السياحة في فيتنام تجربة مثيرة لعشاق الطبيعة والثقافة
فيتنام وجهة سياحية ساحرة تشتهر بمناظرها الطبيعية الخلابة وطابعها الثقافي المنفرد وتاريخها العريق، وتوفر السياحة في فيتنام مجموعة واسعة من المعالم السياحية التي تمنح العائلة تجربة رائعة لا مثيل لها، فهناك المدن العصرية الصاخبة و الخلجان الهادئة، وهناك أيضاً المعابد القديمة والبلدات الجذابة، وتلائم العطلة في فيتنام العطلات الفردية والعطلة الرومانسية في شهر العسل.
ونستكشف اليوم مجموعة من أبرز وجهات السياحة في فيتنام، والمتنوعة بين الغابات والشواطئ والتضاريس الطبيعية الفاتنة، بالاضافة الى الآثار التاريخية المدهشة، والتي توفر للزوار متعة استكشاف الجمال المتنوع والتراث الغني لفيتنام في مغامرة ثقافية فريدة من نوعها.
خليج ها لونغ
يعد خليج ها لونغ واحداً من أبرز معالم فيتنام التي اكتسبت شهرة عالمية بفضل مشهدها الطبيعي الخلاب الذي يضم تكوينات كلسية تمتد وسط مياه زمردية صافية، ويقع هذا المعلم في شمال شرق البلاد وهو موقع مصنف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو ويضم حوالي 2000 جزيرة صغيرة، والعديد منها غير مأهولة بالسكان وتكوّنت على مدى ملايين السنين.
و جولات القوارب عبر الخليج تتيح للزوار فرصة اكتشاف الكهوف المخفية والقرى العائمة والشواطئ المعزولة، ومن أبرز الكهوف التي يمكن زيارتها كهفي (قصر السماء) و (كهف المفاجأة)، حيث تتميز بتشكيلات صخرية رائعة، ويمكن أيضاً ممارسة رياضة التجديف لاستكشاف زوايا الخليج الخفية عن قرب.
مدينة هوي آن القديمة
تقع مدينة هوي آن في وسط فيتنام وهي موقع تراث عالمي آخر لليونسكو، وتشتهر بجمالها الفريد الذي يعكس التاريخ الغني للبلاد، حيث تتميز بشوارعها الضيقة المليئة بالفوانيس الملونة والمباني التي تمزج بين الطراز الفيتنامي التقليدي والهندسة المعمارية الفرنسية الاستعمارية والمعابد الصينية، وكانت هوي آن في القرون بين الـ15 والـ19 ميناءً تجارياً رئيسياً، ولا تزال آثار هذا التاريخ واضحة في شوارعها ومبانيها المحفوظة بعناية، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي التاريخ والثقافة.
ومن بين أبرز الأحداث التي تشهدها هوي آن مهرجان الفوانيس الشهير، الذي يُقام في اليوم الـ14 من كل شهر قمري، وخلال هذا المهرجان تُضاء شوارع المدينة بمئات الفوانيس الحريرية المضيئة، كما تُطلق الفوانيس العائمة على نهر "ثو بون" لتعطي المشهد لمسة ساحرة.
موقع مي سون الأثري
يبعد موقع مي سون الأثري حوالي 40 كيلومتراً عن مدينة هوي آن، وكان يُعد العاصمة الدينية والسياسية لمملكة تشامبا القديمة، ويضم الموقع مجموعة من المعابد الهندوسية التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، والتي بُنيت تكريماً للإله شيفا، وتقع المعابد وسط غابة كثيفة تضفي على المكان أجواء من الغموض والهدوء، وعلى الرغم من أن العديد من هذه المعابد تعرضت للتدمير خلال حرب فيتنام، إلا أن الهياكل المتبقية والآثار تقدم لمحة فريدة عن التاريخ القديم للبلاد، ويمكن للزوار استكشاف المجمع سيراً على الأقدام، ومشاهدة النقوش الحجرية والزخارف المعمارية التي نجت عبر القرون.
أنفاق كوتشي
لفهم أعمق لأحداث التاريخ الحديث في فيتنام يمكن زيارة أنفاق كوتشي، وتقع الأنفاق بالقرب من مدينة هو تشي منه وهي عبارة عن شبكة واسعة من الممرات تحت الأرض التي لعبت دوراً حاسماً خلال حرب فيتنام، حيث استخدمها مقاتلو الفيت كونغ كمخابئ ومسارات للتواصل وخطوط إمداد.
وتمتد هذه الأنفاق لأكثر من 200 كيلومتر، وهي تقدم للزوار فرصة لفهم مدى البراعة والصلابة التي تحلّى بها الشعب الفيتنامي خلال الحرب، ويمكن للزوار استكشاف بعض أجزاء الأنفاق المفتوحة للسياح، حيث يمكنهم الزحف عبر الممرات الضيقة والتعرف عن قرب على ظروف الحياة التي عاشها الجنود الفيتناميون.
دلتا ميكونغ
تقع دلتا ميكونغ في جنوب فيتنام وتشتهر بشبكة واسعة من الأنهار والمستنقعات والجزر التي تتميز بنباتاتها الخصبة وأسواقها العائمة والحياة الريفية التقليدية، وغالباً ما يُطلق عليها "وعاء الأرز" لفيتنام نظراً للإنتاج الوفير من الأرز في المنطقة، كما أنها موطن لزراعة الفواكه الاستوائية والأزهار وتربية الأسماك.
