أجمل وجهات سياحية في الهند للاستمتاع بعطلة عائلية في شهر رمضان
تقدم الهند بتراثها الفريد من نوعه وروائعها المعمارية الساحرة، تجربة سفر رائعة خلال شهر رمضان المبارك، وتتميز الهند بالعديد من المعالم الإسلامية المثالية للاستمتاع بأجواء شهر رمضان، بالإضافة الى مشهد الطهي الهندي الآسر الذي يمتزج بأجواء الإفطار والسحور المبهجة.
ونستكشف اليوم مجموعة من أجمل وجهات سياحية في الهند يمكن الاستمتاع بزيارتها خلال شهر رمضان المبارك لعطلة عائلية رائعة مفعمة بذكريات فريدة من نوعها، وتجارب تذوق ليس لها مثيل..
دلهي
باعتبارها عاصمة الهند تحتل دلهي مكانة مهمة في التاريخ الإسلام، وهي مدينة نابضة بالحياة وتقدم مجموعة كبيرة من التجارب الرائعة للمسافرين خلال شهر رمضان المبارك، ويمكن البدء بإستكشاف المدينة عبر زيارة المسجد الجامع، ويقع المسجد الجامع في قلب مدينة دلهي القديمة وهو أحد أكبر وأشهر المساجد في الهند، وقد أنشأه الإمبراطور المغولي شاه جاهان في القرن السابع عشر، ويتميز بهندسة معمارية رائعة من الحجر الرملي الأحمر وأعمال الرخام المذهلة، ويمكن لساحة المسجد الواسعة أن تستوعب آلاف المصلين أثناء الصلاة، مما يوفر أجواء روحانية في شهر رمضان، كما يمكن تسلق المئذنة للاستمتاع بالمناظر الخلابة لمدينة دلهي القديمة.
وبجوار مسجد الجامع يعد تشاندني تشوك واحداً من أقدم الأسواق وأكثرها ازدحاماً في دلهي، وفي خلال شهر رمضان تنبض ممرات تشاندني تشوك بالحياة بأكشاك الطعام التي تقدم مجموعة واسعة من أطباق الإفطار اللذيذة، وخصوصاً مطعم كريم الشهير المعروف بمأكولاته المغولية اللذيذة، و للاستمتاع بتجربة ثقافية خلال شهر رمضان، يمكن القيام بزيارة ديلي هات، وهو سوق للأطعمة والحرف اليدوية والمنسوجات في الهواء الطلق يعرض التقاليد المتنوعة للهند.
كما يقع نظام الدين دارغا في منطقة نظام الدين في دلهي، وهو مزار صوفي مقدس مخصص للقديس الصوفي حضرة نظام الدين أوليا في القرن الرابع عشر، وخلال شهر رمضان يستضيف هذا الأثر جلسات صلاة خاصة وعروض صوفية والتي تجذب عشاق التراث الاسلامي وعشاق الموسيقى من جميع أنحاء العالم، حيث تخلق الأجواء الصوفية المثيرة للروح تجربة هادئة وراقية.
وبالقرب من دلهي تقع منارة قطب الدين المعروفة أيضًا باسم قطب منار، وهي معلم تاريخي بارز في الهند وتعد أول مبنى اسلامي في البلاد، كما تحتل المرتبة الثانية بين منارات العالم الإسلامي بعد منارة الجيرالدا في أشبيلية، ويتألف المجمع الذي يحتضن المنارة من مبانٍ أخرى، ويجذب عددًا كبيرًا من السياح سنويًا، كما تم تسجيل هذا المعلم في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
وقد أنشأ هذا المعلم قطب الدين أيبك، الحاكم ذو الأصل التركي، وهو واحد من أبرز الشخصيات التي ساهمت في نشر الإسلام في شمال الهند، وكان هو الحاكم الأول في سلسلة من المماليك الأتراك الذين أسسوا سلطنة دلهي، وقد سعى قطب الدين لإحياء ذكراه من خلال بناء المنارة في عام 1193 م، ولكن لم يكتمل بنائها سوى في عام 1368 .
