أهم المعالم التاريخية في مدينة جرش تزامنا مع المهرجان السنوي
مدينة جرش هي واحدة من المدن التاريخية الهامة في الأردن، وتعتبر واحدة من أفضل الأمثلة على المدن الرومانية المحفوظة جيدا في منطقة الشرق الأوسط. تأسست جرش في العصور القديمة ومرت بفترات مختلفة من الحكم والتطوير، مما يجعلها موقعا غنيا بالتاريخ والآثار.
تأسست جرش في الألفية الثانية قبل الميلاد، لكن ازدهارها الحقيقي جاء في العهد الروماني، عندما كانت جزءا من المقاطعة الرومانية المعروفة ببلاد الشام. في العصر الروماني، أصبحت المدينة مركزا تجاريا وإداريا مهما، وازدهرت في ظل حكم الإمبراطورية الرومانية، وتضم العديد من المواقع الأثرية.
مهرجان جرش للثقافة والفنون
مهرجان جرش للثقافة والفنون هو أحد الفعاليات الثقافية الكبرى التي تعقد سنويا في مدينة جرش الأردنية،ويعتبر المهرجان منصة بارزة للاحتفال بالفنون والثقافة، ويجذب الزوار والفنانين من مختلف أنحاء العالم، إليكي تفاصيل أكثر عن مهرجان جرش:
يهدف مهرجان جرش إلى تعزيز الثقافة والفنون وتعريف الجمهور المحلي والدولي بالتراث الثقافي والفني الأردني والعربي، كما يسعى إلى تعزيز السياحة الثقافية في الأردن من خلال تقديم برنامج متنوع من الفعاليات والأنشطة.
يشتمل المهرجان على مجموعة واسعة من العروض الموسيقية التي تشمل فرق موسيقية محلية ودولية، بالإضافة إلى حفلات فردية لفنانين مشهورين، تشمل العروض أنواعا متعددة من الموسيقى، من التقليدية إلى الحديثة.
كما تعرض مسرحيات محلية ودولية خلال المهرجان، تتنوع بين الكوميديا والدراما والمسرحيات الموسيقية، يشارك في هذه العروض فرق مسرحية من مختلف الدول، مما يوفر تنوعا في الأساليب والمواضيع.
علاوة على ذلك تشمل الفعاليات الثقافية الأخرى معارض فنية، ورش عمل، وندوات تتعلق بالفنون والثقافة، كما يتم عرض الحرف اليدوية التقليدية والأعمال الفنية من مختلف أنحاء العالم.
يعقد المهرجان أيضا فعاليات تبرز التراث الشعبي والرقصات التقليدية، مثل الدبكة والرقصات الفلكلورية الأخرى، مما يعكس التنوع الثقافي في الأردن.
تقام فعاليات مهرجان جرش في أماكن متعددة داخل مدينة جرش، بما في ذلك:
- المدرج الروماني: وهو أحد أبرز المواقع التي تقام فيها العروض الكبرى، بفضل تصميمه المميز وإمكاناته الاستيعابية الكبيرة، يعتبر هذا الموقع مثاليا للعروض المسرحية والموسيقية.
- شارع الأعمدة: يستخدم شارع الأعمدة كموقع للمعارض والفعاليات الثقافية، حيث يمكن للزوار التجول بين الأعمدة الرومانية القديمة واستكشاف الأعمال الفنية.
- المواقع الأخرى: تقام بعض الأنشطة في مواقع أخرى في المدينة القديمة، بما في ذلك الساحات العامة والمواقع التاريخية.
يساهم مهرجان جرش بشكل كبير في جذب السياح إلى الأردن، ويعتبر فرصة مثالية لاستكشاف الثقافة المحلية وتجربة الأنشطة الفنية، يساعد المهرجان في تعزيز الثقافة والفنون المحلية من خلال توفير منصة للفنانين الأردنيين والعرب لعرض أعمالهم والتفاعل مع الجمهور.
وتواجه إدارة المهرجان مجموعة من التحديات تتعلق بالتمويل والدعم المالي، مما يؤثر على قدرة المهرجان على تقديم برنامج متنوع وعالي الجودة، علاوة على التحديات اللوجستيةالتي تواجه تنظيم مهرجان كبير في موقع تاريخي والتي يتطلب إدارة فعالة للتحديات اللوجستية، مثل الأمن والنقل والبنية التحتية.
