متاحف دبي تتيح تجارب ثقافية غنية بمناسبة عيد الاتحاد
بهدف تعزيز الإبداع في جميع أنحاء إمارة دبي، مدينة التراث الغني والتنوّع الثقافي المثير، وإتاحة الفرص المتكافئة لكل مواطنيها وزائريها؛ تعمل حكومة دبي ممثلة هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) منذ أكثر من خمسة عشر عامًا على تصميم واستضافة عدد كبير من الفعاليات والمبادرات الثقافية والإبداعية سنويًا كجزء من مسؤوليتها الثقافية في دعم المواهب وتحفيز المشاركة وتحقيق هدف بناء اقتصاد إبداعي.
بالإضافة إلى ذلك، تشارك حكومة دبي وتدعم كل الفعاليات الثقافية والفنية التي تُقام في جميع أرجاء الإمارة، بما يتماشى مع رؤيتها لجعل الإمارة مركزًا عالميًا للثقافة وحاضنة للإبداع وملتقى للمواهب، وعاصمة عالمية للاقتصاد الإبداعي.
وبمناسبة عيد الاتحاد تتيح متاحف دبي تجارب ثقافية غنية لمواطني الدولة وزوارها للاستمتاع بالإجازة في هذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوب الإماراتيين ومحبي دولة الإمارات.
حيث إن من أبرز المواقع والمؤسسات التي تتيح لمواطني دولة الإمارات وزوارها خوض تجارب ثقافية غنية "المتاحف الثقافية" الفريدة من نوعها. والتي تنظم برامج ترفيهية وثقافية طوال العام وخاصة في الأيام الوطنية كيوم الاتحاد. حيث تضم إمارة دبي العديد من المتاحف وأهمها متحف المستقبل ومتحف القهوة ومتحف المرأة والعديد من المتاحف الأخرى.
وفيما يلي إضاءة سريعة على هذه المتاحف الثلاثة للاطلاع على تاريخها ووظيفتها ورسالتها وما تقدمه من خدمات وما ترعاه من فعاليات. وما تتيحة لزوارها من فائدة علمية وجرعة ثقافية ومتعة بصرية.
متحف المستقبل:
هو مساحة عرض للأيديولوجيات والخدمات والمنتجات المبتكرة والمستقبلية. يقع متحف المستقبل في الحي المالي في دبي. ويضم ثلاثة عناصر رئيسية: التل الأخضر، والبناء، والفراغ. وقد أسس المتحف مؤسسة دبي للمستقبل ليتم افتتاحه بشكل رسمي في 22/2/2022 كتاريخ متناظر "باليندرومي".
والهدف من هذا المتحف هو بهدف إنتاج اختراعات مستقبلية بشكل فعال ودعم مهمة الإمارات في أن تكون محركًا عالميًا للابتكار وتعزيز التطور التكنولوجي والابتكار، لا سيما في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي (AI). ومنذ إنشائه وحتى قبل افتتاحه الرسمي رعى المتحف العديد من المعارض الفردية.
وبالإضافة إلى توفير مقر دائم للعديد من الابتكارات العلمية، يعمل متحف المستقبل على تحفيز واحتضان الحلول لتحديات مدن المستقبل. بحيث يجمع الباحثين والمصممين والمخترعين والممولين تحت سقف واحد.
ويمتد المتحف على مساحة 30 ألف متر مربع وبارتفاع 77 متراً، ويتألف من سبعة طوابق. فيما تتم تغذيته بـ4000 ميجاوات من الكهرباء التي تم إنتاجها عبر الطاقة الشمسية. عبر محطة خاصة متصلة بالمتحف. ويستضيف المتحف مجموعة من مختبرات الابتكار التي تركز على الصحة والتعليم والمدن الذكية والطاقة والنقل. بالإضافة إلى قسم دائم عن الابتكارات المستقبلية في جميع المجالات. كما يوفر منصة لعرض واختبار أحدث الاختراعات من عمالقة التكنولوجيا والشركات الناشئة الرائدة في العالم. بالإضافة إلى التعاون بين الشركات ومعاهد البحث والجامعات الرائدة.