حيدر أباد
تعتبر حيدر أباد المعروفة باسم "مدينة اللآلئ"، وجهة يجب زيارتها في شهر رمضان لتراثها الإسلامي الغني والهندسة المعمارية الملكية والمأكولات اللذيذة، وهي تقدم مزيجًا فريدًا من التاريخ والتقاليد وتجارب التذوق خلال شهر رمضان المبارك.
ويعد نصب تشارمينار الشهير رمزًا للهوية الثقافية لحيدر أباد ومعلمًا يجب زيارته، وقد تم بناء هذا النصب الرائع في عام 1591 على يد السلطان محمد قولي قطب شاه، ويضم مزيجاً من الهندسة المعمارية الهندية والإسلامية، وخلال شهر رمضان يتم تزيين المناطق المحيطة بشارمينار بشكل جميل، وتنبض الأسواق الليلية بالحياة حيث تقدم مجموعة متنوعة من أطعمة الشوارع والملابس والمجوهرات.
ويقع مسجد مكة بالقرب من شارمينار، وهو أحد أقدم وأكبر المساجد في الهند، حيث يمكن أن يستوعب ما يصل إلى 10000 من المصلين، وقد بدأ بناء المسجد في أواخر القرن السابع عشر واكتمل في القرن الثامن عشر، وخلال شهر رمضان يستضيف المسجد صلوات خاصة وتجمعات دينية.
كما تشتهر حيدر أباد ببازاراتها الليلية خلال شهر رمضان، والسوق الأكثر شعبية هو السوق الصاخب في تشارمينار، حيث يمكن العثور على مجموعة واسعة من أشهى المأكولات في الشوارع، ويعد مشهد الطعام في الشوارع في حيدر أباد خلال شهر رمضان بمثابة متعة لعشاق تذوق الطعام.
مومباي
تشتهر مدينة مومباي الواقعة على الساحل الغربي للهند بثقافتها العالمية ومعالمها الشهيرة، وتعد مدينة مومباي النابضة بالحياة موطنًا للعديد من المعالم الإسلامية البارزة، وخلال شهر رمضان يمكن زيارة المدينة للاستمتاع بمزيج من التراث الإسلامي والتجارب الثقافية ومشهد الطهي المتنوع.
ويمكن البدء بإستكشاف مومباي بزيارة موقع الحاج علي دارغا الذي يقع على جزيرة صغيرة قبالة ساحل ورلي، وهو موقع صوفي إسلامي شهير في مومباي، ويضم الضريح قبر الولي الصوفي بير الحاج علي شاه بخاري، وخلال شهر رمضان يشهد الموقع توافد أعداد كبيرة من المصلين وعشاق الصوفية.
أما شارع محمد علي المعروف باسم جنة الطعام الرمضاني في جنوب مومباي فهو ينبض بالحياة خلال الشهر الكريم، ويشتهر هذا الشارع الصاخب بأكشاك الطعام التي تقدم مجموعة واسعة من أطعمة الشوارع اللذيذة، بما في ذلك الكباب والبرياني والشات والحلويات الشهية، ورائحة البهارات والأجواء الاحتفالية تجعله وجهة لا بد من زيارتها لعشاق الطعام خلال شهر رمضان.
ويقع مسجد جمعة في قلب سوق كروفورد الصاخب في مومباي، وهو أحد أقدم المساجد في المدينة، فقد تم بناء هذه الجوهرة المعمارية في القرن السابع عشر، وهو يعرض براعة الطراز المغولي، كما يمكن زيارة ضريح مخدوم علي مهيمي في حي ماهيم في مومباي، وهو مخصص للقديس الصوفي الشهير، وتوفر ساحة الفناء وقاعة الصلاة في الضريح أجواء هادئة للاحتفال بشهر رمضان والمشاركة في الأنشطة الدينية.
