رحلات التعلم والتطور للنساء.. استغلال السفر كفرصة للتطور وكسب المعرفة
رحلات التعلم والتطور للنساء من أهم الأمور التي يجب أن تقومي بها خلال حياتك، والسفر هو أنقى أشكال التعليم، حيث تعمل الرحلة إلى الخارج على توسيع نظرتك للعالم، وتربطك بمجتمعك العالمي، وتمكنك من أن تكوني نفسك الأكثر أصالة وتطلعًا إلى المستقبل، ولذلك يجب أن تتخلي عن احتياجات المنزل وعائلتك، أو حتى عملك لقضاء فترة من السفر الدولي، والتنقل بين البلدان، والتعلم التجريبي.
رحلات التعلم والتطور
ويجب أن تعتبري نفسك طالبة علم مدى الحياة، واستمتعي بتجربة التعلم في رحلات التعلم والتطور، واستثمار وقتك في السفر لأماكن جديدة يمكن أن تتعلمي من خلالها أشياء وتجارب عديدة، وقد تلعب العديد من الأماكن من أدوارًا رئيسية في تشكيل شخصيتك ودعمك في طريقك نحو أن تصبحي ذاتك الحقيقية والأكثر أصالة.
وبعد سنوات عديدة من التعلم في المدرسة والفصول الدراسية في إحدى كليات التعليم، ستدركي أن رحلات التعليم والتطور واحدة من أهم المراحل التعليمية في الحياة، حيث يتقومي باكتشاف الطرق التي تبدو لا حصر لها في الحياة ويبدو أن السفر كشكل من أشكال التعليم يغير قواعد اللعبة.
6 طرق أساسية للسفر تعزز التعلم والتطور
وفي ما يلي إليكِ 6 طرق أساسية للسفر تعزز التعلم والتطور:
1. يوسع آفاقك من خلال الانغماس الثقافي
لا شيء يضاهي تجربة الانغماس الكامل في بلد ما وثقافته، ويجب أن يكون السفر الدولي أكثر من مجرد السياحة ومشاهدة المعالم، وتعتبر الرحلة إلى الخارج فرصة لمشاهدة الحياة في بلد آخر والمشاركة فيها؛ للتواصل مع السكان المحليين والتعرف على الطرق التي يختبرون بها العالم، وهكذا، عندما تسافرين، يصبح العالم أكثر من مجردك أو بلدك الأصلي.
وعندما تسافري إلى بلد أو مكان جديد، يجب أن تمنحي نفسي وقتًا للغوص حقًا في الطبقات التي تشكل التاريخ واللغة وأنظمة المعتقدات والحياة اليومية، وهناك الكثير مما يمكن تعلمه من خلال المغامرة خارج الفصل الدراسي.
2. يحفزك على المشاركة على المستوى المحلي
وسواء كنتِ تزورين الأهرامات العظيمة في جمهورية مصر العربية، ومجمعات المعابد المذهلة في مصر، أو تتجولين في شوارع باريس، أو تغامري في منطقة الأمازون البرازيلية، فإن رحلة إلى الخارج تتطلب منكِ المشاركة، وعندما تختبرين الأشخاص والثقافات البعيدة بشكل مباشر، ستشعرين بطبيعة الحال بميل أكبر للمشاركة.
وسواء كان ذلك من خلال ممارسة اللغة المحلية أو مجرد مراقبة المناطق المحيطة بكِ، فإن السفر يؤدي إلى وجهة نظر أكثر انفتاحًا وعقلية عالمية حيث تفهمين كيفية ترابط الأشخاص والأماكن، حيث إن الانغماس في ثقافات مختلفة سيساعدك على تبني شعور بالتعاطف مع الآخرين الذين يعيشون بشكل مختلف عنكِ.
وعندما تتعلمي المزيد عن الهياكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأخرى، ستصبحين أكثر تحفيزًا للمشاركة على المستوى المحلي، وفرص المشاركة لا حدود لها وتتراوح من الجهود التطوعية وتبادل العمل إلى المجموعات اللغوية والبرامج البيئية والإقامة المنزلية مع العائلات المضيفة، حيث إن المشاركة في الإيقاع اليومي لبلد ما هي تجربة تعليمية غنية بالتعلم العملي والنشط، وتتطلب منكِ الخروج من منطقة الراحة الخاصة بكِ والقيادة بفضول وعقل متفتح.
3. إنه يتحداكِ للنمو
السفر سيجعلك أكثر قدرة على التكيف، حيث إن مغادرة منطقة الراحة الخاصة بكِ يساعدك على أن تصبح أكثر استقلالية ومسؤولية وثقة، وستصبحين أفضل في التفكير بسرعة، وستكونين قادرة على حل المشكلات والتخطيط والمفاوض بشكل أفضل.
ويسمح لكِ السفر، سوالفترة التي تقضيها في العيش في بلدان أخرى اكتشاف نقاط القوة والمهارات والعواطف التي ربما ظلت مخفية لديكِ لولا ذلك.
وفي حين أن السفر يُنظر إليه على أنه جانب ساحر، إلا أن الواقع غالبًا ما يكون بعيدًا عن ذلك، حيث إن الحياة على الطريق لها تحدياتها الخاصة وسرعان ما تحولت الصفات مالغير ضرورية إلى ثمينة مثل - الصبر، والعقل المنفتح، والتسامح، والمرونة.
