تمتعي بنسمات الطبيعة البكر في العلا.. إليك 6 تجارب استثنائية

تتميز العلا بشواهدها الأثرية العريقة منذ التاريخ، وتراثها الإنساني المنسوج بحكايات الحضارات القديمة، وتضاريسها الطبيعية المذهلة في قلب الصحراء العربية حيث تعد العلا وجهة سياحية فريدة من نوعها تدعو الزوار للتجول في أرضها الغنية بأجمل المناظر الطبيعية، واستكشاف روعة هذا المتحف الحي في الهواء الطلق.

في تلك التجربة بأحضان العلا يمكنكم الاستمتاع بتجربة مميزة مع التواصل مع عجائب الطبيعة الساحرة، وتأمّل معالمها الاستثنائية على مدار الزمن من متاهات التكوينات الصخرية بين الكثبان الرملية وبساتين الحمضيات المزدهرة في الوادي، إلى التضاريس البركانية القديمة التي تعود إلى آلاف السنين.

جبل الفيل

يتربّع جبل الفيل رمال الصحراء الذهبية بمشهد يخطف الأنظار، ويعانق سماء العلا بجسده وخرطومه على ارتفاع 52 متر. تفضّل بزيارة هذه الصخرة العملاقة، المنحوتة بفعل الرياح والأمطار عبر ملايين السنين، لاستكشاف أشهر العجائب الجيولوجية في العلا.

تُبهر هذه الأعجوبة الصخرية أنظار المتفرجين من الصباح إلى المساء، وعند الغروب تنعكس ألوان الشمس بمشهد رومانسي في أفق الصحراء الواسعة.

أجواء الليل الساحر في محيط جبل الفيل
أجواء الليل الساحر في محيط جبل الفيل

حيث يستمتع الزوار في جبل الفيل بأحلى اللحظات والتقاط أجمل الصور، أو السهر تحت نجوم السماء في هذه الوجهة الساحرة.

تتوزع الجلسات الأرضية حول هذا المعلم الطبيعي المدهش لينعم الزوّار بأوقات مريحة وممتعة، مع سهرة حول النار لتدفئة الأجواء في الليل وتأمل نجوم السماء. تتوفر أشهى أنواع المأكولات والمشروبات في المطعم والمقهى المفتوح لاستقبال الزوّار مُعظم أيام العام.

مطل الحرة

تتميز العلا بالعديد من مناطق المشاهدة على المرتفعات الصخرية مع إطلالات خيالية على المعالم الطبيعية والأثرية، كل ما عليك فعله هو تسلق الصخور السوداء في حرة عويرض لتصل إلى نقطة جغرافية مدهشة أشبه بحافة العالم، واستمتعي بالتواصل مع الطبيعة ومشاهدة الإطلالات الساحرة على دادان، بلدة العلا القديمة، قلعة العلا، واحة العلا.

وقبل شروق الشمس يمكنك الاستمتاع بتجربة لا مثيل لها لتتأمل أصوات الطبيعة وألوان السماء المتغيرة من الأزرق إلى الذهبي، والأحمر حتى يخيّم الظلام وتترصّع سماء العلا بنجوم المساء الآسرة.

تُوفر التلسكوبات لضيوف المطل فرصة مميزة لمراقبة المزيد من النجوم والأبراج، واستكشاف الأسرار الفلكية.

لحظات استثنائية في مطل الحرة
لحظات استثنائية في مطل الحرة 

مسار الواحة التراثي

تحتضن الواحة بما فيها من بساتين خضراء، ومباني طينية قديمة، ومناظر طبيعية ساحرة معالم الجمال وملامح التراث في العلا. ويُقدم مسار الواحة التراثي على وجه الخصوص فرصة مثالية للتعرّف على خيراتها، والاسترخاء في سكون أجوائها، مع حرية التجوّل على الدرب الطويل بين أشجار النخيل.

يمتد مسار الواحة التراثي على مسافة 6 كيلومتر تقريباً بين المنازل الطينية الأثرية، وجدران البلدة القديمة، والمزارع المحلية الخضراء ويستقبل عشّاق المشي في أحضان الطبيعة مجاناً من الصباح حتى المساء. تتوفر العديد من مواقع الانضمام إلى المسار ومغادرته ليتمكّن الزوّار من الاستمتاع بالجولة الكاملة، أو المشي لمسافة قصيرة على طريقتهم الخاصة وفي الوقت المناسب لهم.

