بين الضيافة الفاخرة والترفيه الشامل "مدينة الأحلام المتوسطية" City of Dreams Mediterranean أول منتجع متكامل في أوروبا
على مشارف منطقة الشرق الأوسط، وسط هدوء البحر الأبيض المتوسط الذي كان طريقاً أساسياً لتشابك حضارات عديدة عبر التاريخ، تقع "جزيرة الحب" التي ذكرها الشاعر "وليم شكسبير" مرات عدّة، وحيكت حولها أساطير كثيرة، والتقت عند سواحلها شعوب مختلفة فبنت ثقافتها المعاصرة بلغات ومعتقدات وتقاليد آتية من كل حدب وصوب. هي جزيرة قبرص التي يصعب علي وصفها في بضعة أسطر بعد أن صارت موطني الثاني والبلد الذي أقيم فيه اليوم مع عائلتي. قبرص بلد يشبهنا، بمشهده الطبيعي القريب جدا إلى طبيعة المشرق العربي، ومطبخه المتأثر بالمطابخ نفسها التي ساهمت في صياغة المطبح الشرق أوسطي، وقيمه المجتمعية المتمسّكة بالاحترام والكرم وصون العائلة وفرح الاجتماع في ساحات القرى وحول مائدات الطعام وفي مهرجانات موسيقية ومسرحية وحتى مخصصة لثمار الطبيعة من ورد وخزامى وبطيخ وحمضيات وكروم.
بفضل شواطئها الساحرة، وجبالها الشامخة المغطاة بأشجار كثيرة مثل الصنوبر والسنديان والخروب والمرقطة بقرميد البيوت الجبلية القديمة، وآثارها التاريخية الجامعة بين حضارات قديمة كبرى من الإغريقية إلى الرومانية وغيرهما، ومدنها الحديثة المليئة بخيارات الإقامة والطعام والتسوق والترفيه الممتازة، رسخت قبرص اسمها بين أهم الوجهات السياحية في شرق البحر الأبيض المتوسط وبين أشهر عناوين الإجازة الصيفية في أوروبا. غير أن قطاع السياحة المحلّيشهد نقلة نوعية فعلية في صيف 2023، مع افتتاح أول منتجع متكامل في أوروبا ضمن مدينة ليماسول على الساحل القبرصي الجنوبي: "مدينة الأحلام المتوسطية"City of Dreams Mediterranean .
"مدينة الأحلام المتوسطية" مشروع تملكه شركة "ميلكو" العالمية المتخصصة في قطاعي الضيافة والترفيه، والتي أثرت بخبرتها الاستثنائية مشهد الفنادق الفاخرة في قبرص اليوم مع منتجع يتباهى بديكور عصري فاخر ومرافق ترفيه عالمية المستوى وتجارب غامرة وخدمات مخصصة. بين سلسلة جبال "ترودوس" وشاطئ "ليديز مايل" الشهير، وعلى مقربة من بحيرة "أكروتيري" المالحةوموقع "كوريون" الأثري المعروف بمدرجه الإغريقي التاريخي، يقف مبنى "مدينة الأحلام المتوسطية" محتضناً 500 غرفة وجناحاً منها أكبر جناح رئاسي على الجزيرة، ومجموعة مطاعم راقية، وأكبر مجمّع مسابح في قبرص، ومنتزهاًللمغامرات،وسبا، وصالة رياضية، وبوتيكات أزياء ومجوهرات وساعات، ومساحات شاسعة للحفلات والمؤتمرات والأعراس.
حظيتُ بفرصة الإقامة في منتجع "مدينة الأحلام المتوسطية" لثلاثة أيام تمنّيت عدم انقضائها، وعشت مختلف تجاربه بمفردي، ومع أصقدائي، وزوجي، وحتى أولادي، لأفهم أكثر فكرة "تجربة ممتعة لكل أفراد العائلة" التي تقوم عليها هوية المكان. وتحدثتُ إلى مديره العام غرانت جونسون الذي أخبرني أكثر عن رؤيته الطويلة الأمد لهذا المشروع الذي يسعى إلى الارتقاء بمفهوم المنتجعات العصرية الفاخرة.
سواء كنت تتخيّلين لحظات استرخاء تسكتين خلالهاضوضاء الحياة اليومية بهمساتالمياه المتموجة على إيقاع نسيم متوسطي دافئ، أم تبحثين عن عيش مغامرة مشوقة وتجربة ممتعة تسلّيك وتفاجئك، رافقيني في هذه الجولة حول "مدينة الأحلام المتوسطية"...
