مغامرات الصحراء في حائل: رحلات الجمال الشتوية والقلاع التاريخية

مغامرات الصحراء في حائل: رحلات الجمال الشتوية والقلاع التاريخية

محمد حسين

مدينة حائل الساحرة والغنية بتراثها الأصيل وأجوائها الخلابة، تُعد واحدة من أكثر الوجهات جاذبية خلال فصل الشتاء، بفضل مناخها المعتدل، طبيعتها الخلابة، ومعالمها التاريخية التي تأخذك في رحلة عبر الزمن. تجمع حائل بين عبق الماضي وجمال الحاضر، وتتيح لزوارها فرصة استكشاف أماكن لا تُنسى وتجارب مميزة تناسب جميع أفراد العائلة.

في هذا التقرير المفصل، نصحبكم في جولة سريعة نستعرض فيها أجمل الوجهات الشتوية التي يمكن زيارتها في حائل، وأبرز القلاع التي تحمل في طياتها حكايات من التاريخ.

جبال أجا وسلمى: لوحة طبيعية وأساطير عريقة

تعد سلسلة جبال "أجا وسلمى" احدى الوجهات السياحية المميزة في شتاء حائل حيث يمكن لزوارها التمتع بالعديد من المسارات السياحية المميزة.

ويمكن لزوار جبال "أجا وسلمى" التمتع بمشاهدة أشجار الطلح الخلابة والاستمتاع بنزهة ساحرة بين أحضان الطبيعة مع فرصة سانحة لالتقاط أجمل الصور.

وتوفر سلسلة جبال "أجا وسلمى" الفرصة للزائر لخوض تجربة مميزة من خلال التخييم في أحضان تلك الجبال الساحرة والتمتع برؤية النجوم الساحرة في قلب الليل.

مغامرات حائل الشتوية لا مثيل لها
مغامرات حائل الشتوية لا مثيل لها 

كما يمكن للزائر مشاهدة العديد من أنواع النباتات النادرة وزيارة المواقع الأثرية النادرة التي تزيد من سحر وجمال سلسلة جبال "أجا وسلمى".

سلسلة جبال أجا الساحرة تمتد إلى الجهة الشمالية الشرقية وتصل إلى مسافة تصل إلى 100 كيلومتر ويوجد بها العديد من عيون الماء الساحرة.

أجواء الجبل الهادئة في الشتاء، إلى جانب المناظر الطبيعية المحيطة، تجعله خيارًا مثاليًا لقضاء يوم مليء بالهدوء والجمال والذي يوفر لكم ذكريات لا تنسى رفقة من تحبون.

قلعة أعيرف: برج التاريخ والمراقبة

تقع قلعة أعيرف على قمة تلة تطل على مدينة حائل، وهي واحدة من أقدم القلاع في المنطقة. القلعة كانت تُستخدم كمركز للمراقبة والحماية، مما يجعلها شاهدًا على الحقب التاريخية التي مرت بها المدينة. يمكن للزوار الصعود إلى القلعة للاستمتاع بإطلالة بانورامية على حائل ومشاهدة غروب الشمس الذي يضفي على المكان جمالًا ساحرًا.

زيارة القلعة ليست مجرد تجربة تاريخية، بل فرصة للاستمتاع بجمال الطبيعة والتقاط صور رائعة رفقة من تحبون في أحضان تلك الوجهة التاريخية الساحرة.

قلعة أعيرف التاريخية واحدة من أجمل الوجهات التي يمكن زيارتها في حائل
قلعة أعيرف التاريخية واحدة من أجمل الوجهات التي يمكن زيارتها في حائل

النفود الكبير: مغامرات بين الكثبان الرملية

النفود الكبير هو بحر من الكثبان الرملية الذهبية التي تمتد على مساحة شاسعة، وهو وجهة مفضلة لمحبي المغامرات الشتوية الذين يرغبون برحلة لا تنسى في حائل.

