سياحة المرأة في المملكة .. تجربة استثنائية بانتظارك في 4 مدن سعودية
تتسم المملكة العربية السعودية بطبيعتها الساحرة وأجوائها الخلابة التي توفر لزوارها من مختلف الأعمار والفئات تجارب لا حصر لها في المدن والمحافظات المختلفة.
حيث تحمل المملكة ومدنها الساحرة كم هائل من عبق التاريخ وحداثة العصر وتحمل في طياتها عناصر من الجمال والشخصية الثرية، فلكل منطقة جمالها المميز الذي يستدعي السائحين سواء من داخل المملكة أو خارجها لاستكشافه والتوحد معه.
لكن متعة المغامرة في المملكة لا تتوقف عند الرجال فقط، بدل يوجد العديد من الأماكن والوجهات التي تناسب الأنشطة والاهتمامات النسائية التي تكتنفها أجواء من الخصوصية والمشاركة النسائية الجماعية، مما يجعل المملكة وجهة مثالية من الوجهات المفضلة للنساء القادمات سواء من داخل المملكة أو من مختلف دول العالم.
وفي تقريرنا اليوم نطير بيكم سريعا صوب أربعة مدن سعودية ساحرة تقدم تجربة استثنائية للمرأة السعودية بما تحمله من أنشطة وتجارب سياحية مشوقة على مدار العام ليضمن لهن أجمل الأوقات رفقة من يحبون من الاهل أو الأصدقاء.
أبها البهية
البداية من أبها البهية التي تحمل في أحضانها العديد من الأسرار الطبيعية الساحرة والمغامرات المشوقة التي تناسب السيدات وتضمن لهم أجواء ممتعة.
حيث تعتبر أبها من الوجهات السياحية المميزة التي تفضلها السائحات السعوديات على مدار العام كما أنها تتميز بطقسها المعتدل والساحر على مدار العام وخصوصا في فصل الصيف حيث تعتبر مصيف جبلي في المنطقة الجنوبية بسبب جبالها المرتفعة عن سطح البحر.
وتكتسب مدينة أبها أهميتها السياحية بفضل سكانها الذين يتميزون بحس عميق من حسن وكرم الضيافة وتوفير أجواء آمنة وخصوصية للسيدات، وتلك الصفات تميز سكان المناطق الجبلية.
كما تعد مدينة أبها من أهم المدن السياحة في السعودية، بسبب اعتدال مناخها وارتفاعها الكبير عن سطح البحر، لذلك يطلق عليها "عروس الجبل" كما تُعرف "بسيدة الضباب" وكذلك "أبها البهية" بسبب الجمال الطبيعي الذي تتميز به.
أبها البهية محاطة بسلسلة من الجبال الخضراء من أغلب الجهات وتشهد المدينة في فصل الشتاء سقوط الثلوج، بينما يكون ربيعها ماطراً وصيفها معتدلاً مما جعلها قبلة السياحة الداخلية في السعودية.
وتضم المدينة عدداً من المواقع الأثرية والتاريخية مثل قلعة “أبو خيال” وقصر "شدا الأثري" إلى جانب عدد من المنتجعات مثل منتزه السودة السياحي الواقع في الجهة الشمالية الغربية من المدينة ويحتضن جبلاً ضخماً يصل ارتفاعه إلى أكثر من 3207 متراً فوق مستوى سطح البحر.
ويمكن للسائحات أيضًا أن يستمتعن بفن تعود أصوله إلى 200 عام تتأصل جذوره داخل نسيج الهوية النسائية في منطقة عسير، وهو نوع من أنواع الفن التجريدي يسمى "القط العسيري".