أبرز المعالم الأثرية لمدينة جرش
مدينة جرش الأردنية واحدة من أبرز مواقع التراث التاريخي في العالم العربي، والتي تتميز بمجموعة من المعالم الأثرية التي تعكس تاريخها الغني وتنوع حضاراتها، إليكي أبرز المعالم الأثرية التي يمكنك زيارتها في مدينة جرش:
- المدرج الروماني: المدرج الروماني في مدينة جرش هو واحد من أبرز المعالم الأثرية في الأردن ومن أفضل الأمثلة على المدرجات الرومانية المحفوظة في العالم، يعود تاريخ بناء المدرج إلى العهد الروماني ويعكس حجم وأهمية المدينة خلال تلك الفترة، ويعتبر المدرج الروماني في جرش هو واحد من أكبر المدرجات الرومانية في الشرق الأوسط، ويستوعب حوالي 3,000 متفرج.
يتميز المدرج بتصميمه الهندسي الرائع، حيث يتألف من ثلاثة مستويات من المقاعد (المدرجات) تحيط بالمسرح الرئيسي،ويعتبر التصميم مثالا نموذجيا للمدرجات الرومانية التي تستخدم للعروض المسرحية والمناسبات العامة، يتميز المدرج بواجهة ضخمة من الحجر الجيري، ويحتوي على عدة أقواس وأعمدة تضفي طابعا جماليا على الهيكل، يتألف المدرج من مدرجات دائرية مرتفعة، ما يسمح بجودة الرؤية من جميع الزوايا،علاوة على المقاعد مصنوعة من الحجر ولها تصميم يسمح بالراحة وتوفير أفضل تجربة للمتفرجين.
ويحتوي المدرج على نظام معقد من الأنفاق والممرات التي تستخدم للوصول إلى المقاعد وتوفير المرافق الضرورية للجمهور، بني المدرج في القرن الثاني الميلادي، خلال فترة حكم الإمبراطورية الرومانية، كان يستخدم للفعاليات العامة مثل العروض المسرحية، والمناسبات الاحتفالية، والمصارعة. كان يعد مركزا ثقافيا واجتماعيا مهما في المدينة.
يستخدم المدرج اليوم كمكان رئيسي لإقامة الفعاليات الثقافية والفنية مثل مهرجان جرش للثقافة والفنون، يشمل ذلك حفلات موسيقية، وعروض مسرحية، ومهرجانات دولية، كما يعد المدرج وجهة سياحية رئيسية، ويجذب المدرج العديد من الزوار من جميع أنحاء العالم الذين يقومون بزيارة المكان من أجل مشاهدة التفاصيل المعمارية الخاصة بالمدرج.
- شارع الأعمدة (الشارع الرئيسي): يمتد هذا الشارع المعبد بالأعمدة الرومانية من المدخل الرئيسي إلى المدرج الروماني، وهو محاط بالأنقاض والمباني القديمة، ويعتبر شارع الأعمدة المركز التجاري والسياسي للمدينة في العهد الروماني، علاوة على أنه مثالا ممتازا على تخطيط المدن الرومانية.
- معبد زيوس: واحد من أبرز المعالم الأثرية في المدينة ويعكس تألق العمارة الرومانية في العصر القديم، يقع هذا المعبد في الجزء الجنوبي من المدينة، ويعتبر مثالا ممتازا على الفن المعماري الروماني الديني، يقع معبد زيوس في الجزء الجنوبي الشرقي من مدينة جرش، ضمن المجمع الأثري الروماني الكبير.
ويتميز المعبد بتصميمه الروماني التقليدي، حيث يتكون من مساحة كبيرة محاطة بأعمدة ضخمة،كما يحتوي المعبد على رواق مدخل (بروبولون) مزين بأعمدة ضخمة وواجهة مزخرفة، ويحتوي المعبد على أعمدة كورنثية ذات تصميم معقد، والتي تضيف طابعا جماليا ومهيبا للهيكل، الأعمدة مصنوعة من الحجر الجيري وقد زينت بتفاصيل منحوتة بدقة، وتشمل القاعة الرئيسية (ناوس) مساحة كبيرة كانت تخصص للعبادة وتقديم القرابين. يعتقد أن المعبد كان يحتوي على تمثال ضخم للإله زيوس في هذه القاعة، على الرغم من أن التمثال الأصلي لم يعثر عليه.
