عبق الماضي ونبض الحاضر: دليلك لزيارة كنوز المدينة المنورة الثقافية
المدينة المنورة ليست مجرد مدينة دينية تزخر بالروحانية، بل هي أيضًا وجهة ثقافية استثنائية تعكس التراث العريق والحضارة الأصيلة. تاريخها العريق وحضارتها الغنية يجعلها واحدة من أبرز المحطات لعشاق الثقافة والتراث في المملكة العربية السعودية. هنا، يمتزج الماضي بالحاضر في لوحة فنية نابضة بالحياة.
عند زيارة المدينة المنورة، ستجد نفسك أمام عالم متنوع من الفعاليات الثقافية والمواقع التاريخية التي تنقل الزائر إلى عصور مختلفة. من الأسواق التقليدية التي تحمل عبق الماضي، إلى المعارض والندوات التي تحكي قصص الأجيال الماضية، كل زاوية هنا تسرد حكاية عن جمال التراث المديني.
ومن أبرز الوجهات الثقافية التي تعكس هذا الإرث العريق، متحف وبستان الصافيّة الذي يعد منصة ثقافية تجمع بين الأصالة والحداثة. فهو يُجسد الطابع التراثي بأسلوب عصري، ويقدّم للزوار فرصة لاستكشاف الجوانب المختلفة للهوية المدينية.
المدينة المنورة ليست مجرد محطة عبور، بل هي دعوة مفتوحة لعشاق الثقافة لاستكشاف عوالم ملهمة تعيد إحياء التراث بروح معاصرة. استعد لاكتشاف جوهرة فريدة تُمزج فيها الروحانية بالجمال الثقافي، وتجعل رحلتك تجربة استثنائية بكل المقاييس
متحف سكة الحجاز
يعتبر المتحف مرجعًا تاريخيًّا مهمًّا؛ إذ يبرز تاريخ المدينة المنورة من العصر الجاهلي مرورًا بالعصر النبوي ثم عصر الخلفاء الراشدين وانتهاءً بالعصر السعودي.
كما يخلد المتحف تاريخ سكة حديد الحجاز، وخدمتها العظيمة لحجاج بيت الله وزوار الحرمين، بالإضافة إلى ٧ خزائن تحتوي على قطع أثرية، وكما يحتوي على مخطوطات قديمة كتبت في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله ويحتوي على الكثير من النقوش الإسلامية المبكرة.
ويتكون المتحف من ١٩ قاعة، تعرض تاريخ المدينة المنورة منذ فترة ما قبل الإسلام إلى عصرنا الحديث، وتعرِّف بالنبي ﷺ وزوجاته وأولاده والمهاجرين والأنصار، إلى غيرها من المعلومات التاريخية، كما يحتوي على 7 معارض للقطع الأثرية.
ويحتوي المتحف على أجزاء من قطار الحجاز، ومنها 12 عربة تم تجديدها وجعلها مطاعم للزوار.
متحف وبستان الصافيّة
يمثل متحف وبستان الصافية، الواقع في المنطقة المركزية بجنوب المسجد النبوي، مزيجاً فريداً من الفن المعماري والتجربة الثقافية. مع تصميمه المتقن الذي يدمج بساتين النخيل المدروسة بعناية مع الأحواض والنوافير، يقدم المتحف تجربة سمعية وبصرية مميزة عبر عرض "قصّة الخلق". يروي المتحف قصة الكون والأنبياء من خلال تقنيات رقمية مبتكرة، إضافة إلى محلات تجارية ومطاعم وخدمات ترفيهية تضمن للزوار تجربة لا تنسى.
متحف المدينة المنورة
متحف دار المدينة (نافذةٌ على التاريخ): يُقدّم هذا المتحف نافذةً فريدةً على تاريخ المدينة المنورة وحضارتها العريقة. من خلال معروضاته الأثرية الغنية والوثائق التاريخية المهمة، يستطيع الزائر استكشاف التطور الحضاري للمدينة من خلال العصور. يُغطّي المتحف مراحل تاريخية مُتعدّدة، مُقدّماً معلوماتٍ قيّمةً عن الحياة في المدينة منذ فترة ما قبل الإسلام، إلى الحاضر. يُعدّ زيارته ضروريةً لِفهم عمق تاريخ المدينة وأهميتها الحضارية.
أسواق المدينة المنورة (نكهةٌ من التراث): تُشكّل الأسواق التقليدية، مثل سوق عكاظ، جزءاً لا يتجزأ من ثقافة المدينة المنورة. وهي وجهةٌ مُميّزةٌ للتسوّق وشراء الهدايا التذكارية والمنتجات الحرفية المحلية الفريدة. تُعطي هذه الأسواق لمحةً عن الحياة التجارية التقليدية، وتُتيح للزائرين الفرصة للتفاعل مع الثقافة المحلية وتذوّق بعض النكهات العربية الأصيلة.
مركز المدينة للفنون
يعد مركز المدينة للفنون أحد أبرز الوجهات الفنية والثقافية في المدينة المنورة يبرز اسم مركز المدينة للفنون والذي يعد مركزا ثقافيا يهتمّ بإثراء الحراك الفني والثقافي بالمدينة المنورة، ويعدّ من أوائل المراكز الفنية المتخصصة بالفنون البصرية في المملكة، حيث يقيم عددًا من المعارض المتنوعة والورش والدورات التدريبية، كما يتيح للشباب باستعراض أعمالهم،والاندماج في مجتمعات تساعدهم على التطور والإبداع.
انطلق مركز المدينة للفنون عام 2018م داعمًا للحراك الفني والثقافي ليكون واجهة الفنون والثقافة الثرية في المدينة المنورة وليحقق خطوة من مستهدفات برنامج تطوير جودة الحياة أحد برامج رؤية المملكة 2030.
يظهر المركز بطابع معماري بسيط، حيث تبرز في معالمه الداخلية واجهات من حجر المدينة وجدران بيضاء متجانسة مع الرخام الأسود، ويتزيّن من الخارج بالزجاج الملوّن.
وتبلغ مساحته الكليّة 8200 م2، تتضمن مبانٍ وصالات متعددة الأغراض لإقامة ورش العمل، والمعارض الفنية.
متحف السلام
يخوض الزوار في متحف السلام في المدينة المنورة، الذي افتُتح عام 2024، تجربة فريدة لاستكشاف التاريخ الإسلامي من خلال مجموعة غنية من القطع الأثرية التي تروي السيرة النبوية. يتألف المتحف من 10 قاعات، منها "قاعة الهجرة" التي تشرح أسباب الهجرة إلى المدينة المنورة.
أما "قاعة المسجد النبوي" فتستعرض تاريخ وتصميم المسجد. بالإضافة إلى "قاعة المنطقة التاريخية" التي تسلط الضوء على آثار المدينة، و"قاعة أهمية السلام في الإسلام" التي تبرز دور النبي في نشر السلام. هناك أيضًا "قاعة أعلام المسجد" التي تعرض الأعلام التاريخية، و"قاعة الجوانب العلمية والاجتماعية" التي تركز على التعليم والطب والتجارة في المدينة المنورة.