اكتشفي سحر السياحة في رواندا ملاذ النساء المغامرات والمستكشفات
السياحة في رواندا تجربة متكاملة تجمع بين سحر الطبيعة وتنوع الحياة البرية والثقافة العريقة والتاريخ المؤثر، ورواندا المعروفة بلقب أرض الألف تل هي دولة صغيرة تقع في شرق إفريقيا، وتتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة وثقافتها المتنوعة وتنوعها البيولوجي.
وفي رواندا توفر كل منطقة تجربة مميزة وجذابة، من المحميات الطبيعية إلى البحيرات النقية والمنتزهات الوطنية والجبال والتلال والبراكين والحياة البرية، فهناك تجارب غنية تتناسب مع جميع أنواع الزوار.
ونتعرف اليوم على أبرز وجهات وأماكن السياحة في رواندا للاستمتاع بعطلة مفعمة بالمغامرات والإستكشاف، حيث تقدم رواندا أوقات مثيرة وممتعة لعشاق الطبيعة والإنغماس في الثقافات الأفريقية.
منتزه البراكين الوطني
يُعد منتزه البراكين الوطني من أبرز وأشهر وجهات السياحة في رواندا، ويقع في شمال غرب البلاد ويشكل جزءاً من سلسلة جبال فيرونغا التي تمتد عبر رواندا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ويشتهر المنتزه بشكل أساسي بوجود الغوريلا الجبلية المهددة بالانقراض، حيث تعد مراقبة هذه الغوريلا في بيئتها الطبيعية تجربة فريدة تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
والرحلة الى المنتزه التي قد تستغرق ساعات أو يومًا كاملاً، تأخذ الزائر عبر الغابات المطيرة الكثيفة وبساتين الخيزران ومنحدرات البراكين، مما يجعل الرحلة بحد ذاتها تجربة ساحرة وممتعة، وبالإضافة إلى الغوريلا يمكن للزوار أيضاً مشاهدة قرود الذهبية النادرة التي تعيش في هذه المنطقة، كما يضم المنتزه خمسة براكين رئيسية ما يجعله وجهة مثالية لمحبي التنزه والتسلق.
منتزه غابة نيونغوي الوطني
يقع منتزه غابة نيونغوي الوطني في جنوب غرب رواندا، ويُعتبر من أقدم الغابات المطيرة في إفريقيا وواحداً من أهم مواقع التنوع البيولوجي في القارة، وهذه الغابة العريقة تأوي مجموعة هائلة من النباتات والحيوانات، من ضمنها 13 نوعًا من الرئيسيات مثل الشمبانزي وقرود الكولوبوس والمغابيات، ومن أهم الأنشطة في المنتزه رحلة تعقب الشمبانزي، حيث يمكن للزوار مشاهدة هذه الحيوانات الذكية وهي تتنقل بين الأشجار وتتواصل وتبحث عن طعامها.
وإلى جانب الحياة البرية يشتهر المنتزه بجسر الممر المعلق، وهو جسر عالٍ معلق على ارتفاع 50 مترًا فوق أرض الغابة، وعبور الجسر يمنح الزوار فرصة فريدة لرؤية الغابة من منظور علوي، بالإضافة إلى مشاهدة بعض الطيور النادرة مثل الطيور الطاووسية الزرقاء، ويمكن لعشاق التنزه استكشاف شبكة واسعة من المسارات التي تمر عبر شلالات ومزارع الشاي والغابات الكثيفة.
بحيرة كيفو
تقع بحيرة كيفو على الحدود الغربية لرواندا مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتعتبر وجهة هادئة وساحرة تقدم فرصة للاسترخاء بعيداً عن صخب الحياة العصرية، وكواحدة من البحيرات الكبرى في إفريقيا تشتهر بحيرة كيفو بمياهها الصافية وشواطئها الهادئة ومشهد غروب الشمس الخلاب.
