السياحة في لارنكا قبرص وجهتك المثالية لإجازة مليئة بالمرح والاسترخاء
تجذب السياحة في لارنكا قبرص الزوار بشكل متزايد بفضل جمالها الساحر، ولارنكا هي مدينة ساحلية تقع في جنوب قبرص، وهي وجهة تقدم مزيجًا مميزًا من التاريخ والثقافة والجمال الطبيعي، ولكونها واحدة من أقدم مدن الجزيرة، تمتاز لارنكا بمعالم تاريخية بارزة وشواطئ خلابة وتجارب ثقافية رائعة.
ونستكشف اليوم مجموعة رائعة من وجهات السياحة في لارنكا قبرص والتي توفر للعائلة عطلة ممتعة ومفعمة بأوقات الاستجمام، كما تعد وجهة مثالية للعطلات الرومانسية ولمحبي التاريخ وحضارات البحر المتوسط القديمة.
شاطئ فينيكوديس
شاطئ فينيكوديس من أشهر وجهات السياحة في لارنكا قبرص وهو ممشى حيوي يمتد على طول الساحل، والشاطئ محاط بأشجار النخيل ويوفر إطلالات ساحرة على البحر الأبيض المتوسط، وهذا الشاطئ يشتهر بين السكان المحليين والزوار بفضل رماله الذهبية ومياهه الصافية، ويعتبر الشاطئ المكان المثالي للسباحة والاستمتاع بأشعة الشمس والرياضات المائية.
ويزخر الشاطئ بالأنشطة على مدار اليوم، حيث تتنوع المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية لتقدم خيارات عديدة لتناول الطعام والتسوق، وفي المساء يتحول فينيكوديس إلى مكان اجتماعي حيوي، حيث يجتمع الناس للاستمتاع بغروب الشمس أو التجول على طول الممشى، كما تقام على الشاطئ العديد من الفعاليات الموسمية، مثل المهرجانات الموسيقية والاحتفالات التقليدية القبرصية.
بحيرة الملح في لارنكا وحلا سلطان تكية
على بعد بضعة كيلومترات فقط من وسط المدينة تقع بحيرة الملح في لارنكا، وهي إحدى العجائب الطبيعية التي تتحول إلى مشهد خلاب خلال أشهر الشتاء عندما تتوافد آلاف طيور الفلامنجو إلى المنطقة، وهذه السلسلة من البحيرات المالحة المتصلة تغطي مساحة حوالي 2.2 كيلومتر مربع وتعد واحدة من أهم الأراضي الرطبة في قبرص، وتجذب البحيرة عشاق الطبيعة حيث يمكنهم التنزه على طول المسارات المحيطة بها ومراقبة مجموعة واسعة من الطيور خاصة خلال فترات الهجرة.
وبالقرب من البحيرة يقع حلا سلطان تكية وهو واحد من أهم المواقع الإسلامية خارج مكة والمدينة، وهذا المسجد الجميل الذي بُني في القرن السابع تحيط به أشجار النخيل، ويُوفر ملاذًا هادئًا للاستمتاع بالطبيعة والاسترخاء.
كنيسة القديس لعازر
تعتبر كنيسة القديس لعازر واحدة من المعالم الأكثر أهمية تاريخيًا وجمالاً من الناحية المعمارية في لارنكا، وهذه الكنيسة البيزنطية الرائعة التي تعود إلى القرن التاسع، وهي مكرسة للقديس لعازر الذي قام يسوع بإعادته للحياة، وبحسب الروايات هرب لعازر إلى قبرص بعد قيامته وعُيّن أسقفًا لمدينة كيتيون (لارنكا القديمة)، حيث عاش 30 عامًا قبل أن يتوفى مرة أخرى، ويمكن للزوار استكشاف قبره الذي يقع تحت الكنيسة، وزيارة السرداب للتعرف أكثر على حياته.
وتصميم الكنيسة يعد تحفة من فن العمارة في العصور الوسطى، حيث تتميز بنقوشها الدقيقة والأيقونات الخشبية المزخرفة والفريسكات الجميلة التي تزين الجدران، كما تُعد الكنيسة مركزًا لاحتفال ديني كبير يُقام قبل عيد الفصح بثمانية أيام، حيث يتم حمل رفات القديس لعازر في موكب يجوب شوارع لارنكا.
قناة كاماريس
تُعد قناة كاماريس المعروفة أيضًا باسم "القناة القديمة" من أبرز معالم السياحة في لارنكا قبرص وأكثرها تميزًا من الناحية الهندسية في القرن الثامن عشر، وقد تم بناؤها في عام 1747 خلال الحكم العثماني من قبل حاكم قبرص آنذاك، وكان الغرض من تشييدها هو نقل المياه العذبة من نهر قريب إلى مدينة لارنكا التي كانت تعاني من مشاكل في توفير المياه لقرون.
وتتألف القناة من 75 قوسًا حجريًا وتمتد على مسافة طويلة، ما يضفي عليها مشهدًا مثيرًا على طول الأفق، حيث يمكن للزوار اليوم التنزه على طول أجزاء القناة، و الاستمتاع بجمالها الهندسي ومشاهدة المناظر الخلابة للريف المحيط، كما يبرز جمال القناة بشكل خاص وقت غروب الشمس، عندما تتلون الأقواس الحجرية بظلال ذهبية دافئة.