استكشفي المناطق المميزة بمناظرها المثالية لالتقاط الصور وأشجار نخيل التمر الشامخة على أطراف الممرات التاريخية، تفضل بزيارة أحد الأكشاك للاستمتاع بعصير البرتقال المنعش من خيرات الواحة الطازجة، جرّبي متعة الاسترخاء على الأراجيح تحت ظلال النخيل مع جلسات مريحة ومناظر طبيعية خلابة.

تجربة مميزة في مسار الواحة التراثي
تجربة مميزة في مسار الواحة التراثي

ديمومة

تعتبر ديمومة وجهة مُفعمة بالحياة تجمع معالم الطبيعة، والتراث، والفنون في قلب الواحة الغنّاء لتروي حكاية الاستمرارية تقع بين جمال التضاريس وسكون الأجواء.

حيث تستقبل "ديمومة" جميع الزوّار لاستكشاف معالمها الجميلة مجاناً، وتتضمن العديد من الدروب والمسارات الخشبية عبر تضاريس الواحة التراثية مروراً بمزارع النخيل، وحدائق النباتات، والحقول الخضراء.

وتعتبر ديمومة وجهة مثالية لاستكشاف المنازل التراثية المبنية من الطوب الطيني، وقنوات الري القديمة المُستخدمة حتى يومنا هذا، والمحاصيل المحلية المزروعة بأساليب تقليدية مُستدامة بالإضافة إلى التراكيب الفنية بتوقيع تالين هزبر، وسفيان سي مرابط من معرض "إعادة إحياء الواحة".

أجواء مثالية للاستجمام في ديمومة
أجواء مثالية للاستجمام في ديمومة

وادي عِشار

يتميز وادي عِشار بتضاريسه الجغرافية المذهلة مع وديان صحراوية تُغطيها الرمال والنباتات البرية، وتكوينات صخرية عجيبة نحتتها الرياح عبر ملايين السنين.

ويحتضن الوادي بين معالمه الطبيعية المدهشة البعض من أفخم فنادق العلا بالإضافة إلى قاعة مرايا الحائزة على جوائز عالمية، أكبر مبنى مغطى بالمرايا العاكسة في العالم.

ويمكنك في وادي عشار الاستمتاع بمشاهدة قاعة مرايا التي تعتبر تحفة فنية حقيقية تتربّع الأودية الصحراوية في العلا. تنهض قاعة مرايا من الرمال مثل السراب، وتُغطي هيكل المبنى ألواح عاكسة تُظهر جمال العلا وتتناغم مع المناظر الطبيعية المحيطة. تتباهى قاعة مرايا بمساحة 9,740 متر مربع من المرايا العاكسة مما يجعلها أكبر مبنى عاكس في العالم وفقاً لموسوعة غينيس للأرقام القياسية.

أجواء مثالية للاستمتاع في وادي عشار
أجواء مثالية للاستمتاع في وادي عشار

محمية شرعان الطبيعية

تُشكّل محمية شرعان الطبيعية كنزاً دفيناً من العجائب الطبيعية مع مجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات حيث تمتد على مساحة 1,500 كيلومتر مربع (579 ميل مربع) وتنتشر في الصحراء الساحرة مترامية الأطراف الأخاديد الصخرية الشاهقة، والوديان المغطاة بالأزهار البرية الرقيقة.

تهدف محمية شرعان إلى حماية والحفاظ على النظام البيئي الحسّاس والأصيل في العلا، لاستعادة الحياة الطبيعية الساحرة فيها وتأمين البيئة المناسبة للكائنات التي عاشت على أرضها.

محمية شرعان الطبيعية
محمية شرعان الطبيعية

تستضيف المنطقة مجموعة من المخلوقات البرية الرائعة، بما في ذلك النعام ذو العنق الأحمر المزيّن بالريش الغني، والوعل النوبي البهي، وغزال الادمي الرشيق. كما تُوفّر محمية شرعان الطبيعية ملاذاً آمناً لأنواع خاصة من الحيوانات، مثل الأرنب ذو الأطراف النحيلة، والوبر الصخري الشبيه بالمرموط، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الطيور مثل الوروار الشرقي (آكل النحل)، وطيور القبرة المرقطة، والنسور المتألقة التي تجوب سماء العلا.

وعادت الذئاب العربية المهددة بالانقراض، والغزلان، والثعالب الحمراء ذات الأذنين الكبيرتين لتتجول على هذه الأراضي الجميلة، مما يدلّ على صحة النظام البيئي فيها. إلا أن أكثر هذه المخلوقات جاذبية حتى الآن هي النمور العربية المهددة بالانقراض حيث تسعى محمية شرعان الطبيعية إلى إعادة تأهيل النظام البيئي لتأمين الظروف الملائمة لعودة القطط الكبيرة الجميلة، وازدهار طبيعة العلا مرة أخرى.