أجمل وجهات سياحية في ميلانو لعاشقات الموضة والفن
ميلانو عاصمة الأناقة الإيطالية ومعشوقة النساء في العطلات السياحية سواء للسفر المنفرد أو مع الصديقات، فهي لا تقتصر فقط على التسوق الراقي بل تجمع بين الفن والجمال والتجارب الثرية التي تُلهم النساء اللواتي يملكن ذوقاً رفيعاً وشغفاً بالتفاصيل.
فهي مدينة تُرضي عشّاق الموضة الباحثات عن كنوز المصممين كما تُدهش محبّات الفن بعروضها البصرية الرفيعة ومن يرغبن في الاستمتاع بالأجواء الكلاسيكية الإيطالية.
ونقوم اليوم باستكشاف أبرز المعالم والتجارب التي تقدمها ميلانو خصيصًا للنساء اللواتي يجدن المتعة في التفاصيل الراقية والذوق الرفيع، حيث تمثل هذه التجربة فرصة نادرة لعيش لحظة من الرفاهية الثقافية والفنية التي تنسجم مع روح ميلانو الرفيعة.
غاليريا فيتوريو إيمانويل الثاني
لا تكتمل أي زيارة إلى ميلانو دون المرور عبر غاليريا فيتوريو إيمانويل الثاني وهي إحدى أقدم الأروقة التجارية في العالم وأكثرها أناقة، حيث تُبهر الزائرات بسقفها الزجاجي المميز وأرضيتها المزخرفة بالفسيفساء والأقواس المعمارية الواسعة التي تضفي طابعاً ملكياً على تجربة التسوق، وتضم هذه الوجهة متاجر لأرقى دور الأزياء مثل برادا وغوتشي ولويس فويتون، ولذلك فهي محطة أساسية لكل امرأة تُقدّر التفاصيل الراقية في عالم الأزياء.
ويمكن أيضًا الاستمتاع بتجربة فريدة حتى دون الشراء حيث تنعكس الأجواء الراقية في كل ركن، بدءاً من النوافذ المعروضة بعناية إلى المقاهي العريقة مثل كامبارينو التي تمنحك لحظة استراحة بطابع أنيق، كما تقدم الغاليريا فرصة للتعرف على المكانة العريقة لميلانو في عالم الموضة، حيث يتجمّع الزوّار لالتقاط الصور أسفل القبة الزجاجية المركزية أو للدوران فوق فسيفساء الثور الشهير طلبًا للحظ الجيد.
كوادريلاتيرو ديلا مودا
يعرف هذا الحي باسم "المستطيل الذهبي" ويضم شوارع أنيقة مثل فيا مونتي نابوليوني وفيا ديلا سبيغا وفيا سانت أندريا وفيا مانزوني، حيث تُعد هذه المنطقة عنواناً للتفرّد لكل من تبحث عن أرقى قطع الأزياء العالمية والمحلية، ويمتد الحي على طول شوارع مرصوفة بهدوء محاطة بمباني كلاسيكية ومتاجر تخفي وراء واجهاتها الفخمة تصاميم لا تُعرض إلا للنخبة.
وأثناء التجوّل في هذه المنطقة يبدو المشهد وكأنه من مجلة أزياء، حيث تتألق الزائرات بملابس أنيقة وتتحوّل الأرصفة إلى منصّات عرض غير رسمية، ويمكن أيضاً ترتيب جلسة تسوّق خاصة أو استشارة أسلوب شخصي داخل المتاجر نفسها أو عبر خدمات مرافقة متخصصة، ما يجعل التجربة شخصية واستثنائية، كما تُعتبر زيارة الحي فرصة لاكتشاف تطوّر الموضة من منظور إيطالي عريق، من خلال التفاصيل الصغيرة في التصميم والتفاعل بين الزبائن والبائعين وحتى الطريقة التي يتم بها تقديم القطع بأسلوب يلامس الذوق الرفيع.
تياترو ألا سكالا
لمن تهوى الفنون والثقافة يشكل حضور عرض في تياترو ألا سكالا تجربة لا تُنسى، حيث يُعد هذا المسرح العريق من بين أبرز دور الأوبرا عالميًا وقد استضاف عروضًا شهيرة في مجالات الموسيقى الكلاسيكية والباليه والأوبرا على مرّ العقود، ويمثل الدخول إلى هذا المكان العريق انتقالًا إلى زمن آخر مع مقاعده المخملية وشرفاته المذهبة وثرياته التي تتدلّى فوق رؤوس الجمهور في مشهد مبهر.