مارينا لارنكا
مارينا لارنكا تعد نقطة انطلاق مثالية للاستمتاع بالحياة البحرية عند السياحة في لارنكا قبرص، فهذه المارينا الحديثة ليست مجرد مرسى لليخوت والقوارب الشراعية، بل تعتبر أيضًا وجهة سياحية رئيسية تقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة، بدءًا من رحلات القوارب على طول الساحل إلى رحلات الصيد والغوص.
وتُعد مارينا لارنكا مركزًا للمغامرات البحرية، ومن بين الرحلات الأكثر شهرة في المارينا هي زيارة حطام زينوبيا وهو أحد أشهر مواقع الغوص في العالم، كما تُعد المارينا أيضًا مكانًا رائعًا للاسترخاء، حيث يمكن الاستمتاع بتناول وجبة أو فنجان قهوة في أحد المقاهي والمطاعم المطلة على البحر.
قلعة لارنكا
تقع قلعة لارنكا على الواجهة البحرية بالقرب من شاطئ فينيكوديس، وهي قلعة تاريخية تعود إلى أواخر العصور الوسطى، وقد بُنيت القلعة في الأصل لحماية المدينة من الغزاة واستخدمت لأغراض مختلفة عبر التاريخ، مثل استخدامها كسجن خلال الحكم البريطاني في قبرص.
واليوم تحولت القلعة إلى متحف يعرض مجموعة من القطع الأثرية التي تعود لفترات العصور الوسطى والعثمانية والبريطانية من تاريخ قبرص، وفي ساحة القلعة يمكن مشاهدة مدافع وبقايا عسكرية تعود إلى فترة استخدامها كحصن، وداخل القلعة يمكن للزوار استكشاف المعروضات التي تسلط الضوء على تاريخ لارنكا والقلعة، كما يمكن صعود أعلى جدران الحصن، للاستمتاع بإطلالات بانورامية على البحر الأبيض المتوسط.
كنيسة أنجيلوكتستي
تقع كنيسة أنجيلوكتستي في قرية كيتي على مشارف لارنكا، وهي جوهرة معمارية تعود إلى العصر البيزنطي، ومعنى اسم الكنيسة هو "بُنيت بواسطة الملائكة"، ووفقًا للأسطورة المحلية تم تشييد الكنيسة ليلاً بواسطة الملائكة، وتشتهر الكنيسة بفسيفساء رائعة تعود إلى القرن السادس للسيدة العذراء، وهي واحدة من أجمل الأمثلة على الفن البيزنطي في قبرص.
وتعد كنيسة أنجيلوكتستي مكانًا هادئًا وروحانيًا، حيث تقدم لمحة عن التاريخ الديني للجزيرة، ويمكن للزوار استكشاف اللوحات الجدارية المحفوظة بعناية والفسيفساء والأيقونات داخل الكنيسة، التي تروي كل منها قصة تراث المسيحية الغني في قبرص.
متحف بيريدس
يُعتبر متحف بيريدس واحدًا من أقدم وأهم المتاحف في قبرص، حيث يقع في مبنى استعماري رائع يعود إلى القرن الثامن عشر، وقد تأسس المتحف في عام 1839 على يد عائلة بيريدس، ويضم مجموعة ضخمة من التحف القبرصية التي تغطي أكثر من 9,000 سنة من التاريخ، مما يوفر نظرة على الحضارات القديمة التي ازدهرت في الجزيرة.
وتتنوع المعروضات بين الفخار والتماثيل والعملات وغيرها من القطع الأثرية التي تعود إلى فترات العصر الحجري الحديث، والعصر البرونزي والعصر الكلاسيكي من تاريخ قبرص، وما يُميز متحف بيريدس هو الارتباط الشخصي للعائلة المالكة بالمجموعة المعروضة، حيث تم اكتشاف العديد من القطع الأثرية بواسطة أفراد العائلة على مر السنين.
تمثال زينون الكيتيوني
تُخلِّد مدينة لارنكا ذكرى زينون الكيتيوني مؤسس الفلسفة الرواقية عبر نصب تذكاري كبير في وسط المدينة، وزينون كان فيلسوفًا بارزًا في اليونان القديمة وقد أثرت تعاليمه حول المنطق والأخلاق والقانون الطبيعي على الفكر الغربي بشكل واسع، ويقع تمثال زينون في ساحة أوروبا ويعتبر هذا التمثال إشارة رمزية إلى أهمية المدينة في تاريخ الفلسفة.
ويمكن للزوار اكتشاف تفاصيل حياة زينون وأفكاره أثناء استكشاف المنطقة المحيطة، التي تكتظ بالمقاهي والمطاعم والمتاجر، كما يقع التمثال بالقرب من عدة معالم ثقافية أخرى مثل معرض لارنكا البلدي ومتحف لارنكا الأثري، مما يجعلها نقطة انطلاق ممتازة لجولة ثقافية في المدينة.
متحف لارنكا الأثري
متحف لارنكا الأثري يُعد وجهة أساسية لا بد من زيارتها عند زيارة المدينة، ويضم المتحف مجموعة متنوعة من القطع الأثرية التي تشمل الفخار والأدوات والتماثيل، والتي تعود إلى فترات مختلفة من تاريخ قبرص، بدءًا من العصر الحجري الحديث وحتى العصور البرونزية والحديدية.
ويقدم المتحف لمحة شاملة عن تطور الحضارة البشرية على الجزيرة، من المستوطنات الأولى إلى الحضارات اليونانية والرومانية، ورغم أن متحف لارنكا الأثري صغير الحجم إلا أنه منظم بعناية، ما يسهل استكشافه في فترة قصيرة خلال جولات بعد الظهر ويوفر فهم أعمق للتاريخ القبرصي.