أهلا بكم في "جنّة" البحر الأحمر.. رافقوني في هذه المغامرة الرائعة في منــتجع "نجومه" محمية "ريتز-كارلتون" البحر الأحمر
تخيّلوا معي مياه البحر تتلألأ كالأحلام تحت سماء صافية، وشواطئ رملية بيضاء كخيوط الحرير، حيث تنتصب فلل مائية كقطع من الجمال المتناثر على صفحة الماء. ليلا، تبدو السماء مثل لوحة فنية تزينها النجوم التي تروي قصص الأزمنة الغابرة، فتغمر المكان بسحر لا يُضاهى. لا أتحدث عن جزر المالديف، التي تعد إحدى أروع الوجهات السياحية في العالم، بل عن جزيرة أمهات، جوهرة البحر الأحمر، حيث يلتقي الهدوء بالجمال في مشهد استوائي يأسر القلوب.
مع تزايد عدد المسافرين الذين يسعون لاستكشاف زوايا جديدة من العالم، تُعد وجهة "البحر الأحمر" إحدى الوجهات الفاخرة القائمة على مفهوم السياحة المتجددة على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية الذي يشكّل موطنا لرابع أكبر حيد مرجاني في العالم، حيث يتباهى بمجموعة جزر تضم أكثر من 90 جزيرة لم تمسّها يد الإنسان.
من هذا الموقع الساحر، تُقدَم تجارب استثنائية في منتجعات مصممة بشكل فريد، تديرها علامات تجارية عالمية رائدة في مجال الضيافة، من بينها MARRIOTT BONVOY، حيــــث حظــيـــــت بــفــرصـــــة زيارة منتجع "نجومه" NUJUMA الرائع في جزيرة أمهات، إحدى محميات "ريتز-كارلتون" الحصرية النادرة حول العالم.
أهلا بكم في "جنّة" البحر الأحمر
يـسـتــــقي منتجع "نجومه" اسمه من كلمة "نجوم" في اللغة الــعــربــيـــة. ويــدعـــــو الـمــسافرين للانطلاق في رحلة من العمر إلى إحدى المحميات الأكثر عزلة في العالم. فهنا، بين أحضان المياه الفيروزية، نستطيع التعرّف إلى الثقافة والتقاليد العريقة التي تتغنّى بها المنطقة.
يستكنّ هذا الملاذ الذي تعمّه أجواء من الخصوصية التامة بين الثقوب الزرقاء المذهلة، حيث تزدهر الشعاب المرجانية النقيّة تحت سطح المياه، وتضيء كوكبة النجوم الباهرة سماء الليل. يستطيع الضيوف خوض مغامرات خارجة عن المألوف مثل الغطس وغوص السكوبا لاستكشاف مواقع نادرا ما يزورها أحد تحت سطح المياه. يعجّ الحيد المرجاني بالشعاب المرجانية النابضة بالحيوية، والتي تكاثرت على مرّ خمسة آلاف سنة، ويؤوي كائنات بحرية باهرة، بما فيها أكثر من 165 صنفا من الأسماك المرجانية، والدلافين، والسلاحف البحرية، وأسماك الراي اللاسع وأسماك نابليون.
تحيط بشواطئ الجزيرة غابات قرم غنّاء تُعتبَر إحدى المنظومات الطبيعية الأكثر إنتاجية في العالم. وبين أحضان هذا الموئل الطبيعي الخصب، يستطيع الزوّار مشاهدة أصناف مختلفة من الطيور البحرية، واللافقاريات البحرية وأسماك الغيتار. بعيدا عن المياه الفيروزية، يستطيع الضيوف اكتشاف سحر المنطقة الساحلية من خلال اتّباع مسارات برفقة مرشد وسط الكثبان الرملية المهيبة.
يحتضن منتجع "نجومه" 63 فيلا مقامة فوق المياه وأخرى شاطئية، مع مساكن تضم غرفة واحدة إلى ثلاث غرف نوم، ومساحات جلوس فسيحة ومسابح خاصة مطلّة على البحر، ويمكن الوصول إليه على متن قارب أو طائرة مائية. يستطيع الضيوف تأمل نجوم السماء اللامتناهية من راحة الفيلا الخاصة بهم بواسطة التلسكوبات المركبة في كل منصة. تتربع الفلل المقامة فوق المياه، أعلى البحر الفيروزي، وتتصل بالمنتجع عبر ممرات مرتفعة، فتوفر إطلالات بانورامية تحبس الأنفاس، وتتيح إمكانية الوصول مباشرة إلى البحر. أما الفلل الشاطئية، فتستكنّ على شاطئ رملي أبيض يعمّه الهدوء، وتوفّر ملاذا منعزلا يغمره الضوء الطبيعي ونسيم البحر العليل. تتمتع كل فيلا بخدمات مضيف خاص يهتم بأدقّ التفاصيل، ويعرف الضيوف بجميع التجارب الاستثنائية التي توفّرها هذه الوجهة الخلّابة.