بني معبد زيوس في القرن الثاني الميلادي، خلال فترة الإمبراطورية الرومانية. يعتبر من أهم المعابد التي بنيت في جرش خلال هذه الفترة، كان المعبد مخصصا للإله زيوس، الذي كان يعتبر أحد أهم الآلهة في البانثيون الروماني. كان يستخدم لأغراض العبادة وتقديم القرابين، وتتميز واجهة المعبد بنقوش وزخارف رخامية تبرز الأشكال الإلهية والرموز الرومانية. الزخارف تظهر تأثيرات فنية بارزة وتفاصيل دقيقة تبرز براعة الفنانين الرومان، وخلال العصور المختلفة، خضع المعبد لعدة تجديدات وترميمات، وقد أثرت التغيرات الدينية والسياسية على استخدام المعبد، حيث تم تحويله في بعض الأحيان إلى كنيسة مسيحية في الفترة البيزنطية.
يمثل معبد زيوس رمزا للتأثير الروماني في جرش ويعكس التقدير الكبير للإله زيوس في الديانة الرومانية، ويعتبر المعبد مثالا ممتازا على العمارة الرومانية الدينية، ويظهر التقنية والمهارة التي كانت تتمتع بها الحضارة الرومانية في بناء المعابد، ويستقطب المعبد الزوار الذين يرغبون في استكشاف التراث التاريخي والديني للمدينة، كما يمكن للزوار التجول بين الأطلال وتفقد الزخارف والنقوش التي تزين المعبد، مما يتيح لهم تجربة مباشرة لتاريخ المدينة.
- معبد أرتميس: أحد أبرز المعالم الأثرية في مدينة جرش والتي تعكس تاريخ المدينة وتنوع تأثيرات الحضارات التي مرت بها،ويعتبر المعبد مثالا رائعا على العمارة الرومانية ويعكس الاهتمام بالدين والفنون خلال العصر الروماني، يقع معبد أرتميس في الجزء الشرقي من مدينة جرش، بالقرب من شارع الأعمدة، وهو موقع استراتيجي في المدينة القديمة.
يتكون معبد أرتميس من هيكل رئيسي يحاط بمجموعة من الأعمدة، وقد بني وفقا للتصميم الروماني التقليدي،ويحتوي المعبد على رواق مدخل (بروبولون) ومنطقة عبادة رئيسية (ناوس)، يحتوي المعبد على أعمدة كورنثية، وهي نوع من الأعمدة الرومانية التي تتميز بزخارف معقدة في الجزء العلوي. الأعمدة مصنوعة من الحجر الجيري وتتميز بتفاصيل دقيقة.
تشمل واجهة المعبد نقوشا وزخارف تجسد الإلهة أرتميس، وهي إلهة الصيد والحماية في الميثولوجيا الرومانية، الزخارف تتضمن مشاهد من الأساطير الرومانية وأشكالا هندسية متقنة.
بني معبد أرتميس في القرن الثاني الميلادي، خلال فترة حكم الإمبراطورية الرومانية،ويعتبر أحد المعابد الرئيسية في جرش التي تعكس البراعات المعمارية والتقدير الديني للرومان، وكان المعبد مخصصا للإلهة أرتميس، التي كانت تعبد كإلهة للصيد والطبيعة. كان يستخدم لأغراض العبادة وتقديم القرابين.
- الحمامات الرومانية: من أبرز المعالم الأثرية التي تعكس براعة الرومان في تصميم وتشييد المنشآت العامة،وكانت الحمامات الرومانية تعتبر جزءا مهما من الحياة الاجتماعية والثقافية في المدن الرومانية، وتعبر عن اهتمام الرومان بالنظافة الشخصية والترفيه.
تقع الحمامات الرومانية في مدينة جرش في أماكن متعددة، وتعتبر من أبرز المعالم التي تعكس مدى تطور البنية التحتية في المدينة خلال العهد الروماني، وتتألف الحمامات من عدة أقسام رئيسية تشمل الاستقبال، وغرف الاستحمام الساخن، والغرف الباردة، بالإضافة إلى ممرات فرعية تستخدم للوصول إلى هذه الأقسام.
أقسام الحمامات الرومانية:
- القاعة الكبرى (الكاليداريوم):هي غرفة الاستحمام الساخن، وكانت تحتوي على نظام تدفئة يعرف بـ "الهيبوكوست"، حيث يتم تدفئة الأرضية والجدران بواسطة سخانات تحت الأرض.
