هل يسير المسلسل السعودي المعرب "أمي" على خطى نجاح "خريف القلب"؟
أيام قليلة تفصل الجمهور عن مشاهدة المسلسل السعودي المعرب "أمي"، المقرر عرضه على منصة شاهد خلال شهر مايو القادم، وسط تساؤلات عديدة حول العمل، الذي يعد ثاني المسلسلات السعودية المأخوذة عن الدراما التركية، التي قدمت قصة المسلسل بنفس العنوان، والمقتبسة بدورها من عمل ياباني عرض لأول مرة في عام 2010، في 11 حلقة فقط، لكنه استطاع أن يصبح واحدا من أنجح المسلسلات الآسيوية، والتي وصلت أصداؤها إلى أكثر من قارة، وتأتي النسخة الجديدة في فترة نجاح كبير حققه أول عمل سعودي معرب "خريف القلب"، فما هي أبرز نقاط القوة والاختلافات التي تجمع تلك الأعمال، والتي تصب جميعها في صالح المشاهد؟
مسلسل "أمي" قصة إنسانية تتجاوز الحدود
تعد قصة مسلسل "أمي" من القصص التي تحمل قدرا كبيرا من الإنسانية، وهي من النقاط القوية التي تستند إليها الأعمال الثلاثة، وساهمت بشكل واضح في انتشار ونجاح النسخة اليابانية ثم التركية، تدور القصة حول فتاة صغيرة تواجه حياة قاسية بسبب الإساءة التي تتعرض لها من قِبل أفراد أسرتها، وتدرك معلمتها في المدرسة ما تمر به، فتتخذ موقفا سريعا، وتقرر تبني الفتاة ومساعدتها على تجاوز ما مرت به، لتصبح بمثابة أم بديلة لها، ومن هنا تظهر ملامح القصة وأبعادها الإنسانية، التي يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم، مما يجعلها واقعية ومؤثرة، ولذلك تعتبر من أبرز نقاط القوة التي تستند إليها النسخ الثلاثة.
اختلافات تسيطر على النسخ الثلاثة
مسلسل "أمي" في نسخه الثلاثة يحمل عددا من الاختلافات، التي لم تبدأ فقط من النسخة السعودية، بل ظهرت منذ المحطة الثانية، وتحديدا بعدما حصلت شركتا Yapim وMedyapim على حقوق النسخة اليابانية، وبدأتا في تطويرها، سعت الشركات التركية إلى تقديم العمل بملامح إنسانية تناسب المجتمع التركي، وكذلك نوعية الدراما المقدمة هناك، فالمسلسل الياباني احتوى على 11 حلقة فقط، تتراوح مدة عرضها بين 50 و55 دقيقة، لكن الأمر تغير في النسخة التركية التي قدمت في 33 حلقة، مدة كل حلقة منها تصل إلى 120 دقيقة.
النسخة التركية التي حملت اسم "Anne" قدمت كذلك مجموعة جديدة من الأحداث والشخصيات، تتناسب مع طبيعة القصة وتركز على الحياة الصعبة التي عاشها الأبطال، وعلى رأسهم البطلة، وقد ظهرت مراعاة واضحة للأبعاد الاجتماعية التي تناسب الجمهور التركي، وهذا ما يظهر أيضا في النسخة السعودية، التي ستقدم في 90 حلقة، يتم من خلالها تقديم القصة نفسها، ولكن بما يتناسب مع المجتمع العربي وسياقه الثقافي والإنساني، حيث تتمحور الحكاية حول معلمة تقرر مواجهة تحديات كبيرة بسبب موقفها الشجاع تجاه الطفلة.
مسلسل "أمي" على خطى "خريف القلب"
يأتي مسلسل "أمي" بعد عرض مسلسل "خريف القلب"، أول الأعمال السعودية المعربة من الدراما التركية، والذي استطاع منذ انطلاقه في نهاية العام الماضي وحتى فبراير 2025، أن يحقق نجاحا ضخما من ناحية نسب المشاهدة وتفاعل الجمهور، وعلى الرغم من أن قصة المسلسل تدور في الإطار نفسه الذي عُرض في المسلسل التركي "حطام"، إلا أن النسخة السعودية كانت أكثر قربا للجمهور العربي، الذي تابع حلقات المسلسل باهتمام، على مدار 87 حلقة، وهو رقم يقترب من عدد الحلقات المقررة لمسلسل "أمي"، الذي يضم نخبة من نجوم السعودية والخليج.
ويسير مسلسل "أمي" على خطى "خريف القلب"، فالعمل الأخير يقدم إطارا دراميا إنسانيا، من خلال اكتشاف سر يقلب حياة أسرتين رأسا على عقب، وكانت الأمومة أيضا عنصرا قويا في الحبكة، أما مسلسل "أمي" فيقدم معالجة مختلفة لفكرة الأمومة، حيث تصبح المعلمة هي أم بديلة تحت ضغط الضرورة الإنسانية، ورغم ذلك يظل الوجه الأبرز في "خريف القلب" هو القصة الرومانسية بين راشد ونهلة، والتي كانت من أقوى عناصر الجذب للجمهور، حتى وصلت الأحداث إلى نهاية درامية حزينة، ومن المتوقع أن يتضمن "أمي" بعض القصص الرومانسية كذلك، إلى جانب القصة الرئيسية التي تدور حول المعلمة وهل سوف تقع في الحب، وهل عاشت ماضي أليم بسبب الإساءة.
مشهد من مسلسل"أمي" يشعل النقاش
قبل العرض تصدر مسلسل "أمي" عناوين النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى قبل عرضه، بعدما نشر حساب ET بالعربي على إنستجرام مشهدا صادما يظهر ملامح القصة، في هذا المشهد تدخل الزوجة لتجد زوجها وقد وضع ابنتهما داخل كيس قمامة، في صورة تجسد حجم الإساءة التي تتعرض لها الطفلة من والدها، في الوقت ذاته، تواجه الطفلة إهمالا واضحا من والدتها، التي لا تمنحها أدنى قدر من الاهتمام، هذه الملامح المأساوية تنبئ بتطورات درامية قوية، حيث تبدأ المعلمة في التدخل لإنقاذ الطفلة، وتظهر في البرومو وهي تطلب من الطفلة أن تناديها بـ"أمي"، ليتطور بينهما رابط عاطفي قوي، يعكس عمق فقدان الطفلة للأمان، وسعي المعلمة لتعويضها.
موعد عرض مسلسل "أمي"
ينطلق عرض مسلسل "أمي"، النسخة السعودية المعربة، بدءا من 4 مايو، بمشاركة نخبة من النجوم، يتصدرهم الفنان السعودي تركي اليوسف، إلى جانب العنود سعود، وزهرة عرفات، ورنا جبران، وسناء يونس، وكذلك فايز بن جريس ونايف الظفيري. ويعد هذا المسلسل هو العمل الثاني للفنان تركي اليوسف خلال عام 2025، بعد مشاركته في بطولة مسلسل "شارع الأعشى"، الذي عُرض خلال شهر رمضان الماضي.
الصور من حسابات صناع المسلسل والشركات المنتجة على انستجرام.