داخل عالم من الترف والترفيه
تدخلين ردهة الفندق المشبعة بالنور في "مدينة الأحلام المتوسطية"، فتخالين عالمها الغامر يأخذك من الحياة الواقعية إلى مكان آخر، مكان نابض الفخامة.وفي اللحظة التي ندرك أننا فعليا في مكان حقيقي، ترحّب بنا خدمة ممتازة ومرصّعة بأبهى الابتسامات وألطف الكلمات التي تعبّر عن رغبة صادقة في خياطة تجربة إقامة مثالية لكل ضيف. على بعد بضع خطوات عن المدخل، ممرّ طويل أشبه بمتنزه للتسوق مع بوتيكات لبعض أفخم علامات الأزياء والمجوهرات والساعات العالمية، قبل الوصول إلى المساحات الخارجية التي تتوّجها برك مجمّع المسابح الأكبر على الجزيرة. تتكامل أحواض السباحة المختلفة بأحجامها وأشكالها وأعماق مياهها، ومن بينهامسبح للأطفال مع زحاليق ونوافير مائية، ومسبح للاسترخاء مع جاكوزي، ومسبح مع ركن لاحتساء العصائر والمرطبات، ومسبح "شاطئي" مع رمل ذهبي يلامس قدميك.للباحثات عن المزيد من الخصوصية، أكواخ الكابانا الخشبية المعزولة؛ أما من لا يرغبن في الاسترخاء عند بركة السباحة، فيمكنهن اختبار تجربة"ويفرايدر"Waverider لركوب أمواج مشوّقة قبل التوجّه إلى "متنزه المغامرات"Adventure Park حيث يجدن جدراناً وحبالاً للتسلّق وأسلاكاً للانزلاق الحرّ وملاعب غولف مصغّرة ومضاميرحواجز. يخصص المنتجع طبعا مساحة للرياضة مع قاعة مجهّزة بأحدث الآلات والمعدّات، ومسبح داخلي، ومساحة استرخاء وانتعاش وتجدد مع سبا "رينو" العالمي المعاييرالذي يقدّم علاجات في غرف مخصصة وأيضا في أكواخ الكابانا الموجودة حول برك السباحة في الهواء الطلق. للأطفال، ناد خاص بهم مع مساحات لعب داخلية وخارجية وزاوية للتجارب الإبداعيةوالحرفية، وبرنامج نشاطات كثيرة.في "مدينة الأحلام المتوسطية" كذلك قاعات للأعراس (وما أجملها على "جزيرة الحب") والمؤتمرات والحفلات الموسيقية المباشرة التي يستضيفها المنتجع، مثل إحدى الحفلات الافتتاحية التي استقبلت ملكة البوب العربي نانسي عجرم في أمسية من العمر قدّمتها الإعلامية اللبنانية غريس الريّس.
بالانتقال إلى مطاعم المنتجع ومقاهيه، سأبدأ مع الجوهرة الألمع بينها، وهي "أمبر دراغون"Amber Dragon أو "التنّين الكهرماني" حيث نتذوّق أطباقاً رائعة تدمج بين المطبخين الصيني والياباني في مطعم راق وبسيط بديكوره الترابي الألوان. بوفيه الفطور والغداء يكون في المطعم الرئيس وهو "أورا" Aura الجامع بين النكهات القبرصية والشرق أوسطية والآسيوية والفرنسية والإيطالية مع مطبخ مفتوح، ويغوص مطعم "أوليا"Olea في روائع المطبخ المتوسّطي داخل واحة من الأناقة.
تمتد أناقة الديكور والعمارة إلى غرف المنتجع وأجنحته المميزة باللمسات الخشبية والخيزرانية،والمصممة بأبعاد رحبة وأسقف عالية ونوافذ كبيرة تتأرجح مناظرها بين البحر الأزرق،وبحيرة "أكروتيري" المالحة، وجبال "ترودوس"، وبساتين البرتقال القريبة، وحدائق المنتجع ومسابحه. وتتكامل جمالية الغرف الملونة بدرجات ناعمة مع تجهيزاتها الحديثة والمتطورة التي تضمن لك إقامة مريحة إلى أبعد حد. والأكثر تميّزا بين أجنحة المنتجع، جناح البنتهاوس ببركة السباحة الخاصة به والموجودة على السطح، والجناح الرئاسي الممتد على طابقين.
المدير العام لمنتجع City of Dreams Mediterranean غرانت جونسون:
في هذا الحوار مع غرانت جونسون المدير العام لمنتجع "مدينة الأحلام المتوسطية"، وصاحب الخبرة الطويلة في العمل لدى شركة "ميلكو" العالمية التي تولّى فيها مناصب إدارية عالية متنوعة، نلقي الضوء على مكان هذا المنتجع المتكامل في مشهد الضيافة القبرصية وجمعه بين هويته الآسيوية وموقعه المتوسطي في ظل تقديم تجربة ترف وترفيه لكل فئات المسافرين.
