات على الصعيدين النقدي والجماهيري، حيث كسب الرهان في الموسم الدرامي الأقوى من بين مواسم السنة.. يكشف دياب في مقابلة لـ "هي" تفاصيل تجربة مسلسل "قلبي ومفتاحه"، ويوضح صعوبات الدور التمثيلي، وما أضافه على الشخصية التمثيلية، وعن تلامس قضية انفصال الزوجين في أحداث القصة الدرامية مع فيلم "زوج تحت الطلب" للفنان عادل إمام، وعن التنوع في أدائه التمثيلي، وحضوره في ساحة الغناء، ويرد على سؤالنا له: هل أصبح اسمًا مضمونًا للنجاح؟
في البداية.. كيف تفاعلت مع الإشادات النقدية والجماهيرية على مسلسل "قلبي ومفتاحه"؟
تجربة فنية ممتعة، جمعتني لأول مرة بالمخرج تامر محسن، كُنت أطمح أن يجمعنا تعاون فني، وقد حدث بالفعل في مسلسل "قلبي ومفتاحه"، لم أتردد لحظة في خوض التجربة مُنذ بدايتها، سعيد بوجودي مع فريق عمل متميز، كل فنان مؤدي دوره على أفضل وجه ممكن، والحمد لله هناك إشادات كبيرة للغاية عن المسلسل، وهذا أكثر شئ يسعدنا وينعكس على صناع العمل بالإيجاب.

ما الصعوبات التي واجهتك في أداء شخصية "أسعد" بمسلسل "قلبي ومفتاحه"؟
الصعوبة كانت تصب في كيفية تحويل الشخصية إلى لحم ودم، وخروجها بالشكل الذي ظهرت به لوصولها إلى الجمهور كما وصلت في الحلقات، سعيد أن خرجت الشخصية بهذا الشكل، توجيهات المخرج تامر محسن ساعدتني كثيرًا، لم يبخل أبدًا في أي تفصيلة، دائما ما يعطي الممثل الكثير من الخبرات، أعتبر التعاون معه بمنزلة مكسب كبير بالنسبة لي.
ماذا أضفيت من جانبك على شخصية "أسعد" بعيدًا عن النص المكتوب؟
أضفت روحي وإخلاصي لأداء دور "أسعد" كما طلب مني المخرج تامر محسن بالتحديد، دون أن أزيد أو أنقص شيئًا، هذا يعود لأن النص المكتوب من قبل المخرج تامر محسن والكاتبة مها الوزير، لم تنقصه تفصيلة واحدة ولو صغيرة، ساعدني ذلك للغاية في الوصول إلى روح الشخصية والتعامل معها وفقا للنص الدرامي المكتوب.
هل ترى أن شخصية "أسعد" مزيج لعدة شخصيات حياتية في شخص واحد؟
هي بمثابة عدة شخصيات حياتية في شخص واحد بالفعل، حيث أنه شخصية مليئة بالتناقضات، تراه يعطي لوالدته الأموال ويطبطب عليها، لتقول عليه أنه بار بأمه، في المقابل يصرخ في وجه زوجته، لتراه رجل وضيع، وفي تعاملاته مع العاملين في معرضه، ومع أهل المنطقة والشخصيات الكثير من حوله.

ماذا تقول عن تناقضات دور "أسعد" في مسلسل "قلبي ومفتاحه" وانتقال الحالة الفنية للمشاهدين بالحيرة حيال تصنيفه كـ شخصية إيجابية أو سلبية؟
كل شخص يكبر على حسب نشأته، هو نسخة من والده، ولا يرى أنه من العيب أن يتزوج من ثانية، لاسيما وأنه نتيجة سلطته المالية أن يحق له فعل أي شئ دون مناقشته، هذا يضفي على الشخصية جزء كبير من الأنانية، ويدفعه أن يكون متسلط في تعاملاته مع كل من حوله، جنبًا إلى جنب، مع نظرته واقتناعه بأنه طالما يلبي متطلبات أسرته وعائلته، فلا يحق لأحد مناقشته، على النقيض، لديه مرجعية دينية طوال الوقت، على أساس نشأته، يصلي ولا يترك المسبحة من يديه ويتصدق طوال الوقت، هي شخصية مليئة بالتناقضات الإيجابية والسلبية، وهذا كله يصب في مصلحة الشخصية التمثيلية في نهاية الأمر.
كيف لامست أصداء شخصية "أسعد" من الجمهور بين المحبة والكراهية؟
سعيدة بالإشادات التي وصلتني عن المسلسل والدور، وبحالة التفاعل الكبيرة من قبل الجمهور والمشاهدين مع "أسعد"، ووصلو الحالة الدرامية لهم من زوايا مختلفة، كل يرى الأمور بعينه، حملت الشخصية بتفاصيلها الدرامية أوجه عديدة، بتناقضاتها بين الإيجاب والسلب، وطالما أن الدور يتأرجح بين الكفتين، أنا سعيد أن آراء الجمهور تأرجحت بين المحبة والكراهية، بوجهات نظر متعددة.

