السياحة في بورت إليزابيث وأسرار المدينة الساحرة التي تنتظر اكتشافك
مدينة بورت إليزابيث المعروفة أيضاً باسم غكبيرها، احدى أروع الوجهات السياحية في جنوب أفريقيا، حيث تحتضن جمالاً ساحلياً أخاذاً وتنوعاً بيئياً وحياة برية مزدهرة، إلى جانب تاريخها الثقافي العريق، وتعد السياحة في بورت إليزابيث بمثابة رحلة متكاملة مليئة بالثقافة والحياة البرية والجمال الطبيعي.
ونستكشف اليوم مجموعة من أجمل وجهات السياحة في بورت إليزابيث التي توفر فرص مشاهدة المعالم التاريخية والاستمتاع بالمشاهد الخلابة وزيارة المحميات الطبيعية والتعرف على الحياة البرية الأفريقية المذهلة.
حديقة أدو للفيلة
تعد حديقة أدو الوطنية للفيلة ثالث أكبر حديقة وطنية في جنوب أفريقيا، ومقصدًا رئيسيًا لعشاق الحياة البرية، وقد تأسست عام 1931 لحماية الفيلة المتبقية في المنطقة، وتطورت الحديقة منذ ذلك الحين لتصبح موئلاً آمناً لأكثر من 600 فيل، فضلاً عن تواجد أنواع أخرى من الحيوانات البرية مثل الجاموس والفهود ووحيد القرن والأسود، مما يجعلها إحدى الحدائق التي تحتضن أهم حيوانات الغابة، وتمتد بيئات الحديقة المتنوعة من الغابات الكثيفة إلى السهول الشاسعة مما يوفر تجربة سفاري أصيلة.
كما تشمل أدو محمية بحرية، حيث يمكن للزوار مشاهدة أسماك القرش البيضاء والحيتان في تجربة نادرة، أما الباحثون عن المغامرة فيمكنهم الانضمام إلى رحلات السفاري على ظهور الخيل أو التنزه عبر مسارات المشي، بينما يفضل البعض الآخر القيام بجولات ليلية لمراقبة الحيوانات.
محمية دونكين والهرم
تعد محمية دونكين واحدة من المعالم الأكثر شهرة في غكبيرها حيث تتميز بأهميتها التاريخية والثقافية، وقد أسسها السير روفان دونكين عام 1820 لتكريم ذكرى زوجته الراحلة إليزابيث، ويتوسط الموقع هرم حجري محفور عليه رسالة مؤثرة تعبر عن الحب والفقد، ويعتبر رمزًا عميقاً للمكان، كما يضم الموقع منارةً بنيت عام 1861 وهي الآن متحف ومركز للزوار.
وعلى الرغم من أهميتها التاريخية إلا أن المحمية تحولت إلى منصة للفن والثقافة الجنوب أفريقية، من خلال الممر الفسيفسائي الملون والمنحوتات والجدران المرسومة التي تعكس التراث المتنوع للبلاد، وتعد هذه المنشآت الفنية جزءًا من مسار "روت 67" الذي يحتفي بخدمة نيلسون مانديلا ومسيرته نحو الحرية.
شاطئ الملك
يعتبر شاطئ الملك وجهة محبوبة للعائلات حيث يتميز برماله الذهبية وإطلالاته الممتدة، ويقدم الشاطئ أنشطة متنوعة تناسب الجميع، بدءًا من الرياضات المائية مثل ركوب الأمواج والتزلج الهوائي والتجديف، وصولاً إلى أنشطة الاسترخاء على الشاطئ مثل حمامات الشمس والكرة الطائرة، ويُحاط الشاطئ بمرافق ملائمة مثل الحمامات وأماكن النزهة والمطاعم القريبة، مما يجعله وجهة مريحة للاسترخاء وتجديد النشاط.
ولمحبي المغامرات يعتبر شاطئ الملك نقطة انطلاق لجولات القوارب التي تتيح فرصة مشاهدة الدلافين والحيتان، وهي تجربة لا تُنسى لمشاهدة الحياة البحرية عن قرب في خليج ألجوا، كما أن الممشى المجاور يعج بالحرفيين المحليين والباعة، مما يجعله مكاناً رائعاً لاقتناء الهدايا التذكارية المميزة.
