10 وجهات تراثية تستحق الزيارة في اليوم الوطني السعودي

محمد حسين

19 سبتمبر 2024

يُعد اليوم الوطني السعودي مناسبة فريدة للاحتفال بتاريخ المملكة العريق وثقافتها المتنوعة. خلال هذه المناسبة الوطنية، يسعى الكثيرون لاكتشاف الوجهات التراثية التي تعكس تاريخ المملكة وتراثها الثقافي الذي يمتد لأكثر من ألف عام. من المدن القديمة إلى القرى التراثية، تُعد هذه الوجهات بمثابة كنوز حضارية تربط الماضي بالحاضر. دعونا نستعرض أبرز 10 وجهات تراثية تستحق الزيارة في هذا اليوم العظيم:

الدرعية التاريخية

تقع الدرعية على أطراف مدينة الرياض، وتُعد مهد الدولة السعودية الأولى. كانت الدرعية عاصمة المملكة قبل أن تُنقل العاصمة إلى الرياض، وتعد اليوم رمزاً للهوية الوطنية السعودية. تضم الدرعية العديد من المعالم الأثرية مثل حي الطريف، الذي أدرجته اليونسكو ضمن قائمة مواقع التراث العالمي. يمكن للزوار التجول في الأزقة التاريخية وزيارة المتاحف التي تعرض جوانب مختلفة من تاريخ المملكة. خلال اليوم الوطني، تُقام في الدرعية فعاليات ترفيهية وثقافية، مما يجعلها مكانًا مثاليًا للاحتفال بروح الوحدة الوطنية.

العلا

العلا ليست مجرد مدينة تاريخية، بل هي متحف مفتوح يحتوي على آثار تعود لآلاف السنين. أشهر معالمها هو موقع مدائن صالح الذي يعود للحضارة النبطية، وهو أول موقع سعودي يُدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو. يُمكن للزوار استكشاف المقابر المنحوتة في الصخور، والتي تحمل نقوشًا تاريخية مذهلة. إلى جانب التاريخ، تقدم العلا مناظر طبيعية خلابة تجعلها وجهة سياحية فريدة تجمع بين الجمال الطبيعي والتراث الحضاري.

قصر المصمك

قصر المصمك هو أحد أهم الرموز التاريخية في قلب العاصمة الرياض. بُني القصر في أواخر القرن التاسع عشر وكان شاهداً على أهم المعارك التي خاضها الملك عبدالعزيز لاستعادة الرياض وتأسيس الدولة السعودية الحديثة. اليوم، يُعتبر القصر متحفًا يروي تاريخ المملكة من خلال معروضاته التي تشمل الأسلحة القديمة، الصور التاريخية، والوثائق. في اليوم الوطني، يُفتح القصر للجمهور، مما يتيح للزوار فرصة للتعمق في تاريخ تأسيس الدولة السعودية.

جدة التاريخية "البلد"

يُطلق على جدة القديمة اسم "البلد"، وتُعد واحدة من أهم المواقع التراثية في المملكة. تمتاز المنطقة التاريخية في جدة بعمارتها الفريدة التي تميزها البيوت القديمة المبنية من الطين والحجر والأخشاب. من أبرز هذه البيوت هو بيت نصيف الذي شهد أحداثاً تاريخية مهمة، ويُعد اليوم متحفاً مفتوحاً للزوار. تحتضن "البلد" أيضًا أسواقاً تقليدية مثل سوق العلوي، حيث يمكن للزوار التسوق لشراء المنتجات المحلية والهدايا التذكارية. تظل جدة التاريخية واحدة من أكثر الوجهات التراثية حيوية خلال الاحتفالات باليوم الوطني.

قرية رجال ألمع التراثية

قرية رجال ألمع تُعد نموذجاً معمارياً فريداً في منطقة عسير. تقع القرية وسط جبال عسير وتتميز بمنازلها الحجرية ذات التصاميم الهندسية التقليدية، والتي بنيت على سفوح الجبال لتكون محمية من العوامل الطبيعية. يعود تاريخ هذه القرية إلى أكثر من 900 عام، وتحتوي على متحف يروي حياة سكانها عبر العصور. في اليوم الوطني، يُمكن للزوار التمتع بجولات تراثية في القرية والتعرف على الحرف التقليدية التي مارسها سكان المنطقة على مر العصور.

قصر شبرا

يقع قصر شبرا في مدينة الطائف السعودية ويعد واحد من أبرو الوجهات التراثية التي يمكنكم زيارتها في اليوم الوطني السعودي، وقد استغرقت عملية بناءه شهرين متتاليين من عام 1323هـ، ويعود سبب تسميته بهذا الاسم؛ لتصميمه المستوحى من أحد القصور المقامة في حي شبرا بالقاهرة آنذاك.

