السياحة في طنجة المغرب.. سحر البحر وأسرار الجبال في جولة واحدة
طنجة هي وجهة سياحية خلابة تقع على مضيق جبل طارق، فهي تجمع بين التاريخ والثقافة والجمال الطبيعي بطريقة فريدة من نوعها، وهي نقطة إلتقاء القارات والحضارات حيث تحمل تأثيرات عربية وأمازيغية وأوروبية، و لكل معلم في طنجة قصة تحكي ماضي المغرب العريق وحاضره المتجدد، ويمكن استكشاف سحر المدينة أثناء التجول في أزقتها القديمة أو الاسترخاء على شواطئها أو زيارة المواقع التاريخية البارزة أو الانغماس في جمال الطبيعة على البحر الأبيض المتوسط.
ولطالما كانت المدينة موطناً للفنانين والكتّاب والمغامرين، ولا تزال تحتفظ بجاذبيتها بفضل تاريخها الملون وسواحلها الخلابة المطلة على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، فهي تقدم مجموعة متنوعة من المعالم الثقافية والطبيعية التي لا يمكن نسيانها، مما يمنح الزائر تجربة عطلة فريدة من نوعها.
ونتعرف اليوم على مجموعة من أهم وجهات ومعالم السياحة في طنجة المغرب وأبرز الأماكن المميزة التي ننصحكم بزيارتها للاستمتاع بعطلة رائعة في هذا الميناء التجاري والتاريخي الساحر.
متحف القصبة - دار المخزن
يقع متحف القصبة المعروف أيضاً باسم دار المخزن في واحدة من أهم المعالم التاريخية في طنجة، داخل القصبة القديمة التي كانت بمثابة حصن للمدينة، ويحتل المتحف مبنى كان في الماضي قصر السلطان، ويعد المتحف من أهم وجهات السياحة في طنجة المغرب بفضل ما يوفره من فرص لاستكشاف جزء من تاريخ المغرب الإمبراطوري.
ويحتوي المتحف على مجموعة رائعة من الآثار التي تتنوع بين التحف الفينيقية والفنون الإسلامية، وبينما تتجولين في الغرف المزينة بعناية ستشاهدين قطعًا أثرية قديمة، مثل الخزف والمخطوطات والمنسوجات التي تلقي الضوء على ماضي طنجة الساحر.
وتضيف السقوف الخشبية المحفورة والحدائق الأندلسية المحيطة أجواء ساحرة، كما يتيح لك الموقع المرتفع للمتحف إطلالات بانورامية على المدينة ومضيق جبل طارق، مما يجعله مكاناً مثالياً لالتقاط صور للطبيعة الساحلية الرائعة.
مدينة طنجة القديمة
تتميز مدينة طنجة القديمة بشبكة من الشوارع الضيقة والمتعرجة التي ظلت على حالها تقريباً لقرون، وهي تعد واحدة من أكثر المناطق سحراً في المدينة، حيث تعكس الحياة المغربية التقليدية، وبينما تتنقلين عبر شوارع المدينة ستجدين الأسواق المزدحمة التي تبيع كل شيء من التوابل والسجاد والسيراميك إلى الجلود والملابس التقليدية، كما تحتوي المدينة القديمة على معالم تاريخية مثل المسجد الكبير وساحة "الصول" التي كانت مكاناً يجتمع فيه الأدباء والفنانين مثل بول بولز وويليام إس بوروز.
ويعد استكشاف المدينة القديمة تجربة شاملة تحفز جميع حواسك، فالألوان الزاهية للأكشاك والروائح الشهية للأطعمة المغربية، وأصوات الحياة اليومية تضفي على المكان أجواء مليئة بالحيوية والنشاط، كما تعد فرصة للتعرف على الثقافة والتاريخ اللذين يميزان طنجة.
كهوف هرقل
تبعد كهوف هرقل مسافة قصيرة عن طنجة، وهي واحدة من عجائب الطبيعة التي يرتبط اسمها بالأساطير والقصص الخيالية، ويُعتقد أن هذه الكهوف كانت مأوى للبطل الإغريقي هرقل بعد إكماله إحدى مغامراته الشهيرة، وتتميز الكهوف بفتحة مواجهة للبحر التي تشبه شكل قارة إفريقيا عندما تُرى من الداخل، مما يجعلها وجهة شهيرة بين السائحين والسكان المحليين.
وتجمع كهوف هرقل بين التاريخ والأسطورة والطبيعة الجيولوجية، ويوفر المكان ملاذاً من صخب المدينة مع جوه الرطب والبارد وأصوات الأمواج التي تضرب الصخور، كما يعتبر المكان وجهة مميزة لمشاهدة غروب الشمس، حيث تقدم الكهوف مشهداً رائعاً للمحيط الأطلسي.
رأس سبارطيل
يقع رأس سبارطيل على بُعد حوالي 14 كيلومترًا غرب طنجة، حيث يلتقي المحيط الأطلسي بالبحر الأبيض المتوسط، وهذا الرأس الساحر يعد وجهة مميزة لمحبي الطبيعة، حيث يوفر إطلالات بانورامية على المحيط والمناظر الطبيعية الخضراء المحيطة به، إضافة إلى منحدراته الصخرية.
