
8 وجهات تراثية لا تفوتوا زيارتها في رمضان بالرياض
يتميز شهر رمضان بأجوائه الروحانية والاجتماعية المميزة، حيث يسعى الكثيرون إلى قضاء أوقاتهم في أماكن تحمل عبق الماضي وتروي حكايات الأجداد، مما يضفي على التجربة الرمضانية طابعًا خاصًا من التأمل والاستمتاع.
في الرياض، العاصمة النابضة بالحياة، تتجلى المعالم التراثية التي تعكس تاريخ المملكة العربية السعودية وتراثها العريق، حيث يمكن للزوار استكشاف عبق الماضي والاستمتاع بأجواء رمضان الفريدة.
تعتبر الرياض موطنًا للعديد من الوجهات التراثية التي تأخذك في رحلة عبر الزمن، من الأسواق القديمة إلى القصور الطينية والمواقع التاريخية التي شهدت على مراحل تأسيس الدولة. وخلال رمضان، تزداد هذه المواقع تألقًا بفضل الأنشطة الثقافية والفعاليات التي تضفي عليها روحًا رمضانية مميزة.
في هذا التقرير المفصل، سنأخذكم في جولة بين أجمل 8 وجهات تراثية في الرياض لا تفوتوا زيارتها خلال شهر رمضان.
قصر المصمك
يُعد قصر المصمك أحد أهم المعالم التاريخية في الرياض، وهو حصن طيني ضخم شهد أحداثًا مفصلية في تاريخ المملكة. خلال رمضان، يتحول القصر إلى نقطة جذب مميزة حيث يمكن للزوار التجول بين جدرانه السميكة والتعرف على معروضاته التي تحكي قصة استعادة الرياض على يد الملك عبد العزيز عام 1902. يمكنكم استكشاف الغرف التاريخية، ومشاهدة الأدوات والأسلحة المستخدمة في تلك الحقبة، بالإضافة إلى حضور الفعاليات الثقافية التي تعزز من روح الشهر الفضيل.

حي الدحو
على بعد كيلومتر جنوب غرب قصر الحكم، يقع حي الدحو في قلب العاصمة الرياض، وهو آخر الأحياء القديمة التي حافظت على عِمرانها النجدي التقليدي. يعود تاريخ بناء الدحو إلى أكثر من 200 عام، فبموقعه الاستراتيجي داخل منطقة قصر الحكم وشواهدها التاريخية، إلى أزقته الضيقة وتفاصيل بيوته التي تعبر عن أسلوب عيش السكان المحليين آنذاك، يحكي حي الدحو قصة حضارة صحراوية أُحيطت مبانيها بالأسوار والنخيل.
اتسمت الأحياء القديمة في الرياض بأسلوب العمارة النجدية، والتي اكتسبت هويتها العمرانية من بيئتها الجغرافية، يقع الحي على مقربةٍ من وادي حنيفة وتكثر حوله واحات النخيل الزراعية، ويشيع استخدام المواد المحلية في بناء المنازل والمباني التي أُسست بالحجارة واستخدم في رفعها الطين. عند زيارة حي الدحو، يمكن ملاحظة استدارة بعض جدران الحي، ويعود ذلك لوقوعها على تقاطعات المشاة. تشكل النقوش والزخارف السمة الأبرز في البيوت النجدية القديمة، فتطلى حواف الأبواب بالجص وتزين بالمثلثات والثقوب والأشكال الهندسية مما يعبر عن ارتباط سكانها المكاني بأرضهم وحضارتهم.
يمكنكم الاستمتاع بجولة رمضانية ساحرة في ذلك الحي التراثي الأصيل الذي يحمل في طياته نسمات التاريخ الخالد للمملكة عبر الزمان.

حي الديرة التاريخي
يقع حي الديرة بجوار قصر المصمك، وهو من أقدم الأحياء في الرياض، حيث يحتضن مباني طينية قديمة وأسواقًا تراثية تبيع كل ما هو أصيل، من العطور الشرقية إلى السجاد التقليدي والمصنوعات اليدوية.
في رمضان، يتحول هذا الحي إلى وجهة رائعة للتسوق والتجول بين أزقته الضيقة المليئة بالأضواء والفوانيس الرمضانية، مما يمنح الزوار تجربة فريدة مستوحاة من التراث السعودي الأصيل.

سوق الزل
لا يمكن الحديث عن الوجهات التراثية في الرياض دون ذكر سوق الزل، الذي يعود تاريخه لأكثر من قرن. يُعرف هذا السوق بتخصصه في بيع المنتجات التراثية مثل السجاد اليدوي، والبشوت، والخناجر، والمجوهرات التقليدية.
في رمضان، يزداد السوق حيوية حيث يتوافد الزوار لشراء المستلزمات الرمضانية والهدايا التراثية، بينما تملأ الأجواء روائح العود والبخور، ما يجعله وجهة لا تُفوّت لعشاق التراث والتاريخ.