- التيبيداريوم: هي غرفة الاستحمام الدافئ، التي كانت تستخدم لمرحلة الاسترخاء بعد الاستحمام الساخن.
- الفريديدياريوم:هي غرفة الاستحمام البارد، وتستخدم بعد الانتهاء من الحمام الساخن والدافئ، وتحتوي على مياه باردة للانتعاش.
- النظام الحراري أو الهيبوكوست: هو نظام تسخين متطور يستخدم لتسخين الأرضية والجدران عبر قنوات هواء ساخن تمر تحت الأرض، يظهر هذا النظام مدى تقدم الرومان في استخدام التكنولوجيا للحفاظ على درجة حرارة مناسبة.
تتضمن الزخارف الداخلية للحمامات الرومانية الفسيفساء المعقدة، والنقوش الحجرية، والتماثيل التي تضفي طابعا جماليا على المكان، كماتحتوي الحمامات على أعمدة وقباب مزخرفة تظهر براعة التصميم الروماني في العمارة، بنيت الحمامات الرومانية في جرش خلال القرن الثاني الميلادي، في ذروة ازدهار المدينة تحت الحكم الروماني، وكانت الحمامات تستخدم لأغراض النظافة الشخصية، والترفيه، والتواصل الاجتماعي. كانت تعد جزءا من الحياة اليومية في المدينة وكانت مفتوحة للجميع.
وتعتبر الحمامات الرومانية مكانا للتجمع الاجتماعي حيث يمكن للناس من مختلف الطبقات الاجتماعية التفاعل. بالإضافة إلى الاستحمام، كانت تعقد فيها مناقشات ونشاطات اجتماعية، مع مرور الوقت وتغير العصور، تأثرت الحمامات بالتحولات الدينية والسياسية، وتم استخدامها لأغراض مختلفة. في الفترة البيزنطية، تم تحويل بعض الحمامات إلى كنائس.
- البوابة الجنوبية: تعد البوابة الجنوبية من بين البوابات الرئيسية التي كانت تستخدم لدخول المدينة، وتظهر تفاصيل معمارية رومانية بارزة، كما تعتبر البوابة الجنوبية مدخلا هاما للمدينة التاريخية، ويظهر تصميمها التقنيات العسكرية والهندسية الرومانية.
- التيترابيلون: يعتبر التيترابيلون، أو قوس النصر، واحدا من أبرز المعالم التي تظهر التصميم الروماني المعقد، وهو يتكون من أربعة أبراج، كان يستخدم كمدخل للمدينة ويعكس القدرة المعمارية والفنية للرومان.
الكنائس البيزنطية: تعتبر الكنائس البيزنطية في مدينة جرش هي من بين المعالم الأثرية التي تعكس تأثير الفترة البيزنطية على المدينة، بعد فترة الحكم الروماني،وتعكس هذه الكنائس تطور الحياة الدينية والفنية في المدينة خلال الفترة البيزنطية، وتظهر مدى تطور العمارة الدينية والنقوش الفنية.
تتميز الكنائس البيزنطية في جرش بتصميمها المعماري الذي يعكس طابع الكنائس البيزنطية التقليدية، حيث تحتوي عادة على صحن مركزي يحيط به عدة أروقة، ومحراب رئيسي، بعض الكنائس تضم أيضا أبراجا وواجهات مزخرفة، وتحتوي الكنائس على أعمدة مزخرفة، تتنوع بين الأعمدة الكورنثية والأعمدة المزينة بالنقوش البيزنطية، وغالبا ما تكون الأرضيات مغطاة بالفسيفساء، وهي عنصر بارز في الكنائس البيزنطية. الفسيفساء تتميز بألوانها الزاهية وتفاصيلها الدقيقة التي تظهر مشاهد دينية وعناصر زخرفية.
كما تتميز الفسيفساء البيزنطية في جرش بتصاميم معقدة تشمل مشاهد دينية مثل رموز دينية وصور للقديسين. تتميز هذه الفسيفساء بجودتها الفنية العالية وتفاصيلها الدقيقة، وتحتوي الكنائس على نقوش حجرية تظهر مشاهد دينية وعناصر زخرفية مستوحاة من الفنون البيزنطية.