يمكن للزوار الاستمتاع برحلات السفاري وسط الرمال، وركوب السيارات ذات الدفع الرباعي، وتجربة التزلج على الرمال. في الليل، يتحول النفود إلى مكان ساحر للتخييم، حيث يمكن للزوار الجلوس حول النار تحت السماء المرصعة بالنجوم.

هذه التجربة تمنحك فرصة للهروب من صخب الحياة اليومية والاستمتاع بجمال الطبيعة خصوصا في شتاء حائل الخلابة الذي يعد واحد من أفضل فصول العام في حائل على الإطلاق.

 تجارب ممتعة للجميع في شتاء حائل الخلاب
 تجارب ممتعة للجميع في شتاء حائل الخلاب 

قلعة القشلة: معلم تاريخي ساحر

يمكنكم أيضاء في فصل الشتاء التمتع بزيارة قلعة القشلة التي تعد أحد المعالم التراثي الساحرة والتي تجسد جمال العمارة النجدية التقليدية. بُنيت القلعة في عهد الملك عبدالعزيز عام 1360هـ (1941م)، لتكون رمزاً للتراث الحضري في قلب حائل. شُيدت القلعة من الطين والحجارة، وتزينها زخارف جصية هندسية ونباتية، وهي من سمات العمارة التقليدية في المنطقة.

ترتفع ثمانية أبراج دفاعية أسطوانية بارتفاع 12 متراً على جدرانها الخارجية، منها أربعة أبراج داخلية تُعرف باسم "السنادة". في الداخل، تجد بوابتين كبيرتين، ومسجداً، وغرفاً مزينة بزخارف جصية ملونة، وأبواب ونوافذ منقوشة، مما يجعل قلعة القشلة تحفة فنية تروي عراقة التراث في حائل.

تنفس التراث والتاريخ في قلعة القشلة
تنفس التراث والتاريخ في قلعة القشلة

مدينة فيد التاريخية: مغامرة شتوية ممتعة

ومن أجمل التجارب التي يمكنكم الاستمتاع بها في حائل الساحرة يبرز اسم مدينة فيد التاريخية والتي وصفت في كتب المؤرخين بأنها ثالث أهم المدن القديمة بعد الكوفة والبصرة، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي الذي جعلها محطة رئيسية على طريق الحج العراقي القديم، المعروف بـ"درب زبيدة"، الذي يربط بين العراق ومكة المكرمة. تقع فيد جنوب شرق مدينة حائل، على بُعد حوالي 120 كيلومترًا، وتتميز بتاريخها الغني وآثارها التي تروي حكايات الماضي العريق.

تحظى فيد بخصوصية فريدة، إذ تعد موطنًا لقبيلتي أسد وطيئ، وهما من أبرز وأعرق قبائل العرب في الجاهلية والإسلام. ما زالت النقوش المحفورة على صخور جبالها شاهدة على هذه الحقبة الزمنية المميزة، حيث تعكس حياة السكان وموروثاتهم الثقافية. أما الآثار المتبقية للمدينة القديمة، فهي تقع شمال المدينة الحديثة على بُعد نحو 1.5 كيلومتر، وتضم أطلال حصن قصر خراش الأثري الذي كان يُعد ملاذًا للمسافرين، يزودهم بالطعام والشراب خلال رحلاتهم الطويلة.

تشتهر فيد كذلك بوجود العديد من البرك والآبار التي تعود إلى الفترة الإسلامية المبكرة، حيث كانت جزءًا من شبكة متكاملة لتوفير المياه وإرواء الأراضي الزراعية. من بين هذه الآبار، يبرز بئر الحمراء، المعروف أيضًا باسم "العين الباردة" أو "عين النخل"، الذي لا يزال حتى اليوم يروي المدينة، ليبقى شاهدًا حيًا على عبقرية التخطيط الهندسي في تلك الحقبة.

