"البلدة القديمة" في العلا ضمن أفضل القرى السياحية العالمية لعام 2022
إنجاز جديد يحققه القطاع السياحي في المملكة، بتتويج البلدة القديمة وسط العلا ضمن أفضل القرى السياحية في العالم خلال عام 2022، وذلك لما تزخر به من عراقة تاريخية وتفاصيل تراثية جاذبة للسياح والمقيمين.. حيث توجهت أنظار العالم نحو محافظة العلا لاستضافتها حفل منظمة السياحة العالمية لأفضل القرى السياحية في العالم، بحضور قادة القطاع السياحي ووزراء الدول المرشحة للجائزة، بعد اختيار البلدة القديمة بالمحافظة ضمن أفضل القرى السياحية عالميا.
حفل تتويج "البلدة القديمة" في العلا ضمن أفضل القرى السياحية العالمية لعام 2022
استضافت الهيئة الملكية لمحافظة العلا حفل أفضل القرى السياحية في العالم لعام 2022 وذلك بالشراكة مع منظمة السياحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، وبالشراكة مع وزارة السياحة، بحضور قادة القطاع السياحي ووزراء الدول المرشحة للجائزة، بعد اختيار البلدة القديمة بالمحافظة ضمن أفضل القرى السياحية في العالم لعام 2022م.
وفي إطار ذلك أعرب وزير السياحة "أحمد الخطيب" عن فخره باستضافة محافظة العلا لحفل منظمة السياحة العالمية لأفضل القرى السياحية في العالم، والذي جذب أنظار العالم بحضور قادة القطاع السياحي ووزراء الدول المرشحة للجائزة، بعد اختيار البلدة القديمة بالمحافظة ضمن أفضل القرى السياحية لعام 2022م، وذلك تقديرا لأهمية التراث والمحافظة عليه.
وأعربت وزارة السياحة عن اعتزازها بالإنجاز الجديد الذي حققه القطاع السياحي في المملكة، بتتويج البلدة القديمة وسط العلا ضمن أفضل القرى السياحية في العالم وذلك لما تزخر به من عراقة تاريخية وتفاصيل تراثية جاذبة للسياح والمقيمين، والتي تحكي تفردها خلال الفترة الإسلامية المبكرة، وما قبلها في مراحل الممالك العربية القديمة، مشيرة إلى أن المملكة العربية السعودية تلعب دورًا رائدًا في تشكيل مستقبل قطاع السياحة العالمي من خلال تعزيز ثقافة الابتكار والاستدامة محليًا ودوليًا.
مبادرة "أفضل القرى السياحية"
تندرج مبادرة "أفضل القرى السياحية" في إطار برنامج السياحة من أجل التنمية الريفية وفقا لمنظمة السياحة العالمية، الذي أصدر منذ العام 2021 قائمة سنوية بالوجهات التي تبرز التزامها بالاستدامة من جميع جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وجاءت استضافة محافظة العلا، لحفل منظمة السياحة العالمية لأفضل القرى السياحية في العالم بعد اختيار "البلدة القديمة" في المحافظة ضمن أفضل القرى السياحية في العالم للعام 2022.
ويقرّ برنامج السياحة من أجل التنمية الريفية، التابع لمنظمة السياحة العالمية، بأهمّية الحفاظ وتجديد القرى التراثية والسياحية في العالم، بالنظر إلى تضمين البرنامج أهدافا استراتيجية مثل توفير الفرص وتوليد الوظائف وتعزيز الموارد الثقافية وحمايتها، ويسعى البرنامج أيضاً إلى الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي في جميع أنحاء العالم من خلال تمكين المجتمعات من أجل تطوير السياحة والحوكمة الهادفة إلى الحد من التفاوت بين المناطق ومكافحة انخفاض عدد السكان وتعزيز المساواة بين الجنسين.
