فرح الديباني

فرح الديباني تكشف لـ "هي" كواليس لقائها الجديد بالرئيس إيمانويل ماكرون وما قاله عن أغنيات داليدا وهذه أسرار إطلالاتها

نرمين حلمي
11 أبريل 2025

تخطف العقول بحضورها المثقف الواعي، وتأسر القلوب بإطلالتها الكلاسيكية المعاصرة والمجددة، تبرع في إثارة مشاعر الحنين والشجن والحب بنبرات صوتها العذب الذي يتغنى باحترافية بعدة لغات عربية وأجنبية؛ معبرًا عن ثقافات وشعوب مختلفة، إنها أول مغنية مصرية تنضم إلى أكاديمية أوبرا باريس؛ الميتزو سوبرانو النجمة فرح الديباني.

"هي" التقت بالميتزو سوبرانو فرح الديباني، عقب تصدرها تريند مواقع التواصل الاجتماعي مجددًا؛ وثناء ومدح الجمهور لها وإطلالتها المشرفة على مستوى الوطن العربي، برفقة الوفد الرسمي المرافق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للحديث عن مشروعها الغنائي المميز الذي تدعمه بحضورها الإنساني المتفرد وطريقتها الفنية الخاصة التي دومًا ما تؤكد من خلالها على ضرورة تحقيق الخير والسلام والمحبة بين شعوب العالم.
 
بداية، ماذا يمثل لكِ اختيارك ضمن الوفد الرسمي الفرنسي المرافق للرئيس ماكرون في زيارته لمصر؟

شرف كبير افتخر به، وأسعدني للغاية واختيار مقربًا كثيرًا لقلبي؛ هذه المرة الثانية لي رسميًا برفقته؛ المرة الأولى أثناء مشاركتي للغناء بنهائي كأس العالم، تلاها مرافقتي للوفد الرسمي أثناء زيارة الأردن وشرم الشيخ، لكن هذه المرة هناك اختلاف لأنني قادمة لبلدي مصر؛ اجتاحت مشاعري حميمية شديدة تربطني بموطني الذي أحبه؛ لحظات جميلة شعرت بها أثناء زيارة المتحف المصري الكبير الجديد، وجامعة القاهرة، مع كافة مسار رحلة الوفد.
 
ت
اسمك الميتزو سوبرانو فرح الديباني تصدر التريند مع ظهورك بإطلالتك الكلاسيكية الراقية بهذا الحدث المبهر.. هل توقعتِ كل هذا الاحتفاء في الوطن العربي؟

تفاجأت الحقيقة؛ لكنني شعرت بنفس حالة الدعم والمحبة من الجماهير أثناء غنائي النشيد الوطني الفرنسي أمام ملايين من الناس، خلال عام 2022 مع إعادة انتخاب الرئيس ماكرون، كذلك تصدرت التريند بعد غنائي في نهائي كأس العالم، بالتأكيد هذه الزيارة الخاصة للرئيس ماكرون مع الرئيس عبد الفتاح السيسي مهمة للغاية، كذلك اتشرف بتواجدي مع الوفد الرسمي، لكن لم أتوقع كل هذه الضجة، الاختلاف هذه المرة إنني مصرية أمثل مصر في هذا الاختيار؛ والترابط بين مصر وفرنسا، وليست مجرد مشاركة شرفية كما فعلت في الفعاليات والأحداث الهامة السابقة.

إذًا، هذه ليست المرة الأولى لكِ للمشاركة ضمن الوفد الرسمي الفرنسي في رحلتك التاريخية لمصر، في رأيك، ما أبرز الاختلافات بين الرحلتين؟

الرحلة الأولى في شرم الشيخ كانت قصيرة للغاية؛ مرافقتي للوفد الفرنسي أثناء هذه الفترة كان بسبب غنائي في نهائي كأس العالم بقطر، ثم وصلنا الأردن لزيارة رسمية للرئيس ماكرون هناك، ثم وصلنا مصر سريعًا لأنني كنت سأغني وقتذاك في حاملة الطائرات الفرنسية التي كانت تستقر في البحر الأحمر بمصر، لكن بالطبع هذه المرة الاختيار متميز بمشاركتي في أنشطة بقلب العاصمة المصرية القاهرة؛ من زاويتين بتمثيلي لمصر في فرنسا كذلك تمثيلي فرنسا  بمصر.

ت 
وماذا عن اختيار إطلالتك؟

أحرص دومًا على اختيار أفكار ملابسي وإطلالتي وفقا لكل حدث وبمَن سألتقي بالضبط،  مِن ذوقي الخاص وما استشعره تجاه المكان بالفعل، هذه المعايير والعناصر تلهمني بما سأرتديه في هذه الفعالية، أفضل دومًا ضبط إطلالتي بكل تفاصيلها حتى المجوهرات التي أرتديها كذلك الحقيبة والحذاء ومستحضرات التجميل وتنسيقهم مع اليوم وحدثه ومكانه. أثناء رفقة الوفد الرسمي لزيارة ماكرون لمصر، فضلت ارتداء بدل نسائية وبألوان محددة كاللون الأبيض، على عكس إطلالتي المعتادة التي أظهر بها بفساتين وغيره مما يتوافق مع طبيعة شغلي. 
 