كذلك يعقد المتحف مؤتمرات علمية ويرعى دورات وورش عمل حول التصميم والابتكار تغطي أحدث التطورات العلمية والاتجاهات والتصاميم بالإضافة إلى تطبيقاتها العملية. وبمناسبة "يوم الاتحاد" يتيح متحف المستقبل جولة فريدة لزواره مع عروض مستجدة تبهر عقول الزوار خصوصًا الشباب والأطفال ويفتح مداركهم على آفاق المستقبل التقني المقبل.
متحف الشندغة:
كذلك يقدّم متحف الشندغة متعة لزواره الذين سيتعرفون على خصوصية دبي، الإمارة المعروفة عالمياً بانفتاحها وبأفقها الحضاري، وتطورها العمراني وتقدمها التقني. كما سيطّلعون على ثقافة دبي وتقاليدها العريقة وتاريخها الفريد، خصوصا خلال إجازة يوم الاتحاد الحالية التي يحتفل الشعب الإماراتي بذكراها الـ52.
يقع متحف الشندغة في منطقة خور دبي. وهو متحف تراثي من طراز عالمي. يمخر عباب الذاكرة، ويشكّل حجر الزاوية في حي دبي التاريخي النابض بالحياة. وقد أنشئ المتحف في إطار مبادرة وطنية ترمي إلى تحويل الخور إلى مركز إقليمي عالمي للثقافة والتراث.
حكاية دبي يرويها المتحف من خلال عروض بصرية غاية في الإبداع والابتكار. حيث يروي الحكاية الكبرى للإبداع الإنساني. حكاية المثابرة والصمود. حكاية العزيمة القوية والإصرار على تحقيق التقدم الذي شكّل مدينة دبي الأيقونية المعاصرة. واكتشاف التراث الذي يعرّف العالم بالثقافة الإماراتية الحقيقية وأصولها، وعلى الروابط الوثيقة بين تراث دبي والتراث الإقليمي والدولي بأكمله.
ويسعى المتحف إلى الالتزام بالتعليم والاحتفاء بالثقافة تحت سقف واحد، كما يرمي إلى أن يشكّل ملتقىً للمهتمين بالثقافة الإماراتية، ممن يلتمسون فهماً أعمق لخباياها. كما تم إنشاؤه ليكون مركزاً معلوماتياً ممتعاً من التفاعل والتفاهم البشري، من شأنه أن يلهم هذا الجيل والأجيال المقبلة.
ولأجل ذلك، يُعنى المتحف بالتراث الثقافي الإماراتي اقتناءً وحفظاً وبحثاً وتجسيداً ودعماً، عبر استضافة المعارض وإقامة الفعاليات التعريفية لأبناء الإمارات ولزوّارها على حد سواء. كما يعمل على تقديم برامج تعليمية نوعيّة في بيئة معلوماتية مرحبة وداعمة وغنية للراغبين في الغوض عميقاً في الجانب الأكاديمي والتاريخي.
كما يهتم بالحفاظ على المباني التراثية الساحرة على امتداد منطقة دبي التاريخية. وفي الوقت نفسه، فإنّ أعمال البحث في المتحف تهدف إلى ضمان الجودة والدقة في المعارض والبرامج التعليمية. فضلا عن رعاية حملات الاستكشاف والبحث عن آثار المنطقة المدفونة فيها.
كما يهدف المتحف إلى تصحيح الصور النمطية المتخيّلة عن الإماراتيين، والاحتفاء بثقافتهم الفريدة وتعزيز مكانة الإمارة كوجهة ثقافية. و تسليط الضوء على دبي كبلد يتمتّع بغنى في ثقافته يواكب ثراء نمط حياته الحديث الفاخر. وتاريخ الإماراتيين الغني بالإبداع والابتكار والقدرة على التكيف.