كما أن الذهاب إلى لا سكالا ليس مجرد حضور عرض بل طقسٌ احتفالي بحد ذاته، حيث تهتم النساء هناك بأدق تفاصيل إطلالاتهن، من الفساتين الأنيقة إلى الإكسسوارات الفاخرة، ويمكن أيضًا زيارة المتحف الملحق بالمسرح الذي يقدم لمحة عن تطوّر الفنون الموسيقية من خلال معروضات تشمل مخطوطات أصلية وأزياء العروض ولوحات لمبدعين تركوا بصمتهم.
حي بريرا
بريرا هو أحد الأحياء التي تفيض بجو فني متفرد حيث تلتقي الروح البوهيمية مع تفاصيل تجمع بين الذوق الراقي والحس الإبداعي، ويُعد خيارًا مثاليًا للنساء اللواتي يرغبن في استكشاف ميلانو من زاوية مختلفة بعيدًا عن خطوط الموضة التقليدية، حيث تتناثر المعارض الفنية في كل مكان وتزدهر المتاجر المستقلة والمقاهي الدافئة في زواياه.
ومن أبرز معالم الحي بيناكوثيكا دي بريرا، وهي من أهم المتاحف الفنية في البلاد حيث تعرض أعمالاً خالدة لفنانين مثل كارافاجيو ورافاييل ومانتينيا، ولكن لا تقتصر التجربة على داخل المتحف فقط إذ تنقل شوارع الحي نفسها الزائرات في جولة بين مبانٍ مغطاة باللبلاب وأزقة حجرية وسكان أنيقين يستمتعون بجولاتهم الصباحية أو باستراحة قهوة تحت أشعة الشمس.
كما يمكن التوقف عند المتاجر الصغيرة التي تقدم قطعاً فريدة من نوعها صُممت بإتقان لتناسب من تبحث عن شيء مختلف يحمل روح الحرفية والأصالة، وبعد التجوال بين صالات العرض والمحلات يُنصح بالاسترخاء في أحد أماكن "أبيريتيفو" الراقية مثل نُومبرا دي فين أو فيورايو بيانكي كافيه، حيث تمتزج أجواء الحي الفنية مع طابع اجتماعي هادئ.
مؤسسة برادا
تُعد مؤسسة برادا واحدة من أبرز المراكز الثقافية التي تعكس روح الابتكار في ميلانو، حيث أسستها دار الأزياء الشهيرة Prada في موقع صناعي قديم، فتحوّل إلى مساحة معمارية استثنائية تحتضن معارض فنية وتجارب بصرية خارجة عن المألوف، وبينما يتنقّل الزوّار بين أقسام هذا المجمع المميز تتداخل الفنون البصرية مع التصاميم الحديثة والتجهيزات التركيبية في مشهد يعكس كيف يمكن للموضة أن تُجاور الفن وتتقاطع معه بأساليب غير تقليدية، حيث تُلهم النساء اللواتي يبحثن عن محتوى فني مختلف، وتمنحهن مساحة لفهم أعمق للعلاقة بين الموضة والفكر والتعبير الإبداعي الحديث.
ويمكن أيضاً اعتبار المؤسسة نقطة التقاء بين الذوق الرفيع والفكر المتجدد، حيث تستضيف فعاليات حصرية ومعارض تجمع بين طليعة الفن المعاصر وأسماء لامعة من عالم التصميم، كما تُعقد بها عروض خاصة وتعاونات فنية مع مصممين عالميين مما يُضيف لها بعدًا ديناميكيًا يعكس موقع ميلانو الريادي في هذا المجال.
ومن الزوايا التي تستحق التوقف يأتي مقهى "بار لوتشي" الذي صممه المخرج الشهير ويس أندرسون حيث يمتاز بديكور مستوحى من أجواء الستينيات مع لمسات لونية أنيقة تجعله مثاليًا لالتقاط الصور ومشاركة لحظات الاسترخاء، ويمكن الاستمتاع هناك بقهوة إيطالية أو قطعة من الحلوى قبل استكشاف المعارض مما يُضيف تجربة حسية متكاملة لا تنفصل عن الطابع الثقافي للمكان.