يتميّز القصر بطرازه العمراني الذي اعتمد على المزج بين الأسلوبين الإسلامي والروماني وبين أساليب العمارة التقليدية في منطقة الحجاز، وتبرز ملامح العمارة الإسلامية في الأقواس والأعمدة والرواشن والأبواب والشبابيك والأسقف.

ويضم 150 غرفة تقريباً، وله مدخلان: رئيسي في الجانب الغربي، وجانبيّ في جهة الشرق، كما أن له 4 واجهات متشابهة وتتخللها أعمدة مصنوعة من النورة والحجر؛ وفي قاعته الرئيسية درج مزدوج من المرمر يصعد إلى الجناحين الموجودَين في الدور العلوي، وهما يضمان غرفاً متنوعة الأحجام؛ أما نوافذه وأبوابه فهي مصنوعة من الخشب المزيّن بلمسات فنية؛ وكان القصر مقرّاً لحكومة المملكة حين كانت تنتقل إلى الطائف صيفاً في عهد جلالة الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه-، وأصبح في عهد الملك فيصل –رحمه الله– مقرّاً لوزارة الدفاع والطيران، ثم تحوّل إلى متحف للآثار والتراث عام 1408هـ..

قرية ذي عين التراثية

قرية ذي عين، التي تقع في منطقة الباحة، هي واحدة من أجمل القرى التراثية في المملكة. بُنيت القرية في القرن الثامن الهجري على قمة جبل وتتميز بمنازلها البيضاء الحجرية. تحيط بها ينابيع المياه الجارية والمزارع الخضراء التي تضفي على القرية سحرًا طبيعيًا. يمكن للزوار في اليوم الوطني التمتع بجولات سياحية وسط المنازل القديمة والتعرف على طريقة حياة سكان المنطقة في الماضي.

قرية الفاو الأثرية

قرية الفاو الأثرية، الواقعة بالقرب من وادي الدواسر، كانت عاصمة مملكة كندة العربية القديمة. يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام، وتُعد اليوم أحد أهم المواقع الأثرية في المملكة. تحتوي القرية على بقايا قصور، معابد، وآبار قديمة، فضلاً عن نقوش حجرية تعود للعصر الجاهلي. تُعد قرية الفاو وجهة مثالية للمهتمين بالتاريخ والحضارات العربية القديمة، حيث يمكنهم استكشاف هذا الموقع الذي يروي تاريخ المملكة الطويل.

أشيقر التراثية

ومن أبرز الوجهات التراثية التي يمكنكم زيارتها في المملكة العربية السعودية في اليوم الوطني يبرز اسم بلدة أشيقر التراثية التي توفر تجربة تراثية ساحرة.

تقع بلدة أشيقر التراثية في محافظة شقراء، والتي تبعد 200 كم غرب مدينة الرياض، حيث تمتاز القرية باحتوائها على مجموعة من المباني التراثية المميزة.

تلتف المباني حول ميدان رئيس ومستطيل الشكل، ويقع في غربه المسجد الجامع، أما شرقه فيحتوي على مجموعة محلات تجارية وخدمات عامة مثل: مخازن الغلال، الميزان، النعوش، مكان إيواء الشوارد، بيت الغرباء، والكتاتيب؛ وأما الأحياء السكنية فهي ترتبط مع الميدان عبر طرق شريانية؛ كما تتميز البلدة بتعدد معالمها ومواقعها التراثية

قصر إبراهيم في الأحساء

يقع قصر إبراهيم في مدينة الهفوف ويعود تاريخه إلى الحقبة العثمانية في القرن السادس عشر. يُعد القصر تحفة معمارية، حيث يجمع بين الطراز الإسلامي والعثماني في تصميمه. يحتوي القصر على العديد من القاعات والمرافق التي كانت تستخدم من قبل الجيوش العثمانية. اليوم، يُعتبر القصر متحفًا مفتوحًا للزوار، حيث يُعرض فيه تاريخ المنطقة الشرقية من خلال مجموعة من القطع الأثرية والوثائق التاريخية. في اليوم الوطني، يُفتح القصر للجمهور مع فعاليات تراثية تُظهر جوانب الحياة في الماضي.

يوم خالد في تاريخ المملكة

تُمثل هذه الوجهات التراثية جزءًا من هوية المملكة العربية السعودية وتاريخها الغني. زيارتها في اليوم الوطني ليست مجرد فرصة للاحتفال بالوحدة الوطنية، بل هي أيضًا دعوة لاستكشاف عمق الحضارات التي تفاعلت مع شبه الجزيرة العربية على مر العصور. سواء كنت تبحث عن التاريخ القديم أو العمارة التراثية أو حتى الفعاليات الثقافية، فإن هذه الوجهات تقدم لك تجربة فريدة تجمع بين التعليم والاستمتاع.

في نهاية المطاف، يُعتبر اليوم الوطني السعودي فرصة مثالية للتواصل مع الماضي، وفهم الجذور التاريخية التي قامت عليها المملكة، واستكشاف التراث الغني الذي يُميزها عن غيرها من البلدان.