حيث اعتادت النساء منذ قديم الزمان علي استخراج الألوان الزاهية من الأشجار والأحجار لتزيين بيوتهن وكافة الأواني المنزلية، لذلك في وقت الزيارة، لا تفوتي فرصة التعرف على هذا الفن التقليدي وشراء الهدايا التذكارية المنحوتة بتلك الطريقة. أيضاً التقطي بعض الصور التذكارية مع رجال الزهور بزيهم التقليدي حيث لا يزالون يحافظون على التقاليد التي توارثوها عن أجدادهم في حياتهم اليومية متمثلة ارتداء أكاليل من الزهور فوق رؤوسهم.
عروس البحر الأحمر جدة
تعتبر عروس البحر الأحمر جدة واحدة من أجمل المدن السعودية التي يمكن للسيدات أن يستمتعن فيها بالعديد من التجارب البحرية الفاتنة والأجواء الفريدة.
حيث يمكن للسيدات أن يخضن العديد من المغامرات المشوقة في عروس البحر الأحمر بداية من الأنشطة البحرية الممتعة والتراث الأصيل لجدة البلد ونهاية بالمطاعم الفريدة التي تقع على ساحل البحر الأحمر لتقدم لكم تجربة عالمية لتناول أشهى المأكولات على نسمات البحر العليل مع منظر غروب الشمس الخلاب.
وتعتبر جدة البلد المركز التاريخي لمدينة جدة وقد أُدرجت في قائمة مواقع التراث العالمي لدى اليونسكو. حيث يرجع تاريخها الى أوائل القرن السابع الميلادي إذ كانت ولا تزال بمثابة المركز التجاري والبوابة الرئيسية لأقدس المدن الإسلامية وهي مكة المكرمة وتشتهر البلد بمبانيها التقليدية التي شيدت بالحجر المرجاني وزينت بنوافذ شبكية تسمى "الرواشين" وكانت تلك الرواشين من أشهر الفنون الإسلامية القديمة، وهو فن الأرابيسك، وهو عبارة عن أنماط ونماذج هندسية معقدة تخرج في هيئة زخارف متشابكة ومتداخلة ومتقاطعة.
وبعد الإنتهاء من استكشاف منازل البلد القديمة والأسواق الصاخبة هناك، تتبعي خطى أنفك وستقودك حتماً صوب مخبز الصعيدي الذي يعتبر من أقدم المخابز الشعبية في جدة ويقف شامخاً في قلب حارة المظلوم في جدة التاريخية شاهداً على تاريخ المدينة حيث يصل عمره لقرنين من الزمان ولايزال يقدم الخبز بالطريقة والأدوات التقليدية، ولتفتحي آفاق جديدة لشهيتك بتناول قطعة خبز طازجة وحارة من الفرن الحجري لفمك مباشرة، ثم توجهي لوسط المدينة التي تبعد حوالي ٢٠ دقيقة فقط من جدة التاريخية، للاستمتاع بتجربة تسوق في أفضل المولات (مول العرب أو رد سي مول) وستجدين هناك سلسلة متنوعة من المطاعم والمقاهي التي تناسب كافة الأذواق.
الرياض.. عبق التاريخ وحداثة العصر
تعتبر العاصمة السعودية الرياض مقصداً رائعاً للسفر والتجول، وهذا ليس من المستغرب، فهي العاصمة التي تشهد تحولات هائلة، وهي مركز سياحي يحظى باهتمام كبير سواء على المستوى الحكومي أو الشعبي.
ونظراً للفعاليات والأحداث الثقافية والترفيهية والرياضية التي تنطلق على مدار العام فلن تشعري بأي ملل، ويمكن وصف الرياض أنها المدينة الحاضنة لكل الجنسيات والأعراق علي غرار المدن المالية الكبرى مثل نيويورك ولندن، لذلك لا يوجد مجال للشعور هناك بالوحدة أو الغربة لوجود ثقافات متنوعة تسكن هناك.
كما أن الرياض هي المركز الثقافي الأكبر في المملكة وتتيح للمسافرين والمسافرات اليها تجربة سفر رائعة تأخذهم في جولة عبر الزمن لاكتشاف الماضي والحاضر والمستقبل في يوم واحد.
