نصائح رائعة لتكون سائحا مثاليا في وجهتك السياحية القادمة
السياحية هي مصدر دخل رئيسي وضخم للعديد من الدول من مختلف أنحاء العالم، وخاصة الدول التي تعرف كوجهات سياحية دولية ويتوافد على زيارتها الملايين من الزوار سنويا، لهذا ليس من الغريب أن تقوم العديد من الدول السياحية حول العالم، بالاستثمار في قطاع السياحية لديها بهدف تشجيع المزيد من السياح على زيارتها ومع ذلك فهناك عدد لا بأس به من الوجهات السياحية التي أصبحت مؤخرا لا ترغب في أن يقوم المزيد من السائحين بزيارتها، بل ولجأت بعضها إلى إجراءات من شأنها خفض أعداد زوارها من السائحين، بسبب ما وصفوه بالـ "السياح السيئين" أو غير المرغوب فيهم، ممن يقومون بسلوكيات مزعجة تتسبب في الإضرار بالمواقع السياحية التي يقومون بزيارتها وفي إزعاج السكان المحليين، ولكن ما الذي يعنيه حقا أن تكون سائح سيء وكيف يمكنك أن تصبح سائح مثالي في وجهة سفرك السياحية القادمة؟ دعونا نتعرف معا على ذلك.
ما المقصود بالسائح السيء أو غير الجيد؟
قبل أن نتعرف معا على أهم الصفات المميزة للسائح الجيد أو ما عليك أن تقوم به لتصبح سائح جيد أو مثالي في وجهة سفرك في عطلتك السياحية القادمة، علينا التعرف أولا على المقصود بالسائح السيء أو غير الجيد، والسائح السيء هو ببساطة السائح الذي لا يبدي أي اهتمام بالمجتمع المحلي أو البيئة أو الحياة البرية في وجهة سفرك، وعادة ما يقوم بعدة تصرفات تتسبب في الإضرار بالمجتمع المحلي أو البيئة أو الحياة البرية في وجهة سفره.
وفي ما يلي بعض الأمثلة على سلوك السائح السيئ:
1. عدم احترام المجتمع المحلي أو الثقافة المحلية أو المسافرين الآخرين في وجهة السفر
من المهم أن تضع في اعتبارك السكان المحليين في البلد الذي تزوره خلال رحلة سفرك، ويتضمن تجنب إحداث أي ضجيج والتزام الصمت قدر الإمكان أثناء تواجدك في الشارع وخاصة إذا كان ذلك في وقت متأخر من الليل، احترام التقاليد والدين المحلي في وجهة سفرك، على سبيل المثال، إذا كنت تزور معبد مقدس في تايلاند، فسيكون عليك ارتداء ملابس محتشمة ولائقة قدر الإمكان.
إلى جانب احترام السكان المحليين، يجب على السائح الجيد احترام السائحين الآخرين أو المسافرين الآخرين، على سبيل المثال إذا كان هناك الكثير من الأشخاص يقفون خلفك في انتظار التقاط صور لأحد المعالم السياحية التي تقوم بتصويرها، فمن غير اللائق أن تستغرق وقتا أطول مما يجب في التقاط الصور وتتركهم ينتظرون لفترة طويلة.
2. رمي المخلفات أو إلحاق أضرار بالمعالم السياحية في وجهة سفرك
من بين السلوكيات الأخرى التي عادة ما يقوم بها السائح السيء هي رمي المخلفات أو إلحاق أضرار في مواقع سياحية في وجهة السفر، ولسوء الحظ لا تزال هناك العديد من القصص عن سائحين غير جيدين يقومون بإلقاء القمامة ورمي المخلفات على الشواطئ، ويخربون المعالم السياحية بأن يقوموا مثلا برش طلاء على جدران معالم أثرية أو رسم جرافيتي، بعض البلدان، مثل سنغافورة، لا تتسامح على الإطلاق مع مثل هذه السلوكيات ويعد رمي القمامة وتخريب المعالم السياحية جرائم خطيرة يعاقب عليها القانون.
3. المشاركة في الأنشطة التي تروج لاستغلال الإنسان والحيوان
ركوب الفيلة، والتقاط الصور مع ثعبان يلتف حول عنقك، أو زيارة سيرك أو حدائق حيوان تقوم بإساءة معاملة الحيوانات ليست أنشطة سياحية ترفيهية مسلية، وإنما أنشطة تروج لاستغلال الحيوانات، ويجب مقاطعتها ومقاطعة الجهات التي تروج لها وتشجيع الآخرين على مقاطعتها وكذلك الكشف عنها حتى يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها.
عليك أيضا كسائح جيد أن تتجنب التعامل مع أو زيارة مواقع ترفيهية أو سياحية تقوم باستغلال العمالة أو تستخدم عمالة من القصر حتى لا تصبح جزء من أنشطة تروج لاستغلال وانتهاك حقوق الإنسان.