مجمع متاحف باي وورلد
يقدم مجمع متاحف باي وورلد تجربة متعددة الجوانب، حيث يجمع بين متحف ثقافي وأكواريوم وحديقة للثعابين، مما يجعله وجهة تجمع بين التاريخ والعلم والحياة البحرية، وتشمل عروض الأكواريوم حيوانات بحرية محلية بما في ذلك أسماك القرش والسلاحف وطيور البطريق الأفريقية، وتتيح العروض التفاعلية وتجارب إطعام الحيوانات للزوار نظرة على علم الأحياء البحرية وجهود الحماية البيئية، مما يجعله مكاناً مفضلاً للعائلات والطلاب.
ويعرض المتحف الثقافي إرث المنطقة الشرقية، مع قطع تعرض ثقافات السكان الأصليين وتاريخ الاستعمار والحياة البرية المحلية، كما يركز مجمع باي وورلد على التثقيف البيئي ليكون وجهة تجمع بين الترفيه والتعليم، وتتنوع محتوياته بين الحفريات القديمة وآثار السفن، ليقدم رؤية شاملة حول التراث الطبيعي والثقافي لبورت إليزابيث.
خليج ساردينيا
للباحثين عن تجربة شاطئية أكثر هدوءاً يُعد شاطئ "ساردينيا باي" وجهة طبيعية تتميز بجمالها وتنوع الحياة البحرية فيها، فهذا الموقع المحمي بحرياً مثالي للغطس والغوص، حيث يمتلئ بالبرك الصخرية والشعاب التي تحتضن أنواعاً متنوعة من الأسماك، مما يجعله جنةً لعشاق استكشاف عالم ما تحت الماء.
كما يمكن الاستمتاع بتلال الرمل الشاسعة التي تضفي على الشاطئ طابعاً فريداً، ويُعد الشاطئ نقطة مفضلة لمحبي ركوب الخيل حيث تتوافر مسارات ساحرة تمتد بمحاذاة الشاطئ، مما يتيح الاستمتاع بمناظر ساحلية خلابة.
طريق 67
يمثل "طريق 67" مساراً فنياً وتراثياً ملهماً يحتفي بسنوات التفاني الـ67 التي قضاها نيلسون مانديلا في خدمة جنوب أفريقيا، ويتألف هذا المسار من 67 قطعة فنية مميزة تتنوع بين المنحوتات والجداريات، حيث تمثل كل قطعة منها جانباً من مسيرة مانديلا والنضال من أجل الحرية في جنوب أفريقيا.
وينطلق المسار من "كامبانايل" ويمتد حتى "دونكين ريزيرف"، مما يتيح للزوار استكشاف معالم تاريخية لمدينة بورت إليزابيث التي ترتبط بفن حديث يعكس روحاً ثقافية غنية، وكل محطة على هذا الطريق تحكي قصة فريدة من الصمود والوحدة والأمل، مما يفتح المجال أمام الزائرين لاستيعاب تاريخ البلاد بشكل أعمق.
كامبانيل
يُعد برج "كامبانايل" من أبرز المعالم التراثية في بورت إليزابيث، حيث يبلغ ارتفاعه 52 متراً ويخلد ذكرى وصول المستوطنين البريطانيين عام 1820، وبعد صعود 204 درجات يحظى الزوار بمشهد بانورامي رائع للمدينة ومينائها النشط، حيث يمكن الاستمتاع بتباين الأفق العصري مع خلفية المحيط الخلابة، ويضم البرج مجموعة من الأجراس يصل عددها إلى 23، ويصدح صوتها في المناسبات والأعياد ليضيف لمسة موسيقية تجذب الانتباه.
أما في الداخل فيحتوي البرج على لوحات تاريخية ونقوش وصور تعرض لمحات من ماضي بورت إليزابيث الاستعماري وتطورها على مر السنين، وهي تجربة فريدة لعشاق التاريخ، حيث يمكنهم استكشاف قصص المستوطنين الأوائل وتعرف على مراحل تطور المدينة عبر العروض التفاعلية وروعة تفاصيل العمارة.
