خاص "هي": رحلة استثنائية إلى Kamalaya كوه ساموي في تايلاند.. ملاذ شامل للعافية يعيد اتصالنا بجوهر الحياة
في ظل حياة باتت تسير بأغلبية أوقاتها وفق نظام الـASAP "في أسرع وقت ممكن"، من العمل والترفيه والتنقل وحتى الطعام وغيره من نواحي يومياتنا، تكاثرت الأسئلة قبل رحلتي إلى جزيرة كوه ساموي في تايلاند، وتحديدا منتجع "كامالايا"Kamalaya ، وهو صرح صحي شامل للعافية وسبا ذو علاجات متكاملة حائز جوائز عالمية. هل فعلا نحن قادرون على أن ننفصل ولو جزئيا عن عالم التكنولوجيا الذي يحيط بنا من كل جانب؟ هل يمكن أن ندمج بين مفاهيم السفر الفاخر والتقرب من الطبيعة الأمّ؟ هل يمكن لتجارب العافية أن تعيد اتصالنا بجوهر الحياة على أرض الواقع؟ وهل يمكن أن نحمل معنا من رحلاتنا ما نستطيع أن نطبّقه عندما نعود إلى "نمط الـASAP"؟ وفي النهاية، هل يمكن لهذه الأسئلة أن تجد لها إجابة شافية في 7 أيام من هذه الرحلة؟ أهلا بكم في اختبار مفهوم "الملاذ الشامل" كامالايا كوه ساموي.
عند الوصول إلى المنتجع الواقع في جزيرة كوه ساموي الساحرة، لا شك في أن الموقع المثالي وسط المناظر الطبيعية الاستوائية الخلابة على الساحل الجنوبي للجزيرة يخطف الأنظار، ويجعل من وعد كامالايا بتجربة عافية تساعد الزوار على إعادة الاتصال بحياتهم وتحقيق الرفاهية المثلى قابلا أكثر فأكثر من التحقق. لكن ما هو فعليا مفهوم الرفاهية المثلى؟
تحوّل شامل ورفاهية "حقيقية"
يؤكد شاكريت ساكونكريت، مالك محمية كامالايا الصحية في حديث خاص لـ"هي" أن "كل ضيف يختبر "التحول الشامل" هنا، فالرحلة إلى العافية شخصية ومتكاملة للغاية. فالفلسفة الأساسية هي أن الرفاهية الحقيقية تشمل الصحة الجسدية والعاطفية والروحية، حيث يتم تشجيع الزوار على احتضان الطبيعة الشاملة للبرامج، والانفتاح على التجارب الجديدة والثقة في عملية اكتشاف الذات والتشافي".
والحقيقة أن هذه الكلمات تكاد تجد تجسيدا لها في كل زاوية من كامالايا كوه ساموي، فكل شيء هنا من الطعام وأسلوب الخدمة والطبيعة وحتى الهندسة المعمارية مصمم بهدف دعم هذه الفلسفة وتعزيزها. فحتى الموقع الطبيعي بحد ذاته كان غامرا خلال التجربة، وكان جزءا أساسيا من رحلة، إذ يشكل تجربة مباشرة لقوة الطبيعة. ولا عجب أن تترجَم كلمة Kamalaya إلى "عالم اللوتس" في اللغة السنسكريتية القديمة، وهو ما يرمز إلى تجلّي الروح الإنسانية.
قد يظن البعض، وكنتُ منهم في بداية الأمر، أن تكون القواعد حول "الحياة الصحية" في المنتجع صارمة بعض الشيء، خصوصا أن رحلة البحث عن الاسترخاء والتواصل مع أنفسنا تختلف من شخص لآخر، لكن الحقيقة أن في كامالايا يتجلى واقع أن التغير الفعلي يأتي من القبول وليس المقاومة. ولذلك فإن النهج المتبع يتصف بكونه إنسانيا ومنعشا بامتياز مع غياب تلك القواعد الصارمة والضوابط الحازمة التي قد تقتل أحيانا فطرة التجربة، فالضيوف لديهم حرية الانفتاح على تجاربهم، واختيار ما يناسبهم مع توفر مستمر للدعم والمشورة والإلهام دوما.
في حين أن الكثير من الزوار يصلون مع هدف واضح يريدون تحقيقه في رحلتهم، فإن البعض يختار قضاء عطلة مريحة وصحية، والاستمتاع بالطبيعة وما يقدمه المنتجع من استشارات صحية وبرامج شاملة متاحة للجميع من دون حجز برنامج تخصّصي بعلاجات معينة، أو حتى اختيار ما يناسبهم من قائمة العلاجات الصحية الشاملة حسب الطلب والجلسات الشخصية. ومع مرور الأيام، يشعر الزوار بصفاء الذهن، وتحسن الحالة المزاجية والصحية، وزيادة الحيوية.
