استمتعوا بالتراث السعودي الأصيل في عطلة عيد الفطر.. 6 قصور تاريخية يجب عليكم زيارتها
تزخر المملكة العربية السعودية بتراثها الأصيل وتجاربها التاريخية الساحرة التي تزيد من روعة التمتع بها في عطلة عيد الفطر بعد شهر الخير والبركة شهر رمضان المبارك. وفي تقريرنا اليوم نصحبكم في رحلة سريعة بعدد من الوجهات التراثية الساحرة التي توفر لعشاق التاريخ أجواء فريدة.
قصر المصمك
يعتبر قصر المصمك أحد أبرز القصور والقلاع التاريخية في المملكة العربية السعودية حيث يمكنك خوض غمار تجربة رمضانية تراثية أصيلة في قصر المصمك.
يقع قصر المصمك في وسط مدينة الرياض، وداخل دراويز الرياض القديمة، واسمه في الأصل (قصر المسمك)، وذلك لسماكة أسواره وأدواره، بُني في عهد الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي آل سعود -طيّب الله ثراه-.
يعتبر قصر المصمك من أبرز المعالم الوطنية، فقد كان مسرحاً لمعركة استرداد الرياض من قِبل جلالة الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه-، ولا زال باب القصر يحفظ بعض آثار تلك المعركة، فما زال رأس حربة ابن جلوي عالقاً فيه، وهو من مباني الرياض الأصيلة والقائمة حتى يومنا هذا
ويحتوي القصر اليوم على متحف مخصص لقصة توحيد المملكة، وقد تم تصميمه ليكون مقسّماً إلى 6 أجزاء رئيسية: بوابة القصر في الجهة الغربية، والمسجد على يسار المدخل، والمجلس أو الديوانية في واجهة المدخل، والبئر في الجهة الشمالية الشرقية، والأبراج في كل ركن من أركانه الأربعة، والفناء الذي تحيط به غرف ذات أعمدة متصلة ببعضها داخليّاً،؛ بالإضافة إلى أن القصر ضمّ 3 وحدات سكنية، كانت الأولى لإقامة الحاكم، والثانية استخدُمت بيتاً للمال، وخُصصت الثالثة لإقامة الضيوف.
قصر السبيعي
يقع قصر السبيعي بمحافظة شقراء والتي تبعد عن الرياض قرابة 200كم، وقد بناه الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله السبيعي، والذي كان وكيلَ بيت المال في عام 1358هـ، واستغرق بناؤه 4 أعوام.
يقع القصر في الجهة الجنوبية الغربية من البلدة القديمة، وكان جلالة الملك عبدالعزيز -غفر الله له- قد اعتاد الإقامة فيه عند مروره بشقراء، ويتكون القصر من طابقين، يحتوي على مجموعة كبيرة من الغرف والمجالس، وبه شرفات تظهر بوضوح عبر الأجزاء العلوية من الجدران في الواجهات الخارجية والداخلية المطعمة بالزخارف والنقوش العربية والإسلامية، وبه فناء مكشوف تحيط به ممرات في الدورين الأرضي والأول، وهي مسنودة بطوب من اللبن
كما زيّنت واجهات القصر بإطار ممتد من مثلثات بارزة ومقلوبة وذلك لدفع مياه الأمطار بعيداً عن الجدران، ولقد زُيّنت العروق الخشبية في واجهات الشبابيك والأبواب بالنقوش اليدوية الملونة، والتي تتألف من وحدات هندسية ونباتية عبر الدوائر والخطوط المستقيمة والمتقاطعة والأشكال الرباعية وعناقيد العنب
ويحتوي القصر أيضاً على أعمدة تعتبر من أهم عناصره المعمارية، وهي أعمدة حجرية مكونة من خرزات أسطوانية مسطحة، في حين أن الأسقف تتكون من عوارض جذوع الأثل فُرش فوقها جريد النخل وسعفه ثم طبقة من الطين وطبقة من الجص، وقد أعيد ترميمه بإشراف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
قلعة القشلة
ومن ضمن القصور والقلاع التاريخية الأصيلة التي يمكنكم زيارتها في شهر رمضان يبرز اسم قلعة القشلة بمدينة حائل، وقد شُيّدت بأمر من جلالة الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- سنة 1360هـ
.
يتكون مبنى القلعة من بناء مستطيل الشكل يمتدّ بشكل طوليّ من الشرق للغرب، وعرضاً من الشمال إلى الجنوب، ولمبنى القلعة دوران، وبه ساحة مكشوفة، وفي كل ركن من أركانه الأربعة برج مربع الشكل، وللقلعة مدخلان، مدخل رئيسي في الواجهة الشرقية، ومدخل ثانويّ في واجهتها الجنوبية، وقد شُيّدت القلعة لتكون ثكنةً عسكرية بالإضافة إلى مسجد مستطيل به 3 صفوف من الأعمدة تشكّل بوائكَ موازية لجدار القلعة.