وكانت منظمة السياحة العالمية، قد اختارت في ديسمبر الماضي أفضل القرى السياحية 2022، وتم تقييم القرى من قبل مجلس استشاري مستقل بناءً على مجموعة من المعايير التي تغطي تسع مجالات، وهي: الموارد الثقافية والطبيعية، تعزيز الموارد الثقافية وحفظها، الاستدامة الاقتصادية، الاستدامة الاجتماعية، الاستدامة البيئية، تنمية السياحة وتكامل سلسلة القيمة، إدارة السياحة وتحديد أولوياتها، البنية التحتية، الاتصالية والصحة والأمان.
علما بأن القرى المختارة تتلقى الدعم من منظمة السياحة العالمية وشركائها في تحسين عناصر المجالات التي حددت، وستوفر حيزاً لتبادل الخبرات والممارسات الجيدة والتعلم والفرص.
البلدة القديمة في العلا.. تراث وثقافة وفن معماري فريد
يُذكر بأن اهتمام الهيئة الملكية بـ "البلدة القديمة" في العلا، يأتي نظراً لما تزخر به من تراث وثقافة وفن معماري فريد، ولما تختزله من تاريخ عريق، وموروث أصيل، بعد أن أدّى اندثار بعض عمرانها عند بدايات القرن التاسع عشر الميلادي إلى جعلها مهجورة في معظم أجزائها، لكن الأهداف المرسومة أعادتها لتكون وجهة ثقافية وسياحية لأهالي وزوار العلا.
وتتربّع بلدة العلا القديمة وسط الوادي الخصب في الواحة الغنّاء، وترتفع من حولها جبال الحجر الرملي الشاهقة في رحاب الصحراء، وتحتضن البلدة القديمة تراث أهل العلا وتشهد بمعالمها على ثقافة عريقة يعود تاريخها إلى آلاف السنين.
وتُعد البلدة القديمة نموذجاً للترابط الاجتماعي الذي تتميز به العلا منذ القدم، حيث تكونت أكثر من 900 منزل مبنية من الطوب الطيني، إضافةً إلى وجود عدد من القلاع التي كانت تقوم بدور الحماية والرقابة لأغراض الدفاع والأمن للأهالي وقوافل الحجاج، وعمرانياً كذلك، حيث جمعت هذه المنطقة العريقة أهل العلا بالحجّاج والمسافرين قبل القرن الثاني عشر وعلى مر السنين التالية، والتي تمثل تجربة ممتعة يمكن من خلالها استكشاف متاهة المباني المبنية من الطوب اللبن التي لا تزال قائمة الى الآن والاستمتاع بالصعود الى قلعة العلا المطلة على مناظر العلا الطبيعية الجميلة والتي يعود تاريخها إلى القرن العاشر.
وتكتسب بلدة العلا القديمة أهمية تاريخية، حيث كانت في القرن الثاني عشر مستوطنةً جوهريةً على طول طريق الحج من دمشق إلى مكة المكرمة، وقد حلّتْ البلدة تدريجيًا محلّ القرح جنوب العلا، حيث أشاد بها الرحالة المسافرون من القرن الثاني عشر وحتى القرن العشرين عندما بُنيتْ مدينة العلا الحديثة على مسافةٍ قريبةٍ منها.
ويحظى محبي التراث المعماري والتاريخ الانساني بتجربة متميزة، حيث بُنيتْ المنازل في بلدة العلا القديمة لتكون مرتبطة ببعضها البعض، مما يُوفّر تحصينًا وإشارةً إلى أن الدفاع كان أولويةً لسكان المدينة الأوائل، وفي مرحلةٍ ما، كان يمكن الوصول إلى المدينة من خلال 14 بوابةٍ تُفتح في الصباح لاستقبال المسافرين والحجاج وغيرهم من الزوّار، وتُغلق في كل مساء.
كما تعتز العلا بتراثها الثقافي غير المادي من تقاليد وفنون محلية تتضمن الرقص الشعبي، الموسيقى، الشعر، رواية القصص وغيرها الكثير، حيث تهدف العروض الفنية التفاعلية، والمعارض المؤقتة، والاحتفالات الثقافية التي تستضيفها بلدة العلا القديمة إلى إحياء إرثها الحضاري العريق والمحافظة عليه.