وتعتبر منارة رأس سبارطيل التي أُنشئت في القرن التاسع عشر من أبرز معالم المنطقة، حيث لا تزال ترشد السفن عبر المياه الصعبة منذ عقود، ويمكن لزوار المنطقة الاستمتاع بالمشي على عدة مسارات تؤدي إلى استكشاف الجمال الطبيعي للساحل، كما يعد رأس سبارطيل نقطة ذات أهمية تاريخية تمتد عبر العصور، حيث اجتذب المسافرين والمستكشفين وحتى الاستراتيجيين العسكريين.
متحف المفوضية الأمريكية
تحتضن طنجة متحف المفوضية الأمريكية، الذي يعتبر المعلم الوطني الأمريكي الوحيد خارج الولايات المتحدة، وقد تأُسس هذا المبنى عام 1821 كأول ملكية دبلوماسية أمريكية في الخارج، مما يعكس العلاقة العريقة بين الولايات المتحدة والمغرب، ويحتضن المتحف مجموعة متنوعة من المعروضات التي تسلط الضوء على تاريخ البلدين وفنونهما وثقافاتهما، وتشمل هذه المعروضات خرائط ومخطوطات وأعمالاً فنية تروي قصص التبادل الدبلوماسي والثقافي بين البلدين.
شاطئ طنجة
يمتد شاطئ طنجة على طول ساحل المدينة المطل على البحر المتوسط، حيث يُعتبر من الوجهات المفضلة للزوار والسكان المحليين، والشاطئ يوفر فرصة مثالية للاسترخاء والاستمتاع بأنشطة ترفيهية متنوعة، فالمياه الهادئة والدافئة تجذب الزوار للسباحة، بينما تصطف المقاهي والمطاعم على طول الشاطئ لتقديم مشروبات منعشة أو وجبات مغربية تقليدية، كما يمكن التجول على الشاطئ، أو ممارسة الرياضات المائية مثل ركوب الجيت سكي والتجديف، حيث يقدم شاطئ طنجة خيارات متنوعة تلبي احتياجات الجميع.
ساحة 9 أبريل - السوق الكبير
تعتبر ساحة 9 أبريل أو السوق الكبير واحدة من أشهر الساحات في طنجة، وتعمل كبوابة بين المدينة القديمة والجزء الأكثر حداثة منها، وسميت الساحة تكريماً لخطاب تاريخي ألقاه السلطان محمد الخامس في هذا اليوم، وهذا الميدان النابض بالحياة يعج بالنشاط، حيث تصطف المقاهي والمتاجر والمباني التاريخية على أطرافه، كما يُعد السوق الكبير مكانًا رائعًا لمراقبة الحياة اليومية في طنجة، حيث يتوافد السكان المحليون والزوار الى الساحة ويعرض الباعة المتجولون منتجاتهم المتنوعة، من الخضروات الطازجة إلى الحرف اليدوية.
وتزداد حيوية الساحة بشكل خاص في المساء، حيث يتجمع السكان للاستمتاع بنسيم الليل البارد، ومن هذه الساحة يمكنك بسهولة الوصول إلى معالم أخرى مثل المدينة القديمة، والقصبة وساحة السوق الصغير.
ضريح ابن بطوطة
يُعد ضريح ابن بطوطة أحد المعالم الأقل شهرة في طنجة ولكنه ذو أهمية ثقافية كبيرة، إذ يحتضن رفات الرحالة المغربي الشهير الذي وُلد في المدينة في القرن الرابع عشر، ويُعرف ابن بطوطة بكونه واحداً من أعظم الرحالة في التاريخ، حيث قطع أكثر من 75,000 ميل عبر إفريقيا وآسيا وأوروبا خلال حياته، ويقع ضريحه في المدينة القديمة، وعلى الرغم من تواضع تصميمه فإن الضريح يحمل أهمية كبيرة لدى المغاربة ومحبي التاريخ ويُعتبر شاهداً على إنجازات هذا الرحالة البارز.
حديقة الرميلات - بارك بيرديكاريس
تُعد حديقة الرميلات المعروفة أيضاً باسم بارك بيرديكاريس وجهة مفضلة لعشاق الطبيعة في طنجة، حيث تقع الحديقة على أطراف المدينة وتطل على البحر المتوسط والتلال المحيطة، ما يجعلها مكاناً مميزاً للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، والحديقة تحمل اسم "إيون بيرديكاريس" وهو أمريكي ثري كان يملك هذه الأرض، وقد أصبحت الآن ملاذاً للباحثين عن الهدوء بعيداً عن صخب المدينة.
وتوفر الحديقة مساحات مثالية للتنزه أو الجلوس والاسترخاء في أحضان الطبيعة، كما تشكل الحديقة وجهة مميزة لمحبي مراقبة الطيور، حيث تعيش فيها أنواع عديدة من الطيور المحلية والمهاجرة، والمسارات الممهدة تجعل من السهل استكشاف التنوع النباتي والحيواني الذي يزدهر في هذا النظام البيئي الساحلي.