قصر العان
كما يمكنكم خوض غمار تجربة مميزة في شهر الخير والبركة في أحضان قصر العان أو قصر سعدان في قرية سعدان في مدينة نجران، وهو قصر تراثي يقع على جبل العان، وقد بُني عام 1100هـ في عهد الشيخين محمد بن إسماعيل المكرمي وهبة الله بن إسماعيل المكرمي.
توالت الإصلاحات في هذا القصر بعد عهد الشيخين، وكان آخرها وأوسعها في عام 1440هـ، وهو مبنيّ من الطين بطريقة العروق القائمة على بناء الجدران عبر مراحل متتالية وعلى أساس من الحجر، بينما تتكون أسقف المنزل من خشبٍ ومن جذوع النخيل وسعفها، وأشجار الأثل أو السدر، وهذه طريقة البناء في منطقة نجران
كما أن القصر يعتبر من نماذج العمارة التقليدية ، حيث يتكون من 4 طوابق يُشكّل كل طابق دوراً مستقلاًّ ّلإحدى الأسر، ويحيط بالقصر سور به عدة أبراج دائرية ومستطيلة لحمايته وحماية المنطقة المحيطة به.
القصر الأحمر
يقع القصر الأحمر شمال حديقة الفوطة في مدينة الرياض، حيث أمر جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- ببنائه ليكون مقرّ ابنه وولي عهده، جلالة الملك سعود -رحمه الله-.
شهد القصر مراحل تأسيس المملكة العربية السعودية، إذ تم تشييده عام 1943م/1362ه، ولقد صدرت منه العديد من القرارات السياسية والسيادية، مثل قطع العلاقات البريطانية والفرنسية، كما كان المقر الرئيسي لقيادة حرب الخليج في الرياض؛ بالإضافة إلى استضافته للعديد من الشخصيات الرئاسية البارزة، مثل شاه إيران، جمال عبدالناصر، الملك حسين، وغيرهم؛ ويعتبر هذا القصر أول مبنى تم تشييده بواسطة الخرسانة المسلحة في المملكة العربية السعودية، ويتميز بلونه المائل للحُمرة
ويحتوي القصر الأحمر كذلك على غرفة مجهزة بمراوح سقفية وأجهزة تكييف، وهو ما كان خارجاً عن عادة المباني في تلك الفترة، وقد تم تصنيف القصر ضمن التراث العمراني بالمملكة.
قصر الزاهر
يقع قصر الزاهر التاريخي في مكة المكرمة، ويسمى أحياناً بمتحف مكة، وقد بدأ تشييده عام 1365هـ بأمر من جلالة الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- واستغرق بناؤه 7 سنوات.
استُخدم القصر في بداياته كقصر للضيافة، والذي تبلغ مساحته 3425م2، ثم مُنح لوزارة المعارف في عام 1378هـ ليصبح مقرّ مدرسة الزاهر المتوسطة، وبقي كذلك لمدة 20 عاماً، ثم انتقلت ملكيته لوكالة الآثار والمتاحف، والتي تولّت مسؤولية ترميمه وتحويله إلى متحف للتراث والآثار
ويتكوّن قصر الزاهر من 3 أدوار، الدور الأرضي عبارة عن صالة كبيرة يتوسطها نافورة من الرخام الملون، وتعلوها قبة القصر المحمولة على 24 عموداً دائرياً، في حين أن القاعات التي تطل على الصالة تم توزيعها على النحو التالي: الجهة اليمنى تستخدم لعرض معالم المملكة وآثار مكة المكرمة في فترة ما قبل التاريخ، ثم مكتب مدير المتحف وموظفيه، ويُعرض بالصالة التاريخ الجيولوجي والطبيعي لمكة المكرمة، وخُصص الجانب الأيسر لاستراحة الزوار وآثار مكة في فترة ما قبل الإسلام، ثم المكتبة، يليها ممر يصل إلى المطبخ المجهّز للإدارة النسائية للمتحف
أما الدور العلوي ففي جهته اليمنى توجد قاعات السيرة النبوية، وتطور الكتابة والعملات والحج، وقد خصص الجانب الأيسر منه لعمارة المسجد الحرام، والدولة السعودية بمراحلها الثلاث والتعليم والتراث المكي، ويُعرض في المنتصف جانب من روائع الفن الإسلامي، كما يحتوي سطح المبنى على ملحق مُعد لأن يكون قاعة محاضرات.