ولعل من أبرز ما غمرني خلال هذه التجربة ذلك الشعور الودي والمريح والدافئ من خلال الخدمات، بدءا من الجلسة الاستشارية الأولى لتأكيد تفاصيل البرنامج الصحي والعلاجات المطلوبة، مرورا بالمرافق المتكاملة بروح ترحيبية من كافة أفراد فريق العمل، وصولا إلى الطاقة الغامرة للطبيعة والطعام الصحي وكل تفاصيل التجربة.
إلهام في كافة التفاصيل والخيارات
تتنوع خيارات الإقامة في كامالايا بين التلال الاستوائية، وتطل على خليج تايلاند والجزر الجذابة، وتتراوح من الغرف المريحة المتناثرة بين التلال إلى الأجنحة الواسعة، والفلل الخاصة مع مسابح خاصة بها. وكل واحد من هذه الخيارات تندمج فيه المناظر الطبيعية الخلابة مع الأناقة البسيطة في الهندسة المعمارية والتصميم، حيث تقع وسط صخور الغرانيت القديمة والجداول والنباتات الاستوائية. أما في الداخل، فيتميز الديكور بالمنسوجات الآسيوية والقطع الفنية المختارة بعناية، وهو ما يؤمّن جوا مريحا وهادئا ومتناغما مع بقية المرافق.
بهدف دمج جمال البيئة المحيطة مع الرحلة العلاجية، يتميز الصرح الصحي في كامالايا بمساحات علاجية في الهواء الطلق، إضافة إلى أجنحة فاخرة مكيفة. حسب ما يختاره الزوار من برامج، فإن أكثر من 50 متخصصا معتمدا في مجال الصحة، بمن في ذلك المعالجون الطبيعيون، وأطباء الطب الصيني التقليدي، وأطباء الطب الغربي، والممرضات المسجلات، واختصاصيو التغذية، وخبراء الحياة، واختصاصيو اللياقة البدنية، ومعلمو اليوغا والتأمل والبراناياما وسواها، كلهم حاضرون لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم. كان البرنامج الذي اخترته بعد الاستشارة Asian Bliss، وهو عبارة عن سلسلة من البرامج والعلاجات بالأعشاب والتدليك المتخصص والتأمل واليوغا وجلسات تدريب الحياة. وتضم قائمة البرامج المتوفرة الكثير من الخيارات، بما في ذلك التخلص من السموم والإجهاد والإرهاق، وبرامج الوزن الأمثل واللياقة البدنية واليوغا، لتعالج معظم أهداف الصحة والعافية. فور وصولك إلى المنتجع سيتم تصميم برنامج عافية مخصص لك من خلال استشارة أولية غنية وشاملة.
كما يقدم المنتجع أيضا إرشادا لتحسين الحياة وممارسات اليقظة الذهنية، للمساعدة في تحقيق تحولات صحية دائمة. يتميز Longevity House بعلاجات متقدمة مثل العلاج بالأكسجين عالي الضغط والعلاجات الوريدية والأوزون، وهو ما يعزز بشكل كبير نتائج برامجنا الصحية.
بالانتقال إلى تناول الطعام، فإن هذه التجربة تستحق التوقف عندها، حيث إنها عنصر أساسي في مفهوم الصحة الشامل. تعكس قوائم الطعام فلسفة كامالايا المتمثلة في الحياة الصحية والاحتفال بالثقافات المختلفة، وتتميز بأطباق طازجة وصحية مع لمسة فاخرة كافية لإرضاء الأذواق الأكثر تميزا. وعلى الرغم من أنني لم أكن أتبع سابقا نظاما غذائيا صحيا كما يجب، فإن الطعام هنا أعجبني جدا، ولفتني تحديدا الإتقان في التقديم والتميز في الخدمة، وهو ما أضاف الكثير من الجمالية إلى التجربة.
المطبخ الصحي الملهم الذي شاركت في ابتكاره كارينا ستيوارت مؤسسة كامالايا وطبيبة الطب الصيني التقليدي، مع الشيف الرئيسي في كامالايا، هو مزيج من تقاليد الطهي الشرقية والغربية. وتشمل القوائم خيارات نباتية واسعة، إضافة إلى المأكولات البحرية الطازجة وأطباق الدواجن. توجد قوائم منفصلة لأولئك الذين يتبعون برامج التخلص من السموم أو الوزن المثالي. كما يتم تقديم العصائر الطازجة والمقويات المميزة وتشكيلة من شاي الأعشاب.
قصص لا تُنسى
مع تحول العافية إلى خيار أسلوب حياة وليس مجرد اتجاه، يؤكد شاكريت ساكونكريت، مالك محمية كامالايا الصحية لـ"هي" أن المنتجع يدمج العافية في كل جانب من جوانب تجربة الضيف من خلال نهج شامل يعزز الرفاهية الجسدية والعاطفية والروحية. ويضيف: "تم تصميم أماكن الإقامة لدينا باستخدام مواد طبيعية وجماليات هادئة لتعزيز الاسترخاء. تركز تجارب تناول الطعام لدينا على وجبات مغذية ومتوازنة مصممة خصيصا لتلبية الاحتياجات الغذائية الفردية، بما في ذلك قوائم التخلص من السموم وإدارة الوزن. يمكن للضيوف المشاركة في الأنشطة اليومية مثل اليوغا والتأمل وجلسات اللياقة البدنية الشاملة، كما يمكنهم الوصول إلى الاستشارات الصحية الشخصية والإجراءات العلاجية. صُمم كل عنصر من عناصر الإقامة بعناية لتشجيع أسلوب حياة يركز على الصحة والحفاظ عليه".
