
الأمير هاري يعود إلى لندن للمحاكمة.. لكن أبواب القصر لا زالت مغلقة أمامه
تم إخراج الأمير هاري دوق ساسيكس بشكل درامي من قاعة المحكمة من قبل حراسه الشخصيين، عندما قامت أحد المؤيدين بتعطيل الإجراءات في اليوم الثاني من تحديه الأمني .
وبينما تم إخلاء القاعة في المحكمة الملكية للعدل في لندن مبكرا استعدادا للجزء الخاص من جلسة الاستماع، صرخت إحدى الحاضرات دعما للأمير هاري، مضيفة: "إذا كنتم من أعضاء الصحافة، فأنتم السبب في عدم وجوده في إنجلترا بعد الآن".
الأمير هاري حضر جلسة المحكمة بحماية شخصية

وبحسب صحيفة "ديلي ميل" تم إخراج الأمير هاري من قاعة المحكمة على عجل بمساعدة حارسيه الشخصيين، في حين تم إخراج المرأة من المبنى بشكل منفصل بواسطة أفراد أمن المحكمة.
ولم يعد الدوق إلى الغرفة لاستكمال بقية الجلسة إلا بعد أن تم اصطحابه من المحكمة.
وصل هاري، الذي كان يرتدي بدلة زرقاء وربطة عنق مخططة، إلى المحكمة الملكية للعدل في وسط لندن صباح يوم الأربعاء، ولم يُجب الدوق على أسئلة الصحفيين، واكتفى بتلويح خفيف عند وصوله.
دوق ساسيكس يطعن على قرار حمايته الشخصية

ويطعن الأمير هاري في رفض الدعوى القضائية التي رفعها في المحكمة العليا ضد وزارة الداخلية بشأن قرار اللجنة التنفيذية لحماية العائلة المالكة والشخصيات العامة (رافيك) بأنه ينبغي أن يحصل على درجة مختلفة من الحماية الممولة من أموال دافعي الضرائب أثناء وجوده في البلاد.
وفي العام الماضي، قضى قاضي المحكمة العليا المتقاعد السير بيتر لين بأن قرار رافيك، الذي اتخذه في أوائل عام 2020 بعد استقالة دوق ودوقة ساسيكس من منصبيهما كعضوين عاملين كبار في العائلة المالكة، لم يكن غير عقلاني أو غير عادل من الناحية الإجرائية.
وفي المذكرات المكتوبة التي قرأها محاميه في اليوم الأول من جلسة الاستماع يوم الثلاثاء، قيل للمحكمة إن هاري وميغان "شعرا بأنهما مجبران على التراجع" عن دورهما كعضوين عاملين كبار في العائلة المالكة في عام 2020.
هاري وميغان أجبرا على الانسحاب من دورهما الملكي

وقالت محامية الدوق: "في 8 يناير 2020، شعر الدوق وزوجته بأنهما مجبران على التراجع عن دورهما كعضوين رسميين عاملين بدوام كامل في العائلة المالكة لأنهما اعتبرا أنهما غير محميين من قبل المؤسسة، لكنهما أرادا مواصلة واجباتهما في دعم الملكة الراحلة كعضوين ممولين من القطاع الخاص في العائلة المالكة".
وخلال جلسة الاستماع يوم الثلاثاء، قالت إن رافيك توصل إلى "عملية مختلفة ومصممة خصيصًا لهاري"وتابعت: "لا يقبل المُستأنف أن كلمة "مُصمم خصيصًا" تعني "أفضل"، في الواقع، يعني هذا في دعواه أنه قد عومل معاملة مختلفة وغير مبررة ودونية".
وقالت المحامية للقضاة إن العملية المصممة خصيصًا تتضمن أن يفكر رافيك في سبب حضور هاري لحدث معين "على الرغم من أن ذلك لا علاقة له على الإطلاق بمسألة الأمن".
حالة المطالبات القانونية للأمير هاري