والأجواء الهادئة للبحيرة تجعلها مثالية للسباحة والتجديف ورحلات القوارب، ويمكن أيضاً استكشاف الجزر الصغيرة المنتشرة عبر البحيرة حيث تعيش مجتمعات الصيد المحلية، ولمحبي الأنشطة المائية توفر البحيرة خيارات مثل التزلج على الماء وركوب الأمواج الشراعية، كما تتميز البحيرة بوجود القرى الساحلية مثل جيسيني وكيبوي وتشانغوغو، والتي توفر خيارات إقامة متنوعة تشمل الفنادق الفاخرة المثالية لقضاء عطلة استجمامية.
منتزه أكاجيرا الوطني
للحصول على تجربة سفاري تقليدية في رواندا يعد منتزه أكاجيرا الوطني هو وجهتك المثالية، ويقع المنتزه في الجزء الشرقي من البلاد، بالقرب من الحدود مع تنزانيا، وهو المحمية الوحيدة للسافانا في رواندا، ويتميز المنتزه بوجود أهم حيونات الغابات وهم الأسود والفهود والأفيال والجاموس ووحيد القرن، وقد شهد المنتزه جهوداً كبيرة لإعادة تأهيله في السنوات الأخيرة، حيث تم إعادة إدخال الأسود في عام 2015 ووحيد القرن الأسود في عام 2017، مما يجعله وجهة رئيسية لعشاق الحياة البرية.
و يعتبر منتزه أكاجيرا جنة لعشاق مراقبة الطيور، حيث تم تسجيل أكثر من 500 نوع من الطيور، كما تتمتع المحمية بتنوع بيئي يشمل السهول المفتوحة والبحيرات والمستنقعات والغابات، حيث يمكن استكشاف المنتزه من خلال رحلات السفاري البرية، ورحلات القوارب في بحيرة إهيما.
النصب التذكاري للإبادة الجماعية في كيغالي
بالرغم من أن جمال رواندا الطبيعي يجذب الزوار، إلا أن تاريخها له أهمية لا تقل عن ذلك، حيث يُعد النصب التذكاري للإبادة الجماعية في كيغالي نقطة تذكير مؤثرة بماضي البلاد المؤلم، وقد افتتح النصب في عام 2004 ويعد تخليدًا لذكرى أكثر من مليون رواندي فقدوا حياتهم خلال الإبادة الجماعية عام 1994 ضد التوتسي، ويقع النصب في منطقة جيسوزي بالعاصمة كيغالي، ويضم رفات أكثر من 250,000 ضحية.
والزوار يمكنهم استكشاف المعروضات التي تشرح تاريخ رواندا والأحداث التي قادت إلى الإبادة الجماعية، وما تلاها من آثار، وتعرض المتاحف صوراً وممتلكات شخصية للضحايا وشهادات من الناجين، مما يوفر فهماً شاملاً للفظائع التي حدثت ورحلة رواندا الاستثنائية نحو المصالحة وإعادة البناء.
متحف قصر الملك روكاري
يقع متحف قصر الملك في بلدة نيانزا بجنوب رواندا، وهو منارة ثقافية تعكس جزءاً مهماً من تراث رواندا الملكي قبل الحقبة الاستعمارية، والمتحف يقع في نسخة مطابقة للقصر الملكي التقليدي الذي كان يخص الملك موتارا الثالث رودههيغوا، ويتميز هذا القصر بتصميمه المعماري المذهل الذي يعكس حرفية وثقافة الشعب الرواندي.
ويتيح المتحف للزوار فرصة التجول داخل القصر والتعرف على تاريخ ملوك رواندا وحياتهم اليومية والدور الذي لعبه النظام الملكي في تشكيل البلاد، وبجوار القصر التقليدي يوجد مقر الإقامة الحديث الذي تم بناؤه للملك في عام 1932، ويعطي لمحة عن الفترة الانتقالية من الحكم التقليدي إلى الحكم الحديث في رواندا.
قرية حراس الغوريلا
للحصول على تجربة مثيرة وفريدة من نوعها يُنصح بزيارة قرية حراس الغوريلا (المعروفة سابقاً باسم قرية إبي إواكو الثقافية)، وتقع هذه القرية بالقرب من منتزه البراكين الوطني، وهي مشروع مجتمعي يديره السكان المحليون الذين كانوا سابقًا صيادين غير قانونيين، وتحولوا إلى حماة للطبيعة والتراث.