الفخامة المطلقة
الإقامة في منتجع "نجومه" كانت تجربة بحد ذاتها. اختبرت الإقامة في إحدى الفلل المائية الفاخرة التي تضّم غرفة واحدة، والتي توفر إطلالات بانورامية على البحر وتجربة هادئة مليئة بالخصوصية. يتألّق المنتجع بتصميم آسر، حيث تستمدّ الهندسة المعمارية الإلهام من الأصداف البحرية، فيما ترتكز التصاميم الداخلية الأنيقة على المواد الطبيعية بلوحة ألوان هادئة مستوحاة من عالم البحار والرمال، فضلا عن أنماط هندسية فريدة تحاكي أنماط التصميم التي تتسم بها المنطقة. فتجتمع القطع الأثرية العربية، وقطع السيراميك التقليدية، والسجّادات السعودية المنسوجة الغنية بالأنماط والجداريات المتقنة تحت سقف واحد لتحتفي بالحرفية المحليّة الاستثنائية. من جهة أخرى، ترسم النباتات المحلية الغناء والمنسقة بأسلوب أنيق الطريق بين الأجنحة والفلل.
كما ضمت الفيلا تلسكوبا استطعت بواسطته تأمل نجوم السماء اللامتناهية من راحة الفيلا الخاصة بي. اكتشفت من خلال هذه التجربة الرائعة أن البحر الأحمر ليس مجرد وجهة سياحية بجماله الطبيعي وشعابه المرجانية الساحرة، بل هو أيضا مسرح مفتوح للسماء المرصعة بالنجوم. عندما يحلّ الليل، تتحول السماء فوق البحر الأحمر إلى لوحة سماوية تخطف الأنفاس، توحي لك بأن النجوم في متناول يدك.
رحلة إلى الجمال الطبيعي
منذ لحظة وصولي إلى جزيرة أمهات، انبهرت بجمالها الطبيعي، إنها الوجهة المثالية للمغامرين وعشاق الطبيعة. المياه الفيروزية الصافية التي تحتضن الشعاب المرجانية النابضة بالحياة، والغابات الكثيفة التي تُحيط بالشواطئ الرملية البيضاء، جعلتني أشعر كأنني في إحدى قصص الأحلام. في أول يوم، شاركت بجلسة تثقيفية عن عالم البحار والأسماك يُقدّمها أحد الخبراء في المنتجع، ويشرح من خلالها التنوّع البيولوجي الفريد لجزر البحر الأحمر. أنصحكم بألا تفوتوها، فقد كانت أكثر من مُمتعة!
في اليوم الثاني، انطلقت في رحلة في أحضان البحر مع فريق مُتخصّص، حيث توقف القـــــارب في منــطــقـــــة مُحــــــددة في عـــــــرض البحر وسمح لي ولمن يرافقنا من ضيــــــوف المــــــنــــــــــــتـــجـــع بالنـــــــزول لاستـــــكشاف العالــــــم تحت الماء من خلال الـSNORKELING. كانت تجربة مذهلة؛ حيــــث رأيــــــت أنـــواعـــــــا لا حـــصـــــر لها من الأسماك من بينها سمكة القرش الصغيرة، فشعرت كأنني في فيلم وثائقي حي عن أعماق البحار.
الثقافة والتراث
أتيحت لي خلال هذه التـــــجربة الرائعة فرصة فريدة للتعرّف إلى الوجـــهــــة والثـــقـــافة والتــقــاليــــــد الــعـــــريقة التي تتغنّى بها المملكة العربية السعودية، وذلك بمساعدة فريق من الخبراء المحليين الملتزمين بالحفاظ على تراثهم ومشارَكته مع الزوّار. يحتفي "البــــيت التثـــقيـــــفي" في منـــــــتــــجـــــع "نــــجومه" بإرث الاستكشاف والتعلّم الذي رسّخته الثقافة البدوية، فيوفّر مساحة متكاملة للمشاريع الإبداعية بهدف نــــشر المـــــــعرفة، وتعـــــزيــــــز حسّ الانــتــماء إلى المجتمع. ومن خلال مـــجـــمـــوعـــــــــــــــة متــنــــوعــــــــة من الأنـــشــــــطة التطبيقية التي يقدّمها فريق من الخبراء في مجالات الاستدامة والبيئة والثقافة، يتسنّى لي بناء علاقة وطيدة مع روح هذه الوجهة.
تذوق النكهات المحلية
تجارب الطعام في منتجع "نجومه" استثنائية، فهي تــــقــــوم عـــــلى فــلــســــفة مميّزة مستوحاة من التقاليد والـــــعادات العربيـــــــــــة العريقة المبنـــــــــية على حـــــسن الضـــيــــافـــــة وإكـــــــرام الضيوف. ما لمس قلبي ولفتني كان قبــــــل كلّ شيء هو تفاني الموظـفــــــــين وخبرتهم وحـــرصــهــــم على تقديم الأفضل للضيوف من دون تكلّف ومع بسمة لا تفارق ثغرهم.