وعن مفهوم المزج بين الصحة الشاملة والرفاهية وإمكانية جمعهما، يشير إلى أن "دمج الطبيعة في كل جانب من جوانب كامالايا، وفرصة الانفصال عن العالم الخارجي، يقدمان شكلا نادرا من الرفاهية التي فقدها الكثيرون في الحياة المتسارعة اليوم. وتضمن المعايير العالية للخدمة والاهتمام الشخصي والعلاجات الصحية أن يتمتع الضيوف بالراحة والرفاهية العميقة وسط أجواء هادئة متصلة بالطبيعة".
عند فهم قصة نشوء كامالايا تتضح فكرة فرادة المكان أكثر وأكثر، إذ إنه تعبير عن تجارب حياة جون وكارينا ستيوارت ورغبتهما في إلهام الآخرين. ففكرة المنتجع مستوحاة من السنوات الـ16 التي قضاها جون في حياة الخدمة والدراسات الروحية في مجتمع الهيمالايا والـ22 عاما التي قضتها كارينا في دراسة التقاليد العلاجية والروحية الآسيوية المتنوعة، بما في ذلك خلفيتها كطبيبة في الطب التقليدي. بدأت القصة في عام 1982، في أدغال جبال الهيمالايا البعيدة، عندما التقى المؤسسان جون وكارينا للمرة الأولى، ثم تصوّرا الفكرة بعد 11 عاما، بعد وقت قصير من زواجهما، عندما التزما بإنشاء مكان يشكل ملاذا للتحول والشفاء الشامل.
يعجّ سجلّ كامالايا كوه ساموي بقصص نجاح وتجارب لا تُنسى للضيوف الذين زاروا المنتجع، وفي هذا الإطار يخبرنا شاكريت ساكونكريت: "نحن فخورون بالتجارب التحويلية التي شاركها ضيوفنا. إحدى القصص التي لا تُنسى تتعلق بضيفة عانت من إدارة الوزن لسنوات. ومن خلال الانغماس في برنامج إدارة الوزن لدينا، اكتشفت قوة اللياقة البدنية الشاملة واليوغا. وبدعم من خبراء التغذية والمدربين الشخصيين لدينا، فقدت وزنا كبيرا واحتضنت حبا جديدا لليوغا التي لا تزال جزءا حيويا من روتينها اليومي في المنزل". ويضيف: "قصة عميقة أخرى هي قصة ضيف فقد شريكا وشعر بأنه بلا اتجاه. ومن خلال ممارساتنا الإرشادية واليقظة التي تعزز الحياة، وجد إحساسا متجددا بالهدف. ساعده توجيه مرشدينا في التغلب على حزنه، وإعادة اكتشاف الفرح ومعنى الحياة. تجسد هذه القصص التزام كامالايا العميق بالرفاهية الشاملة، والتأثير الدائم الذي يمكن أن تحدثه برامجنا على صعيد التحول الشخصي".
أما عن الاتجاهات التي يتوقعها لتشكيل مستقبل السفر الصحي الفاخر، فيوضح أنه "سيتم تشكيل مستقبل السفر الصحي المتميز من خلال تجارب العافية الشخصية وتكامل التكنولوجيا المتقدمة، والتركيز المتزايد على الصحة النفسية والرفاهية العاطفية. سيطالب المسافرون ببرامج مخصصة تلبي احتياجاتهم الصحية الفريدة وتفضيلات نمط حياتهم. وسيؤدي دمج تكنولوجيا الصحة، مثل الأجهزة القابلة للارتداء وتطبيقات مراقبة الصحة، إلى تعزيز تخصيص الرعاية وفاعليتها. وفي كامالايا، نحن ملتزمون بقيادة هذا التحول من خلال التطوير المستمر لعروضنا. وتتضمن رؤيتنا للمستقبل تقديم وتوسيع المرافق والخدمات الداعمة لطول العمر، والتي تهدف إلى تحسين نوعية الحياة لضيوفنا".
وبعد انقضاء أيام الرحلة، مما لا شك فيه أنني حصلت على الكثير من الإجابات التي كانت تدور في داخلي، فمبادئ الرعاية في كامالايا قادرة على زيادة وعينا بذاتنا وبحاضرنا كما مستقبلنا ونموّنا الشخصي المستمر. فهنا تمكنت من الحصول على أدوات سأدمجها حتما في حياتي اليومية، ويبقى إحساس المغادرة بشعور متجدد بالرفاهية والثقة أبرز ما حملته معي من الرحلة. العودة قريبة حتما، عسى أن تختبروا الشعور نفسه ذات يوم!