وفي هذه القرية يمكن للزوار التفاعل مع التقاليد والعادات المحلية من خلال المشاركة في رقصات تقليدية وحضور عروض الطبول، وورش عمل للحرف اليدوية، كما يمكن تعلم كيفية طهي الطعام الرواندي وتجربة الرماية، التي كانت جزءًا من تقاليد الصيد في المنطقة.
ومن أبرز التجارب في القرية هو اللقاء مع "ملك" محلي، حيث يمكن للزوار التعرف على الهياكل الحكومية التقليدية لرواندا، ويمكن للضيوف أيضًا ارتداء الملابس التقليدية والمشاركة في طقوس التتويج الاحتفالية للتواصل العميق مع الشعب الرواندي وتاريخه.
منتزه غيشواتي-موكورا الوطني
منتزه غيشواتي-موكورا الوطني هو أحدث المنتزهات الوطنية في رواندا، حيث تم تأسيسه في عام 2016 كجزء من الجهود المستمرة لحماية البيئة، ويقع المنتزه في المنطقة الغربية من البلاد ويحتضن تنوعًا بيئيًا مميزًا، مثل الرئيسيات كالشيمبانزي وقرود لوهوست، والقرود الزرقاء.
ويشكل المنتزه جزءًا من المشهد الطبيعي الأكبر لمنطقة غيشواتي-موكورا، الذي يتميز بتلال و أنهار وغابات محلية، وبالرغم من أن المنتزه لا يستقطب عددًا كبيرًا من الزوار مقارنة بغيره من المتنزهات في رواندا، فإنه يُعتبر وجهة هادئة لمحبي الحياة البرية ومراقبي الطيور، ويمكن للزوار التجول في المنتزه مع مرشدين محليين، حيث يتعرفون على الجهود المبذولة لاستعادة وحماية النظم البيئية هناك.
جبل كيغالي
يقع جبل كيغالي بالقرب من العاصمة ويوفر إطلالات خلابة على المدينة والتلال المحيطة، وعلى الرغم من أن تسلقه ليس تحديًا تقنيًا صعبًا، فإنه يوفر فرصة للهروب من صخب المدينة إلى الطبيعة، والمسارات المؤدية إلى قمة الجبل تمر عبر مناظر خضراء وقرى صغيرة ومزارع، مما يسمح للزوار بالتعرف على حياة الريف في رواندا، وعند الوصول إلى القمة يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهد بانورامية لكيغالي خاصة عند غروب الشمس، حيث يغمر الضوء الذهبي المدينة.
وإلى جانب رياضة المشي، يُعد جبل كيغالي مكانًا مثاليًا لأنشطة أخرى مثل ركوب الدراجات وركوب الخيل والطيران الشراعي، مما يجذب عشاق المغامرة، كما يتوفر على الجبل العديد من المقاهي المحلية والمطاعم حيث يمكن للزوار الاسترخاء وتذوق المأكولات الرواندية التقليدية.
متحف الفنون في رواندا
يقع متحف الفنون في رواندا في القصر الرئاسي السابق بمنطقة كانومبي في كيغالي، ويُعد مركزًا للفن المعاصر في البلاد، ويضم المتحف مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية الحديثة لفنانين روانديين ودوليين، مما يتيح مساحة للتعبير الفني والحوار الثقافي، ويمكن للزوار استكشاف معارض تضم لوحات ومنحوتات وأعمالًا الوسائط المتعددة التي تعكس الأنماط الفنية المختلفة والقصص الثقافية المتنوعة في رواندا.
وإلى جانب مجموعة الأعمال الفنية يتميز المتحف بأهميته التاريخية، فقد كان القصر مقر إقامة الرئيس الثاني لرواندا جوفينال هابياريمانا، وتبقى أجزاء من المبنى كما كانت قبل حادث تحطم الطائرة الذي شكل بداية الإبادة الجماعية عام 1994.