يقدم المنتجع تجارب طعام مُميزّة يحتفي كلّ منها بأجيال صيّادي السمك في منطقة أملج الذين ارتبطت حياتهم ارتباطا وثيقا بإرث المنطقة لأكثر من 50 عاما. استوحى مطعم "طبره" ديكوره من منزل صيّاد السمك، وأعاد إحياءه بحلّة عصرية، ليرحب بضيوفه ترحيبا حارا، ويدعوهم لتَشارُك قائمة من المأكولات البحرية المميزة، بما فيها "صيد اليوم" التي تشكّل احتفاء جماعيا بخيرات البحر اليومية التي اعتاشت منها عائلة صيّاد السمك على مرّ العصور.
أمّا مطعم "جمعه" فيوفر مساحة ملؤها الاسترخاء في الهواء الطلق، حيث يحلو للضيوف التلذّذ بتشكيلة من الأطباق الخفيفة المحضّرة في مطبخ مفتوح والمأكولات المشوية على الحطب بجانب مسبح المنتجع في الهواء الطلق وعلى الشاطئ، حيث تصطف أكواخ الكابانا الفخمة.
وعندما تتوارى الشمس خلف الأفق، كانت وجهتي المفضلة استراحة "مايا" التي تملؤها الخصوصية للاستمتاع بالمرطبات المستوحاة من علم الفلك، والمحضّرة على يد خبراء متمرّسين في خلط المشروبات، بما فيها "جيميناي"، وهو موكتيل حامضي مسمّى على اسم كوكبة الجوزاء التي يمكن مشاهدتها من العاصمة السعودية على مدار السنة.
وبعد الاستـــمتاع بمشاهدة مغيب الشمس في "مايا"، كان الترّاس في الهواء الطلق عنوانا مثاليا لتأمّل روائع سماء الليل بواسطة التلسكوب، وتزيّنه عناصر تصميم مستوحاة من النجوم، حيث شاركت في إحدى الليالي في جلسة يقدّمها عالِم فلك موهوب جدا، سرد لنا معلومات شائقة حول كوكبة النجوم المتلألئة في المساء.
أمّا "ستة"، فـــهو وجهة طعام مستوحـــــاة مــــن البــــــازارات النــــــابضة بالحيوية، ويستقبل الضيوف طوال اليوم، حيث يجمع ما بين "باتيسيري" فرنسي الطابع وفسيح، وبين مطعم مشرقيّ تحت ثلاثة أجنحة منسوجة بالخـــشــــــب، إشادة بتقليد حياكة أوراق الشجر. التجربة في "ستة" تخاطب الحواس، حيث كنت أستمتع كلّ صباح بتناول وجبة الإفطار هناك، فتأسرني برائحة الخبز الطازج المحضر في فرن الطين التقليدي، إلى جانب الأطباق المتنوعة التي يتفرد بها المنتجع.
الاسترخاء والعافية
لم تكتمل رحلتي من دون زيارة منتجع "نيّره" الصحي المصمم بعناية ليجمع بين الهدوء والفخامة، وحيث عشت تجارب متكاملة في عالم العافية تعيد التوازن إلى العقل والجسم والروح.
تتداخل المساحات الداخلية والخارجية في هذه الواحة التي تخيم عليها السكينة، فتدعو الضيوف لاختبار طقوس مميزة لتغذية الجسم والروح من خلال جلسات وتقنيات من مختلف أنحاء العالم وباســــتـــخـــــدام بــاقـــــة من الــمـــكونـــــــات التي تتــــمــــــيز بها المنطقة، بما فيها نفحات العود الساحـــــرة وزيت شجرة البان المستقدم من منطقة العُلا. أعد خبراء الــــعافية تجربة مصممة خصيصا لي فانغمست في تجربة باعثة على الاسترخاء ساعدتني على استعادة توازني من خلال تقنيات التنفس، والتأمل، واليوغا القمرية والعلاج بالأصوات. نقلتني هذه العلاجات إلى عالم آخر، بحيث دفعتني إلى التأمّل في الماضي والعيش في الحاضر والتطلع نحو المستقبل بصفاء وطاقة.
يتسلل صوت نسيم البحر العليل وتلاطم الأمواج عبر غرف العــــــلاجــــــــات الخمسة المطلة على البحر وحُــــجرات العــــــــلاجات الثلاثة في الهواء الطلق. تضم هذه المـــــساحة أيـــــضا مــــــسابح للـــــــعلاجات المائية والــــسـبـــاحة الاحتــــرافيـــــــة، وحــمــامـــــا تقــلـــيــــديا ومركزا للياقة البدنية.
منتجع "نجومه"، محمية "ريتز-كارلتون"، مشروع خــــارج عــــن الــمـــألــــــوف، ولا يشــبـــــه أي منــتـجــــــع آخر في المنطقة، فهو يجسّد ذروة الفخامة، ويضع الاكتشاف والاستدامة في صدارة أولوياته ليأخذ ضيوفه في رحلة آسرة إلى عالم باهر وسط إطلالات آسرة على الجمال الطبيعي الأخّاذ لجزيرة أمهات. أنصحكم بزيارة هذه الوجهة الخلّابة لتنطلقوا في رحلة استكشاف لا تُنسى، حيث توقظ كل تجربة حواسكم، وتوطد علاقتكم بالثقافة المحلية.