8 مواقع تراثية سعودية مسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو
تضم المملكة العربية السعودية 8 مواقع تراثية مسجلة في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو لتوفر لعشاق التراث والتاريخ تجارب لا مثيل لها في أرض الحضارة والتاريخ الأصيل.
وكانت آخر المواقع التراثية السعودية التي تم تسجيلها في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" هو "المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية" الواقعة بمنطقة الرياض ، بوصفه موقعاً ثقافياً يمتلك قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني.
وفي هذا التقرير نصحبكم في رحلة سريعة نطلعكم فيها على المواقع التراثية السعودية الثمانية التي تم تسجيلها في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
حيث تضم قائمة المواقع السعودية المسجلة على قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو ثمانية مواقع هي: موقع الحِجر الأثري (1429هـ/ 2008م)، وحي الطريف بالدرعية التاريخية (1431هـ/ 2010م)، وجدة التاريخية (1435هـ/ 2014م)، وموقع الفنون الصخرية بمنطقة حائل (1436هـ/ 2015م)، وواحة الأحساء (1439 هـ/ 2018م)، ومنطقة حمى الثقافية (1442هـ/ 2021م)، ومحمية عروق بني معارض (1445هـ/ 2023م)، بالإضافة إلى التسجيل الحالي المتمثل في المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية (1446هـ/ 2024م).
منطقة حمى الثقافية
تقع حمى في منطقة جبلية قاحلة في جنوب غرب المملكة العربية السعودية، وعلى أحد أقدم طرق القوافل القديمة التي كانت تعبر شبه الجزيرة العربية، وتتضمن منطقة حمى الثقافية مجموعة كبيرة من الصور المنقوشة على الصخور التي تصوِّر الصيد والحيوانات والنباتات وأساليب الحياة لثقافة امتدت على 7 آلاف عام دون انقطاع
وكان المسافرون والجيوش، الذين يحلُّون في المكان، على مرِّ العصور وحتى وقت متأخر من القرن العشرين، يتركون خلفهم الكثير من الكتابات والنقوش على الصخور التي بقي معظمها محفوظاً على حاله
وتأتي الكتابات على الصخور بعدة خطوط منها خط المسند والآرامي-النبطي والكتابة العربية الجنوبية والخط الثمودي والكتابة اليونانية والعربية.
كما أنَّ هذا الموقع والمنطقة المحيطة به يذخران بآثار لم يجري التنقيب عنها بعد، وهي تتكون من أرجام وهياكل حجرية ومدافن وأدوات حجرية مبعثرة وآبار قديمة
ويقع هذا الموقع في أقدم محطة معروفة لتقاضي الرسوم وهي كائنة على أحد الطرق الهامة القديمة للقوافل، حيث توجد بئر حمى التي يرجع تاريخها إلى 3 آلاف عام مضى على الأقل، والتي لا تزال تعطي المياه العذبة حتى الآن
وتمت إضافة منطقة حمى الثقافية في في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" في عام 2021، وتشمل المواقع الأثرية التي تحمل آثارًا من الفن الصخري.
حي الطريف في الدرعية التاريخية
يقع حي الطريف في قلب شبه الجزيرة العربية، شمال غرب الرياض، ويشكل هذا المكان أول عاصمة لأسرة آل سعود
ويحمل حي الطُّريف آثار الأسلوب المعماري النجدي الذي يتفرد به وسط شبه الجزيرة العربية، وتم تأسيس الحي في القرن الخامس عشر
أضحى الحي مركزاً لسلطة آل سعود إثر تنامي دور الحي السياسي والديني في القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر وهو موقع تاريخي يعكس الأسلوب العمراني النجدي التقليدي.
وتضم هذه الآثار قصور متعددة، فضلاً عن مدينة بُنيت على ضفاف واحة الدرعية لتشكل واحدة من أهم المواقع التراثية السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" في عام 2010.