يشار إلى أن الأمير هاري كان قد طعن ضد وزارة الداخلية بشأن الترتيبات الأمنية في المملكة المتحدة، وفي عام 2024، رفض قاضي المحكمة العليا دعوى هاري ضد وزارة الداخلية بشأن الترتيبات الأمنية له ولأسرته أثناء تواجدهم في المملكة المتحدة.
وطعن الدوق في قرار أصدرته اللجنة التنفيذية لحماية العائلة المالكة والشخصيات العامة (رافيك) في فبراير 2020، والذي يقع ضمن اختصاص الوزارة، بعد أن قيل له إنه لن يحصل بعد الآن على "نفس الدرجة" من الأمن الوقائي الشخصي عند الزيارة.
وقال محامو هاري إنه تم "استهدافه" ومعاملته "بشكل أقل ملاءمة" في القرار، مشيرين إلى أن الفشل في إجراء تحليل للمخاطر والنظر بشكل كامل في تأثير "الهجوم الناجح" عليه يعني أن النهج المتبع لحمايته كان "غير قانوني وغير عادل".
وزعمت الحكومة أن رافيك كان من حقه أن يستنتج أن حماية الدوق يجب أن تكون "مصممة خصيصًا" ويتم النظر فيها على أساس "كل حالة على حدة".
وحكم قاضي المحكمة العليا المتقاعد السير بيتر لين بأن نهج رافيك لم يكن غير عقلاني ولا غير عادل من الناحية الإجرائية، مدعيا أن محاميي هاري قد اتخذوا "تفسيرا غير مناسب وشكلي لعملية رافيك" ثم مُنح هاري الإذن بالطعن في حكم السير بيتر في يونيو من العام الماضي، وعقدت جلسات الاستماع يومي الثلاثاء والأربعاء 8-9 أبريل الجاري.
الأمير هاري حضر جلستي الاستماع أمام المحكمة

وتم الاستماع إلى أجزاء من جلسة الاستماع يوم الأربعاء بشكل خاص، دون حضور أفراد الصحافة أو الجمهور، على الرغم من السماح للدوق بالبقاء، وفي الجزء العلني من جلسة الاستماع، قال السير جيمس إيدي، ممثل وزارة الداخلية، إن رافيك واجه "مجموعة فريدة من الظروف".
وقال للمحكمة: "لا يوجد أساس سليم للطعن في قرار ملاءمة التقييم المُصمم خصيصًا، المهم هو مسألة جوهرية تتعلق بكيفية تعاملهم مع هذه الظروف الفريدة".
وأضاف المحامي في وقت لاحق أن اللجنة لا تعمل "عن طريق المقارنة" بين الأشخاص المشمولين باختصاصها.
وقال السير جيمس: "هذا يرجع إلى السبب الواضح المتمثل في أنه من غير المرجح إلى حد كبير أن تكون حالتان متماثلتين في الحقيقة، عندما يتم الحكم عليهما في ضوء المبادئ التوجيهية العامة التي تنطبق".
وأضاف: "يجب الاعتراف بشكل واضح بأنه من الصعب للغاية وربما ليس من المربح للغاية محاولة مقارنة القضايا، بخلاف المبادئ التوجيهية العامة، كما تنطبق على مجموعة من القضايا المتشابهة".
وبعد أن اختتمت جلسات الاستماع أمام السير جيفري فوس، واللورد جاستس بين، واللورد جاستسإيديسأمس الأربعاء، من المتوقع صدور قرار كتابي في وقت لاحق.
الأمير هاري لم يلتقي بوالده وشقيقه خلال رحلته الجديدة إلى لندن

على الصعيد الأسري، لما يلتقي الأمير هاري ووالده الملك خلال هذه الزيارة أيضا، أعلى الرغم من تواجدهما في لندن يوم الأحد الماضي، حيث شوهد الملك تشارلز وهو يهبط بطائرته المروحية في لندن استعدادًا لزيارة دولة إلى إيطاليا، حيث وصل إلى قصر كنسينغتون صباحًا، فيما وصل هاري إلى العاصمة حوالي الساعة الثالثة عصرا، ووفقا لتقارير صحفية فإن الملك توجه إلى لندن يوم الأحد لتلقي العلاج المقرر من مرض السرطان، وبالتالي كان "من غير الممكن" أن يجتمع هاري والملك خلال هذه الزيارة.
يشار إلى أنها ليست الزيارة الأولى التي قام بها هاري إلى لندن دون أن يلتقي بوالده، وكذلك شقيقه ولي العهد الأمير وليام أمير ويلز، حيث سبق وأن قام بأكثر من زيارة دون اجتماع عائلي مباشر، وكان آخر لقاء بين هاري ووالده الملك حين زاره على عجل بعد إعلان إصابة الملك بالسرطان.