نقوش تاريخية نادرة في موقع الأخدود.. اكتشافات أثرية جديدة بأيادي سعودية

تجربة تراثية وثقافية غنية تنتظر زوار المملكة العربية السعودية عبر وجهاتها المتنوعة لتضمن لهم واحدة من أجمل التجارب السياحية المتكاملة.

وكل يوم تعلن هيئة التراث السعودية عن اكتشافات أثرية جديدة تساهم في إثراء المشهد التراثي في المملكة وتزيد من جاذبية المملكة لعشاق التاريخ.

كشوفات تراثية لا تتوقف

واليوم أعلنت هيئة التراث عن اكتشاف تاريخي جديد يضاف لسلسلة الاكتشافات الأثرية التي تم الإعلان عنها في المملكة مؤخرا.

حيث كشف النقاب عن عدد من النقوش المسندية الجنوبية، وثلاثة خواتم ورأس ثور من البرونز يعود إلى عصور ما قبل الإسلام.

الكشف الجديد يساهم في إثراء المشهد الثقافي والتاريخي في المملكة ويقدم لزوار نجران على وجه التحديد تجربة فريدة من نوعها.

مشغولات ذهبية نادرة

طابع تذكاري خالد

النقوش المسندية الجنوبية المُكتشفة في موقع الأخدود بنجران تتمتع بطابع تذكاري ومن أهمها وأبرزها نقش كبير مدون على حجر من الجرانيت، مكون من سطر واحد، يبلغ طوله 230 سم وارتفاعه 48 سم تقريباً، ويصل طول حروفه إلى 32 سم، ليكون بذلك أطول نقش مسندي عثر عليه في تلك المنطقة

النقش الكبير المكتشف في موقع الأخدود بنجران يعود لأحد سكان موقع الأخدود، واسمه (وهب إيل بن مأقن)، يذكر من خلال نقشه هذا أنه قد عمل في سقاية بيته وربما قصره.

ممالك جنوب الجزيرة العربية عبر التاريخ

ليس هذا فحسب ما تم الكشف عنه، بل لعشاق الذهب والمجوهرات التاريخية فرصة فريدة للاطلاع على ثلاثة خواتم من الذهب عليها من الأعلى زخارف على شكل فراشة وجميعها تأخذ نفس الشكل والمقاس، وهي من المعثورات الأثرية التي لم يتم الكشف عنها مسبقاً في موقع الأخدود خلال المشاريع العلمية السابقة، فضلاً عن العثور على رأس ثور مصنوع من معدن البرونز عليه آثار أكسدة يجري العمل حالياً على ترميمه وفق المنهج العلمي

كشوفات تراثية لا تتوقف

والمعروف أن رأس الثور كان من الأمور السائدة والشائعة لدى ممالك جنوب الجزيرة العربية في عصور ما قبل الإسلام، فهو رمز القوة والخصوبة، وهو الرمز الأهم والأبرز لدى السبئيين والمعينيين والقتبانيين.

موقع الأخدود التاريخي محل الكشف الذي تم الإعلان عن تفاصيله من قبل هيئة التراث احتوى على العديد من الجرار الفخارية بمختلف الأحجام والمقاسات

وضم الكشف الجديد اكتشاف أثري مهم لإناء من الخزف الأتيكي الذي يؤرخ إلى القرن الثالث قبل الميلاد.

اكتشافات أثرية بأيادي سعودية

وجاءت هذه الاكتشافات خلال أعمال مشروع التنقيب الأثري الذي نفذته الهيئة بموقع الأخدود الأثري بمنطقة نجران للموسم الحادي عشر (1444هـ / 2022م) بمشاركة مجموعة من الخبراء السعوديين، للكشف عن أدلة ومعطيات علمية جديدة تساعد على فهم التسلسل الحضاري الذي لعبه موقع الأخدود الأثري بمنطقة نجران منذ العصور التاريخية المبكرة.

أعمال مشروع التنقيب الأثري التي نفذت في موقع الأخدود خلال الأشهر الماضية في الجزء الشمالي الشرقي من موقع الأخدود ضمن المنطقة الواقعة بين الحصن من جهة، والظواهر المعمارية لمبنى المسجد المكتشف خلال موسم عام 1417هـ في المنطقة الوسطى من الموقع العام، والتي ساعدت على تقديم مزيد من المعطيات الأثرية والمعلومات المهمة حول الموقع.

ظواهر معمارية فريدة من نوعها

كما تم الكشف أيضاً ضمن مشروع التنقيب الأثري لهذا الموسم وتحديداً في الجزء الشرقي من الحصن عن عدد من الظواهر المعمارية التي تتمثل في العمارة السكنية التي لم يتبق منها سوى الأساسات التي بنيت من الحجر، وجاءت متشابهة في تخطيطها على نمط منازل الأخدود التي تتكون من ممر في المنتصف على جانبيه غرف صغيرة ومتوسطة وأخرى عبارة عن مخازن.

المعثورات الأثرية جاءت متنوعة، ولعل من أهمها المعثورات المعدنية والأواني الفخارية ذات الحواف المتموجة والمباخر الحجرية إضافة الى العثور على نقشين بالخط المسند على جدار إحدى الوحدات المعمارية.

نقوش أثرية نادرة

دلالات حضارية خالدة في جنوب المملكة

نتائج ذلك المشروع العلميدلالا أسهمت منذ انطلاقتها في تحقيق العديد من الكشوفات الأثرية المهمة، وكشف الغطاء عن دلالات حضارية لمنطقة جنوب المملكة من حيث التعاقب الحضاري الذي نشأ على أرضها

حيث يفسر وجود وانتشار المستوطنات البشرية منذ عصور ما قبل الميلاد على التعاقب الحضاري بمنطقة نجران مما يدل على الصلات الحضارية التي لعبتها المنطقة في تلك الفترة.

الكشوفات الأثرية الجديدة تعبر عن جهود المملكة لإدارة مكونات التراث الثقافي وحمايته وصونه والتعريف به والاستفادة منه كمورد ثقافي واقتصادي مهم ضمن الإستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية المملكة 2030