"على خُطاه": تجربة سياحية فريدة لاستكشاف درب الهجرة النبوية بالمملكة

"على خُطاه": تجربة سياحية فريدة لاستكشاف درب الهجرة النبوية بالمملكة

محمد حسين

في إطار الجهود المستمرة لتعزيز السياحة الدينية وإثراء تجربة الزوار، شهدت المملكة العربية السعودية إطلاق مشروع "درب الهجرة النبوية" وتجربة "على خُطاه"، اللذين يتيحان لمحبي التاريخ الإسلامي فرصة استثنائية لاستكشاف مسار هجرة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة، في تجربة تجمع بين الروحانية والبعد التاريخي والثقافي.

إحياء مسار الهجرة بروح معاصرة

يمتد مشروع درب الهجرة النبوية على طول 470 كيلومترًا، ليربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، مستعرضًا 41 معلمًا تاريخيًا شهدت أبرز محطات هجرة النبي الكريم. ويأتي هذا المشروع ضمن رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى الاهتمام بالمواقع التاريخية وإحيائها بطرق حديثة، مع الحفاظ على أصالتها وأهميتها الدينية.

تم تصميم هذا المشروع بعناية فائقة ليكون وجهة سياحية دينية مميزة، حيث يمكن للزوار تتبع خطى النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة غنية بالمعرفة والإيمان. ويتيح المشروع عروضًا تفاعلية في خمسة مواضع رئيسية على طول المسار، تقدم سردًا تفصيليًا لقصة الهجرة النبوية، مما يعزز ارتباط الزوار بالسيرة النبوية ويمنحهم تجربة لا تُنسى.

المزج بين التكنولوجيا والطابع الروحاني في "على خُطاه"
المزج بين التكنولوجيا والطابع الروحاني في "على خُطاه"

تجربة "على خُطاه".. رحلة عبر الزمن

تعد تجربة "على خُطاه" إحدى أبرز المزايا التي يقدمها المشروع، حيث تأخذ الزائر في رحلة تحاكي رحلة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأحدث التقنيات التفاعلية.

وتضم التجربة متحفًا للهجرة النبوية، يُبرز تفاصيل الأحداث التي جرت خلال تلك الرحلة العظيمة، مدعومًا بعروض بصرية تحاكي البيئة الطبيعية لتلك الحقبة.

كما تتميز التجربة بإضافة عناصر الواقع المعزز، التي تجعل الزائر يشعر وكأنه جزء من هذه الرحلة التاريخية، مما يسهم في تعميق البعد الروحاني والتاريخي لهذه المحطة الفارقة في التاريخ الإسلامي.

تعزيز السياحة الدينية في المملكة

لا يقتصر مشروع درب الهجرة النبوية على كونه معلمًا تاريخيًا فحسب، بل يُعد جزءًا من استراتيجية المملكة لتطوير السياحة الدينية، وجعل المملكة وجهة عالمية لمحبي التاريخ الإسلامي. إذ يشكل المشروع إضافة نوعية لقطاع السياحة، حيث يعزز من توافد الزوار المسلمين من مختلف أنحاء العالم الراغبين في التعرف على تفاصيل الهجرة النبوية عن قرب.

وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة ورئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة، على أهمية هذا المشروع في ربط الأجيال بقيم النبي -صلى الله عليه وسلم- ومنهجه، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يأتي ترجمةً لاهتمام القيادة الرشيدة بالحرمين الشريفين، وضيوف الرحمن، والمواقع التاريخية التي تحمل قيمة دينية وثقافية عظيمة.

تجربة "على خُطاه".. رحلة تاريخية عبر الزمن
تجربة "على خُطاه".. رحلة تاريخية عبر الزمن

المزج بين التكنولوجيا والطابع الروحاني

ويحظى المشروع بدعم كبير من مختلف الجهات الحكومية، حيث شاركت إمارة منطقة مكة المكرمة، ووزارة السياحة، ووزارة الحج والعمرة، وهيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، وبرنامجيّ خدمة ضيوف الرحمن وجودة الحياة، والهيئة العامة للترفيه، في تنفيذ وإنجاح هذا المشروع الطموح.

وخلال حفل إطلاق المشروع، تم عرض فيلم وثائقي يُبرز مكونات درب الهجرة النبوية، كما شهد الحضور عروض طائرات الدرونز التي زينت سماء المدينة المنورة، في مشهد يعكس المزج بين التكنولوجيا الحديثة والطابع الروحاني العريق للمشروع.

تم خلال الحفل توقيع اتفاقيات تعاون بين عدة جهات لتعزيز تنفيذ المشروع، حيث وقّع الاتفاقيات كل من الهيئة العامة للترفيه، وهيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، وبرنامج جودة الحياة، والهيئة السعودية للسياحة، وشركة صلة.