السياحة في كازاخستان تجربة مذهلة في آسيا
كازاخستان دولة غير ساحلية تتمتع بسحر فريد وتوفر تجربة سياحية مثيرة ومتنوعة، حيث تتمتع بتنوع مناظر الطبيعة الخلابة ووفرة معالم التاريخ والثقافة.
وتتألق كازاخستان بأجمل مناطق الاستجمام بين الجبال والسهول والبحيرات، بالإضافة الى مزيج سحري من المعالم الأثرية والمباني العصرية، ونتعرف اليوم على أبرز مناطق السياحة في كازاخستان، وما هي أجمل أماكن سياحية ننصح بزيارتها للاستمتاع بعطلة رائعة وفريدة من نوعها.
أستانا نور سلطان
العاصمة المستقبلية لكازاخستان أستانا التي سميت نور سلطان في 2019، تعد مثالاً بارزاً على التطور السريع الذي تشهده البلاد، حيث تشتهر المدينة بتصاميمها الجريئة والمعمار المتقدم، حيث تبرز كواحدة من أكثر العواصم إثارة في آسيا الوسطى.
ويمكن للزوار استكشاف معالم بارزة مثل برج بايتيريك، الذي يُعد رمزاً للمدينة حيث تتاح فرصة للزوار للوقوف في منصة العرض التي تضم كرة ذهبية، وبينما تتألق أستانا بتصاميمها المعمارية المدهشة، يمكن لزوارها أيضاً الاستمتاع بمجمع خان شاطر الترفيهي، وهو عبارة عن خيمة شفافة ضخمة تغطي مساحة تفوق عشرة ملاعب كرة قدم، وداخلها توجد شواطئ داخلية ومراكز تسوق ومناطق ترفيهية.
ألماتي
باعتبارها أكبر مدينة في كازاخستان وعاصمتها السابقة، تظل ألماتي القلب الثقافي والاقتصادي للبلاد، ولكونها محاطة بجبال زايلييسكي ألاتاو، توفر ألماتي مزيجاً ساحراً بين الحياة الحضرية والطبيعة الخلابة، و تضم المدينة حدائق واسعة وشوارع مميزة ومعماراً يعود للحقبة السوفيتية، مما يضفي عليها سحراً خاصاً، كما تعتبر ألماتي نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف العجائب الطبيعية المجاورة مثل ميدان التزلج ميديو وهو أعلى حلبة تزلج في العالم، ومنتجع شيبولاك الشهير المخصص للتزلج في الجبال.
ويمكن للزوار أيضاً استكشاف متنزه بانفيلوف في قلب المدينة، حيث يوجد كاتدرائية زينكوف الخشبية الشهيرة التي تم بناؤها دون استخدام المسامير، ولا يمكن تفويت زيارة السوق الأخضر النابض بالحياة حيث يمكن للزوار تذوق الأطعمة المحلية مثل لحم الحصان والفواكه المجففة.
كانيون شارين
يعتبر كانيون شارين واحداً من أبرز المعالم الطبيعية في آسيا الوسطى، ويقع على بُعد حوالي 200 كيلومتر شرق ألماتي، ويمتد لمسافة تفوق 90 كيلومتراً بمحاذاة نهر شارين، حيث تتجلى روعة الصخور الحمراء المتشكلة بفعل الرياح والمياه على مدى ملايين السنين، ويعد "وادي القلاع" من أكثر أجزاء الكانيون شهرة، حيث تبدو المنحدرات الشاهقة وكأنها قلاع قديمة.
ويمكن للزوار التجول في مسارات الكانيون أو النزول إلى الوادي للاستمتاع بمناظره عن قرب، كما يُعد النهر وجهة شهيرة لعشاق التجديف.
بحيرة كايندي
تقع بحيرة كايندي في جبال تيان شان على بُعد 130 كيلومتراً من ألماتي، وقد تكونت البحيرة بفعل زلزال ضرب المنطقة في عام 1911، مما أدى إلى سد الوادي وامتلائه بالمياه ، وما يجعل هذه البحيرة فريدة هو الغابة المغمورة تحت سطحها، حيث تظهر جذوع الأشجار بشكل غريب فوق سطح المياه، بينما تظل أغصانها محفوظة تحت الماء.
والمشي لمسافات طويلة للوصول إلى البحيرة يعتبر تجربة رائعة بفضل المناظر الطبيعية الخلابة على طول الطريق ، كما أن المنطقة المحيطة بالبحيرة مملوءة بالغابات والمروج، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والتصوير.
ضريح خوجة أحمد يساوي
في مدينة تركستان يقف ضريح خوجة أحمد يساوي كأحد أهم المعالم الثقافية والتاريخية في كازاخستان، فقد بُني الضريح في القرن الرابع عشر بأمر من القائد التاريخي تيمورلنك، ويُعد مثالاً رائعاً على العمارة التيمورية.
ويشكل الضريح موقعاً دينياً مهماً، إذ أن أحمد يساوي كان شاعرًا صوفيًا وفيلسوفًا ذا تأثير كبير على الثقافة في آسيا الوسطى، ويجذب الضريح الزوار من داخل وخارج البلاد، حيث يمكنهم التجول داخل القاعات واستكشاف المكتبة والمسجد الداخلي، بفضل تصميمه المعماري الفريد الذي يجمع بين الطراز الفارسي والآسيوي، ويُعد الضريح وجهة رائعة لمحبي التاريخ والعمارة.