بنيت الكنائس البيزنطية في جرش خلال الفترة البيزنطية التي تلت الفترة الرومانية، والتي بدأت من القرن الرابع الميلادي واستمرت حتى القرن السابع الميلادي، وكانت هذه الكنائس تستخدم لأغراض العبادة المسيحية. تعكس تصميماتها وديكوراتها الأهمية الكبيرة للدين المسيحي في تلك الفترة.
وتعبر الكنائس البيزنطية عن تأثير الفن والعمارة البيزنطية في المدينة، وتظهر تطور الديانة المسيحية والنشاط الفني خلال هذه الفترة، كما تعتبر الكنائس البيزنطية مثالا رائعا على تطور الفن المعماري البيزنطي، ويظهر تصميمها الفني والأرضيات الفسيفسائية كيف كانت تستخدم الفنون في العبادة، وتعد من الوجهات السياحية الهامة، حيث يمكن للزوار استكشاف الزخارف الفنية والتصميمات المعمارية التي تعكس تاريخ المدينة.
أبرز الكنائس البيزنطية في جرش
كنيسة سانت جورج: تعتبر من أبرز الكنائس البيزنطية في المدينة، وتتميز بأرضياتها الفسيفسائية الرائعة.
كنيسة سانت لورانس: تحتوي على نقوش وفسيفساء توضح مشاهد دينية وتعكس التأثير البيزنطي.
كنيسة النصر: تظهر تصميما مميزا وتفاصيل فنية تعكس الفنون البيزنطية.
- السوق العثماني: يحتوي السوق العثماني على مباني تقليدية تعود إلى فترة الحكم العثماني، وتضم أسواقا ومحلات تجارية قديمة، ويعكس السوق العثماني تطور التجارة والتفاعل بين الثقافات خلال فترة الحكم العثماني.
- المكتبة الرومانية: المكتبة الرومانية في جرش هي من بين المعالم الأثرية البارزة التي تعكس الازدهار الثقافي والفكري الذي شهدته المدينة خلال فترة الحكم الروماني. تمثل المكتبة أحد جوانب تطور الحياة الفكرية والعلمية في المدينة، وهي تعطي لمحة عن النظام التعليمي والثقافي الذي كان قائما في ذلك الوقت.
تقع المكتبة الرومانية في الجزء الشرقي من مدينة جرش، بالقرب من ساحة الأوّل وقوس هادريان، وهي منطقة كانت تعد مركزا ثقافيا وتعليميا في المدينة، تتألف المكتبة من قاعة رئيسية مزودة بأرفف لتخزين المخطوطات والكتب، وقد كانت محاطة بأروقة وممرات، كانت تحتوي على مدخل رئيسي يعبر عنه بهيكل معماري مزخرف، وقد يحتوي على أقواس وأعمدة تزين الواجهة، تتزين المكتبة بأعمدة كورنثية مزخرفة، تبرز البراعة المعمارية في تصميمها، وتضيف طابعا جماليا للمبنى.
أرضيات المكتبة مغطاة بالفسيفساء ذات التصميمات المعقدة، التي كانت تحتوي على نقوش وزخارف تظهر مشاهد دينية وثقافية، وتشمل واجهات المكتبة نقوشا هندسية وزخرفية تظهر تفاصيل فنية مميزة، تعبر عن التقدير للعلم والثقافة في تلك الفترة.
بنيت المكتبة خلال القرن الثاني الميلادي، في ذروة ازدهار مدينة جرش تحت الحكم الروماني، وكانت تستخدم كمركز لتخزين المخطوطات والكتب وتقديم التعليم والبحث، كانت تعتبر مركزا ثقافيا مهما حيث يمكن للباحثين والعلماء الوصول إلى النصوص والكتب القيمة.
تجدر الإشارة إلى أن المكتبة كانت تعبر عن التقدير الكبير للعلم والتعليم في المجتمع الروماني. كانت المكتبة تلعب دورا مهما في نشر المعرفة وتعليم الأجيال الجديدة، كما تعكس المكتبة التأثير الثقافي والاهتمام بالفكر والفلسفة الذي كان سائدا في جرش خلال تلك الفترة.
تعتبر مدينة جرش واحدة من أروع مواقع التراث التاريخي في العالم، حيث تحتوي على معالم أثرية تعود إلى العهد الروماني والبيزنطي والعثماني، هذه المعالم تظهر عراقة تاريخ المدينة وتنوع حضاراتها، مما يجعلها وجهة سياحية مميزة للتعرف على التاريخ والثقافة القديمة.