واحة الأحساء
تقع واحة الأحساء في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وهي مجموعة من المواقع تضم حدائق وعيون المياه العذبة وقنوات الري والآبار بالإضافة إلى بحيرة الأصفر، ومبان تاريخية تمثل إستقرار البشر في منطقة الخليج منذ العصر الحجري الحديث وحتى يومنا هذا
ويتمثل هذا الاستقرار في حصون الأحساء التاريخية وجوامعها وينابيعها وقنواتها وغيرها من نظم إدارة المياه
وتعدّ واحة الأحساء أكبر واحات النخيل في العالم إذ يصل عدد أشجار النخيل فيها إلى 2،5 مليون شجرة لتوفر مظلة طبيعية ساحرة على أرض المملكة.
ويعد هذا المنظر الطبيعي الثقافي الفريد من نوعه مثالاً استثنائياً للتفاعل بين البشر والبيئة المحيطة بهم وتم تسجيل واحة الأحساء الساحرة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" في عام 2018، وهي أكبر واحة في المملكة وتحتوي على مجموعة من المواقع الأثرية.
موقع الحجر الأثري
يشكل موقع الحجر الأثري في المملكة العربية السعودية، أول موقع لها يدرج في قائمة التراث العالمي.
تقع مدينة الحجر على مسافة 500 كلم من شرق جنوب البتراء، شاملةً حوالي 50 نقشاً من الحقبة السابقة للأنباط، وعدداً من الرسوم في كهوفها.
وهذا يعطي موقع الحجر شهادة فريدة من نوعها عن حضارة الأنباط التاريخية ويقدم صورة متكاملة عن تلك الحضارة.
تبلغ مقابر المدينة عدد 111 مقبرة (وقد زينت 94 منها بالزخارف) وآباره المائية، مثلاً استثنائياً عن الإنجازات الأنباط المعمارية، وخبراتهم الهيدرولوجية.
جدة التاريخية
تقع جدة القديمة، أو جدة البلد، أو جدة التاريخية على شط البحر الأحمر الشرقي لتوفر لزوارها واحدة من أروع التجارب التراثية والتاريخية الساحرة التي يمكن خوضها.
وتم تأسيسها منذ القرن السابع الميلادي كميناء رئيسي لطرق التجارة في المحيط الهندي، والتي نقلت البضائع إلى مكة وكانت أيضا بوابة للحجاج المسلمين إلى مكة، الذين وصلوا عن طريق البحر
كان لهاتين الوظيفتين دوراً كبيراً بجعل مدينة جدة مركزاً مزدهراً للثقافات، يتميز بتقاليده معمارية، بما في ذلك المنازل البرجية التي بنيت في أواخر القرن التاسع عشر من قبل النخبة التجارية في المدينة، وجمعت بين تقاليد بناء الشعاب المرجانية في البحر الأحمر مع عدة حرف من طرق التجارة
تسجيل جدة التاريخية ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي جاء لاستيفائها ثلاثة من معايير تصنيف المناطق التاريخية على أنها ذات قيمة استثنائية عالمياً، وركزت هذه المعايير على أن تعرض المنطقة تبادلاً مهماً للقيم الإنسانية على مدى فترة من الزمن أو داخل منطقة ثقافية، حول التطورات في الهندسة المعمارية والفنون الأثرية، وتخطيط المدن، إلى جانب أن تكون مثالاً بارزاً لنوع من المباني أو المجموعات المعمارية أو التكنولوجيا التي توضح عدة مراحل مهمة في تاريخ البشرية، ثالثاً أن تكون المنطقة مرتبطة بالأحداث أو التقاليد الحية مع الأفكار أو المعتقدات أو الأعمال الفنية والأدبية ذات الأهمية العالمية البارزة.
المنطقة التاريخية تضم أكثر من 650 مبنىً تراثي و 5 أسواق رئيسة تاريخية وعدة مساجد تاريخية, ومدرسة تاريخية واحدة، وتمتاز بالطراز المعماري والنسيج العمراني لمدن ساحل البحر الأحمر التاريخية، بمبانيها متعددة الطوابق ومكوناتها الخشبية وطرق بنائها التقليدية، وشوارعها الضيقة التي ساهمت من تعزيز التكاتف الاجتماعي في الماضي.
منطقة الفاو الأثرية
تقع "منطقة الفاو الأثرية" في محافظة وادي الدواسر جنوب منطقة الرياض، وتمتد على مساحة محمية تبلغ 50 كم2، وتحيطها منطقة عازلة بمساحة 275 كم2، عند تقاطع صحراء الربع الخالي وتضاريس سلسلة جبال طويق التي تشكل ممراً ضيقاً يسمى "الفاو".
