اكتشفي عجائب أتاكاما: الصحراء التي حيرت العلماء وشبهت بالمريخ
يُعتقد أن صحراء أتاكاما هي أقدم صحراء في العالم، وهي تشبه الكوكب الأحمر "المريخ" إلى حد كبير، لدرجة أن وكالة ناسا أجرت اختبارات عليها، وتقع صحراء أتاكاما على ساحل المحيط الهادئ في أمريكا الجنوبية، وتمتد على مسافة 1600 كيلومتر في شمال تشيلي، وهي من عجائب الطبيعة التي لا مثيل لها.
صحراء أتاكاما موقع مهم للعلماء وصناع الأفلام
وتوفر المناظر الطبيعية القاحلة التي تشبه كوكب المريخ، والتي غالبًا ما تتم مقارنتها بسطح المريخ، للزوار تجربة سريالية لا تُنسى بعيدًا عن المسارات السياحية المعتادة.
وصحراء أتاكاما هي الصحراء غير القطبية الأكثر جفافا في العالم، حيث لا تتلقى بعض المناطق أي أمطار على الإطلاق تقريبا.
لقد جعلتها تضاريسها الجافة والصخرية وتكويناتها الجيولوجية المذهلة موقعًا رئيسيًا للعلماء وصناع الأفلام على حد سواء، حتى أن وكالة ناسا اختبرت أدوات مهمة المريخ هنا، وتم استخدام مناطقها الشاسعة غير المستكشفة لمحاكاة البعثات إلى الكوكب الأحمر.
صحراء أتاكاما بعيدة عن أنظار المسافرين
بفضل السهول الملحية، وتدفقات الحمم البركانية، والوديان الحمراء، فليس من المستغرب أن يكون لهذه الصحراء تشابه غريب مع سطح المريخ.
وعلى الرغم من جمالها الغريب، تظل صحراء أتاكاما بعيدة إلى حد كبير عن أنظار العديد من المسافرين، خصوصا السياح الذين لا يفضلون المغامرة، ولا يغامر سوى عدد قليل من السياح بدخول مساحاتها النائية الشاسعة، الأمر الذي يترك مساحة كبيرة من المنطقة دون أن تمسها يد الإنسان أو تزعجها الحشود.
بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في استكشاف هضابها الواسعة وكثبانها الرملية الشاهقة، فهي توفر مناظر خلابة للقمم البركانية والسماء التي تعد من بين الأكثر صفاءً على وجه الأرض، مما يجعلها ملاذًا لمشاهدة النجوم.
صحراء أتاكاما أقدم الصحاري على الكوكب
هذا ويُعتقد أيضًا أن صحراء أتاكاما هي واحدة من أقدم الصحاري على الكوكب، إذ يعود تاريخها إلى ملايين السنين، واكتشف العلماء مؤخرًا منطقة داخل الصحراء ربما تشبه بيئة الأرض في بداياتها، مما قد يوفر أدلة على أشكال الحياة الأولى.
في الواقع، بعض تربة هذا الكوكب تشبه إلى حد كبير تربة المريخ لدرجة أن الاختبارات واجهت صعوبة بالغة في العثور على علامات للحياة، مما يجعله أحد أكثر الأماكن تشابهاً مع تربة المريخ على الأرض.
وبالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن تجربة سفر فريدة من نوعها، توفر صحراء أتاكاما فرصة نادرة للسير عبر المناظر الطبيعية التي تبدو وكأنها تنتمي إلى عالم آخر - وهي مغامرة غريبة وجميلة وآسرة للغاية.
السياحة في صحراء أتاكاما
تعتبر أتاكاما وجهة سياحية جذابة لمحبي المغامرة والطبيعة، حيث يمكن للمسافرين الاستمتاع بالعديد من الأنشطة، وفي مقدمتها رصد النجوم، إذ تعتبر أتاكاما واحدة من أفضل الأماكن في العالم لرصد النجوم بفضل سماءها الصافية، وكذلك لا يوجد مكان شبيه لهذه الصحراء في متعة الرحلات الصحراوية، والتي يمكن استكشافها بالسيارات أو على ظهور الجمال المتواجدة هناك، وأخيرا يمكن زيارة القرى المحلية المحيطة بالصحراء، من أجل التعرف على ثقافة السكان المحليين وعاداتهم وتقاليدهم.
أسباب الجفاف الكبير في صحراء أتاكاما
أتاكاما هي الصحراء الأكثر جفافا في العالم، وذلك لعدة أسباب، حيث تمنع تيارات المحيط الباردة تبخر المياه، مما يقلل من هطول الأمطار، أيضا من أحد الأسباب للجفاف وجود سلسلة جبال الأنديز، والتي تعمل كحاجز طبيعي يمنع وصول السحب المحملة بالأمطار من المحيط الأطلسي.
كذلك من الأسباب ظاهرة الضباب، فعلى الرغم من قلة الأمطار، فإن الضباب يلعب دوراً هاماً في توفير الرطوبة للنباتات والحيوانات التي تعيش في الصحراء القاحلة، إذ أنه وعلى الرغم من الظروف القاسية، فإن الحياة تجد طريقها للبقاء في أتاكاما. فقد تكيفت بعض الكائنات الحية مع هذه البيئة القاحلة، مثل النباتات الخاصة القادرة على تخزين الماء لفترات طويلة، كما تعيش بعض الحشرات والزواحف والقوارض في هذه الصحراء، وتعتمد على الرطوبة الناتجة عن الضباب.
الكنوز الأثرية في صحراء أتاكاما
صحراء أتاكاما مكان فريد من نوعه، يجمع بين الجمال القاسي والتاريخ الغني، وتعتبر هذه الصحراء كنزا حقيقيا للعلماء والمستكشفين والسياح على حد سواء، وعلى الرغم من ظروف الطقس الصعبة في الصحراء، إلا أن أتاكاما تحتوي على كنوز أثرية تعود إلى حضارات قديمة، مثل:
- المومياوات الضاربة في القدم، حيث تم اكتشاف مومياوات طبيعية محفوظة بشكل جيد بسبب الجفاف الشديد.
- رسوم صخرية تعكس حياة الشعوب القديمة، إذ تتزين الصخور في الصحراء بالعديد من الرسومات الصخرية.