جمعك و"ماكرون" فيديو انتشر على السوشيال ميديا، وأنتما تتشاركان غناء "تلك هي الأيام" لداليدا، داخل مطبعة المعهد الفرنسي، وبالطبع نعلم جيدًا حبك الكبير للنجمة داليدا وحديثك الدائم عنها.. فما كواليس هذه اللقطة اللطيفة؟ موقف عفوي للغاية؛ أثناء وقوفنا في المطبعة بالمعهد الفرنسي للأثار، ولاحظنا وجود بعض المطبوعات لأغاني، وهذه الأغنية "تلك هي الأيام" لداليدا كانت على الواجهة بالمصادفة، فسعدت للغاية واندهشت ووضحت له إنني قدمت هذه الأغنية بمشاركة مغنية فرنسية شهيرة، حديثًا في التلفزيون الفرنسي، منذ عدة أشهر قليلة بعد تصوير حفل في مراكش، فقال لي بطرافة: "كيف تتغنى هذه الأغنية؟"، فضحكت وتغنيت بكلماتها وكذلك تشاركنا الغناء فهو يحب "داليدا" كثيرًا أيضًا، ودومًا يفضل الحديث عنها في كل لقاء يجمعنا، كما إنه "ماكرون" قال للرئيس "السيسي": "فرح الديباني هي الديفا المعاصرة وتعد إحياءً لداليدا".
ع

وكيف ترين احتفاء نجوم ومطربي مصر بزيارة ماكرون هذا العام؟

هذه الزيارة اُستقبلت بحفاوة كبيرة للغاية؛ إقبال واحتفاء إيجابي حقًا من النجوم والمصريين كلهم أيضًا.


 ل

 
فرح الديباني تجعلين من اسمك أيقونة موسيقية وطنية فريدة، بجانب موهبتك المميزة بالغناء الأوبرالي، فدومًا ما تحرصين على المشاركة في أحداث تاريخية مهمة، غناءك النشيد الوطني الفرنسي في نهاية كأس العالم 2022، كما تميزتِ قبل ذلك في احتفاء مكتبة الإسكندرية بمرور 20 عامًا على إنشائها، كذلك غناءك في حفل فوز الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.. هل تحرصين على هذه المشاركات كجزء من مشروعك الغنائي؟

بالطبع أحبه وأتمناه لكن الحقيقة لم أقصد هذا الأمر؛ حتى إن بعض من هذه المشاركات العالمية التاريخية الفريدة؛ تحدث معي لأول مرة بطريقة متميزة ومختلفة عن السائد؛ لم أسع لها ولم تكن ضمن مخططاتي؛ على سبيل المثال كيف سأتخيل إنه يمكن أن تحيي فنانة مصرية أجنبية مناسبة فرنسية مهمة كإعادة انتخاب الرئيس الفرنسي؟.. ولهذا السبب فهو حدث يستدعى الفخر، أمًا مشاركتي في الاحتفاء بمكتبة الإسكندرية لأنها موطني كإسكندرانية وأول مسرح أغني عليه وانا ابنة أربعة عشر عامًا مع أوركسترا مكتبة الإسكندرية، الذي أضاف لي الكثير من الخبرة والمتعة، ومنذ هذا الوقت أنتظم في الغناء معهم بحفل ثابت سنويًا.
 
أنتِ مغنية أوبرالية مصرية اكتسبتِ العالمية بفنك المختلف وغناءك بلغات متعددة؛ كالإيطالية والفرنسية والألمانية وبالطبع العربية، هل ترين أنك الميتزو سوبرانو الأكثر حظًا بوقوفك على مسارح دولية أمام قادة عالميين؟نعم، إنني أغني بهذه اللغات، إضافة إلى الروسية واليونانية واليابانية والألبانية والإنجليزية والأسبانية والتشيكية.. الحقيقة لا أؤمن كثيرًا بالحظوظ، لكنني على يقين بضرورة العمل والاجتهاد والسعى باستمرار، الحقيقة إنه سرعة تعليمي لهذه اللغات المختلفة وحبي لهن؛ منحتني القدرة للوصول لأي شعب والتواصل معه بالأغاني وبلغة لم استخدمها بحياتي من قبل.

ت
 
لو تقدمين نصيحة للفتيات الطامحات في بداية مسيرتهن الغنائية الأوبرالية من خلال مجلة "هي" .. ماذا تقولين لهن؟

عليهن إيجاد الطريق الذي يحبهن أو يبرعن به عن شغف حقيقي، ولا يسيرن وفقًا لما يفرضه عليهن التريند، أمًا فيما يخص مجال الأوبرا على وجه الخصوص، فهو صعب للغاية؛ فقد درست في ألمانيا 6 سنين؛ بكالوريوس 4 أعوام وماجستير عامين، كما تنتقي الجامعة سنويًا حوالي ثلاثة أو أربعة فقط من واقع 800 متقدم أو أكثر، لذلك على مَن يرغب في احترافه أن يتحلى بقوة الذهن لتحمل الضغوطات والمنافسة والانتقادات طوال الوقت، كذلك يتحمل صعوبته من البداية والعمل على تطوير الموهبة والإصرار على الاستمرارية والنجاح.
 
أخيرًا..ما تطورات ألبومك المنتظر؟ وما جديد حفلاتك الفترة المقبلة؟

أجلت الألبوم بسبب انشغالي بعدة ارتباطات فنية وحفلات استغرقت جهدًا ووقتًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، لكنني سأعمل على أفكاره الفترة المقبلة. كما طرحت حديثًا أغنية مع ملحن هندي فاز بجائزة الغرامي الموسيقية، وكانت تحمل طابعًا مميزًا عن المحافظة عن البيئة، أمًا الحفلات فقد قدما مؤخرا تجربة جديدة ومتميزة بالنسبة لي وهي الغناء باللغة اليابانية في حفل ضخم بحضور عالم الأثار الكبير زاهي حواس؛ فهو حفل ياباني مصري بالهرم بمشاركة نجم ياباني كبير، كذلك أنشغل بالاستعدادات لعدة حفلات ضخمة منها للمسرح الروماني بعمان الأردن، كذلك أغني في الصين قريبًا.

ت