ويحتوي على مظاهر متنوعة فيها تفاعل الإنسان مع بيئته، ومنها: الأدلة الأثرية التي تعود إلى عصر فجر التاريخ، إضافة إلى المقابر الكبيرة التي تشكّلت بتشكيلاتٍ واضحة تتوافق مع التصنيفات الأثرية التي تعود إلى فترات زمنية قديمة، بالإضافة إلى احتواء الموقع على مجموعة كبيرة من العناصر الحضارية والمعمارية التي تُنسب إلى مدينة القوافل التي وُجدت في القرية، ومنها واحة قديمة احتوت على مجموعة من أنظمة الري، وهي معززة بمجموعة استثنائية من الاكتشافات الأثرية والفنون الصخرية، ومجموعة من النقوش الكتابية القديمة.
الفن الصخري في منطقة حائل
هذا الممتلك التسلسلي الساحر في منطقة حائل يتألف من موقعين صحراويين يوجد بهما جبل أم سنمان (جبة) وجبال المنجور وراطا (الشويمس)
أما تشرف سلسلة مرتفعات أم سنمان على بحيرة من المياه العذبة لم يبق منها أثر في الوقت الراهن. وكانت توفر المياه للناس وللحيوانات في الجزء الجنوبي من صحراء النفود الكبرى
وقد ترك أسلاف الجماعات السكانية العربية الحالية آثاراً تدل على تواجدهم، منها العديد من ألواح النقوش الصخرية إضافةً إلى الكثير من النقوش الأخرى
وتؤلف جبال المنجور وراطا منحدرات صخرية، لواد تغطيه الرمال، في الوقت الحاضر. وتمثل هذه الآثار عدداً كبيراً من الأشكال الآدمية والحيوانية يمتد تاريخها إلى 10000 سنة
و تم إضافة ذلك الموقع التراثي الساحر إلى قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" في عام 2021، وتشمل المواقع الأثرية التي تحمل آثارًا من الفن الصخري.
محمية عروق بني معارض
محمية عروق بني معارض تعد أحد أبرز المواقع التراثية المسجلة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو".
حيث تعد المحمية عبارة عن صحراء رملية تعكس مشاهد بانورامية لرمال صحراء الربع الخالي، إضافةً إلى الكثبان الخطية المعقدة الأكبر على مستوى العالم، كما تحتوي ظواهر طبيعية متميزة.
وتتضمن المحمية أغنى تنوع أحيائي وطبيعي في الربع الخالي، حيث يلتقي أكبر بحر رملي في العالم مع ثاني أطول سلسلة جبلية في الجزيرة العربية لتشكل لوحة طبيعية فريدة وثراء في التنوع رغم صعوبة المناخ، حيث تتراوح أطوال العروق من 200 إلى 300 كلم ويصل ارتفاعها إلى 100 م بينما يبلغ عرض العرق الواحد 5 كلم.
وتقع محمية “عروق بني معارض” على طول الحافة الغربية للربع الخالي على مساحةٍ تزيد على 12.765 كيلومتراً مربعاً، وتشكّل الصحراء الرملية الرئيسية الوحيدة في آسيا الاستوائية، وتُعد أكبر بحرٍ رملي متواصل على سطح الأرض، وتتميز بتنوع نُظمها البيئية التي توفّر موائل طبيعية حيوية لبقاء العديد من النباتات المتوطنة، ومن أكثر النباتات شيوعاً فيها الغضى والأثموم وأشجار الطلح، والبان، والحرمل والطرف، والعشر.
إضافةً إلى احتوائها على العديد من الحيوانات المهددة بالانقراض، والتي تعيش في واحدةٍ من أقسى البيئات على كوكب الأرض، بما في ذلك القطيع الحر الوحيد من المها العربي في العالم، والذّئب، والقطّ الرّملي، والثعلب الرّملي، والضبع المخطط، والوبر والأرنب البري، ومن الطّيور الحبارى والقطا والحجل والصرد الرمادي، والنسور، وعدة أنواع من القنابر، وأنواع عديدة من الزّواحف منها الضّب والورل.