محمية كيب ريسيف
تعد محمية "كيب ريسيف" الطبيعية وجهة ساحلية ذات مناظر خلابة وتنوع بيئي واسع، ويضم الموقع منارة "كيب ريسيف" الشهيرة، إضافة إلى مسارات تتنوع بين الشواطئ والكثبان الرملية والغابات الساحلية، ما يوفر للزوار فرصة استكشاف التنوع البيئي والاستمتاع بجمال الطبيعة.
وتُعتبر المحمية مقصداً لعشاق مراقبة الطيور، حيث يمكن رؤية طيور مثل "أويستركاتشر" الأفريقية حول الأراضي الرطبة، وتعتبر الشواطئ الصخرية والمياه الصافية في "كيب ريسيف" مثالية للغطس والغوص، حيث يمكن اكتشاف الحياة البحرية المتنوعة التي تزدهر في برك المد والجزر.
متحف نيلسون مانديلا متروبوليتان للفن
يعد متحف نيلسون مانديلا متروبوليتان للفنون كنزاً ثقافياً يعرض مجموعة واسعة من الفنون الجنوب أفريقية والدولية، ويحتوي المتحف أعمال تعبر عن التراث الفني لشرق البلاد، وتشمل الحرف التقليدية والمنسوجات والأعمال الفنية المعاصرة، كما تتناول المعروضات قضايا مثل الهوية والعدالة الاجتماعية، مما يعكس التنوع الثقافي النابض بالحياة في جنوب أفريقيا، ويستضيف المتحف أيضاً معارض خاصة تسلط الضوء على الفنانين الأفارقة الصاعدين، مما يتيح للزوار فرصة استكشاف مشهد فني متجدد ومعاصر.
محمية زهور فان ستادن
تقع محمية زهور فان ستادن على بعد حوالي 35 كيلومتراً من كيبيرها، وهي جنة نباتية تشتهر بتنوع نباتاتها ومناظرها الطبيعية الجميلة، وتهدف المحمية إلى الحفاظ على النباتات المحلية في جنوب إفريقيا، وخاصة تلك التي تنتمي إلى فصيلة الفاينبوس وتشكيلات الزهور البرية المتنوعة التي تزدهر على مدار السنة.
ويمكن للزوار الاستمتاع بالمشي في المسارات التي تمر عبر الحقول الملونة، حيث تتوفر أماكن هادئة تسمح بتأمل جمال الأزهار وحياة الطيور في المنطقة، كما توفر المحمية مسارات مخصصة للمشي وركوب الدراجات الجبلية بطرق متنوعة تناسب جميع الأعمار، مما يجعلها مناسبة للعائلات ولعشاق المغامرات، وتتميز عروض الزهور بجمالها اللافت في فصل الربيع، حيث يقصدها المصورون وعشاق الطبيعة لتوثيق هذه الألوان الزاهية.
منتزه كراجا كامّا
يعد منتزه كراجا كامّا جوهرة مخفية على مسافة قصيرة بالسيارة من وسط المدينة، حيث يقدم تجربة مميزة للحياة البرية دون الحاجة إلى السفر لمسافات طويلة، ويضم المنتزه عدداً من الحيوانات مثل وحيد القرن والزرافات والحمر الوحشية والفهود وأنواع متعددة من الظباء التي تتجول بحرية ضمن بيئاتها الطبيعية.
ويمكن للزوار استكشاف المنتزه من خلال القيادة بسياراتهم الخاصة أو الانضمام إلى جولات موجهة، مما يوفر فرصاً عديدة لمشاهدة الحيوانات عن قرب وفي بيئتها الخاصة، ويعد جناح الفهود من أبرز معالم المنتزه، حيث يمكن للزوار التعرف على الجهود المبذولة في الحفاظ على هذه الحيوانات البرية الجميلة والتحديات التي تواجهها للبقاء، كما تتوفر مناطق للنزهات ومطعم ومناطق لعب للأطفال، مما يوفر تجربة تعليمية ممتعة للعائلات.