وبالإضافة إلى اكتشاف أماكن جديدة ومناظر خلابة ومعالم أثرية، هناك اكتشاف الذات والطبقات والنسيج الذي تتكوني منه، وما يعنيه أن تكوني صادقة مع نفسك وتعيشي بشكل جيد.
4. يساعدك على التواصل بشكل أفضل مع الآخرين
وبغض النظر عما إذا كنتِ في بلدك أو في الخارج، فمن السهل التواصل عندما نركز على الأشياء التي نشاركها، وكل بلد لديه ما يقدمه ويعلمك إياه.
ويجب أن يكون أحد الأسباب التوجيهية كمسافرة هو إعطاء فرصة لكل بلد، وفي أغلب الأحيان، يعني هذا أن تكوني شاهدًا على إيجابية الأماكن التي يُساء فهمها والأماكن التي يُنظر إليها بشكل سلبي، وإيجاد طريقة للتعلم والتواصل مع الناس على الرغم من المعتقدات أو المواقف المتباينة.
وتوجد اختلافات في نمط الحياة وآداب السلوك عبر الثقافات، وجزء من تجربة السفر هو العثور على القواسم المشتركة والتواضع بما يكفي للاعتراف بالاختلافات وتقديرها بقدر أوجه التشابه.
حيث إن التواصل مع الأشخاص في أماكن مختلفة حول العالم يوفر لكِ منظورًا جديدًا تمامًا ورؤية ثاقبة حول ثقافة أو أسلوب حياة ربما بدت في السابق أجنبية أو غريبة جدًا بحيث لا يمكن فهمها، حيث إنه لأمر متواضع ومفتوح أن نرى كيف يعيش الآخرون.
ولا شيء يفوق الشعور بكسر الصورة النمطية المسبقة أو تجاوز تأثير وسائل الإعلام وتحيزها والتواصل مع بلد ما وشعبه في الوقت الفعلي، وعندما تسافري إلى الخارج، ستكتسبي فهمًا أفضل للأشخاص وأفعالهم، ومن الملهم الاستماع إلى قصص الناس حول العالم، وهذا الاتصال الإنساني يمكن أن يساعدك على أن تصبحي شخصًا أكثر تعاطفًا وتعاطفًا.
وبمرور الوقت، تخرجك هذه التجارب عبر الثقافات من فقاعتك الثقافية وتساعدك على التعاطف والتواصل مع الأشخاص من خلفيات مختلفة عن خلفياتك.
5. يعزز الشعور العميق بالفهم
ولا يعلمك السفر عن العالم كما هو اليوم فحسب، بل يعلمك أيضًا عن التاريخ وراء التعقيدات الحالية للهياكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، حيث إن الجميع يدرس التاريخ في المدرسة، لكن السفر يجلب التاريخ إلى الحياة. بالإضافة إلى رؤية بعض من أعظم المعالم الأثرية والمتاحف في العالم، ستشعرين أيضًا بطاقة الأشخاص والبلدان التي تزوريها.
وما كان في السابق درسًا قياسيًا في التاريخ المدرسي يصبح عملية مستمرة للتعلم التجريبي؛ حيث تصبح ينمنغمسًا في مسرحية الحياة التي تحدث أمامك ومن حولك، وتبدأي في فهم الأسباب والقوى الكامنة وراء تشكيل المجتمعات والثقافات بطريقة معينة واختلافها عن بعضها البعض.
وكلما سافرتي وانخرطتي أكثر في المجتمعات والبلدان المختلفة عن ثقافتك، ينمو فهمك للتاريخ، ويتسع فهمك للعالم، وفي نهاية المطاف، يمتد هذا الفهم إلى الداخل أيضًا؛ وتتعرفي على نفسك وإمكانياتك الحقيقية وتصبحي مجهزًا بشكل أفضل لتكوني استباقية بشأن أهدافك وأحلامك، وفي نهاية المطاف تشعرين أنكِ تنتمي إلى أماكن عديدة، ويتوسع إحساسك بـ "الوطن".
6. يبني المجتمع
ومن الانغماس الثقافي إلى المشاركة إلى الاكتشاف إلى الاتصال بالفهم، يبني السفر المجتمع ويقويه، وسواء ذهبتِ إلى مكان ما كجزء من برنامج تبادل جامعي عبر سفر الطلاب أو انضممت إلى جهد تطوعي، وسواء كنتِ تسافرين بمفردك أو تذهب في رحلة نهاية الأسبوع وينتهي بكِ الأمر بالترابط مع مطبخ محلي مشترك أو نشاط ما، فإن فكرتك عن المجتمع تنمو.
حيث إن رؤية نفسك كجزء من المجتمع العالمي أمر ضروري لتذكر أننا جميعًا مترابطون، وأننا جميعًا متشابهون في العديد من النواحي أكثر مما نختلف، كما أن علامة المواطن العالمي هي القبول والتسامح والتقدير، وقبل كل شيء، الوعي بالطرق التي تترابط بها البلدان والشعوب وتكون جزءًا من مجتمع عالمي ناشئ قوي وديناميكي.