كيف تُصنف دور "أسعد" في مسلسل "قلبي ومفتاحه" من بين أدوارك التمثيلية خلال مسارك الفني؟ وهل تُعده بمنزلة مرحلة نُضج فني؟
دور جديد ومختلف، سعدت للغاية بالتعاون مع المخرج تامر محسن، بخلاف جمال الطريقة البديعة المكتوب بها الشخصية، وإدارة الأستاذ تامر محسن لزمام الأمور في العمل والممثل، إلا أن الفنان بين الحين والآخر ينضج فنيًا، ويصبح لديه خبرات تراكمية.
هل هذا يعني التزامك بالنص المكتوب بنسبة 100%؟
بالفعل، تم الالتزام بالنص المكتوب بنسبة 100%، حينما يكون بين يديك نص درامي مكتوب بحرفية عالية من المخرج تامر محسن والمؤلفة مها الوزير، مع توجيهات مخرج رائد ومتميز، حيث الدقة المتناهية في التركيز على كل كبيرة وصغيرة في العمل، هذا يُسهل من مهمة الممثل، بواسطة توجيهات المخرج وفق النص الدرامي المتميز.

كيف ترى تلامس قضية انفصال الزوجين "أسعد" و "ميار" مع فيلم "زوج تحت الطلب" للفنان عادل إمام؟
بعد أن دخل المشاهد في الحالة الدرامية لمسلسل "قلبي ومفتاحه"، عرف أن قضية انفصال الزوجين ليست القضية الأساسية للعمل، حيث لدينا المرجعية الدينية المعروفة، وقضية طلاق الزوجين ناتجة عن الثقافة والنشأة الخاطة المتكونة في داخل شخصية أسعد، هو يعتقد أن المحلل ما يقوم به في أحداث العمل، لقد أعطينا الجمهور المساحة ليتفكر ويعرف أن ما يقوم به أسعد في هذا الصدد أمر خاطئ، وهذا عرضناه في الرسالة التي وصلت إليه من الشيخ الذي طلب الحصول على رأيه، نتيجة مرجعيته الدينية المؤثرة في شخصيته طوال الوقت.
ما أكثر قصص الحب اللافتة بالنسبة لك بعين المشاهد من بين الواردة في مسلسل "قلبي ومفتاحه"؟
كل حواديت الحب في حكاية مسلسل "قلبي ومفتاحه" جذابة للغاية، وتدفعك للتعاطف والتفاعل مع جميع الثنائيات والقصص الموجودة في المسلسل.
ماذا وراء التنوع الفني في أدوارك التمثيلية كل عام عما سبقه؟
الحمد لله قدمت في العام الماضي دور "أدهم" ضابط الجيش المصري المنضبط، ونموذج يحتذى به، ضحى بنفسه من أجل كل من حوله، وفي العام الجاري أقدم دور "أسعد" الأناني المتسلط، التنوع في أداء الأدوار التمثيلية المختلفة متعة كبيرة بالنسبة لي في التمثيل.

هل ترى أن الجمهور يُفضل الدراما القريبة من واقع حياته؟
المشاهد يلامسه العمل الفني الجيد، بغض النظر عن اختلاف النوعيات الفنية، الضروري حدوثه من أجل تنوع أذواق الجمهور والمشاهدين، الحقيقة أن الدراما المصرية كل عام تُقدم وجبة فنية متنوعة ما بين العديد من النوعيات الفنية في موسم دراما رمضان.
ماذا عن الغناء، ولماذا تلتزم أسلوب تقديم وطرح الأغنيات المنفردة؟
متواجد على الساحة الغنائية، وأقدم أعمال بصفة مستمرة، الأمر يتوقف على الفكرة المميزة الذي تجذبني لتقديمها، بعيدًا عن الرغبة في الحضور والتواجد، انطلاقًا من ذلك، أُقدم الأغنيات المنفردة، في ألوان غنائية مختلفة.

هل تهتم بالمنافسة؟
لا أهتم إلا بالتركيز على أعمالي وأدواري الفنية، أجتهد لأقدم أفضل ما بداخلي، أشعر بالمتعة الفنية في لعب شخصيات تمثيلية متنوعة، دون النظر إلى أي حسابات أخرى، أتمنى الخير للجميع، وأشعر بسعادة في نجاح الصناعة بشكل عام، من أجل إسعاد الجمهور.
في النهاية، هل بات دياب اسم مضمون في تجسيد أي شخصية تمثيلية؟
لا يمكن أن أقول ذلك عن نفسي أبدا، الآراء عني يقولها أهل المهنة والمختصين والجمهور، ألتزم أسلوب الصمت، ولا أركز إلا على الأداء التمثيلي وحسب، أعمل فقط دون النظر إلى أي أشياء أخرى.