"مدينة الأحلام المتوسطية": أي أحلام هي، ولأي فئة من المسافرين تنتمي؟
تتمثّل رؤية شركة "ميلكو" لمنتجع "مدينة الأحلام المتوسطية" في إنشاء الوجهة الأولى للضيافة الفاخرة والترفيه المترف في المنطقة. يقدّم المنتجع مجموعة واسعة من التجارب الفاخرة التي تلبّي حاجات مختلف فئات ضيوفه الراقين الآتين من كل أنحاء العالم. وتسعى "ميلكو" إلى جذب أسواق سياحية جديدة من الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا لم يختبر أفرادها بعد تجارب منتجعات "ميلكو" المتكاملة الموجودة في آسيا. في جوهر مهمّتنا، خدمتنا الراقية؛ وأولويتنا الأهم هي إبقاء ضيوفنا سعداء.
ما هي الجوانب الرئيسة للتجربة الشاملة والملائمة لكل أفراد العائلة التي يقدّمها المنتجع؟
انطلق "لورنس هو" رئيسمجلس الإدارة والرئيس التنفيذيلشركة "ميلكو للمنتجعات والترفيه" من تصوّر قائم على ابتكار أسلوب جديد من المنتجعات المتكاملة. علامة "مدينة الأحلام" تمثّل منتجعات متكاملة تحدّد معايير جديدة في مجالَي الترفيه والضيافة لجميع أفراد العائلة. وفق خياراتهم، يستطيع أفراد العائلة تمضية تجربة جماعية مليئة بالمغامرات والمرح، بفضل متنزه المغامرات، ومدينة الأطفال، وأكبر مجمّع مسابح في قبرص.
هل يمكننا القول إن المنتجع نجح في الدمج بين هوية علامة "مدينة الأحلام" وإرثها الآسيوي من جهة، والثقافة القبرصية المحلية من جهة أخرى، خصوصاًفي بلد ذي إرث سياحي عريق؟
التحدي الأساسي كان نقل المرافق التي نجدها تقليدياً في منتجعات "ميلكو" ودمجها في هذا الإطار المتوسطي الجميل. وقد نجحنا في تصميم ديكور داخلي يتماشى مع معايير الفخامة التي تلتزم بها مشاريع "ميلكو" وديكور خارجي ذي لمسات متأثرة بالثقافة المتوسطية، وفي الجمع بين مرافق "ميلكو" الترفيهية العالمية ودفء الأجواء المتوسطية الحميمة. ومن طبيعة قبرص، اخترنا نباتات حدائق المنتجع وأشجارها، الأمر الذي يعكس هوية المكان ويساهم في دعم النظام البيئي المحلّي. واستوحينا ممر البوتيكات من شارع تسوّق فخم ومعروف في العاصمة القبرصية نيقوسيا.أعتقد أن التنوّع في الملامح الذي يشاهدها الضيف يوفّر تقسيماً طبيعياً لأرجاء المنتجع ويعكس غنى تشكيلة المرافق الموجودة فيه.
ما الذي يضيفه منتجع "مدينة الأحلام المتوسطية" إلى قطاع السياحة ومشهد الضيافة في قبرص؟
"مدينة الأحلام" هو أول وأكبر منتجع متكامل في أوروبا، ولا شك في أنه سيصير مرجعاً للمنطقة ككل. معه، نغيّر قواعد اللعبة في القطاع السياحي القبرصي، ولن نرفع المعايير في سياحتي الترفيه والرفاهية فقط بل أيضا في سياحة الأعمال والمؤتمرات. نطمح إلى جعل هاذ العنوان معلماً إقليمياً، ونسعى إلى جعل قبرص وجهة عالمية للترفيه العالمي المستوى والضيافة الفاخرة تجذب آلاف الزوار الجدد على مدار السنة، ومعالجة مشكلة السياحة الموسمية في الجزيرة، والارتقاء بخدمات القطاع وتحسين بنيته التحتية وتعزيز تنوّعه. بذلك، نعمل على تعزيز الاقتصاد القبرصي عبر إنشاء آلاف الوظائف والتعاون مع الشركات المحلية وجذب المزيد من الاستثمارات الكبرى إلى مدينة ليماسول الكوزموبوليتانية، والعودة بمنافع حقيقية ودائمة للمجتمع المحلّي.
مع قربه الجغرافيّ من منطقة الشرق الأوسط، وبعد استضافته حفلا موسيقياً رائعاً للفنانة العربية نانسي عجرم، لا شك في أن السوق الشرق أوسطية مهمّة بالنسبة إلى المنتجع. كيف تخصصون خدمتكم الفاخرة لتلبية حاجات الضيف العربي؟
نحاول تلبية حاجات كل ضيوفنا، مثل الأخذ في عين الاعتبار أي تفضيلات غذائية خاصة.وبالتماشي مع التزام "ميلكو" تقديم تجارب ترفيه وتسلية نجومية لضيوفها، ستكون "مدينة الأحلام المتوسطية" على مدار العام عنواناً للترفيه مع عروض مدهشة وفعاليات جوائز فخمة وحفلات موسيقية بالتعاون مع كبار الفنانين الآتين من الشرق الأوسط ومختلف أنحاء العالم.