ولعلّ الهدف الأهم للمتحف هو تمتين روابط أبناء الإمارات بجذورهم وماضيهم. ومنحهم منهلاً جديداً للثقافة والمتعة والأنشطة الأسرية. فمتحف الشندغة مقصد الباحثين عن تجارب أصيلة وبرامج وفعاليات فريدة، ومرافق ومنشآت عالية الجودة.
متحف المرأة:
لا يمكن الاستمتاع بتجربة ثقافية غنية في دبي خصوصا في يوم الاتحاد دون التعريج على "متحف المرأة" وهو مركز ثقافي توثيقي، يهتمُّ بتاريخ المرأة الإماراتية وحاضرها، وكل ما يتعلق بجوانب حياتها من: فكر وثقافة وفنون وآداب وتراث وتاريخ ونمط حياة وطقوسٍ معيشية يومية.
ويعرض المتحف مادة توثيقية تبرز الدور الحقيقي للمرأة في كافة المجالات. كما يسعى لأن تكون خدمة معرفية أصيلة كافية للتدليل على مكانة المرأة الإماراتية وإنجازاتها بفضل ما تجده من دعم و مساندة حكومية و مجتمعية، يمكن ان تمثل مرجعية معرفية للمنظمات الدولية المعنية بقضايا المرأة و حقوقها و دورها المجتمعي.
كذلك يسعى المتحف للتواصل مع المؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالثقافة والفنون وقضايا المرأة. وإيجاد مرجعية لهذه المؤسسات للتعرف على ما أنجزته المرأة في دولة الامارات، وفي ذات الوقت يتيح للمرأة في الإمارت التواصل مع المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية لتبادل الخبرات معها، وإثراء أشكال العطاء الثقافي والإنساني للمرأة الإماراتية.
متحف القهوة (Coffee Museum):
يقع متحف القهوة في حي الفهيدي التاريخي، داخل الأروقة والأزقة في الحي القديم، حيث يعرض المتحف تاريخ القهوة في العالم منذ أسطورة كالدي (Kaldi) راعي الماعز الذي يعتقد أنه وجد حبة البن المتواضعة. وكيف شق طريقه إلى المنطقة من المرتفعات الإثيوبية. ويركز المتحف على عرض تقاليد الاحتفال بثقافة القهوة في جميع أنحاء العالم، مع التركيز على التقاليد العربية ومطاحن القهوة المستخدمة منذ الحرب العالمية الأولى. بالإضافة إلى البيانات التاريخية المخصصة للقهوة وأواني التخمير القديمة في الدول والأقاليم التي تنتج القهوة سواء في أفريقيا أو أمريكا اللاتينية.
ومتحف القهوة هو أول وأهم متحف في الشرق الأوسط مخصص لعرض مجموعة واسعة وفريدة من نوعها من تحف القهوة الإقليمية والدولية. مع التركيز على تاريخ القهوة وثقافة القهوة العربية، حيثُ يقع في أحد أكثر المراكز التراثية شهرة في "الفهيدي، بر دبي"، حيث يمكن للمرء في هذا المتحف أن يستوعب بعض الأفكار عميقة الجذور حول أهمية القهوة في مختلف الثقافات وتحضيراتها مثل التخمير والتحميص والطحن والتتبيل. علاوة على الأجهزة المستخدمة عبر الزمن. والأنواع المختلفة من حبوب القهوة في جميع أنحاء العالم. كما يتيح المتحف فرصة فريدة وثمينة للحصول على أجود أنواع القهوة. فضلا عن كونه متجرًا لهدايا القهوة. بالإضافة إلى كونه مقهىً مريحًا من جهة أخرى. كما يشتمل الجزء العلوي على غرفة للقراءة تضم ما يُعتقد أنه أقدم كتاب عن القهوة في الوجود بالإضافة إلى مقهى يمكن لمرتاديه احتساء أجود وأشهى أنواع القهوة من كل الأنواع والأشكال ورق التحضير العالمية.