كيف تكون سائحا جيدا (أو مثالي)
إذا كيف يمكنك أن تصبح سائح جيد؟ السائح الجيد هو على العكس تماما من السائح السيء، فهو سائح يهتم بالمجتمع المحلي ويحرف على تجنب التسبب في تلوث البيئة في وجهة سفره، أو التسبب في الإضرار بالمعالم أو المواقع السياحية التي يقوم بزيارتها، هو أيضا سائح لا يشارك في أي أنشطة سياحية أو ترفيهية في وجهة سفره تروج لاستغلال أو انتهاك حقوق الإنسان والحيوان، ويحرص أيضا على احترام العادات والتقاليد والمعتقدات الدينية في وجهة سفره.
أما السائح المثالي أو الأفضل فهو يقوم بكل ما سبق إلى جانب عدة خطوات تساهم في دعم المجتمع المحلي في وجهة سفره، وحماية البيئة في وجهة سفره، وعادة ما يحرص أيضا على اتباع قواعد السفر المستدام والتي من شأنها أن تساهم في حماية البيئة وتقلل من تفاقم المشكلات البيئة.
وفي ما يلي بعض النصائح والأمثلة على أهم ما يجب أن تقوم به لكي تصبح سائح جيد أو مثالي:
1. القيام ببعض البحث لمعرفة المزيد عن الثقافة المحلية واحترام الثقافة المحلية.
قبل زيارة أي بلد أو وجهة سياحية لم يسبق لك أن قمت بزيارتها من قبل، ولا تعرف الكثير عنها، عليك أن تقوم ببعض البحث عنها لمعرفة المزيد عن ثقافتها المحلية وعاداتها وتقاليدها، وبعدها اتخاذ الإجراءات اللازمة لاحترام الثقافة المحلية في وجهة سفرك وفقا للمعلومات التي قمت بجمعها.
2. تأكد من دعم الأعمال التجارية المحلية
السائح المثالي عادة ما يقوم أيضا بدعم الأعمال التجارية المحلية في وجهة سفره بالتسوق من متاجر محلية وتناول الطعام من مطاعم محلية والإقامة في فنادق محلية ذات إدارة عائلية، بدلا من التسوق من أفرع ماركات عالمية وتناول الطعام في مطاعم تنتمي لعلامات تجارية عالمية، والإقامة في فنادق تتبع سلاسل فنادق دولية، وبذلك يمكن للسائح أن يساهم في دعم الاقتصاد المحلي في وجهة سفره.
3. ضع البيئة في الاعتبار
السائح الجيد عليه بالطبع أن يضع البيئة في الاعتبار خلال رحلة سفره، بتجنب القمامة أو إتلاف المعالم السياحية، وغيرها من الممارسات التي تضع البيئة في الاعتبار بما في ذلك استخدام الحافلات أو القطارات للسفر قدر الإمكان بدلا من الطائرات.
4. تجنب السفر في مجموعات كبيرة
السائح الجيد عليه أيضا أن يحاول قدر الإمكان أن يتجنب السفر في مجموعات كبيرة، ويسافر بدلا من ذلك مع شخصين على الأكثر لأن المجموعات السياحية التي تضم عدد كبير من الأفراد عادة ما يصعب السيطرة عليها وغالبا ما تتسبب في الكثير من الإزعاج والضجيج للسكان المحليين والمسافرين الآخرين.
5. تعلم بعض الكلمات الأساسية من اللغة المحلية في وجهة سفرك
وخاصة الكلمات والعبارات البسيطة الودودة مثل "مرحبا"، "شكرًا لك"، "هل تتحدث الإنجليزية؟"، "أنا آسف" والتي تظهر اهتمامك واحترامك للثقافة المحلية لوجهة سفرك.
6. تجنب الأنشطة التي تستغل الحيوانات والبشر
إذا كنت تحب الحيوانات وترغب في مساعدة الحيوانات فإن زيارتك لمزرعة نمور على سبيل المثال لالتقاط صور سيلفي معها، سيساهم في التشجيع على استمرار الممارسات التي تسبب في إيذاء الحيوانات، وبالمثل فإن التعامل مع مؤسسات أو شركات تنظم زيارات إلى دور الأيتام مثلا أو تروج لمساعدة المشردين بدعوى القيام بعمل خيري، لا تقوم في الحقيقة سوى باستغلال الأفراد الأشد احتياجا وضعفا بهدف جمع المال، لذلك إذا اردت المساعدة، ابحث عن المنظمات والمؤسسات الخيرية الموثوقة وشارك في أنشطتها التطوعية.
7. شجع الآخرين على أن يكونوا مسافرين جيدين
السائح المثالي لا يكتفي فقط بالقيام بكل ما سبق ذكره من ممارسات وأنشطة إيجابية لصالح وجهة سفره، وإنما يشجع الآخرين أيضا على القيام بالمثل، سواء كانوا من الأقارب والأصدقاء والمعارف أو حتى غرباء بمشاركة قصصه وتجاربه في رحلة سفره السياحية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي