خاص "هي": أضواء بدر، راكين سعد وياسمينا العابد.. كيف تعيد النجمات العربيات تعريف أدوار المرأة؟

خاص "هي": أضواء بدر، راكين سعد وياسمينا العابد.. كيف تعيد النجمات العربيات تعريف أدوار المرأة؟

سينتيا قطار
26 مارس 2025

المرأة العربية في السينما لم تعد مجرّد انعكاس لصورة نمطية، بل باتت صوتا صادقا يحاكي واقعها بكل تعقيداته وتحدياته. بمناسبة شهر المرأة، تحتفي "هي" بالتعاون مع "نتفليكس" بثلاث نجمات عربيات شابات هن أضواء بدر، وراكين سعد، وياسمينا العابد. ممثلات لامعات يحرصن على وضع بصماتهن في عالم التمثيل، من خلال تقديم أدوار تحمل أبعاداً إنسانية تعكس قوة المرأة العربية وإبداعها، وتعزز وجودها عالمياً.

أضواء بدر: مللت من رؤية استخدام المرأة أداة لسرد قصة رجل في السينما

خاص "هي": أضواء بدر، راكين سعد وياسمينا العابد.. كيف تعيد النجمات العربيات تعريف أدوار المرأة؟

نجحت الممثلة أضواء بدر في إيصال صوتها إلى العالم من خلال أدوارها المتميزة، وهي تستمرّ في كسر الصور النمطية وتقديم قصص تعكس واقع المرأة العربية بكل تعقيداته وجماله. وفي هذا اللقاء الخاص مع "هي"، تحدثت النجمة السعودية عن رحلتها في عالم التمثيل، وكيف أسهمت السينما في إعادة تشكيل صورة المرأة العربية على الشاشة.

ترى أضواء أن التمثيل هو وسيلة عالمية للتواصل، إذ تعبر السينما الحواجز اللغوية والثقافية. وبفضل أدوارها على منصة "نتفليكس"، استطاعت أن تصل إلى جمهور متنوع، مؤكدة: "إنه شعور مُجزٍ أن أتواصل معهم على الرغم من حاجز اللغة والثقافة، وهذا هو جوهر السينما، إنها تتعلق بفهم القصة، ولا تحتاج إلى كلمات، لأنها لغة عالمية". وتضيف أنها فخورة بكونها جزءا من هذا المجال الذي لطالما كان حاضرا في الثقافة العربية، مشيرة إلى أهمية دور السينما المصرية في تعزيز الفن العربي.

وعلى الرغم من أن المرأة العربية باتت أكثر حضورا على الشاشة، فإن أضواء ترى أن الصناعة لا تزال تحتاج إلى التغيير، وتقول: "الأفلام حاليا أغلبها عبارة عن سرد قصص من المنظور الذكوري، وقد مللت من ذلك، لأنهم يستخدمون المرأة أداة لسرد قصة رجل". لهذا السبب، قررت أن تكتب قصصا تروي منظور المرأة، مؤكدة أن العالم بدأ يدرك أهمية تقديم أعمال ذات لمسة نسائية أكثر.

تعتبر أضواء أن التمثيل رحلة شخصية بحد ذاته، حيث تغوص في شخصياتها إلى حد الشعور بالتعاطف معهن على الرغم من اختلافاتهن معها. وتعترف بأن هذا الأمر يشكل تحديا في بعض الأحيان، إذ يجب عليها الفصل بين تفكير الشخصية وقناعاتها الشخصية.

وباعتبارها مصدر إلهام للكثير من الفتيات العربيات، ترى أن أي امرأة طموحة وشغوفة تلهمها، وعن ذلك تقول: "لقد كنت محاطة بشخصيات قوية منذ طفولتي، وهذا الأمر كان له تأثير كبير عليّ في نشأتي"، معربة عن امتنانها في حال كانت قادرة على إلهام الآخرين.

أخيرا، وفي رسالة ملهمة، تدعو أضواء النساء العربيات إلى التركيز على رحلتهن الخاصة بدلا من الانشغال بالمنافسة، قائلة: "لا تتشتتن بالمنافسة، لأنها وهم".

راكين سعد: أصبحت الأدوار التمثيلية للمرأة العربية أكثر تعقيدا وواقعية

خاص "هي": أضواء بدر، راكين سعد وياسمينا العابد.. كيف تعيد النجمات العربيات تعريف أدوار المرأة؟

بدورها، تتميز راكين سعد بأدوار تحمل عمقا خاصا، وتعكس واقع المرأة العربية بتنوعه وتعقيداته، ومن خلال اختياراتها الفنية الذكية، تثبت الممثلة الأردنية أن السينما ليست فقط وسيلة للترفيه، بل أداة قوية للتمكين، تعيد تشكيل صورة المرأة، وتعكس قوتها وإبداعها في أبهى صوره.

وتعبر راكين عبر صفحات "هي" عن فخرها وسعادتها لكون أعمالها تصل إلى جمهور عالمي عبر منصة "نتفليكس"، مؤكدة أن الفن هو وسيلة تواصل عابرة للحدود، تسهم في تعزيز التفاهم بين الثقافات المختلفة. وتضيف: "أؤمن بأن الفن يمكن أن يجمعنا ويظهر أننا كبشر نتشارك المشاعر والتجارب نفسها، وأتمنى أن تسهم أدواري في تقديم صورة متنوعة وغنية عن المرأة العربية".