بحيرات كولساي
تقع بحيرات كولساي، التي تُعرف بلآلئ جبال تيان شان الشمالية على بُعد حوالي 300 كيلومتر من ألماتي، و تحيط بهذه البحيرات غابات الصنوبر والجبال المغطاة بالثلوج، مما يوفر مشاهد خلابة وفرصاً رائعة لممارسة الأنشطة الخارجية مثل المشي لمسافات طويلة وركوب الخيل والتخييم.
والبحيرة الأولى كولساي 1 هي الأكثر سهولة للوصول إليها، وتجذب العديد من الزوار الذين يستمتعون بالتنزهات الهادئة والنزهات بجانب الماء، أما البحيرتان الثانية والثالثة فتتطلبان تسلقًا أكثر تحديًا إلا أن التجربة تستحق العناء، وتمر المسارات المؤدية إلى تلك البحيرات عبر المروج والغابات والمرتفعات الجبلية، مما يمنح الزوار تجربة فريدة في استكشاف الحياة البرية الطبيعية.
بحيرة بيج ألماتي
تقع بحيرة بيغ ألماتي على بعد 15 كيلومترًا فقط من مدينة ألماتي، وهي بحيرة جبلية رائعة تحيط بها قمم مغطاة بالثلوج، مما يوفر تباينًا مذهلًا مع المياه الفيروزية للبحيرة.
وتقع البحيرة على ارتفاع يزيد عن 2500 متر فوق سطح البحر، مما يجعلها وجهة مميزة للرحلات اليومية من ألماتي، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالهواء الجبلي النقي والمشاهد الخلابة دون الحاجة إلى الابتعاد كثيرًا عن المدينة.
وتضم المنطقة المحيطة بالبحيرة مسارات عدة للمشي، تقود الزوار إلى نقاط مراقبة تمنح إطلالات بانورامية على الجبال المحيطة، وتزداد البحيرة جمالاً في الخريف عندما تتحول أوراق الأشجار المحيطة إلى ألوان ذهبية وبرتقالية زاهية.
نقوش تامغالي الصخرية
تقع نقوش تامغالي الصخرية على بعد حوالي 170 كيلومترًا من ألماتي، وتُعتبر أحد أهم المواقع الأثرية في كازاخستان، و يتميز هذا الموقع المُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، بأكثر من 5000 نقش صخري يعود تاريخها إلى العصر البرونزي.
وتُصوّر هذه النقوش مشاهد من الصيد والشعائر الدينية والحياة اليومية، مما يوفر لمحة عن حياة المجتمعات القديمة التي سكنت المنطقة قبل آلاف السنين، ويمتد الموقع على سلسلة من التلال الصخرية، ويمكن للزوار التجول بين التجمعات المختلفة من النقوش الصخرية، حيث تندمج هذه الأعمال الفنية القديمة مع المناظر الطبيعية المحيطة، لتشكل تجربة تاريخية وثقافية مميزة.
محمية أكسو-جاباغلي الطبيعية
تأسست محمية أكسو-جاباغلي الطبيعية في عام 1926، وهي أقدم محمية طبيعية في آسيا الوسطى وأحد أهم المحميات في كازاخستان، و تقع المحمية عند سفوح جبال تيان شان الغربية، وتتميز بتنوع كبير في النباتات والحيوانات مثل نمور الثلج والوعول والنسور الذهبية.
وتتيح هذه المحمية للزوار فرصة فريدة لاستكشاف التنوع البيئي والمناظر الطبيعية المتنوعة، من الأودية والأنهار إلى المروج الجبلية، وتعد المحمية وجهة مثالية لمحبي الحياة البرية، حيث يمكنهم الاستمتاع برحلات المشي والتخييم، بالإضافة إلى مراقبة الحيوانات، كما تضم أكثر من 250 نوعًا من الطيور، بما فيها الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض.
ومن أبرز معالم المحمية وادي أكسو، الذي يوفر إطلالات خلابة بفضل منحدراته الحادة ونهر أكسو الذي يتدفق في قاع الوادي، وتتميز محمية أكسو-جاباغلي بأهميتها الجيولوجية، حيث تم اكتشاف العديد من الأحافير القديمة ومنها آثار أقدام الديناصورات المتحجرة، مما يجعلها وجهة مثيرة لاهتمام الزوار الذين يرغبون في اكتشاف تاريخ الأرض.
تركستان
تعد مدينة تركستان العاصمة الروحية لكازاخستان، وهي مدينة تزخر بالتراث التاريخي والديني، وتحتضن المدينة ضريح خواجه أحمد يساوي الذي يُعتبر مركز حج للمسلمين في آسيا الوسطى، ولكن إلى جانب الضريح، تتيح تركستان للزوار فرصة استكشاف التراث الثقافي والتاريخي العريق للمنطقة.
فعلى مدى قرون، كانت المدينة مركزًا للتعليم والتجارة ولا تزال تجذب الزوار الذين يرغبون في فهم أعمق لتاريخ كازاخستان، وفي السنوات الأخيرة، شهدت تركستان تطورًا كبيرًا مع إضافة بنية تحتية جديدة ومرافق حديثة لتلبية احتياجات السياح المتزايدة، إلا أن سحرها القديم لا يزال حاضرًا، وخاصة في المدينة القديمة حيث يمكن للزوار التجول في الأسواق التقليدية واستكشاف الحرف المحلية والمواقع التاريخية.