المتحف الوطني السعودي
في شهر رمضان المبارك تأخذك أروقة المتحف الوطني السعودي في رحلة شيقة، تتجاوز فيها الزمان والمكان، وتقف على شواهد فنية وتاريخية في قلب مدينة الرياض بحي المربع، بجوار قصر الملك عبدالعزيز، حيث افتتح المتحف في عام 1419هـ، على مساحة قدرها 17 ألف متر مربع، تنتشر فيها حكايات 3,700 قطعة تراثية من تماثيل، ومخطوطات، ومنحوتات لا مثيل لها.
يضم المتحف الوطني السعودي ثمانية أقسام مفعمة بروح التاريخ، تبدأ في قاعة الإنسان والكون، حيث تتعرّف على نشأة الكون والمجموعة الشمسية، والعوامل الطبيعية المؤثرة في تطوره منذ ملايين السنين. وتتيح لك قاعة الممالك العربية القديمة الانغماس في حضارات امتدت من الألف الرابعة قبل الميلاد إلى القرن الثاني بعد الميلاد، كما تظهر أنماط الحياة الدينية والاجتماعية قبل الإسلام في قاعة العصر الجاهلي، وتتجلى سيرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في قاعة البعثة النبوية، منذ نزول الوحي وحتى هجرته إلى المدينة المنورة، ثم يظهر تاريخ توحيد المملكة في فيلم وثائقي داخل قاعة توحيد المملكة، وتضم قاعة الحج والحرمين الشريفين، جوانب التطور العمراني للحرم المكي والنبوي.
قصر المربع
يُعتبر قصر المربع من القصور التاريخية المهمة في الرياض، حيث كان مقرًا للملك عبد العزيز آل سعود. يُتيح القصر للزوار فرصة استكشاف الغرف الملكية، والمقتنيات الشخصية للملك المؤسس، إلى جانب الاستمتاع بالتصاميم المعمارية النجدية الأصيلة. خلال رمضان، يُنظم القصر فعاليات ثقافية وعروض تراثية تزيد من متعة الزيارة.
يُعد قصر الحكم من أهم المعالم التراثية والسياسية في الرياض، حيث كان مقرًا للحكم في عهد الدولة السعودية الثانية. يتميز القصر بتصميمه التراثي الفريد وأروقته التاريخية التي تحكي فصولًا من تاريخ المملكة. يمكن للزوار في رمضان استكشاف ساحات القصر، وحضور الفعاليات الثقافية التي تُقام داخله، والاستمتاع بالأنشطة التفاعلية التي تحاكي الحياة القديمة.

مرقب منيخ
وفي رمضان يمكنكم الاستمتاع بزيارة مرقب منيخ في المجمعة، الواقع في الناحية الجنوبية للبلدة القديمة. حيث يمتاز هذا المرقب بموقع استراتيجي على ارتفاع يتيح لأهالي البلدة القديمة مراقبة المناطق المحيطة من جميع الاتجاهات بدون عوائق، مما جعله رمزاً للأمان واليقظة في تلك الفترة.
من سطح الجبل، يمكن للزوار الاستمتاع بإطلالات بانورامية على مدينة المجمعة والمزارع المحيطة بها، ما يوفر تجربة مميزة تمزج بين عبق التاريخ وجمال الطبيعة. سواء كنت من عشاق التراث أو محبي المناظر الطبيعية، فإن مرقب منيخ وجهة تستحق الزيارة. قصر الحكم

حي الطريف بالدرعية
يُعتبر حي الطريف في الدرعية من أهم المواقع التاريخية المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. يضم الحي العديد من المباني الطينية والقلاع القديمة التي تحكي قصة تأسيس الدولة السعودية. في رمضان، يزداد جمال الحي بفضل الإضاءة الخافتة التي تزين جدرانه، كما يُمكن للزوار الاستمتاع بالفعاليات الثقافية، وسهرات السمر التراثية، والجلسات الرمضانية التي تُقام في أجواء مستوحاة من التراث النجدي العريق.

توفر الرياض لعشاق التراث فرصة فريدة لاستكشاف تاريخها العريق والاستمتاع بأجواء رمضان في أماكن تحمل بين جدرانها قصص الأجداد. سواء كنتم ترغبون في التسوق من الأسواق التراثية، أو التجول بين القصور الطينية، أو حضور الفعاليات الرمضانية، فإن هذه الوجهات الثمانية تقدم لكم تجربة لا تُنسى خلال الشهر الفضيل. لا تفوتوا فرصة زيارة هذه المعالم والاستمتاع بأجمل اللحظات الرمضانية بين أحضان التراث السعودي الأصيل.