عروض مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2022 .. "الخلاط+" تجربة سينمائية سعودية بنكهة تلفزيونية
ستة أفلام سعودية طويلة شاركت في مسابقات مهرجان البحر الأحمر السينمائي المختلفة، سعى الجمهور لاكتشاف محتوى تلك الأفلام خصوصا وأن معظمها لمخرجين يقدمون فيلمهم الطويل الأول، فيما عدا "الخلاط+" حيث حظى بحماس مسبق من الجماهير السعودية والخليجية بسبب كونه امتداد لتجربة رقمية حققت نجاحا كبيرا عبر موقع يوتيوب ومشاهدات تخطت المليار ونصف مشاهدة .
"الخلاط+" تجربة سينمائية بنكهة تلفزيونية
ضمن قسم روائع عربية قدم مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الثانية فيلم "الخلاط+" للمخرج فهد العماري وسط ترقب كبير من الحضور، كون الفيلم هو أول محتوى سعودي يعرض حصرا على منصة نتفلكس العالمية في التاسع عشر من يناير المقبل، ما زاد الحرص على مشاهدة العمل الذي عرض مرتين ضمن فعاليات المهرجان، لكن سببا آخر دفع الجمهور للتواجد كون كل الأبطال والفكرة نفسها معروفة لديهم عبر منصة "تلفاز 11" التي قدمت للمجتمع السعودي العديد من نجوم الكوميديا عبر اليوتيوب خلال السنوات العشر الأخيرة، ويعد "الخلاط " أحد أبرز هذه الانتاجات من حيث عدد المواهب الذين خرجوا منه أو عدد المشاهدات حتى الجزء الأخير منه والذي حمل رقم 21 وتم تقديمه قبل ثلاث سنوات ليبدأ التفكير بعدها في الظهور عبر منصة نتفلكس من خلال تجربة "الخلاط+" .
انقسمت ردود الفعل حول الفيلمين إلى مسارين متوازيين، الجمهور استقبل الأبطال فور ظهورهم على الشاشة الكبيرة بمسرح العروض الاحتفالية بفندق الريتز كارليتون، استقبلهم بضحكات ربما سبقت نطقهم لأي جمل حوارية وذلك بسبب المعرفة السابقة بين المتفرجين ومعظم الأبطال، ببساطة جاء الجمهور وهو مستعد للضحك لكن مع فارق أساسي أنه يشاهدهم على شاشة كبيرة وليست شاشة الهاتف الجوال، فيما رأى معظم النقاد أن العمل هو تجميع لاستكتشات كوميدية وليس فيلما بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، فما فوجئ به الحاضرون أن "الخلاط+" ليس قصة واحدة مأخوذة من أجواء البرنامج المتوقف ومستمرة من شارة البداية إلى شارة النهاية، بل هو أربع قصص منفصلة لا رابط بينها وكل قصة لها بداية وذروة ونهاية وكلها تتسم بجرعة كوميديا عالية فيما عدا الثالثة التي جمعت بين قليل من الكوميديا مع التشويق قبل أن تنتهي بجريمة قتل مزودجة .
التجربة بلا شك ستجتذب الجمهور السعودي والخليجي المشترك بمنصة نتفلكس، لكن لا يمكن وصفها بأنها "أول فيلم سعودي" من انتاج نتفلكس حتى الآن، ربما سيبق هذا الوصف معلقا لفترة حتى يتم طرح فيلم أخر غير مجزأ إلى حكايات منفصلة، غير أن "الخلاط+" يثبت على الجانب الأخر كثرة المواهب الكوميدية السعودية من كل الأجيال خصوصا الشباب الذي تحملوا عبء الإضحاك في كل الحكايات، بجانب الحساسية الإجتماعية التي يملكها فريق الكتابة الذين نجح في أن يضع يده على الكثير من المشكلات الحياتية واليومية ويقدم لها نقدا ناعما دون الخطاب المباشر والمواقف المكررة والضحكات المصطنعة.
يبدأ الفيلم بحكاية عن ثلاث لصوص سيئ الحظ يحاولون الفكاك من أسرة المجني عليهم ويستخدمون كل الحيل المثيرة للضحك قبل أن يقعوا في شر أعمالهم أخر المطاف، ثم نرى في الحكاية الثانية فتاة تعمل نادلة في مطعم فخم في إشارة إلى التغير الكبير الذي حققته المرأة السعودية وتحاول الإصلاح بين والدها وأمها بدعوتهما- مجانا- إلى المطعم بمساعدة زميلها الذين يقع في خطأ فادح يؤدي إلى تداخل الأمور في النهاية فتفقد الفتاة وظيفتها لكنها تستعيد عائلتها من جديد، في القصة الثالثة يتوفى زوج في حادث سيارة مروع ويصاب صديقه الذي يبدأ مهمة شبه مستحيلة لاخفاء سر كبير عن الزوجة الملكومة، أما الحكاية الرابعة فعن أسرة سعودية تحصل على رحلة إلى دبي في نفس توقيت وجود لاعب شهير بملهى ليلى يتسرب إليه الابن ثم الأب بحثا عنه وتتوالي المفارقات قبل أن يجد الأب والابن أنفسهما في مأزق بسبب بحث الأم عنهما في كل مكان .
فيلم "الخلاط+" من بطولة محمد الدوخي، إبراهيم الخير الله، عبد العزيز الشهري، إبراهيم الحجاج، صهيب قدس، فهد البتيري، زياد العمري، إسماعيل الحسن، فوز العبد الله، صحارى، إيلاف نجيب، وإخراج فهد العماري، وإنتاج محمد القرعاوي ومجاهد الجميعة وفكرة وتأليف علي الكلثمي.