ويمكن للزوار استكشاف الدلتا عن طريق القوارب، حيث يمرون عبر قنوات ضيقة محاطة بأشجار النخيل وقرى محلية وأسواق عائمة مثل سوق كاي رانغ، حيث يبيع السكان المنتجات الطازجة من قواربهم مباشرة، كما يمكن للزوار تذوق الأطباق المحلية، مثل الأسماك النهرية الطازجة والفواكه الغريبة مثل ثمرة التنين والمانغوستين.
حديقة فونغ نها-كيه بانغ الوطنية
عشاق المغامرة ومحبو الطبيعة سيجدون في حديقة فونغ نها-كيه بانغ الوطنية واحدة من أكثر الوجهات إثارة في فيتنام، فهذا الموقع المصنف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو يحتوي على بعض من أكثر أنظمة الكهوف إثارة، مثل كهف سون دونغ الشهير الذي يُعد الأكبر في العالم.
والحديقة تضم مئات الكهوف الأخرى، والتي يُفتح العديد منها أمام الزوار لاستكشافها، مثل كهف فونغ نها وكهف الجنة وهما من بين الأكثر شهرة وسهولة في الوصول، ويتميزان بتشكيلات رائعة من الصواعد والهوابط، كما توفر حديقة فونغ نها-كيه بانغ مجموعة من الأنشطة الخارجية مثل المشي لمسافات طويلة والتجديف ومشاهدة الحياة البرية.
مدينة هو تشي منه
مدينة هو تشي منه المعروفة باسم سايغون سابقاً هي أكبر مدينة في فيتنام وتتميز بمزيج من الحداثة والتقاليد، حيث تقدم المدينة حياة شوارع حيوية ومعالم تاريخية مهمة تجمع بين الثقافات والأديان، ومن أبرز المعالم السياحية متحف بقايا الحرب، الذي يقدم نظرة مؤثرة على حرب فيتنام من خلال الصور والمقتنيات العسكرية، كما تعد كاتدرائية نوتردام سايغون، مثالاً رائعاً على العمارة الفرنسية الاستعمارية والتي تقع في قلب المدينة.
وللتعرف على الحياة العصرية في سايغون يمكن زيارة سوق بن ثانه الشهير، حيث يمكن التسوق للهدايا التذكارية وتجربة المأكولات المحلية وسط أجواء مفعمة بالحيوية، والمدينة معروفة أيضًا بوجود العديد من المقاهي على أسطح المباني التي توفر مناظر بانورامية لأفق المدينة.
سابا وحقول الأرز المدرجة
تقع بلدة سابا في شمال فيتنام بين جبال خلابة، حيث تشتهر بتدرجات حقول الأرز الجميلة والقرى العرقية التي يسكنها شعب الهامونغ والدوا وغيرهم من الأقليات العرقية، والزوار يمكنهم التجول في الجبال والتعرف على هذه القرى البعيدة، مما يتيح لهم فرصة استكشاف العادات والتقاليد المتوارثة لأهل المنطقة، حيث تتألق تدرجات الأرز بشكل خاص في وادي موونغ هوا خلال موسم الحصاد عندما تتحول الحقول إلى لوحة من الأخضر الفاتح أو الأصفر الذهبي.
وبينما تشتهر سابا أيضاً برحلات المشي الطويلة التي تناسب مختلف المستويات، يعد صعود جبل فانسيبان الذي يُعد أعلى قمة في الهند الصينية وجهة رائعة لعشاق المغامرة، أما من يفضلون قضاء وقت أكثر استرخاءً، فيمكنهم الاستمتاع بالمقاهي التقليدية والأسواق الموجودة في البلدة، بالإضافة إلى مناخها الجبلي المعتدل الذي يوفر برودة منعشة مقارنة بحرارة الأراضي المنخفضة.
مدينة هيو الإمبراطورية
تقع مدينة هيو في وسط فيتنام وتحتضن مجمع المدينة الإمبراطورية الذي يعود لعهد سلالة نغوين، حيث كانت العاصمة السياسية والثقافية والدينية للبلاد خلال القرنين التاسع عشر وأوائل العشرين، وهذا الموقع المصنف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، يتميز بتصميمه المعماري الفريد الذي يشمل القصور والمعابد والأسوار والبوابات.
ومن بين أبرز المعالم قصر تاي هوا الذي كان مقر انعقاد محكمة الإمبراطور، ومدينة الأرجواني المحرمة التي كانت مقراً خاصاً للإمبراطور وعائلته، وزيارة هيو تمنح الزوار فرصة للتعمق في تاريخ فيتنام الإمبراطوري واستكشاف العمارة التقليدية لسلالة نغوين، كما تشتهر المدينة بمأكولاتها الملكية التي كانت تقدم للأباطرة، ويمكن للزوار الاستمتاع بأطباق محلية في المطاعم التي تقدم هذه الوجبات التقليدية.
منطقة نينه بينه
تُعرف منطقة نينه بينه في شمال فيتنام باسم (خليج ها لونغ على اليابسة) بسبب مناظرها الطبيعية الخلابة التي تتضمن تشكيلات صخرية من الحجر الجيري وأنهار متعرجة ومعابد قديمة، ويُعد تام كوك أبرز معلم سياحي في المنطقة، حيث يمكن للزوار القيام برحلة بالقوارب عبر نهر نغو دونغ، بين الكهوف و المنحدرات الصخرية الشاهقة.
وهذا المشهد يبدو أكثر جمالاً خلال موسم زراعة الأرز، حيث تتحول الحقول إلى بحر من الخضرة، كما تضم نينه بينه معبد باي دينه، الذي يُعد واحداً من أكبر مجمعات المعابد البوذية في جنوب شرق آسيا، ويمكن للزوار استكشاف العاصمة القديمة هوا لو التي كانت المركز السياسي لفيتنام خلال عهد سلالتي دينه وليه والتعرف على الثقافة المحلية للبلاد.