كما يمكنك مشاهدة جسر الرياض المعلق وهو جسر مدعوم بالكوابل يقع على "وادي لبن" في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة الرياض، ويعد البناء واحداً من أكبر الجسور المعلقة في العالم.
تم تصميم الجسر والعمل على تنفيذه ليتناسب مع الطبيعة الجغرافية للمنطقة المحيطة به، حيث حافظ على طبيعة الوادي دون المساس بأية خدمات أو عناصر طبيعية متواجدة فيه.
وفي أثناء رحلتك للرياض، لا يفوتك مشاهدة قصر المصمك الذي يبلغ عمرة أكثر من ١٥٠ عاماً، وهو حصن مبني من الطوب الطيني يقع في وسط العاصمة السعودية الرياض، والاسم الحقيقي للقصر هو المسمك لسمك أدواره وجدرانه الجانبية. تقدم الرياض أيضاً أماكن تسوق ومطاعم لامثيل لها، ومن أشهر أسواق المدينة هو سوق الزل الذي لا يزال صاخبًا وحيويًا كما كان منذ عام 1901. أما إذا كنت من المهتمين بأماكن التسوق الحديثة، فعليك زيارة مول الرياض بارك.
العلا.. حاضنة الجمال الطبيعي والتراث الفريد
تتبع العلا إمارة المدينة المنورة وتقع شمال غرب المملكة ويصل عمر الاستيطان البشري فيها إلى نحو 4000 عام، لذلك تعد المدينة من أهم المدن التاريخية والسياحية في المملكة، حيث يمكنكم الاستمتاع بالعديد من التجارب الممتعة في أحضان العلا أرض الحضارات والتاريخ.
عبر آلاف السنين كانت المنطقة الواقعة شمال غرب المملكة العربية السعودية، وجهه لكل من أراد الاستفادة من الموارد الوفيرة التي تجود بخيراتها أخصب الأودية في المملكة.
كانت العلا إحدى تلك الأودية حتى أصبحت ملتقىً حيوياً على طول طرق تجارة البخور الشهيرة الممتدة من جنوب شبه الجزيرة العربية شمالاً باتجاه مصر وما بعدها. حيث انتشرت في أرجائها الواحات الخضراء التي رحبّت بضيوفها من المسافرين ووفرت لهم الماء الغذاء وجميع سبل الراحة، فذاع صيتها بين المسافرين حتى غدت محطة يضعون فيها رحالهم ويجددون نشاطهم. وتميّزت العلا أيضًا بأنها احتضنت عاصمة مملكتي دادان ولحيان القديمتين، اللتين كانتا تسيطران على تجارة القوافل
وكان موقع الحِجْر الذي يشكل العاصمة الجنوبية للمملكة النبطية التي اشتهرت بواجهاتها الصخرية المنحوتة والباقية شامخة حتى يومنا هذا، علمًا بأن الحجر هي أول موقع سعودي تم إدراجة في قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو كما تعد البلدة القديمة في العلا بأزقتها المتقاربة وبيوتها المتجاورة شاهدًا على تراث أهلها، تجاورها واحات النخيل وما تبقى من آثار العيون المائية التي كانت تمد أهالي العلا ومزارعهم بالمياه طوال العام. ولم تكشف هذه الواحة المترامية الأطراف سوى عن جزء ضئيل من ثرواتها الطبيعية والأثرية التي سكنتها الجماعات البشرية عبر آلاف السنين. حيث لا زالت هناك طبقات من التاريخ البشري وثروة من العجائب الطبيعية تنتظر استكشافها في تلك التشكيلات الصخرية الرائعة والكثبان الرملية والآثار المعمارية المثيرة للاهتمام والتي تنقل صوراً من حياة الثقافات القديمة التي شيّدت تلك المدن.
كما يجب عليك ألا تفوّتين الفرصة لحضور أضخم الحفلات الموسيقية، والبطولات الرياضية، والفعاليات الترفيهية وغيرها الكثير في العلا.