وعن الأدوار التي أثرت فيها شخصيا، أشارت إلى شخصيات مثل "مليكة" في "واحة الغروب"، و"نوف" في "مدرسة الروابي"، و"مريم" في "ريفو"، و"زينة" في "سفاح الجيزة"، و"ليلى" في "موعد مع الماضي". وتوضح: "كل دور أقدمه يعلمني شيئا جديدا، ليس فقط في التمثيل، بل في الحياة أيضا. التمثيل تجربة إنسانية تمنحني فهما أعمق للحياة، وتجعلني أقرب إلى ذاتي وإلى الآخرين".

وعن تمثيل المرأة العربية في السينما والتلفزيون، ترى راكين أن هناك تطورا ملحوظا، حيث أصبحت الأدوار أكثر تعقيدا وواقعية، بعيدا عن الصورة النمطية. وتؤكد: "التغيير جزء من تطور المجتمع، ونشهد الآن قصصا تعكس المرأة بشكل غير نمطي، تُظهر مشاعرها ورحلتها بطريقة صادقة وعميقة. لا أرى أن الطريق طويل، بل هو مستمر نحو الأفضل".

تؤمن راكين بقوة السرد القصصي في تغيير المفاهيم، وتؤكد أنها تسعى دائما لاختيار أدوار ذات أبعاد متعددة تعكس واقع المرأة بصدق. وتشير إلى أن دورها في "ريفو" كان له تأثير شخصي كبير فيها، وخاصة بعد فقدانها لوالدها، حيث استطاعت أن تنقل مشاعر مريم بصدق نابع من تجربتها الخاصة.

أما عن رسالتها للمرأة العربية، فتقول: "اتبعي قلبكِ وشغفكِ، فالإحساس هو البوصلة التي سترشدكِ إلى المكان الذي تنتمين إليه. آمني بقوتكِ وقدرتكِ على تحقيق ما تريدين، لأن كل امرأة قادرة على صنع التغيير بطريقتها الفريدة".

ياسمينا العابد: نعم لتغيير الصورة النمطية للمرأة العربية

خاص "هي": أضواء بدر، راكين سعد وياسمينا العابد.. كيف تعيد النجمات العربيات تعريف أدوار المرأة؟

إنّ الممثلة المصرية ياسمينا العابد هي مثال حقيقي لامرأة عربية شابة تسخّر الفن لنقل صورة واقعية للمرأة العربية. تؤمن ياسمينا بأن المرأة العربية تمتلك كل المقومات للمنافسة عالميا عندما تُمنح الفرصة. وتقول: "أنا دائما فخورة بتمثيل الفتاة العربية، وأرى أن هناك قصصا كثيرة لا تزال بحاجة إلى أن تُروى. المرأة العربية رمز التحدي والصمود والعزة، وهي قادرة على تحقيق النجاح العالمي". وقد شعرت بفخر كبير عندما استخدمت جامعة "هارفارد" مسلسل "البحث عن علا" في أحد أبحاثها، مؤكدة أن الفن العربي قادر على التأثير عالميا.

كل دور أدّته ياسمينا كان بمنزلة تجربة غيّرت فيها شيئا داخلها. فهي تؤكد أن الممثل لا بد أن يجد رابطا إنسانيا مع الشخصية التي يؤديها، وإن كانت بعيدة عن شخصيته. وتضيف: "كل دور أثر فيّ بطريقة مختلفة، وساعدني على أن أنضج وأقدّر النعم وأفهم المسؤولية المجتمعية المطلوبة مني".

وتشير ياسمينا إلى أنه على الرغم من أن تمثيل المرأة العربية في السينما أصبح أكثر وضوحا، لا يزال الطريق طويلا. وتوضح: "البطولات النسائية لا تزال استثناء، والإحصائيات تؤكد ذلك. عالميا، هناك مشاريع موجّهة بالكامل لجيل المراهقين والشباب، بينما في العالم العربي لا تزال هذه الخطوة بطيئة. لكنني متفائلة، وخاصة مع النهضة الثقافية في السعودية، وتعاونها مع مصر في الإنتاج وتشجيع المواهب الشابة".

هذا، وتحرص ياسمينا على اختيار أدوار تسهم في كسر القوالب النمطية عن المرأة العربية. فهي ترى أن السينما لها القدرة على إعادة تشكيل المفاهيم، وتؤكد: "المرأة العربية تمتلك جوانب متعددة في شخصيتها، ونحن بحاجة إلى آلاف المشاريع لتغيير الصور النمطية المغلوطة عنها."

وتوجّه ياسمينا رسالة لكل امرأة تسعى لتحقيق أحلامها، قائلة: "أنتِ قادرة على تحقيق أحلامكِ على الرغم من كل التحديات. المرأة العربية تمتلك القوة والإرادة، وهي مثل الشجرة العريقة، جذورها ثابتة وأحلامها تطال السماء". كما توجه تحية خاصة للنساء اللواتي تأثرن بالحروب والصراعات، مشيدة بصلابتهن وصمودهن