حي نافيجلي
يقع حي نافيجلي في جنوب غرب ميلانو ويمثل أحد أرقى المناطق التي تعبّر عن الجانب الحالم من المدينة، و ويتيح للنساء تجربة تنبض بالتفاصيل الحسية والذكريات الجميلة، في منطقة تتسم بطابعها المحلي وروحها الأصيلة التي يصعب نسيانها، حيث تتقاطع المياه الهادئة مع الأرصفة الحجرية والأنوار الخافتة لتعكس أجواء شاعرية ومليئة بالتفاصيل الأصيلة، ويعود الفضل في تصميم قنواته إلى عبقرية ليوناردو دا فينشي حيث ساهمت هذه القنوات في تشكيل طابع الحي الذي يزخر اليوم بالأسواق المفتوحة وورش الفنانين والمتاجر الصغيرة المتخصصة في الحرف اليدوية.
وخلال النهار يمكن للزائرات أن تتجوّلن بين المتاجر التي تعرض قطع مجوهرات مصنوعة يدويًا أو ملابس فريدة تنتمي إلى تصاميم قديمة وعصرية في آنٍ واحد، كما يضم الحي مشاغل للجلود الطبيعية ومحلات للكتب الفنية واللوحات، مما يُضفي عليه طابعًا ثقافيًا غنيًا بالتفاصيل.
وبينما تغيب الشمس يتبدّل وجه الحي ليلاً ليصبح من أبرز الوجهات التي يقصدها عشاق الأجواء الهادئة والموسيقى الحية، حيث تتلألأ الأضواء فوق القنوات، وتعمّ رائحة شهية أرجاء المقاهي والمطاعم الواقعة على ضفاف المياه، ويمكن أيضاً حضور فعاليات فنية أو أمسيات شعرية حيث تتنوع الأنشطة الثقافية في المساء وتضيف طابعًا شخصيًا إلى كل زيارة.
متحف Armani/Silos
يجسد Armani/Silos تجربة فريدة تجمع بين البساطة والرقي حيث يُقدّم هذا المتحف المُقام داخل صومعة قديمة، سردًا بصريًا لمسيرة جورجيو أرماني المهنية التي امتدت لأربعة عقود، ويتميّز الفضاء المعماري بانسيابيته وتوازن ألوانه حيث تنعكس روح المصمم في كل تفصيلة من المعروضات.
وتُعرض في أروقة المتحف مجموعات مختارة من الأزياء التي تتناول موضوعات مثل الهوية والأنوثة والحداثة، حيث تُقدَّم القطع بأسلوب أشبه بالأعمال الفنية من حيث الإضاءة والتنسيق، كما يمكن أيضاً التوقف في مقهى أنيق داخل المتحف أو استكشاف المتجر الذي يضم منشورات حصرية وهدايا فنية تحمل بصمة أرماني.
وبهذا يصبح Armani/Silos وجهة مهمة لكل من ترغب في الغوص في جوهر الموضة وفهم العلاقة بين التصاميم والرسائل الإنسانية التي تحملها، مما يقدّم تجربة معرفية وفنية متكاملة تعبّر عن الأناقة كتعبير عميق عن الذات.
كورسو كومو 10
يُعتبر كورسو كومو 10 أكثر من مجرد متجر فهو مساحة فنية متكاملة أنشأتها كارلا سوزاني، المحررة السابقة في مجلة VogueItalia ويقع هذا العنوان المميز داخل فناء هادئ يُخفي خلفه عالمًا من الأزياء والفن والكتب والموسيقى، حيث تتناغم هذه العناصر في مكان واحد يعكس نبض ميلانو العصري.
ويشمل هذا المجمع الفريد بوتيكًا لقطع أزياء مختارة بعناية من دور أزياء بارزة ومصممين صاعدين إلى جانب معرض فني متجدد، ومكتبة تضم إصدارات نادرة تركز على الموضة والتصميم، بالإضافة إلى مقهى عصري يطل على شرفة خضراء، ويمكن أيضاً اكتشاف تشكيلات محدودة الإصدار تعكس أحدث التيارات العالمية في الموضة.
وما يجعل التجربة فريدة هو الترابط بين التفاصيل من طريقة عرض القطع إلى نوعية الزوّار إلى أسلوب الحوار البصري الذي يربط الأزياء بالفن، وبينما تتنقّل المرأة بين هذه الأقسام تجد نفسها محاطة بجو يدعو للتأمل والتجديد في آنٍ واحد، ويُعد كورسو كومو 10 محطة مهمة للنساء اللواتي يبحثن عن التجديد في الأناقة من منظور ثقافي وفكري، حيث تلتقي الموضة مع الذوق الشخصي بأسلوب لا يمكن اختزاله في مجرّد تسوّق عابر.