أغرا
على الرغم من أنها تشتهر في المقام الأول بتاج محل الرائع، إلا أن أغرا تفتخر أيضًا بمعالم إسلامية مهمة، وتقع أغرا على ضفاف نهر يامونا في ولاية أوتار براديش بالهند، وهي مدينة غارقة في التاريخ الغني والعجائب المعمارية، ويعد تاج محل أحد المعالم الأثرية الأكثر شهرة ويعد الرمز العالمي للهند، وقد أنشأه الإمبراطور المغولي شاه جاهان في القرن السابع عشر ليكون ضريحًا لزوجته المحبوبة ممتاز محل، ويعتبر تحفة من روائع العمارة المغولية، فالواجهة الرخامية البيضاء لتاج محل والمنحوتات الحجرية المذهلة والحدائق الجميلة جعلته أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو ورمزًا للحب الأبدي.
أما قلعة أغرا المعروفة أيضًا باسم القلعة الحمراء، فهي موقع آخر للتراث العالمي لليونسكو ونقطة جذب بارزة في المدينة، وقد تم بناؤها من قبل الإمبراطور أكبر في القرن السادس عشر ثم قام خلفاؤه بتوسيعها فيما بعد، وتعكس جدران القلعة الضخمة وهندستها المعمارية الرائعة مزيجًا من الطرازين الإسلامي والهندوسي، ويمكن استكشاف القصور والساحات والحدائق الجميلة داخل أسوارها مع الاستمتاع بإطلالات بانورامية على تاج محل من نقاط معينة.
وتقع فاتحبور سيكري على مشارف أغرا، وهي مدينة تاريخية محصنة وأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، وقد بنيت في عهد الإمبراطور أكبر، وكانت بمثابة عاصمة الإمبراطورية المغولية لفترة قصيرة، حيث تُظهر العظمة المعمارية للمدينة، بما في ذلك بوابة بولاند دروازا الضخمة والمسجد الجامع روعة الهندسة المعمارية المغولية.
و تشتهر أجرا بأسواقها النابضة بالحياة، حيث يمكن العثور على الحرف اليدوية التقليدية والمنسوجات والمصنوعات الحجرية والرخامية، ويعد Sadar Bazaar وKinari Bazaar من وجهات التسوق الشهيرة حيث يمكن شراء الهدايا التذكارية والمجوهرات والمنسوجات والسلع الجلدية، وتشتهر أغرا أيضًا بأعمال ترصيع الرخام، المعروفة باسم "Pietra Dura"بما في ذلك أسطح الطاولات والمجوهرات والعناصر الزخرفية.
جايبور
تقدم مدينة جايبور المعروفة بإسم المدينة الوردية في ولاية راجاستان، لمحة عن التراث الإسلامي الملكي في الهند، وتشتهر المدينة بقصورها الرائعة وتراثها الثقافي الغني وأسواقها النابضة بالحياة، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك، ويمكن في جايبور زيارة قلعة نهارجاره التي تقع على تلال أرافالي، وتوفر إطلالة بانورامية على المدينة الوردية، وداخل مجمع الحصن يقع مادهافيندرا بهوان، وهو قصر مذهل يضم مسجدًا مزينًا بنقوش مبهرة، حيث يوفر المسجد مساحة هادئة للصلاة خلال شهر رمضان ويبرز عظمة الهندسة المعمارية الراجبوتية.
كما يقع المسجد الجامع في مدينة جايبور القديمة، وقد أنشأه المهراجا ساواي جاي سينغ الثاني مؤسس جايبور، ويعرض المسجد مزيجًا من الطرز المعمارية المغولية والراجبوتية، وتوفر ساحته الفسيحة ومآذنه الأنيقة أجواءً هادئة للصلاة خلال شهر رمضان، أما حواء محل الشهير أو قصر الرياح، فهو بناء رائع ذو واجهة فريدة تشبه قرص العسل، ويعد من روائع العمارة الاسلامية في المدينة.
و تشتهر جايبور بأسواقها النابضة بالحياة، و خلال شهر رمضان تزداد الأجواء المبهجة والحماسية مع الأكشاك التي تبيع مجموعة متنوعة من أطباق الإفطار الشهية والزينة الاحتفالية، ويعد بازار جوهري، وبازار تريبوليا، وبازار بابو من الأماكن الشهيرة التي يمكن استكشافها للاستمتاع بالتسوق والمأكولات الشهية.