مدينة فيد التاريخية وسحر التراث الأصيل
مدينة فيد التاريخية وسحر التراث الأصيل

توران: مغامرة لا تنسى في موطن أصل الكرم "حاتم الطائي"

على بُعد 55 كيلومترًا من مدينة حائل، تقع قرية توران الساحرة، متربعة بين ضفاف واديها الفسيح ومنحدرات جبل أجا الشمالية الغربية، في مشهد طبيعي يخطف الأنظار ويأسرك بروعة تفاصيله. هذه القرية ليست مجرد وجهة سياحية بل هي نافذة تأخذك إلى صفحات مشرقة من تاريخ العرب وتراثهم، حيث تحتضن آثارًا لا تزال تروي قصة حاتم الطائي، الشخصية العربية الأسطورية التي ذاع صيتها بالكرم والجود، حتى أصبح اسمه رمزًا يُضرب به المثل: "أكرم من حاتم".

تجربة زيارة توران في فصل الشتاء تكتسي بلمسة خاصة، إذ تضفي الأجواء الباردة على الوادي والجبل سحرًا فريدًا يجعلهما مثاليين لاستكشاف الطبيعة والمغامرة. عند مدخل القرية، تستقبلك قلعة شامخة يُعتقد أنها كانت قصرًا لحاتم الطائي، تحكي حكايات الماضي بأحجارها وصمودها. وفي قلب القرية، تنتظر الزوار بقايا قصر طيني قديم يحمل بين جدرانه صدى حياة مضت، لكنه يظل شاهدًا على عراقة المكان.

وتزيد من جاذبية هذه الوجهة مقبرة صغيرة في القرية، تضم قبرين طويلين يحيطان بهالة من الغموض والأساطير. الأول، بطول 9.5 أمتار، يُنسب إلى حاتم الطائي نفسه، أما الثاني، فيُعتقد أنه قبر ابنته التي يُروى أنها أدركت الإسلام، مما يجعل هذه القبور جزءًا من إرث تاريخي وروحي يستحق التأمل.

زيارة توران ليست مجرد رحلة؛ إنها مغامرة مليئة بالدهشة والتاريخ، حيث يمكن لعشاق الثقافة والطبيعة الاستمتاع بسحر المناظر، واكتشاف القصص، والعودة بالزمن إلى حقبة صنعت تاريخًا خالدًا.

توران.. مغامرة لا تنسى في موطن أصل الكرم حاتم الطائي
توران.. مغامرة لا تنسى في موطن أصل الكرم حاتم الطائي

تجربة ترفيهية متكاملة في منتزه أجا بارك

يعد منتزه أجا بارك في حائل وجهة مثالية لعشاق المغامرات العائلية وأجواء الشتاء الساحرة. يمتد المنتزه على مساحة شاسعة تضم العديد من المرافق التي تلبي احتياجات الزوار من كافة الأعمار. تبدأ رحلتك عند منطقة التسوق، التي تقدم مزيجًا من المحلات المميزة لتلبية احتياجاتك، مما يجعلها نقطة انطلاق مثالية لجولتك داخل المنتزه.

في عمق المنتزه، تنتظرك مدينة ألعاب ضخمة على الهواء الطلق، حيث تتيح لك فرصة الاستمتاع بالألعاب الكهربائية والهوائية وسط أجواء مفعمة بالإثارة. بينما تحلق عاليًا بألعابها، يمكن لعينيك التمتع بإطلالة رائعة على جبال حائل الشامخة، مما يمنحك تجربة تجمع بين المرح وسحر الطبيعة.

يضم المنتزه مسرحًا يحتضن فعاليات متنوعة، إلى جانب أكواخ ومخيمات تم تصميمها بعناية لتناسب الأذواق المختلفة. يمكنك الاسترخاء في شاليهات بطابع يوناني مميز يغلب عليه اللون الأزرق المهدئ للأعصاب، أو اختيار الشاليهات الريفية التي تعكس الطابع التقليدي بأناقة. أما إذا كنت من محبي الجلسات البسيطة، فستجد جلسات أرضية مريحة تُشعرك بدفء الأجواء الشعبية.

ولا تكتمل تجربتك في منتزه أجا بارك دون استكشاف خيارات الطعام المتنوعة. تنتشر المطاعم والمقاهي وعربات "فود تراك" في أرجاء المنتزه، مقدمة أشهى المأكولات والمشروبات لتتناولها وسط الأجواء الشتوية المنعشة. منتزه أجا بارك ليس مجرد مكان للتسلية، بل تجربة شتوية متكاملة تجمع بين المرح، الاسترخاء، والتواصل مع جمال الطبيعة.

أجا بارك وجهة شتوية مثالية للاستمتاع بشمس حائل الدافئة
أجا بارك وجهة شتوية مثالية للاستمتاع بشمس حائل الدافئة

مغامرة استثنائية في جبل أم سنمان الساحر

انطلق في رحلة تأخذك إلى أعماق التاريخ في جبل أم سنمان، الموقع المسجل ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2015، والذي يُعد أحد أبرز مواقع الفن الصخري في المملكة العربية السعودية. يقع الجبل في شمال المملكة، حيث يفتح أمام الزوار نافذة فريدة على الحياة البشرية عبر آلاف السنين.

تزدان واجهات الجبل الصخرية بنقوش فنية غاية في الإبداع، تصور مشاهد بشرية وحيوانية تعود إلى بدايات العصر الحجري الحديث قبل أكثر من 12 ألف سنة. تُظهر هذه النقوش تفاصيل دقيقة عن أنماط الحياة اليومية والصيد والتنقل، ما يعكس العلاقة العميقة بين الإنسان والطبيعة في تلك العصور.

ولم تقتصر روائع جبل أم سنمان على النقوش البدائية فقط؛ بل يحمل في طياته نقوشًا عربية ثمودية وأخرى إسلامية تعود إلى عام 147 هـ، مما يجعل الموقع شاهداً حياً على تطور الكتابة والتعبير الثقافي في المنطقة عبر الزمن. هذه النقوش تمثل مزيجاً متنوعاً من الفترات الزمنية، مما يجعل الجبل مكاناً مثاليًا لعشاق التاريخ والثقافة.

في أجواء الشتاء الباردة، تتحول زيارة جبل أم سنمان إلى تجربة لا تُنسى. نسيم الصباح العليل يلفح وجهك وأنت تستكشف هذه الشواهد الأثرية الفريدة، محاطاً بجمال الطبيعة البكر والجبال الشامخة. إنه مكان يستحق الزيارة لكل من يرغب في فهم أعمق لتاريخ الإنسان وثقافته، واكتشاف أحد أعظم كنوز المملكة التاريخية.

مغامرة استثنائية في جبل أم سنمان الساحر
مغامرة استثنائية في جبل أم سنمان الساحر

جبل ومنتزه السمراء.. أجواء ممتعة لجميع أفراد الأسرة

من أجمل الوجهات التي يمكنكم التمتع بزيارتها في فصل الشتاء يبرز منتزه السمراء الخلاب الذي يعد متنفسا حقيقيا لأهل حائل وزوارها من مختلف أرجاء المملكة.

 يمتد منتزه السمراء في مدينة حائل على مساحة تقدّر بحوالي  90 ألف متر مربع، ويتميّز بقربه من الأحياء السكنية، ووجوده بجانب وادي الأديرع.

ويعدّ المنتزه أكبر مدينة مائية في شمال المملكة، لاحتوائه على بحيرة صناعية ساحرة، تصلها مياه السيول من وادي الأديرع في موسم الأمطار، أمّا في بقية فصول السنة، تُغذّى البحيرة من الآبار القريبة.

منتزه السمراء وجهة مثالية لمغامرة شتوية لا تنسى
منتزه السمراء وجهة مثالية لمغامرة شتوية لا تنسى